صناعة الأخبار العربية... بين تطلعات الديمقراطية وواقع الأمية

 

الكتاب: صناعة الأخبار العربية

الكاتب: نهى ميللر

الناشر: المركز القومي للترجمة بالقاهرة

عدد الصفحات: 258 صفحة من القطع الكبير

عرض: رويترز

 

 

 

شبكة النبأ: أرادت مؤلفة كتاب (صناعة الاخبار العربية) دراسة أداء الاعلام العربي فتناولت عدة قضايا ترتبط بهذا الامر منها الحريات العامة والامية والديمقراطية والكفاءة المهنية لبعض الفضائيات وفي مقدمتها قناة الجزيرة القطرية التي بدأت عام 1996.

وترى نهى ميللر أن حرب الخليج 1991 كانت محفزا على بدء اصلاح في مجال الاعلام العربي حيث بدأت في العام نفسه فضائية ام بي سي "على أيدي بعض الاثرياء السعودييين الذين ينحدرون من الاسرة المالكة" وتلاها اطلاق فضائيات عربية كثيرة.

والمؤلفة وهي مصرية الاصل وتقيم في الدنمرك وتعمل أستاذة للاعلام في معهد دراسات الشرق الاوسط بجامعة كوبنهاجن تستند الى مؤسسة أمريكية رصدت عام 2004 تفاوتا هائلا بين الدول العربية في التمتع بالحقوق السياسية والحريات المدنية.

وطبقا لذلك التقرير فان الكويت هي الدولة العربية الوحيدة التي تتمتع بحرية جزئية أما بقية الدول العربية فهي "غير حرة".

وتعلق المؤلفة قائلة ان اعتبار قطر من الدول التي تفتقر للحرية "يبدو مناقضا للصورة التي تطرحها هذه الامارة الصغيرة باستضافة قناة الجزيرة... المثيرة للجدل التي تبث مناقشات محتدمة حول قضايا شائكة وحساسة بالنسبة للعديد من الانظمة العربية. على عكس هذا نجد أن الامم المتحدة قد وضعت 13 دولة في هذا المسح نفسه من ضمنها قطر التي وضعت باعتبارها دولة متحررة."

وصدرت الترجمة العربية للكتاب عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة وتقع في 258 صفحة من القطع الكبير. وقالت مترجمة الكتاب حنان عبد الرحمن الصفتي في المقدمة ان القنوات الفضائية العربية أصبحت "هما ونعمة" للحكومات العربية فهي "تفضح الاداء المتدني" لكثير من التلفزيونات الوطنية كما توفر على هذه الحكومات جهدا كبيرا في الهاء الشعوب الذي مارسته كثير من برامج الترفيه التي لا يعنيها التثقيف ولا رفع مستوى الوعي.

وأضافت أن الفضائيات لعبت بكفاءة دورا في الهاء الشعوب أكثر مما "تفعله هذه الحكومات بشعوبها فسادا وافسادا... مازالت الحكومات العربية تسيطر الى حد ما على الفضائيات حتى التجارية منها أو المستقلة... ولم يكن رجال الاعمال والمستثمرون الاعلاميون سوى واجهات لخلاصة السياسيات الرسمية" التي ينفذونها بشكل تقول انه أكثر قسوة.

وتقول مؤلفة الكتاب نهى ميللر ان البرامج الترفيهية تحتل المساحة الاكبر في الفضائيات العربية أما المواد السياسية والثقافية فهي موجهة الى النخبة ولكن مجمل ما تقدمه هذه الفضائيات جعل المشاهد العربي يقبل فكرة التنوع الثقافي والقومي بمشاهدة مسلسلات تلفزيونية وبرامج بلغات عامية غير اللغة السائدة "اللكنة القاهرية".

وترى أن الفضائيات العربية "نجحت في رفع سقف الحرية" وفرض روح المنافسة في ظل تفاوت الكفاءة المهنية بينها.

وتسجل أن الفضائيات العربية تخاطب شريحة من الجمهور تعجز عن مخاطبتها وسائل الاعلام المطبوعة بسبب الامية.

وتضيف أنه نظرا لانخفاض مستوى الامية في لبنان فان عدد الصحف اليومية بلغ 101 وهذا "يجعل من لبنان البلد الاعلى من حيث توزيع الصحف في المنطقة" في المقابل توجد "صحيفة (يومية) واحدة" في اليمن. وفي فترة البحث نفسها (1995) ترصد 53 صحيفة في مصر منها 15 صحيفة يومية.

وتقول ميللر ان الفضائيات العربية فضلا عن كونها من أهم مصادر المعرفة والمعلومات للعالم العربي تتناول بعض الاحداث بشكل يختلف عما يتبناه الاعلام الامريكي مستشهدة بالتعامل "المثير للجدل الذي تقوم به قناة الجزيرة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 والذي قوبل باستياء كبير على الصعيدين الامريكي والشرق أوسطي" ولكنها لم تحدد الدول الشرق أوسطية المستاءة من الاداء الاعلامي للجزيرة.

ولكنها تتوقف أمام الشؤون الداخلية لدولة قطر والتي "لا تحظى بالمزيد من الاهتمام من قناة الجزيرة" التي أدت معالجاتها لبعض قضايا داخلية عربية في "تقارير اخبارية مثيرة ومناقشات حادة" الى حظر مراسلي الجزيرة في دول منها البحرين والاردن والسعودية.

وتعرضت الجزيرة وفضائيات ووسائل اعلامية عربية وأجنبية أخرى للمنع أو سحب التراخيص الممنوحة لمراسليها في الاشهر الاخيرة حيث شهدت بلدان عربية انتفاضات شعبية حاشدة نجحت في تونس ومصر في انهاء نظامي زين العابدين بن علي في يناير كانون الثاني وحسني مبارك في فبراير شباط. وما زالت الجزيرة وكثير من الفضائيات العربية غير مسموح لها بالعمل في دول منها سوريا وليبيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/آيار/2011 - 8/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م