مستقبل الإعلام: الطائفية أم الديمقراطية؟!

غريبي مراد

بين الطائفية والديمقراطية علاقة...!! من حيث الجنس فقط، فكلتاهما أنثى وأيضا تتعلقان بعالم الناس، هذا على مستوى السطح لكننا لو تعمقنا نوعا ما، فسنكتشف أن بينهما تضادا في كل شيء وتكاد الديمقراطية تتربع على رأس الشهامة والكرامة.. لا داعي للتساؤل لأنني سأحاول الشرح بما يتناسب ومستوى ديمقراطية التعبير من جهة، وعدم الإساءة لسمعة الإعلام الطائفي...أما بعد: آسف على الجرأة والقرب من حافة الرصيف الرقابي...

المهم، الديمقراطية حسب العديد من الطائفيين مستحيلة وجيناتها تختلف ورحم أوطاننا، لهذا يتوجب على كتاب الرأي أن يتوخوا الحذر ولا يقتحموا مجال الاستحالة لأنه مضر بصحة إعلامنا ومستقبل وعي إنساننا...

أما الطائفية بحسب ضحايا الديمقراطية فإنها كالطاعون ما أن تحل بمحل ما إلا وجعلته رميما، فما بالك بالأوطان والإعلام وووو.... وعلى سبيل المثال لا الحصر، بين الطائفية والديمقراطية، أصبح الإعلام كالمعلق لا الطائفية طلقته ولا تزوج بالديمقراطية...

بصراحة: جربنا اللف والدوران كثيرا لعل وعسى ان تتنازل الطائفية لنا بنزر يسير لنفتح كشكا لبيع مكسرات الديمقراطية بعدما احتلت جل مساحات الاستهلاك الإعلامي، لكن للأسف مسكينة الطائفية يتيمة من كل شيء جميل، يتمها يجعلك تشفق عليها بقدر ما تلعنها، محنتها أنها لا قرابة بينها وبين العلم ولا تقدر على شم رائحة الديمقراطية فضلا على أن تجاورها، لقد حاولت الطائفية مرارا وتكرارا عبر التاريخ كله، أن يتبناها الإسلام لكنها للأسف والدها الجهل فلم تفهم أن التبني في هذا الدين حرام، والمسكينة –الطائفية- والدها (الجهل) مات يوم أشرق نور الإسلام، وتركها يتقاذفها الجرذان من زنقة إلى زنقة، ويستأجرها إستراتيجيو الأمن الإقليمي وفق قانون البلطجية.

 وعلى أساس هندستها الوراثية المفعمة بالجهل، تتوسل الطائفية بالمال، غير منتبهة لحقيقة: أن خزان المال يفنى والعلماء باقون ما بقي الدهر، فكل المحلات التي اشترتها من سوق النخاسة الإعلامية، آيلة إلى الفناء لأن الديمقراطية شعارها: لو دامت لغيرك ما وصلت إليك، بينما الطائفية ديدنها نفسي نفسي...وأما من نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى...!؟

بكلمة: إذا ما يوما كتبت الطائفية بديمقراطية فإنها لا يمكنها أن تعبر سوى عن نفسها الأمارة بالسوء، لكنها للأسف لا يمكنها أن تكتب حتى نقطة، لأن مبدأ العلم نقطة وفاقد الشيء لا يعطيه...

آسف كتبت بلغة الكشك لأنني أعتقد بشرعية زواج الإعلام بالديمقراطية لإنجاب حرية الرأي والتعبير...شكرا وموعدنا مع عيد ميلاد المولود المنتظر يوم 3 مايو المقبل، إن شاء الله...والله من وراء القصد.

www.aldaronline.com

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2/آيار/2011 - 29/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م