صورة امريكا من خلال اعلامنا الهزيل

سامي جواد كاظم

للشارع حديث ومناقشات واراء فيما يحدث حوله وكل يتحدث عن ما يرغب فيه من مواضيع سياسة رياضة فن تاريخ وهكذا والاكثر احتداما في الشارع هي السياسة والرياضة ولكن حديثنا عن السياسة نتيجة للتطورات التي تحدث يوميا في العالم سواء كان عربيا او اسلاميا او عالميا، واقوى لاعب يثير النقاشات ويحدث الزوبعات ويشوه الحقائق ويكشف المستور هو الاعلام.

الاحداث المهمة التي مرت علينا هي الثورات العربية والحروب على الارهاب ومقتل ابن لادن، ومهما تَحدّث وأوّل الشارع هذه الاحداث فانه يؤثر في الحيز الذي حوله ولكن وسائل الاعلام عندما تتطفل او تُخبث فان لها دور مؤثر في الشارع، هذه الاضطرابات للأسف يتم تجييرها اكثر من اللازم للإدارة الامريكية وذلك لان البيت الابيض يشتهر بصفتين الاولى الخبث والثانية القوة والعلم وبين هذا وذاك تأتي كثير من الردود حول الاحداث في خدمة امريكا.

الاغرب فيها هي ان وسائل الاعلام العربية هي التي تمنح هذه الفرصة لأمريكا وكم من مرة سمعنا ان امريكا هي من اسقطت حسني مبارك وكان الشعب المصري لا دور له في ذلك، وامريكا تعلم بكل شيء ومنها مكان ابن لادن، واخر يقول ان ابن لادن لم يقتل، واخر يقول ان لطاغية العراق شبيه، واخر التقارير التي تحدث عنها جهلة المؤسسات الاعلامية هو "مخطط برنارد لويس: تفتيت العالم الإسلامي لصالح إسرائيل الكبرى" وهذا التقرير تاريخ صدوره قبل اكثر من عقدين ولا احد ذكره في وسائل الاعلام واليوم بعد التفسخ العربي ظهر التقرير وعلى غراره تنبؤات نوستردام، بل حتى الزلازل التي حدثت في هايتي كان سببها تجرية سلاح امريكي، فقد نقلت صحيفة غازيتا الروسية عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله ان "زلزال هاييتي قد يكون نتج عن تجريب سلاح زلزالي اميركي".

ونسيت ان اضيف ان امريكا هي التي غيرت الشاه بالخميني في ايران وامريكا هي التي حركت حزب الله ضد اسرائيل، وامريكا هي التي قسمت السودان، بل وحتى ان امريكا هي من خططت لأحداث سبتمبر وامريكا هي مكتشفة سيارات تويوتا !!!

اي مستوى من الضعة يصل اليه الاعلام عند نشره هكذا اخبار نعم قد تكون لأمريكا يد في بعض الاحداث ولكن ليس كلها بل اغلبها لا علم لأمريكا فيها ولكنها اي امريكا تعمل على الاستفادة من الاحداث بما يخدم السيناتورات على حساب الشعب الامريكي والعالم.

هل سمعتم في يوم ما قالت وسائل اعلامنا ان الـ سي ان ان نشرت تقرير كاذب؟ بل ان اخبارها تعتبر مصادر لهم ولا يجرأون على تكذيبها، هل قالوا ان الصحف الامريكية تكذب في نشر التقارير والاخبار؟ كلا بل انها المصدر الذي لا يكذب في تزويد وسائل اعلامنا الموقرة بالأخبار!!!!

هل قتل ابن لادن جاء بتوقيت ام صدفة ام كذبة؟ هذا هو الشغل الشاغل لكل وسائل الاعلام في العالم ومهما تكن النتائج فإنها تعتبر خطوة في صالح المجتمع البشري بعيدا عن من كان يدعم ابن لادن طوال فترة (جهاده) ضد الانسانية، في بداية تأسيس القاعدة كانت الاسلحة روسية التي يستخدمها انصاره وبعد سبتمبر واحتلال افغانستان اصبحت الاسلحة امريكية وقد ذكرت وسائل الاعلام الامريكية في حينها ان هنالك شاحنات محملة بالأسلحة استولى عليها جماعة طالبان لتبرر وجود اسلحتهم عند ـ اعدائهم ـ!!!!

الاستخبارات الأمريكية والقوة الاقتصادية والعسكرية لأمريكا لا يمكن لاحد ان يجهلها ومهما بلغت قوتها فان قوة ردود الافعال التي تفرزها وسائل الاعلام الهزيلة والموجهة اكثر بكثير من تلك القوة اي الاستخباراتية والاقتصادية والعسكرية لأمريكا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/آيار/2011 - 5/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م