السينما... متنفس الشعوب وترجمة لتطلعاتها

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تعتبر السينما من الادوات المهمة والضرورية التي تنقل هموم الفرد والمجتمع وتعكس آماله وتطلعاته في اطار حبكة متناسقة المضمون والمعنى، كما اصبحت عالميتها هي دليل انتشارها ومدى مقبوليتها لدى معظم الناس من خلال التأثير الذي تتركه لدى الرأي العام وهي تغوص عميقاً في سبر غور اكثر القضايا الإنسانية حساسية وتأثيرا في المجتمع.

ان تنوع القضايا التي تتناولها السينما جعلها اكثر الماماً بنبض الشارع، وأكثر معالجة لجوانب مختلفة من حياته منها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي وغيره، والتي تنطوي تحتها الاف العناوين الفرعية، والتي بدورها اثرت الحياة البشرية بمختلف المواضيع التي تناولتها بالتحليل والنقد او بصورة واقعية ومجردة من كل إضافة لتترك الحكم النهائي للمتلقي صاحب الكلمة الفصل.

وقد برزت مؤخراً القوة الكامنة لصناعة السينما كقوة لا يستهان به، وسلطة لا تقل نفوذاً عن مثيلاته، خصوصاً بعد التطور العلمي والصناعي الذي مكن هذه الصناعة من القيام بقفزات كبيرة في تقنية صناعة الافلام والتي جعلت نسبة المصداقية ومدى التأثير في المشاهدين تصل الى نسب عالية جدا.   

اللعبة العادلة

فبدوره يستعيد فيلم "اللعبة العادلة" للمخرج الأمريكي دوغ ليمان، جوانب من سيرة واقعية لكواليس صناعة قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، غزو العراق، على أساس حجج مزعومة حول امتلاك صدام لأسلحة دمار شامل، تبين لاحقاً عدم صدقيته، وهي قصة صراع انفجر إعلاميا بين عميلة وكالة الاستخبارات المركزية فاليري بالم (ناعومي واتس)، وزوجها السفير السابق جوزيف ويلسون (شون بين)، مع إدارة البيت الأبيض، بعد أن نشر السفير المتمرد مقالاً في صحيفة واسعة الانتشار، ينفي فيها وجود أدلة ثابتة عن حصول صدام حسين على أسلحة دمار شامل، خلافاً للرواية الرسمية التي روجها البيت الأبيض لتبرير الحرب، في الوقت الذي تبدي فيه فاليري نشاطاً مكثفاً لتجنيد عملاء داخل العراق، يمدون الوكالة بمعلومات عن البرنامج النووي، تكلف السلطات الأمريكية زوجها بمهمة داخل النيجر، للتحقق من صفقة مزعومة لبيع العراق شحنة من اليورانيوم، وهو ما لم يتأكد له بعد اتصالات عالية المستوى، لكن إقدامه على نشر حقيقته الخاصة سيكلفه غالي، من أجل الانتقام، سيدخل مكتب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني على الخط، مسرباً للصحافة هوية زوجة ويلسون، العميلة السرية، الأمر الذي يعرضها للخطر، كما يكشف قائمة المتعاونين معها في بلدان عديدة، بدءاً من مصر، والأردن، والعراق إلى باكستان، لتضطر تحت الضغط إلى تقديم استقالتها من وكالة المخابرات المركزية، وتتفرغ لمواجهة مصير مظلم يتهدد ليس فقط مسارها المهني، بل عش الزوجية الذي يحاول الصمود أمام إعصار المؤسسة القوية. بحسب السي ان ان.

وتعود الوقائع الحقيقية إلى عام 2003 حين تم الكشف عن هوية العميلة، واقتيدت على إثر ذلك صحفية من "نيويورك تايمز" إلى السجن، بينما عول رجال الإدارة الأمريكية على الزمن لطي صفحة البرنامج النووي العراقي، كان "اللعبة العادلة" الفيلم الوحيد الذي مثل الولايات المتحدة في دورة مهرجان "كان" الأخيرة، وإن كان لا يخرج عن الصياغة الكلاسيكية لأفلام هوليوود، التي تناولت صراع الضمير الذي يعمل بمنطق العدالة، مع المؤسسة التي تعمل بمنطق الفعالية والمصلحة الكلية، فإن خصوصيته تكمن في رسم مسار متداخل بين الشق السياسي والفضاء العائلي، الذي بات صدى للضغوط الوافدة من المجال السياسي، والتي تهدد سعادة أسرة كانت حتى يومئذ نموذجاً للاستقرار والتساكن، أما على المستوى العربي، فكان للفيلم صدى خاص بالنظر إلى الجدل الذي أثارته مشاركة الفنان المصري خالد النبوي في دور العالم الفيزيائي العراقي حامد، الذي يربط الاتصال بالعميلة الأمريكية فاليري عن طريق أخته المهاجرة بأمريكا زهراء، والتي لعبت دورها الممثلة الإسرائيلية ليزار شارهي، وكان النبوي قد تعرض لانتقادات من جانب أطراف فنية وإعلامية من منطلق أن مشاركته الى جانب الممثلة الإسرائيلية، التي اتخذت صور لهما في مهرجان كان، تدخل في إطار التطبيع الذي تناهضه المؤسسات الفنية المصرية.

المخرج كين لوتش والعراق

في سياق متصل فأن الناشط ابدا كين لوتش الذي لطالما ركز كاميرته على الطبقة العاملة في بريطانا، ينطلق هذه المرة في "روت ايريش" الى بغداد للتنديد بخصخصة نزاع قاده الجشع على ما يؤكد، ويقول كين لوتش خلال زيارته اخيرا لباريس "كنت احوم حول العراق منذ فترة لكني لم اكن اعرف اي فيلم بالتحديد اريد ان انجز" عن هذا البلد، ويضيف "بموازاة ذلك بدأ يتضح اكثر فاكثر ان النزاع شن لغرض السيطرة الاقتصادية فيما راحت الشركات الامنية الخاصة تحل تدريجا مكان الجنود"، يذكر ان "روت ايريش" هو الاسم الذي يطلقه الاميركيون منذ وصولهم الى العراق 2003، على الطريق التي تصل المطار بالمنطقة الحضراء في بغداد والتي تعتبر "اخطر طريق في العالم"، في العام 2004 وبعد سنة على الغزو اقنع فيرغوس وهو عضو سابق في القوات البريطانية الخاصة صديقه منذ الطفولة فرانكي بالانضمام الى فريقه من العملاء الامنيين في بغداد حيث حلم كسب الاموال سريعا على ما اكد له.

يبدأ الفيلم على مشهد مطار مهجور في العام 2007، حيث فرانكي او ما تبقى منه يعود في نعش الى ليفربول من دون ان يحظى باي استقبال رسمي، ليدفنه اقاربه المفجوعين في غياب اي مسؤول رسمي، وسيحاول فيرغوس في الفيلم ان يكتشف كيف قتل صديقه ولماذ، ويوضح لوتش "الفكرة كانت في ان انطلق من هذه الوفاة والسير على خطى فيرغوس في تحقيقه لنكتشف تدريجا الجشع والاكاذيب والتعذيب والعنف، وقال "اردت ان افعل ذلك فقط من خلال حل هذا اللغز ومن دون انجاز فيلم جديد عن القصف والانفجارات والقنابل والدم"، ويضيف لوتش "عندما بدأت الشركات الخاصة تحل مكان الجنود فان اناسا من الطبقة العاملة حلوا مكانهم بشكل عام مع الامل بكسب المال السريع"، لكنه يرى ان "تخصيص الحرب في العراق سمح بالوصول الى مستوى غير معقول من الجشع. بحسب فرانس برس.

عندما يقتل جندي تقام له مراسم دفن رسمية ويخضع السياسيون للمساءلة، الا انه عندما يقتل عميل امني خاص فلا احد يعرف شيئا ولا مراسم ولا خطابات في مأتمه"، ويضيف "هذه ظاهرة فعلية مع انه من المستحيل الحصول على ارقام موثوق بها"، كانت التقديرات في اوج النزاع تشير الى وجود 160 الف عميل خاص في العراق بينهم 50 الفا من الحراس الامنيين المدججين بالسلاح الذين لا يخضعون لاية ملاحقة او مسؤولية في العراق، يذكر ان المخرج مع كاتب السيناريو ورفيق دربه بول لافيرتي اجرى لوتش دراسات والتقيا جنودا وعملاء في شركات خاصة على غرار فيرغوس وفرانكي وانتقلا الى الاردن حيث يقيم العديد من العراقين، يقول لوتش "في بريطانيا تجند وزارة الدفاع هؤلاء الاشخاص لعمليات ضمان الامن على الطرقات وحماية الشخصيات، عدد هؤلاء يفوق عدد الجنود هناك"، ويتابع قائلا ان المشكلة تكمن في ان الشركات التي تستخدم هؤلاء قادرة على "اشعال العنف لدى شخص مدرب على القيام بعمل كهذا الا انها تعجز على اخماد ذلك ليعود الى الحياة الطبيعية"، ويقول لوتش ان انكلترا تريد اليوم طي هذه الصفحة والانتقال الى فصل اخر، ويوضح "قلة من الناس لا تزال تدعم الحرب ان كلمة السر الان هي (الى الامام) اما المشكلة بالنسبة للعراقيين فتكمن في ان لا خيار لهم، فكل العائلات العراقية عمليا فقدت احد اقاربها من دون الحديث عن الجرحى، البلد مدمر، فكيف عساهم ينتقلون الى شيء اخر؟".

العراق بعد الحرب والدكتاتورية

من جهته أنفق العراقي زيد فاضل 800 ألف دولار لتحقيق حلمه بانعاش دور السينما في العراق بعد عقود من الدكتاتورية التي قيدتها والخوف من التفجيرات الذي أبعد الناس عنها وأبقاهم في منازلهم، وافتتح فاضل دار سينما صغيرة في نادي اجتماعي بالعاصمة العراقية بغداد ليكون بداية خطة طموحة لبناء 30 دارا للسينما في بغداد في غضون أربع سنوات مما يمنح العراقيين فرصة مشاهدة أفلام تعرض للمرة الاولى كما هو الحال في باقي دول العالم، وامكانية مشاهدة أفلام جديدة مثل (درايف انجري) "Drive Angry" أو (ذا ميكانيك) "The Mechanic" أو (سورس كود) "Source Code" ستفتح الباب على مصراعيه امام العراقيين ليتصلوا من جديد دون اي قيود بثقافة السينما العالمية التي حرموا منها في عهد الرئيس الراحل صدام حسين الذي امتد 24 سنة والفوضى الدامية التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وأطاح بصدام.

وقال الممثل والمخرج العراقي عزيز خيون في افتتاح دار السينما العراقية بنادي الصيد في بغداد ان في افتتاح دار للسينما في العراق اصرارا على الحياة، وأضاف أن الامر مهم كرغيف الخبز، وكان يوجد في العراق يوما 82 دارا للسينما منها 64 دارا في العاصمة المزدحمة التي يعيش فيها نحو سبعة ملايين من اجمالي سكان العراق وهو 30 مليون نسمة، لكن شيئا فشيئا أغلقت هذه الدور أبوابها في عهد صدام حين كانت الحكومة تتحكم في اختيار الافلام وتحدد أهميتها ولم يتبق منها وقت الغزو سوى خمس دور فقط، وأدت هجمات المقاتلين التي أعقبت الغزو وأسفرت عن مقتل عشرات الالاف الى خوف العراقيين من الذهاب الى الاماكن العامة وأماكن التجمعات، واختار العراقيون الامان النسبي في بيوتهم حيث يمكنهم متابعة مئات القنوات الفضائية، لكن على الرغم من أن عشرات التفجيرات والهجمات لازالت تقع كل شهر في العراق فان العنف تراجع بشكل عام في السنوات القليلة الماضية وأصبح العراقيون يترددون على الاماكن العامة مجددا.

وقال فاضل ان العراقيين متعطشون لعودة دور السينما وانه يحاول اعادة ثقافة الذهاب للسينما الى العراقيين، ودار السينما الصغيرة التي افتتحها فاضل في نادي الصيد العراقي بها قاعتان في كل منها 75 مقعدا فخما مستوردة من اسبانيا وبها أنظمة صوت واضاءة متطورة وأجهزة عرض من ايطاليا وألماني، وستزود أيضا بأجهزة عرض رقمية ثلاثية الابعاد، ويوجد الدار بالقرب من محلات ملابس ومطاعم ومنطقة مخصصة للعب الاطفال، وقالت زينب الكساب وهي موظفة حكومية حضرت الافتتاح في نادي الصيد ان افتتاح هذه الدار أعاد اليها ذكريات أول مرة اصطحبها والدها الى السينما وكان ذلك في الثمانينيات من القرن العشرين، وأضافت أن الامر له نفس المذاق، وكان العراقيون يتمتعون في وقت من الاوقات بمشاهدة أفلام السينما الهندية والامريكية ويفضلون نجوما عالميين مثل أنتوني كوين وصوفيا لورين لكن سيطرة صدام المحكمة على الواردات ضيقت الاختيارات أمامهم في نهاية المطاف، ويقول مثقفون عراقيون انهم لن يقبلوا هذه القيود من الحكومة العراقية الجديدة المنتخبة ديمقراطيا وأضافوا أنهم يحتجون على أي رقابة لان هذا سيبني أسوارا حديدية تحد من الابداع.

وسيبدأ فاضل قريبا العمل لافتتاح داري سينما جديدتين في النادي الاجتماعي الكبير الاخر في بغداد وهو نادي العلوية بوسط العاصمة ويأمل أن يبني دورا أخرى في مراكز تجارية، ويأمل فاضل أن يصبح موزعا حصريا لاحدث أفلام كبريات شركات الانتاج مثل وورنر براذرس وفوكس القرن العشرين وغيره، ويعتزم فاضل عرض أفلام مثل الجزء الثالث من سلسلة أفلام (قصة لعبة) ""Toy Story لجذب العائلات والاطفال العراقيين وهم شريحة لم يهتم بها كثيرون منذ عقود، وقال شفيق المهدي رئيس هيئة السينما والمسرح الحكومية في العراق ان من غير المنطقي ألا يكون في العراق سينما للاطفال منذ عام 1991، وأضاف أن افتتاح دور سينما بالنسبة له يشبه افتتاح جامعة أو كلية، وقال ان هناك 2.5 مليون طفل في بغداد وحده، وصرح المهدي بأن الحكومة العراقية تعتزم تشييد ثلاث دور سينما داخل المسرح الوطني العراقي وسيكون أحداها عبارة عن صالة تضم 40 مقعدا للاطفال ومزودة بجهاز عرض ثلاثي الابعاد.

وعلى الرغم من تحسن الامن بصورة ملحوظة فان العاصمة العراقية مازالت تشبه الحصن في كثير من الاوجه حيث تنتشر الحوائط المضادة للانفجارات ونقاط التفتيش الامنية مما يمنع الناس من التنقل بحرية كما مازالت خيارات الترفيه محدودة أمام سكان بغداد، وفتح المتحف الوطني العراقي أبوابه من جديد عام 2009، وبدأت مجموعة من الفنانين الكوميديين الذين يقدمون عروضا على المسرح في تقديم عروضهم في أكتوبر تشرين الاول من ذلك العام في المسرح الوطني، كما فتحت المطاعم ومحلات الايس كريم أبوابه، وعلى الرغم من الاحتفال بافتتاح دار عرض سينمائي جديدة حذر جابر الجابري نائب وزير الثقافة العراقي من أن المتشددين مازالوا ينشطون، وأضاف أن هناك من أصحاب العقول المظلمة من يخطط في هذه اللحظة لنشر السيارات الملغومة والسترات الناسفة في بغداد لقتل نساء ورجال وأطفال العراق.

من جهة اخرى حضر جمهور كبير من هواة الافلام عرضا سينمائيا بحديقة أبو نواس على ضفة نهر دجلة في وسط بغداد ضمن مهرجان السينما المتنقلة، ومع حالة الاستقرار النسبي التي تشهدها العاصمة العراقية بعد استباب الامن يتزايد اقبال سكان المدينة على الانشطة الترفيهية مثل العروض السينمائية التي كانت قد توقفت منذ ما قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، تقدم عروض السينما المتنقلة على شاشة تملأ بالهواء ويجلس المشاهدون على مقاعد من البلاستيك في الهواء الطلق، وذكر عطية الدراجي مدير مهرجان السينما المتنقلة أن المهرجان يهدف الى عرض أحدث الافلام المحلية على الجمهور العراقي الذي لم تتح له فرصة مشاهدتها من قبل، وقال الدراجي "المشكله في الافلام العراقية التي تم انتاجها بعد 2003 هي الجمهور العربي والاوروبي هو شاهد الفيلم العراقي، لكن بالعراق لايوجد دور عرض سينمائي أو مهرجان حتى يراها المشاهد العراقي. بحسب رويترز.

ورغم أن بعض المثقفين العراقيين شاهدوا هذه الافلام عندما سافروا خارج العراق لحضور مهرجانات، لكن باقي الناس ما شاهدوه، فجاءتني فكرة موبايل سينما حتى نعرض للناس لانه لايوجد دور عرض سينمائي حتى نعرض الافلام"، وكانت العروض السينمائية قبل الغزو من وسائل الترفيه التي تحظى باقبال من العائلات العراقية، وكانت معظم الافلام التي تعرض من انتاج هوليوود، وكان في بغداد نحو 60 دارا للعرض السينمائي قبل الغزو وتقلص العدد حاليا الى خمس دور، وذكر الدراجي الذي يملك أيضا شركة للانتاج السينمائي أن كل الافلام التي تعرض في مهرجان السيتما المتنقلة حصلت على جوائز، وقال "الافلام التي تعرض بالمهرجان كلها أفلام حاصلة على جوائز عالمية، مثلا فيلم ابن بابل حاصل على 26 جائزة، وفيلم ضربة البداية حاصل على خمس جوائز، والغاية من عرض الافلام المنتجة ما بعد السقوط لعرضها هي أفلام لها تأثير في الشارع العراقي وعلى المشاهد العراقي"، وذكر عراقي حضر بعض عروض المهرجان يدعى حيدر علي أنه رغم كثرة الافلام التي تعرض على شاشات قنوات التلفزيون الفضائية المختلفة فان العروض السينمائية الجماهيرية لها مذاق مختلف، وقال "الشاشة الصغيرة (التلفزيون) صحيح تستمتع وحدك، لكن يصير الاستمتاع أكثر وأنت مع الناس في الهواء الطلق. وهي تجربة حلوة طبقت في الدول الغربية وان شاء الله تنجح عندن، و"قدم مهرجان السينما المتنقلة عروضه في أربعة مواقع مختلفة في أنحاء بغداد، ومن المقرر أن ينتقل المهرجان في وقت لاحق الى محافظات في جنوب وشمال العراق منها النجف واربيل لتقديم عروضه هناك.

توثيق شاعري وعمق انساني

من جهته خطف فيلم "أشلاء" للمخرج المغربي حكيم بلعباس الأضواء خلال الدورة الأخيرة للمهرجان القومي للسينما المغربية بطنجة بفضل عمقه الانساني الفريد وحساسية الموضوعات التي تناولها، والتي تطرح أسئلة صادمة حول أبعاد وشروط الوجود الانساني، يتعلق الأمر بفيلم وثائقي يقع في فصول تواكب السيرة الذاتية للمخرج داخل وسطه العائلي، من خلال تجربة سينمائية فريدة وجريئة، تمثلت في تسليط الكاميرا عبر سنوات طويلة على مسارات المخرج وعلاقاته الأسرية، مع والديه ثم مع أبنائه، وبعض الشخصيات الهامشية في مسقط رأسه، وحقق الفيلم إجماعا نادرا بين الجمهور والنقاد وأعضاء لجنة التحكيم، خوله حصد الجائزة الكبرى للمهرجان وجائزة نقاد السينما بالمغرب، مما يعد تراكما نوعيا في مسار سينما مغربية تبحث عن هويتها في غمار تجريب أجناس فيلمية متنوعة.

وسواء من خلال مشاهد حوارات عادية داخل الأسرة المتوسطة الحال، أو التسلل الى حميمية مكشوفة على البؤس والعوز داخل بيوت السكن العشوائي في هامش المدينة، أو تسليط الكاميرا على وضع رجل يحتضر على فراشه، استسلم للموت الوشيك لكنه يخشى أن يباغته وحيدا، بدا فيلم "أشلاء" وفيا لعنوانه، مورثا مشاعر ممزقة بالألم الذي يجاور أحيانا سوداوية قاهرة أمام عبئ الانكسارات وقساوة الشروط الحياتية، كما لا يستثمر المخرج الكثير من الجهد في فنيات مقاربة الوقائع الموثقة، بل يراهن على جمود الكاميرا وحيادها البارد الذي يفسح المجال مطولا أمام تلقائية التعبير عن صنوف مختلفة من الانفعالات تشكل بانوراما من الرؤى ووجهات النظر تجاه الحياة والموت والزمن والعلاقة مع المكان وعلاقة الذات بغيره، ومن تفوق المخرج في الحفاظ على طراوة التعبير لدى مختلف الشخوص المتورطة في القصة، التي هي مجموع قصص من مسار الذات والآخرين، فإن المشاهد يغدو متقمصا لأوضاع الحالات الانسانية الحية، مستعيرا نبض القلوب المهزوزة بعواصف الحياة ومطباتها وآلامها. بحسب السي ان ان.

فالفيلم تتابع شهادات وحوارات حقيقية من يوميات أسرة ومجتمع مغربيين، لم تشوش الكاميرا على تلقائيتها، بل على العكس، استفزت أعماق شهودها واعتصرت أفئدة تحدثت بلسان تجارب وجدها الجمهور مرآة لذواته وصورة لمعيش الأسرة المغربية وشرائح اجتماعية واسعة، دون مساحيق، يفضح حكيم بلعباس أغوار الذات وضعفها، وهو يرتمي باكيا في حضن أبيه عشية الرحيل الى الولايات المتحدة لدراسة الفن السينمائي، يوثق جبروت الزمن وهو يواكب تقدم الوالد في السن، ها هو يفقد بعضا من شعر رأسه، يدب الوهن في جسمه، الى أن يسلم الروح على فراشه فيشيعه أبناؤه الى المقبرة، يرصد اللامتوقع في حياة الفرد وهو يرفض فكرة الزواج أمام والدته الملحة، لتسجل عليه الكاميرا (الراوي) لاحقا حنثه بعهد العزوبية، ولا يغفل المخرج في توثيقه لسيرته الذاتية عن مساءلة جدوى اختياره المهني حين عانق السينما كأفق ومهنة، بمسحة كوميدية، يوصيه والده، قبل موته، بأن يبحث عن مهنة تضمن له وضعا معيشيا أفضل، وسنوات بعد ذلك، حين يسأل طفلته الصغيرة عن رأيها في ما يقدمه من أفلام، ترد عليه بعفوية محببة انفجر الجمهور ضاحكا لها "لا أحب أفلامك".

افلام ممنوعة واخرى مباحة

الى ذلك قالت شركة وارنر برازرز انها سحبت فيلم (الاخرة) من دور العرض اليابانية وأجلت عرض فيلم (الطقس الديني) هناك بعد الزلزال المدمر الذي هز البلاد مؤخر، وقالت الشركة في بيان "مراعاة للاحداث المأساوية الحالية في اليابان سحبنا فيلم (الاخرة) من دور العرض وسنؤجل العرض الياباني لفيلم (الطقس الديني) الى موعد اخر"، وكان من المقرر عرض فيلم    (الطقس الديني) في وقت لاحق، وتعرضت اليابان لاقوى زلزال في تاريخها نهاية وتسبب الزلزال في دمار هائل وقتلى بالالاف، ويتناول فيلم (الاخرة) قصة ثلاثة اشخاص يناقشون فكرة الموت وما قد يحدث او لا يحدث بعده، والفيلم من اخراج كلينت ايستوود وبطولة مات ديمون، ويتناول فيلم (الطقس الديني) طرد الارواح الشريرة، والفيلم بطولة انتوني هوبكنز. بحسب رويترز.

من جهة اخرى قدم فيلم "مستعد للرحيل" الذي اخرجه فاكلاف هافيل الرئيس السابق لتشيكوسلوفوكيا ومن ثم جمهورية تشيكيا من 1989 الى 2003 للمرة الاولى في عرض اول في براغ مثيرا اهتماما اعلاميا كبير، الا ان هافيل الكاتب المسرحي الشهير والمنشق السابق عجز عن حضور عرض فيلمه شخصيا لانه في المستشفى حيث يعالج من التهاب في الشعب الهوائية، وقال منتج الفيلم ياروسلاف بوتشيك للصحافيين "تحدثت للتو مع فاكلاف هافيل وهو ينقل اليكم تحياته ويأمل المشاركة في العرض الاول الرسمي للفيلم في 22 اذار/مارس"، ويبدأ عرض الفيلم في دور السينما في 24 اذار/مارس، والفيلم مقتبس عن مسرحية تحمل الاسم نفسه كتبها هافيل بعد نهاية ولايته الرئاسية وكانت عرضت في براغ للمرة الاولى في ايار/مايو 2008.

ويروي قصة مستشار على وشك مغادرة السلطة ويرى عالمه ينهار والمقربين منه يخونونه في مواجهة لا رحمة فيها مع خلفه الذي لا ضمير له، وهذه اول تجربة في مجال السينما لفاكلاف هافيل الكاتب المسرحي الذي اشتهر في ستينات القرن الماضي مع مسرحيات تجمع بين المسرح العبثي ونفحة كافكية، وانخرط بعد ذلك في الحياة السياسية وامضى خمس سنوات في السجون الشيوعية منشقا، قبل ان يصبح رئيسا للدولة، كان مهندسا لـ"الثورة المخملية" المناهضة للشيوعيين بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر 1989 وقد اقر بانه شعر "برضا داخلي" عندما صور هذا الفيلم في صيف العام 2010، وقال هافيل المتحدر من عائلة مقاولين كانت تملك اكبر استديوهات للانتاج السينمائي في براغ "في الواقع لطالما حلمت في ان اكون سينمائيا".

قضايا فلسطينية

على صعيد اخر احتجت إسرائيل لدى الأمم المتحدة على إلغاء العرض الأول لفيلم "ميرال" في قاعة الجمعية العامة بمقر المنظمة الدولية في مدينة نيويورك، ويتحدث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والفيلم المذكور هو من إخراج الأمريكي اليهودي جوليان شنابيل، ويتناول قصة الصراع العربي الفلسطيني في فترة ما بعد عام 1948، أي عام تأسيس إسرائيل، وذلك من منظور فلسطيني واقعي، وتلعب دور البطولة في الفيلم النجمة الهندية فريدة بنتو، بطلة فيلم "سلامدوغ مليونير" (المليونير المتشرد)، وفي بيان أصدرته في وقت لاحق، اتهمت إسرائيل الأمم المتحدة "بتسييس قرار يظهر أصلا افتقارا إلى الإنصاف"، وذو "صلة سياسية"، إلاَّ أن المتحدث باسم المنظمة الدولية، جان فيكتور نكولو، نفى وجود أي "صلة سياسية" بقرار عرض الفيلم، قائلا "إن قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة هي مجرَّد مكان"، وأضاف المتحدث قائل، "لقد تم عرض العديد من الأفلام في الأمم المتحدة". بحسب فرانس برس.

إلاَّ أن حاييم واكسمان، نائب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، قال، "نحن لسنا على دراية بأي أفلام أخرى بمثل هذا المضمون المثير للجدل وسبق أن لاقت هذا النوع من التزكية والموافقة من قبل رئيس الجمعية العامة (جوزيف دايس)"، ويستند الفيلم إلى رواية تتمحور حول السيرة الذاتية للصحافية الفلسطينية رولا جبرايل، وتستعيد من خلالها قضية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي بعد عام 1948 من منظار فلسطيني، ويحكي الفيلم قصة فتاة فلسطينية يتيمة تجد نفسها منجرفة في تفاصيل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فعلى غرار رولا جبرايل، تشب الفتاة ميرال في ميتم في مدينة القدس الشرقية، وكانت أسسته عائلة فلسطينية ثرية صادفت في صباح أحد أيام عام 1948 55 طفلاً كانوا قد هربوا من بلدة اجتاحها ناشطون يهود متطرفون، كما يستعيد الفيلم حياة امرأتين، أي ميرال ومؤسسة دار الأيتام، قبل أن ينتقل للحديث عن اتفاقات أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عام 1993.

وكيهودي أمريكي وحول موضوع الفيلم، قال شنابيل، المرشَّح لجائزة الأوسكار عن فيلمه "الفراشة وبزَّة الغطس"، "الحكاية وما فيها هي لأنني يهودي أمريكي، ولذلك فقد أثَّر بي لأنه يشكِّل جزءا كبيرا من حياتي"، وأضاف، "إنه من الأهمية بمكان بالنسبة للمسلمين أن يسمعوا ذلك، ومن الهام لليهود أن يسمعوا ذلك أيضا، كما هي الحال بالنسبة لإسرائيل وللناس أجمعين أينما كانوا"، يُذكر أن الفيلم يوزَّع في الولايات المتحدة من قبل قطب صناعة الأفلام ذي الأصول اليهودية هارفي وينشتاين.

من جهتها مزجت المخرجة الفلسطينية ساهرة درباس في فيلمها الجديد (عروسة القدس) الذي قدم اول عرض له في الاراضي الفلسطينية مساء يوم الخميس على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني في القدس (الحكواتي) بين الدارما والوثائقي (دوكودراما) لتقدم جانبا من الحياة الاجتماعية في البلدة القديمة من المدينة المقدسة.وقالت درباس لرويترز بعد عرض الفيلم وسط جمهور لم تتسع قاعة المسرح له "قسم من هذا الفيلم تمثيل يتمحور حول قصة حب بين شاب وفتاة يسكنان معا في البلدة القديمة من مدينة القدس بمشاركة عدد من الفنانين واخرين متطوعين لاول مرة يمثلون ولكنهم يقدمون حياتهم الحقيقية فيما القسم الاخر منه وثائقي يقدم المشاهد كما تحدث على ارض الواقع"، وتأخذ درباس جمهور فيلمها في رحلة تمتد 75 دقيقة في كثير من أزقة البلدة القديمة وأماكنها المقدسة وتدخل بهم عددا من بيوت البلدة لتقدم صورة عن حال عائلات تتكون من ستة او عشرة افراد تسكن في غرفة واحدة واخرى بانتظار ما ستقضي به المحكمة التي يتابعون فيها قرار هدم منزلهم.واوضحت درباس ان هذا الفيلم الذي ساهم الكثير من سكان البلدة القديمة في تكاليف انتاجه من خلال توفير امكان التصوير والتطوع للعمل فيه استغرق عاما ونصف العام من البحث والاعداد التقت خلالها مع عاملة اجتماعية استمعت منها الى العديد من القضايا في مدينة القدس ومنها انتشار المخدرات وظروف السكن الصعبة والاكتظاظ فيها ومنع السكان من اضافة غرف جديدة لبيوتهم "في الوقت الذي يتمكن المستوطنون من اضافة طوابق جديدة على البيوت القديمة".

تبني درباس فيلمها على قصة حب بين شاب وفتاة تعمل باحثة اجتماعية في احدى المدارس الامر الذي يمكنها من دخول منازل اولياء الطلاب لتستمع الى مشاكلهم وظروف حياتهم كما لديها شقيق مدمن يكون سببا في رفض اهل الشاب لهذه العلاقة التي قدمت المخرجة نهاية سعيدة لها انتهت بالزواج وهو ما لا قد يكون ممكنا على ارض الواقع، واشارت درباس الى ان كل القصص التي استمعت اليها المتعلقة بمواجهة ظروف كتلك التي قدمتها في الفيلم لم تكن نهايتها سعيدة وقالت "لم يكن هناك نهايات سعيدة ولكني امام رغبة العديد من المتطوعين المشاركين في الفيلم جعلنا النهاية على هذا النحو الذي يوافق فيه الاهل على زواج الحبيبين في النهاية رغم كل الظروف"، وتقدم شاب من درباس بعد الفيلم وسألها عن رأيها في والده الذي يرفض ان يزوجه الفتاة التي يحبها لانها من الضفة الغربية مشيرا إلى مشكلة اخرى تواجه الفلسطينيين الذين يحتاج دخولهم الى مدينة القدس الى تصاريح خاصة من الجانب الاسرائيلي اذا كانوا من سكان الضفة او قطاع غزة بعد ان احاطت سلطات الاحتلال المدينة القديمة بجدار اسمنتي جعل الدخول اليها عبر بوابات حديدية ضخمة.

ويقدم الفيلم صورة حقيقية للاوضاع في البلدة القديمة التي يظهر فيها رجال شرطة اسرائيلون وجنود في كل ازقة المدينة يدققون في هويات المواطنين ويمنعونهم من دخول البلدة القديمة في ايام الجمعة اذا كان عمرهم يقل عن خمسين عاما حيث تفرض اجراءات في بعض الاوقات على دخول المصلين الى المسجد الاقصى، ويتيح الفيلم فرصة للمشاهدين للتعرف على البلدة القديمة وحتى ان كانوا من سكانها فهي تريهم المدينة من زوايا اخرى ربما لا يرونها.وقال الممثل رجائي صندوقة الذي مثل دور والد الشاب الذي يرفض زواج ابنه من فتاة شقيقها مدمن مخدرات قبل ان يعود ويقبل بذلك تحت ضغط ابنه "ما يقدمه الفيلم جزء يسير من المشاكل في مدينة القدس اضافة الى انه يتيح الفرصة للمشاهدين للتعرف على البلدة القديمة في القدس من خلال مشاهد حقيقية كتلك التي يعتقد الجنود ونحن نمثل مشهد زفة العريس انها مسيرة اضافة الى مشاهد اخرى للحركة فيها."

ويأمل زياد يعيش أحد سكان مدينة القدس ان يساهم هذا الفيلم "في تسليط الضوء على معاناة اهل القدس وحاجتهم للدعم" وقال لرويترز بعد مشاهدته الفيلم "انا من السكان واعمل في صندوق الامم المتحدة للسكان والفيلم واقعي جدا لم تتحيز فيه المخرجة للجانب الفلسطيني وكل ما قدمه نراه يوميا في البلدة القديمة التي تعاني من اهمال كبير وتعقيدات كثيرة لتحسين ظروف الحياة فيها"، وترى درباس ان الفيلم اضافة الى تسليطه الضوء على اوضاع مدينة القدس التي تجد المخرجة نفسها اسيرة لها في معظم افلامها الوثائقية فانه شكل فرصة لبعض المشاركين لتجربة مواهبهم في التمثيل وقالت "ما يميز هذا الفيلم انه فلسطيني بكل جوابنه ومكوناته من التصوير الى الانتاج الى الممثلين"، وتختتم درباس فيلمها بايجاد حل لعلاج مدمن المخدرات الذي ظهر في الفيلم حيث تصطحبه شقيقته الى مركز (الفطام) الذي يعالج فيه المدمنون.

استطلاع وتبادل ادوار

الى ذلك أظهر استطلاع للرأي على شبكة الانترنت أن فيلم (ذهب مع الريح)، الذي يحكي قصة الحرب الأهلية الأمريكية، هو أفضل فيلم في تاريخ السينم، ومن بين الأفلام التي احتلت المراكز الخمسة الأولى في الاستطلاع فيلم (ساحر أوز) و(الأب الروحي) و(الدار البيضاء) و(إي.تي)، أما أفضل خمسة أفلام كوميدية فهي (الطائرة) و(مونتي بايثون والكأس المقدسة) و(البعض يفضلونها ساخنة) و(فرانكنشتاين الصغير) و(توتسي)، أما أفضل أفلام الحركة فهو(مهاجمو السفينة المفقودة) ، بينما وقع الاختيار على فيلم (الأسد الملك) كأفضل أفلام الرسوم المتحركة، وكشف الاستطلاع أن فيلم (حرب الكواكب) هو أفضل أفلام الخيال العلمي، بينما اختير فيلم  (صوت الموسيقى) كأفضل فيلم موسيقي. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وجاءت شخصية 'فورست جامب' على رأس أفضل الشخصيات السينمائية، بينما اختار المشاركون في الاستطلاع عبارة 'بصراحة يا عزيزتي، أنا لا أهتم' - من فيلم 'ذهب مع الريح' - كأفضل اقتباس من الأفلام، كما أظهر الاستطلاع أن كيت وينسلت وليوناردو دي كابريو هما أفضل ممثلين يشاركان في عمل سينمائي رومانسي، وذلك لدورهما في فيلم 'تايتانيك'، واختار ما يزيد على 500 ألف شخص شاركوا في الاستطلاع الفائزين من قائمة للأفلام الإنكليزية المرشحة أعدتها لجنة من الخبراء المختصين. 

من جهة اخرى تطورت الأميرات اللواتي ظهرن في أفلام "ديزني" على مرّ العقود، وتحولت الأميرة الجميلة التي تنتظر أميرها لينقذها إلى أميرة قوية تتسم بصفات ذكورية، ولكن ثقافة الأميرات واللون الزهري لا تزال رائجة في أفلام ومنتجات "ديزني" الموجهة إلى الفتيات الصغيرات، ونقل موقع "لايف ساينس" عن الباحثة دون إنغلاند من جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز قولها إن "الكثير من الأهل يعتبرون أن أفلام ديزني هي أفلام عائلية ترفيهية ذات قيمة عالية، وهي كذلك بطريقة ما، ولكن حين نرى بعض الأميرات القديمات عن قرب، نلاحظ بعض أنواع السلوك النمطي المميز بين الجنسين".ويظهر ذلك من خلال ضرورة أن تكون الأميرة جميلة والتركيز على مظهرها الخارجي بدل جوهرها، ولا تزال هذه الصورة مسيطرة في منتجات "ديزني" وما يعرف بـ"ثقافة الأميرات واللون الزهري".

وقسمت إنغلند وفريقها في الدراسة التي أجروها أميرات ديزني إلى 3 فترات زمنية، قبل 1960 وتضم "بيضاء الثلج" و"سندريلا" و"الأميرة النائمة" وفترة التسعينات وتضم "الحورية الصغيرة" و"الأميرة والوحش" و"علاء الدين" الذي ظهرت فيه الأميرة ياسمين و"بوكاهونتاس" و"مولان"، وفترة فيلم "الأميرة والضفدع"، وقد أطلت الأميرات في الأفلام الأولى بصورة أنثوية بحتة، ولكن الصورة النمطية بدأت تتغير مع اكتساب أميرات مثل "بوكاهونتاس" و"مولان" سمات ذكورية، من خلال قدراتهما القتالية، ولكن إنغلند قالت إن كلّ الأميرات كن يعتبرن "جميلات" وكانت تلك الصفة ضرورية في الأميرة، كما أنهن تميزين بالعاطفية والسرعة في البكاء، وكذلك، شهدت شخصية الأمير تحولاً في العقود الأخيرة، فبعد ان كان دوره محدوداً ولا يظهر إلا في مشاهد قليلة لإنقاذ الأميرة، حيث كان يبدو شاباً وسيماً وقوياً ورياضياً، بدأ يحصل على دور أكبر في الأفلام الحديثة، ويظهر بعض السمات الأنثوية كالعواطف. بحسب يونايتد برس.

وفي علاء الدين، لم تظهر شخصية الأمير الذكروي التقليدي بل كانت شخصيته معقدة أكثر، وفي فيلم "ديزني" الأخير، "الأميرة والضفدع"، يظهر الأمير أيدريك على أنه غير كفؤ وساذج وغير قادر على إعالة نفسه، وقالت إنغلند إن ثقافة الأميرات تشكل جزءً أساسياً من حياة الفتيات الصغيرات، والمشاهد الرومانسية في بعض الأفلام القديمة يثير قلق الأهل، بسبب رؤية الأمير لحبيبته لدقائق قليلة ثم اختياره لها بسرعة ووقوعها في حبه، ولكن في الأفلام الحديثة بدأ الأمير والأميرة يقضيان المزيد من الوقت معاً قبل أن يقعا في الحب، وقال الكاتبة بيغي أورنستاين التي ألفت كتاب "سندريلا أكلت ابنتي" إن المنتجات التي ترافق أفلام الأميرات تلعب دوراً مهماً أيضاً، وأشارت إلى أن الأميرة ذات الشعبية الأكبر هي التي تملك الأغراض الأكثر، محذرة من ان هذه المنتجات لا تساهم في تربية أميرات صغيرات بقدر ما تؤدي ما تساهم في ظهور "شقيات شريرات" مثل شقيقات سندريلا ، فالأغراض دائماً براقة وجميلة "ولا تباع ملابس سندريلا البالية مثلاً".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/آيار/2011 - 3/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م