حزب العشاق... حب تؤطره السياسة!

 

شبكة النبأ: يريد كومار سري سري ان يحمل بعض الحب الى صفوف البرلمان الهندي بعدما اسس حزب العشاق الهندي (اي ال بي).

فحتى في ديموقراطية معروفة بتنوعها السياسي يبرز كومار سري سري خبير التجميل بدوام جزئي كمؤسس لاحد اغرب المجموعات السياسية في البلاد اي حزب العشاق الهندي.

دفعه الى تأسيس هذا الحزب في العام 2008 الاحكام المسبقة التي اضطر الى تجاوزها للاقتران بزوجته، بهدف دعم الاشخاص الذين يرغبون في الزواج رغم معارضة الاهل بسبب فروقات في الطبقة الاجتماعية او الديانة.

فالذين يحيدون عن هذه المعايير ينتهون بخلاف مع الاهل او في اسوأ الحالات ضحايا "جرائم شرف" يرتكبها اقارب استهجنوا فعلتهم لحماية ما يعتبرونه شرف العائلة وسمعتها.

برنامج حزب العشاق الهندي يطالب بتحرك ايجابي في مكان العمل فضلا عن مسكن مجاني ورعاية مجانية للاطفال للازواج الذين يعيشون دون دون دعم عائلي.

ويجلس سري سري في المقر العام لحزبه وهو عبارة عن غرفة صغيرة تعج بالملصقات السياسية في شيناي عاصمة مقاطعة تاميل نادو مؤكدا انه ساعد 25 من الازواج على الاقتران في السنوات الثلاث الاخيرة.

ويؤكد كومار الذي لا يخفي حبه للشهرة "هدفي هو ان ينجح 10 اشخاص على الاقل من الحزب بدخول الندوة البرلمانية الوطنية العام 2014".

ويقول "حتى بعد مماتي سيعرف اسمي على انني من اسس حزب العشاق الهندي". وحاول كومار في البداية البروز كنجم سينمائي. بحسب فرانس برس.

فبعدما ترك المدرسة في العام 1989 توجه الى شيناي التي تحتضن اوساط صناعة افلام التاميل وجهد ليفرض نفسه في هذا المجال حيث المعارف مهمة جدا. ويتابع كومار قائلا "عندما غادرت بلدتي قلت للجميع انني اما اصبح نجما كبيرا واما لا اعود".

عمل نادلا في مطعم وموظفا في متجر لاشرطة الفيديو قبل ان يحصل على عمل في استديوهات سينمائية كخبير تجميل مبتدئ.

في تلك الفترة التقى بزوجته مانغاديفي خبيرة مساعدة في التجميل ايضا التي كان والدها خياطا على بلاتوهات التصوير.

وتتذكر مانغاديفي ضاحكة كيف ان كومار "كان يأتي ويتحدث الى والدي ويغادر من بعدها الى ان قال لي في احد الايام +احبك+".

وتواعدا لمدة عقد من الزمن محاولين الحصول على رضى اهل كومار الذين كانوا يريدون ان يتزوج من شابة غنية. ويقول "كان اهلي يريدون ان اتزوج بشابة تأتي بمهر كبير".

وبعدما فشلا في الحصول على موافقة اهله تزوجا من دون اعلام عائلة كومار. ويوضح كومار "ادركت عندها كل المشاكل التي يواجهها العشاق لان عائلاتهم تريدهم ان يتزوجوا وفقا للطبقة الاجتماعية والمال".

ويضيف "الناس راحوا يهزأون مني عدنما قلت لهم اني ساسس حزبا للعشاق الا انني اعرف ان ثمة ملايين من العاشقين في البلاد ممن سيصوتون لي".

ويعمل في الحزب نحو 20 متطوعا يساعدون في لصق الملصقات او توزيع المنشورات فيما يؤكد كومار ان عدد اتباعه مئة الف مع ان طريقة احصائه لهم مثيرة للشك.

ويوضح "اعرف ذلك لانهم يتصلون بي وانا اتحدث اليهم. اتلقى يوميا 15 الى 20 اتصالا هاتفيا من اشخاص يريدون دعم حزبي".

المعاش الذي يتقاضاه من عمليه كخبير تجميل وكموزع للحليب في الحي يغطي نفقات الحزب الجارية.

شعار الحزب عبارة عن قلب يخترقه سهم الحب. وفي حال لم تكن الرسالة واضحة كفاية يحمل القلب ايضا صورة اهم معبد للحب في العالم اي نصب تاج محل.

بعد اشهر قليلة على تأسيسه الحزب التقى كومار كلا من لكشمي (23 عاما) وسرينيفاسان (36 عاما) اللذين شكلا اول نجاح له.

فالرجل والمرأة من سكان شيناي وقد وقعا في الحب عندما كانا يعملان في متجر لبيع الملابس الا ان اهل سريتيفان اعترضا نظرا الى الفرق الكبير في الطبقة الاجتماعية. فوالده كان يشغل منصبا حكوميا مهما فيما كان والد الشابة مزارعا فقيرا.

وبعدما رأى ملصقات كومار في المدينة اتصل والد لكشمي به وطلب منه المساعدة فدبر عندها كومار لقاء مع اهل الطرفين.

ويوضح كومار "قلت لهم لا تقلقوا بشأن المال فهما شابان ويمكنهما العمل بجهد وكسب المال". فتزوجا في آب/اغسطس 2008 مع موافقة اهل سرينيفاسان على مضض.

وتقول لكمشي "لو لم نلتق كومار سري سري ولم نتزوج لكنت تعيسة جدا الان". الا ان الجميع ليس معجبا بسياسة هذا الحزب.

فحزب "هندو ماكا كاتشي" المحافظ شن حملة على حزب العشاق الهندي معترضا خصوصا على دعم كومار لعيد العشاق.

ويقول الامين العام التنظيمي لهذا الحزب المحافظ "هذا العيد يتعارض وتقالدينا وثقافتنا ويحاول نسف النظام العائلي لامتنا". الا ان طموح كومار لن يثمر سريعا على الساحة السياسية.

فعند فرز الاصواتجمعة ي الانتخابات املحلية في مطقاعة تاميل نادجدو لم يحصل كومار الا الى حوالىم ئتي صوت. الا ان ذلك لم يأت على حماسته.

ويوضح "ما من شكلة بتاتا! هذه اول انتخابات اشارك فيها ولايزال الكثير منها امامي". ويختم قائلا "ثمة شيء اكيد وهو ان من دون حب لا نجاح. من دون حب انت عاجز عن كل شيء".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/آيار/2011 - 14/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م