اخر ما قاله زاير حنتوش

عبد الكريم ابراهيم

بعد صمت طويل عما يجري في البلد من احداث جسام، خرج زاير حنتوش من صومعته التي ابى ان لايخرج منها الا للضرورات القصوى.

وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمرئية، تناقلت هذا الخبر على صفحاتها وشاشاتها، ودفعها الفضول الصحفي للتجمع حول نصف قطعة زاير حنتوش في منطقة المعامل كي يدلي باي تصريح، يشبع الفضول ويثبت العقول.

بعد ان احتسى الزاير (استكان) شاي (سنكيل) ولبس كوفيته وعقاله، خرج وهو يتوكأ على عصاه الحديدية. بعض وسائل الاعلام الاجنبية التي تتشرف لأول مرة بلقاء حنتوش، اخذتها الدهشة حول تأثير رجل تجاوز التسعين من العمر في عالم السياسة، المهم ان هذه –اي الوسائل الاجنبية- اكتشفت عن وجود عقلية فذة من الطراز الاول، رغم ان حنتوش يكاد يقرأ ويكتب بالقوة وعلى طريقة (حجي راضي).

وضعت وسائل الاعلام (لوكاتها) الكثير امامه بعد ان تحول برميل الماء الى منصة بعد ان قام احد ابنائه بتفرغه من الماء الصالح للشرب والذي كلفه عشرة الاف دينار دفعها الى (تنكر) امانة بغداد، وضحى ابنه بكمية الماء العزيزة من اجل عيون والده.

بعد ان استقرت الامور صعد زاير حنتوش على (تنكة دهن الحصة) الفارغة، كي يستطيع السيطرة على الوضع ويأخذ ويعطي بالكلام، ما ان صعد زاير حنتوش (تحنحن) كي يجرب صوته الاجش من كثرة التدخين، من ايام (المزبن) حتى (البن)، صمت لحظات ثم قال انه قرر تشكيل حزب معارض، بعد ان وجد ان بعض الاحزاب لاتحمل هذه الصفة، واضاف: ان بعض الاحزاب تدعي التهميش لانها –حسب رأي حنتوش– اعتادت على تبني هذا الموقف، ثم شرح اهداف حزبه ومشروعه الاصلاحي وغيرها من الامور الكثيرة التي قال بعضها بلغة عامية غلبت عليها (حسجة) جنوبية، وما ان فرغ زاير حنتوش من كلمته، حتى انهالت عليه الاسئلة كأنها المطر.

مراسل فضائية عالمية حاول ان يجر لسان الزاير من اجل الوقوع في المطب، عندما سأله: من اين تمويل حزبكم؟ وهل لديكم ارتباطات بجهات خارجية او اقليمية؟ نظر زاير حنتوش اليه بعد ان مسح نظارته التي كأنها (جعب استكان) بطرف كوفيته وقال: بويه انت ابو شعر الاصفر ما جوز من سوالفك؟، عمي ياجهات خارجية وداعتكم كل افراد الحزب من حي طارق والمعامل وعندنا فرع جديد في منطقة شاعورة وجدر، حتى عمامي بالعمارة، مادزيتلهم خبر".

ثم سأله صحفي محلي عن رأيه بالمظاهرات الاخيرة؟. دمعت عينا زاير حنتوش من الحزن وقال: ذكرتني بمظاهرات في زمن نوري السعيد وشلون جنت اهز الكاع بالهوسات، بويه المظاهرات زينه وبس لاتعطل الناس عن شغلهم.

وفي النهاية المؤتمر الصحفي اصر زاير حنتوش ان يضيف الاعلاميين بعد ان نصب (جادر) بمساعدة اهل المنطقة ؛لان نصف قطعته لاتكفي الا خمسة (نفرات).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5/آيار/2011 - 2/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م