التغييرات المناخية: هل يخبئ المستقبل عالم بلا شتاء؟

 

شبكة النبأ: لا يخفى علماء البيئة والمناخ خشيتهم من عواقب كارثية قد تجتاح كوكب الارض في حال لم يتراجع الانسان عن الاجراءات التي المضرة بعوامل المناخ في مختلف ارجاء العالم، خصوصا بعد ان تجلت العديد من المؤشرات الخطيرة والمحذرة مما قد يحدث مستقبلا.

ويركز علماء المناخ خلال الفترة الحالية على دعوة المنظمات والمجتمعات على حد سواء للالتفات بشكل جدي للمخاطر الناجمة عن التغييرات المناخية الكبيرة، عبر اقرار مجموعة من القوانين الملزمة لمختلف الحكومات تضع حدا للتدهور الحاصل، وتقنين عمليات تلوث البيئة. التي تقف على راسها التقليل من الانبعاثات الغازية المضرة بطبقة الاوزون والغلاف الجوي بشكل عام.

مدن العام النامي

فقد ذكرت دراسة جديدة ان العديد من المدن الاسرع نموا وعلى نحو خاص تلك الموجودة في العالم النامي عرضة للمعاناة على نحو غير متناسب من اثار التغير المناخي. وذكر بحث سينشر في دورية الرأي الحالي في الاستدامة البيئية ودراسات التخطيط الاوروبي Current Opinion in Environmental Sustainability and European Planning Studies ان مناطق حضرية قليلة تتخذ الخطوات اللازمة لحماية سكانها الذين يقدر عددهم بالمليارات في جميع انحاء العالم من مثل هذه الاحداث المماثلة مثل موجات الحر وارتفاع مستويات البحار.

ووجدت الدراسة انهم يفشلون ايضا في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الاحراري. وقالت واضعة الدراسة باتريشيا روميرو لانكاو وهي عالمة اجتماع متخصصة في التغير المناخي والتنمية الحضرية في بيان "التغير المناخي قضية محلية جدا ويشكل تهديدات عميقة للمدن النامية في العالم." بحسب رويترز.

ولان نصف سكان الارض في مدن فان علماء مثل روميرو لانكاو يركزون على تأثيرات التغير المناخي المحتملة في هذه المناطق. ومجرد حقيقة كونها مدن مكتظة بانشاءات تضع سكانها في خطر اكبر من كوارث طبيعية بما في ذلك تلك المتوقع ان تتفاقم من جراء التغير المناخي.

وذكرت روميرو لانكاو من المركز الوطني الامريكي لابحاث الغلاف الجوي ان المناخ الحار الطويل في مدن يمكن ان يفاقم مستويات تلوث الهواء الموجودة ويسبب مشاكل صحية. والمقاطعات الحضرية الافقر التي تفتقر الى صرف صحي يمكن الاعتماد عليه ومياه شرب او طرق معرضة لخطر متزايد.

خارطة طريق لعام 2011

من جانبها تجاوزت دول غنية وفقيرة انقسامات عميقة لابرام صفقة للتخطيط لمفاوضات المناخ للامم المتحدة لعام 2011 لتبنى على اتفاقية ديسمبر كانون الاول الماضي في المكسيك وتجمد التركيز على قضايا اكثر صرامة.

وجاءت الصفقة التي تم التوصل اليها في بانكوك بعد قرابة اربعة ايام من المحادثات خلال الاجتماع الذي عقد في الفترة من 3 الى 8 ابريل نيسان وقالت بعض الدول النامية ان هناك حاجة لها من اجل "اعادة تقويم" مفاوضات مناخ الامم المتحدة بعد اتفاقيات كانكون العام الماضي.

ويريدون جدول اعمال يتناول مصير بروتوكول كيوتو لمكافحة الاحتباس الحراري وتعهدات الدول الغنية بخفض انبعاثات وتوضيح مصادر التمويل للدول الافقر بدلا من مجرد البناء على ما تم الاتفاق عليه في كانكون.

لكن دولا غنية عديدة قالت ان بعض الدول النامية كان تحاول ببساطة عمل تغيير طفيف لما تم الاتفاق عليه في كانكون وهذا يقوض مفاوضات العام الجاري التي تتوج في مدينة دربان بجنوب افريقيا منذ اواخر نوفمبر تشرين الثاني. وينظر الى كانكون على نطاق واسع على انها انقاذ للمفاوضات المشحونة غالبا من الانهيار.

واتفقت دول على قيود على فقدان غابات استوائية ومخططات لنقل تكنولوجيا نظيفة لدول افقر ومساعدتهم في التكيف مع تأثيرات التغير المناخي وهدف للدول الغنية لتقديم 100 مليار دولار امريكي سنويا كمساعدة بداية من 2020.

لكنها تجنبت قضايا اكثر صرامة مثل اما تمديد او استبدال بروتوكل كيوتو مع تنامي المخاوف من ان ميثاقا جديدا او تمديد كيوتو لن يتم الاتفاق عليه قبل انتهاء مرحلة الميثاق الاولى العام المقبل. بحسب رويترز.

ويلزم كيوتو 40 دولة صناعية تقريبا بخفض انبعاثات الغازات بمعدل 5.2 بالمئة اقل من مستويات 1990 خلال فترة خمس سنوات من 2008 الى 2012. وتهدف مرحلة ثانية الى زيادة هذه الانخفاضات بالنسبة للدول الغنية.

وهو الميثاق الوحيد الذي يفرض التزامات قانونية على انخفاضات الانبعاثات وتعثرت محادثات الامم المتحدة بسبب عدم الاتفاق على كيفية تمديد هذا الالتزام لجميع الاقتصادات الكبرى مثل الصين اكبر باعث للغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية. ولم تصدق قط على كيوتو.

وفي بانكوك كان هناك تركيز جديد على محاولة العثور على حل وسط بجدول الاعمال المتفق عليه الذي ينص على انه يجب ان يكون هناك نقاش مستمر للخيارات القانونية لاتفاقية جديدة تمثل قيود الانبعاثات من قبل جميع الاقتصادات.

وقالت كريستيانا فيجيريس رئيسة المناخ بالامم المتحدة "هذا المساء في بانكوك اتفقت الاطراف على جدول اعمال يعمل نحو نتاج شامل ومتوازن في مؤتمر تغير المناخ التابع للامم المتحدة في دربان".

إختفاء الشتاء

من جهتهم قال خبراء إن تغيرا مناخيا سوف يترك هونج كونج تغرق في العرق بمعدل يزيد 10 أضعاف فى عدد الأيام الأكثر حرارة مع إختفاء حقيقي لفصل الشتاء في نهاية القرن.

ويتوقع مرصد هونج كونج أنه سيكون هناك 175 يوما تصل فيها درجات الحرارة فوق 33 درجة مئوية كل عام مع نهاية القرن الحادي والعشرين مقارنة بمتوسط 16 يوما حاليا.  وعلى النقيض ، سوف ينخفض عدد الأيام الباردة حيث تبقى درجات الحرارة تحت مستوى 12 درجة مئوية من 17 يوما إلى يوم واحد.

وقال مدير المرصد لي بون يينج إن التوقعات الأكثر دقة للطقس أصبحت ممكنة بفضل "صورة المعلومات الأكثر نقاء". ويسود هونج كونج حاليا مناخ شبه أستوائي بدرجات حرارة تتراوح من حوالي 6 درجات مئوية إلى منتصف الثلاثينيات. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

ويتراوح المتوسط السنوي لدرجات الحرارة حول 1ر23 درجة ولكنه يتوقع أن يرتفع بمعدل 8ر4 درجات في نهاية القرن.  وهذا العام يتوقع المرصد أن يبدأ موسم الأعاصير في حزيران/يونيو وقد يشهد حوالي ستة إلى تسعة أعاصير وهي أكثر قليلا من العادي. والموسم لا يبدأ عادة قبل تموز/يوليو.

وحذر لي أيضا من أن هطول الأمطار الغزيرة سيزيد من خطورة الفيضانات والإنهيارات الأرضية في المدينة الغنية التي يقطنها سبعة ملايين نسمة.

الأنهار الجليدية في الهيمالايا

كما توضح دراسة جديدة أنه على الرغم من استقرار بعض الأنهار الجليدية في منطقة كاراكورام بشمال غرب جبال الهيمالايا التي تغذي نهر الإندوس، إلا أن أكثر من 65 بالمائة من الأنهار الجليدية التي تغذيها الأحوال الجوية الموسمية في وسط جبال الهيمالايا تذوب حالياً.

وقال ديرك شيلر، أحد الباحثين الثلاثة الذين أجروا الدراسة التي نشرت في العدد الحالي من المجلة الشهرية "نيتشر جيوساينس": "توضح دراستنا أنه لا يوجد استجابة موحدة من أنهار الهيمالايا الجليدية لتغير المناخ".

ويعمل شيلر وأحد زملائه الباحثين، ويدعى مانفرد ستريكر، في معهد الأرض وعلوم البيئة في جامعة بوستدام بألمانيا بينما يعمل العالم الثالث بودو بوخاجين في جامعة كاليفورنيا.

"ولا تذوب الأنهار الجليدية في كاراكورام لعدة أسباب... أهي الأمطار أم السحاب... من الصعب القول". وقد جلبت الرياح الموسمية رطوبة سقطت كثلوج وأشكال من الجليد وهو ما يبني الأنهار الجليدية.

وقد استمرت الدراسة لثلاث سنوات وهي واحدة من الدراسات الأولى التي تغطي مساحة كبيرة من منطقة هندوكوش في الهيمالايا التي يشار إليها أحياناً بالقطب الثالث لأنها تملك أكبر مساحة من المياه المجمدة خارج المناطق القطبية. وقد تناولت تلك الدراسة تغيرات الاستشعار عن بُعد في الجزء الأمامي من الأنهار الجليدية وسرعاتها السطحية بين عامي 2000 و2008.

وتعد المعلومات الخاصة بحالة الأنهار الجليدية وسلوكها في الإقليم أمراً هاماً لأنها تغذي 10 أنهار توفر المياه لـ 20 بالمائة من سكان العالم. كما تؤثر التغيرات في جليد الأنهار الجليدية أو ذوبان الثلوج على قدرة تخزين الأنهار الجليدية وتدفق المياه إلى مصب النهر.

وقد أقر معظم العلماء بأن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يعني أن هناك حاجة إلى المزيد من العمل على منطقة القطب الثالث حيث أنه لا يعرف الكثير عن الأنهار الجليدية.

وقد وثقت هذه الدراسة المشتركة خلال الفترة من عام 1999 إلى 2003 والتي قام بها المركز الدولي للتنمية المتكاملة للجبال- وهو مركز أبحاث مقره نيبال وتدعمه ثماني حكومات في المنطقة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وشبكة آسيا والمحيط الهادي لبحوث التغير العالمي- حوالي 15،000 نهر جليدي و9،000 بحيرة جليدية في بوتان ونيبال وباكستان وأحواض مختارة في الصين والهند.

وقال شيلر أنهم درسوا 40 نهراً جليدياً في منطقة تبلغ مساحتها حوالي 3،000 كلم مربع في كاراكورام، حيث قال: "إنها منطقة صغيرة إذا أخذ في الاعتبار حقيقة أن مساحة المنطقة المغطاة بالجليد بالكامل، طبقاً لإحدى التقديرات، في كاراكورام تبلغ حوالي 16،000 كلم مربع".

وقد تراجعت الأنهار الجليدية المتأثرة بالأحوال الجوية الموسمية في وسط منطقة الهيمالايا الوعرة. وقد وجد الباحثون أن حطام الجبال كان يعيق تدفق المياه إلى عدد من الأنهار الجليدية وهو ما لم يكن يبشر بالخير. وقال شيلر أنه هناك حاجة لدراسة الحطام لفهم زوال الأنهار الجليدية.

وكانت عدة دراسات أجريت خلال الفترة بين عامي 1999 و2001 قد أيدت العلاقة بين تغير المناخ وذوبان الأنهار الجليدية. وقالت دراسة مشتركة أجراها برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمركز الدولي للتنمية المتكاملة للجبال أن "الأنهار الجليدية في الهيمالايا قد تراجعت بحوالي كيلومتر واحد منذ العصر الجليدي الصغير (من 1350 إلى 1900).

وأوضحت الدراسة أن "الأنهار الجليدية في الهيمالايا تتراجع بمعدلات تتراوح ما بين 10 أمتار إلى 60 متراً في العام، كما اختفت العديد من الأنهار الجليدية الصغيرة (أقل من 0.2 كيلومتر مربع) بالفعل". بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

وسيزيد التراجع المستمر للأنهار الجليدية من حجم المياه في الأنهار والرواسب أيضاً وهو ما قد يعيق الإمداد بالمياه ويؤثر بالتالي على الزراعة.  وعندما تتراجع الأنهار الجليدية تتشكل البحيرات عموماً خلف الركام المكشوف حديثاً (التراب والحجارة التي يجرفها النهر الجليدي) المحمول على طول الحافة الأمامية للجدار الجليدي. وقالت دراسة برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمركز الدولي للتنمية المتكاملة للجبال أن التراكم السريع للمياه في تلك البحيرات يمكن أن يؤدي إلى تصدع مفاجئ في سد الركام مسبباً فيضان قوي للبحيرة الجليدية قد يكون فيضاناً كارثياً.

وفي الماضي القريب تأثرت نيبال وحدها بحوادث الفيضانات القوية للبحيرة الجليدية بلغت 21 حادثة. وقد تم تسجيل 200 بحيرة جليدية يحتمل أن تكون خطرة في أنحاء منطقة الهيمالايا.

القطبان الشمالي والجنوبي

الى ذلك الجليد في غرينلاند والمحيط الجنوبي المتجمد (انتارتكيتا) يخسر من كتلته بوتيرة متسارعة على ما اظهرت دراسة جديدة استندت الى عمليات رصد عبر الاقمار الاصطناعية تمولها وكالة الفضاء الاميركية (ناسا). وتثير هذه الملاحظات القلق من ارتفاع مستوى المحيطات اكثر مما كان متوقعا حتى الان.

وهذا البحث وهو الاطوال الذي يشمل التبدلات في كتلة الجليد القطبي يدفع الى الاعتقاد ان الخسائر المسجلة في القطبين تتجاوز الخسائر المسجلة على مستوى الكتل الجليدية والغطاء الجليدي في الجبال لتتحول الى المساهم الاكبر في ارتفاع مستوى مياه المحيطات على ما قال الباحثون. يضاف الى ذلك ان ارتفاع مستوى المحيطات قد يحصل في مهلة زمنية اسرع بكثير مما تتوقعه التوقعات الحالية.

وعمليات الرصد هذه التي استمرت حوالى عشرين عاما تظهر انه في العام 2006 خسرت غرينلاند وانتركتيكا معا حوالى 47 مليار طن من الجليد بشكل وسطي. وتتوافر في العام 2006 بيانات دراسة حول ذوبان الكتل الجليدية في الجبال. وهذا الحجم كاف لرفع مستوى مياه المحيطات ب1،3 ميلليمتر بشكل وسطي سنويا. بحسب فرانس برس.

وخلال الدراسة خسر الجليد في القطبين الجنوبي والشمالي معا سنويا 36،3 مليار طن من الجليد بشكل وسطي اكثر من السنة التي سبقتها.

بالمقارنة فان دراسة العام 2006 حول الكتل الجليدية والغطاء الجليدي في الجبال كانت تقدر الخسارة بحوالى 402 مليار طن سنويا في معدل وسطي مع تسارع وتيرة الذوبان من سنة الى اخرى اقل بثلاث مرات من تسارعها في القطبين الشمالي والجنوبي.

وفي حال استمرت مستويات الذوبان في القطبين على هذه الوتيرة خلال العقود الاربعة المقبلة فان الخسارة المتراكمة للجليد ستؤدي الى ارتفاع مستوى المحيطات 15 سنتمترا بحلول العام 2050 على ما يستنتج واضعو هذه الدراسة التي نشرت في عدد شهر اذار/مارس من مجلة "جيوفيزيكال ريسيرتش ليترز".

بالاضافة الى السنتمترات الخمسة عشر هذه فان ذوبان الكتل الجليدية والغطاء الجليدي في الجبال سيضيف ثمانية سنتمترات فضلا عن تسعة سنتمترات ناجمة عن تمدد المياه الحراري.

ويعتبر هؤلاء الباحثون ان مستوى مياه المحيطات قد يرتفع في نهاية المطاف 32 سنتمترا بحلول العام 2050.

ويوضح اريك رينيو الباحث في مختبر "جيت بروبالشن لابوراتوري" التابع لوكالة الناسا في باسادينا (كاليفورنيا) "ليس غريبا ان يكون جليد القطبين الجنوبي والشمالي المساهم الاكبر في ارتفاع مستوى املحيطات في المستقبل لانهما يحويان كميات من الجليد اكثر بكثير من الكتل الجليدية في الجبال".

ويضيف رينيو الباحث ايضا في جامعة كاليفورنيا في ايرفين واحد المشرفين الرئيسيين على الدراسة "في حال استمرت الميول الحالية فان مستويات البحار ستكون اعلى بكثير من المستويات التي توقعها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ" التابع للامم المتحدة في العام 2007.

الالتهابات وحالات التسمم الغذائي

من جهة اخرى قد يؤثر الاحترار المناخي في العالم على الصحة البشرية في السنوات الثلاثين المقبلة على ما اظهرت محاكاة معلوماتية عرضت في واشنطن واظهرت ان ارتفاع الحرارة والرطوبة يزيد من انتشار السموم والبكتيريا.

هذه الابحاث التي مولتها خصوصا الوكالة الفدرالية الاميركية للمحيطات والاجواء (نوا) تظهر كيف ان الارتفاع العام في الحرارة يغير الانظمة الحيوية البحرية بجعلها اكثر ملائمة لتكاثر الطحالب السامة والبكتيريا المضرة.

وتتوقع دراسة اعدتها ستيفاني مور من مركز المحيطات والصحة البشرية في وكالة نوا ان الموسم الذي تتكاثر فيه الطحالب الساةم "الكسندريوم كاتوتشيتينيلا" في مصب نهر بوجيت في ولاية واشنطن (شمال غرب) سيطول.

وهذه الطحالب تنتج سما يمكن ان يتدكس على الصدف. واستهلاك ثمار البحر الملوثة هذه قد يؤدي الى التهابات معوية وعصبية تتفاوت خطورتها وقد تكون قاتلة حتى.

وتكاثر هذه الطحالب في فترات تزداد طولا سيكون له عواقب اقتصادية سلبية على قطاع صيد الاسماك.

واوضحت مور خلال المؤتمر السنوي للجمعية الاميركية للترويج للعلوم في عطلة نهاية الاسبوع الحالي في واشنطن "يبدو حصول تغييرات في موسم ظهور هذه الطالب السامة وشيكا وتشير الدراسات التي اجريناها الى توقع تزايد كبير في هذه الطحالب في مصب نهر بوجيت وفي انظمة حيوية مماثلة في السنوات الثلاثين المقبلة وربما في العقد المقبل".

واضافت "توقعاتنا تشير الى انه بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين قد تبدأ هذه الطاحلب بالظهور قبل شهرين من موعدها السنوي وتتواصل لشهر اضافي مقارنة مع الموسم الحالي الممتد من تموز/يوليو الى تشرين الاول/اكتوبر".

واظهرت دراسة اخرى اعدها اريك ليب من جامعة جورجيا (جنوب شرق) كيف ان تزايد الغبار في الاجواء والاتي من الصحاري التي تتوسع بتأثير من الاحترار المناخي، يسهل تكاثر البكتيريا الخطرة في المحيطات.

وتكدس هذا الغبار في الاجواء الذي يعتبر المصدر الرئيسي للحديد في المحيطات، زاد بشكل كبير في العقود الثلاثة الاخيرة ويتوقع ان يرتفع في السنوات المقبلة مع التصحر الذي يتسارع ولا سيما في غرب افريقيا.

والحديد الموجود بكميات محدودة بشكل طبيعي في المحيطات، اساسي في تطور غالبية اشكال الحياة. وكمية الحديد المتأتي من غبار الصحاري يحفز على ما يبدو تطور بكتيريا ضمة تتسبب بالتهاب في الامعاء وامراض معدية اخرى.

واوضح اريك ليب "بعد 24 ساعة على خلط غبار صحراوي متأت من المغرب مع عينات من مياه البحر لاحظنا تكاثرا للبكتيريا الضمة من عشر مرات الى الف مرة في عصية قادرة على التسبب بالكوليرا".

ومنذ العام 1996 شهدت الالتهابات الناجمة عن هذه البكتيريا بعد استهلاك ثمار بحر ارتفاعا كبيرا بلغ 85 % في الولايات المتحدة. وقال هؤلاء الباحثون انه من الممكن ان تكون كمية الحديد الاضافية التي تترافق مع ارتفاع في حرارة المياه السطحية، تؤثر على البكتيريا مما يسفر تكاثر هذه الالتهابات.

الإنسان أثّر في المناخ قبل آلاف السنوات

فيما قال باحث سويسري ان النشاط البشري أثر في المناخ قبل آلاف السنوات من بدء الثورة الصناعية في بث غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة. وأجرى الباحث جيد كابلان من كلية العلوم التطبيقية الفدرالية في لوزان دراسة أظهرت ان الإنسان تخلص باكراً من الأشجار بغية الصيد أولاً ومن ثم الزراعة ما حال دون امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وقال كابلان "بياناتنا تظهر التأثير البشري الكبير على البيئة خلال آلاف السنوات".

واعتبر انه لا بد من أخذ هذا التأثير في الاعتبار عند التفكير بدورة الكربون وغازات الدفيئة.

وذكر موقع "ساينس نيوز" الأميركي ان الدراسة تشير إلى ان البشر الذين يعملون في الأرض تسببوا بانبعاث حوالي 380 مليار طن من الكربون في الجو مع حلول العام 1850. بحسب يونايتد برس.

وقال كابلان ان علماء المناخ غالباً ما يشيرون إلى ان العام 1850 هو العام الذي بدأت فيه الثورة الصناعية، لكن العالم في هذه السنة لم يكن عالماً نقياً لم تؤثر فيه يد البشر ابداً.

وشدد على ان الإنسان قطع الأشجار وخلص من النباتات في وقت مبكر جداً، مشيراً إلى ان الزراعة بدأت مثلاً في الهلال الخصيب قبل حوالي 8 إلى 10 آلاف سنة.

يشار إلى ان كابلان قدم الدراسة خلال مؤتمر أميركي عن الحضارات القديمة والمناخ في مدينة سانتا في في نيو مكسيكو.

نظم غذائية تسهم خفض الانبعاثات

على صعيد متصل أظهر بحث تموله ادارة البيئة والاغذية والشؤون الريفية بالحكومة البريطانية أن تغذية الابقار والاغنام وفقا لانظمة غذائية جديدة قد تقلل ما يخرج منها من انبعاث الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض.

وأوضحت الدراسة التي اعدتها جامعة ريدنج ومعهد العلوم البيولوجية والبيئية والريفية ان تغذية الابقار والماشية بالذرة المخزنة والشوفان والاعشاب الغنية بالسكر قد يقلل كميات الميثان الذي يخرج منها.

وتسهم الزراعة بنحو تسعة في المئة في اجمالي الانبعاثات التي تخرج من بريطانيا ويأتي اغلبها من الماشية والابقار والماعز. وتمثل الزراعة نحو 41 في المئة من اجمالي انبعاثات الميثان في بريطانيا والذي يشكل ضررا للبيئة. بحسب رويترز.

واظهرت تجربة ان الاعشاب الغنية بالسكر يمكن ان تقلل انبعاثات الميثان من الحيوان بنسبة 20 في المئة لكل كيلوجرام من وزنه وان الشوفان يمكن ان يقلل انبعاثات الميثان من الاغنام بنسبة 33 في المئة.

وقالة ادارة البيئة والاغذية في بيان "على المدى البعيد يتعين النظر في الفوائد الناجمة عن تغيير النظم الغذائية للحيوانات ومقارنتها باثار بيئية اخرى والنظر أيضا في مدى فعاليتها وتكلفتها على قطاع الزراعة في حال تنفيذها."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/نيسان/2011 - 24/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م