بلد الخمسة وخمسين مليون قنبلة

زاهر الزبيدي

كثيرة هي التسميات والصفات التي أطلقت على العراق.. والتسمية الجديدة التي يمكن أن تطلق على عراق الحضارات هي "بلد الخمسة وخمسين مليون قنبلة" بعدما كشفت وثيقة للأمم المتحدة أن 55 مليون قنبلة ألقيت على الأراضي العراقية خلال حربي 1991 و2003 فقط.. وبذلك يكون العراق أيضاً "البلد الأكثر تضررا بالقنابل غير المنفلقة" وإن هناك 25 مليون لغم أخرى تحتضنها أكثر من 4300 مدينة وقرية ومجمع سكني في العراق بواقع لغم لكل عراقي تقريباً طفلاً كان أو كهلا!!

هذا كله ونحن لم نحسب حرب ثمان سنوات مع ايران وما تم إسقاطه وإطلاقة من صواريخ وقذائف هاون ومدفعية في تلك الحرب الضروس التي جرب بها الفريقان كل ما لديهم من قدرة تدميرية مبيدة لتدمير الطرف الآخر وإيقاع أكبر الخسائر الممكنة أملاً بحسم الحرب التي استمرت لثمان سنوات ولم تحسم هي أو نتائجها لغاية الآن.

وإزاء تلك المشكلة الكبيرة التي تتهدد أبناء الشعب.. ماهي خطط وزارة الدفاع ووزارة البيئة العراقية في العمل على محو الآثار التي خلفتها تلك الموجة الهائلة من القذائف ؟ وما هي الإجراءات الوقائية التي تتبعها الوزارتان في منع وقوع الحوادث القاتلة والتي رصدت لها أرواح آلاف العراقيين بعدما استنزفت أرواحا أخرى..

 الغريب أن الألغام اندثرت الآن بين الكثبان الرملية وبفعل العوامل المناخية والبيئة ومن الصعوبة العثور عليها بسهولة كما أن انتشارها بشكل واسع يصّعب عملية العثور عليها واكتساحها بسلام، ومن جانب آخر ماهي كلفة إزالة هذه الكميات الهائلة منها إذا ما تم الاعتماد على شركات عالمية لأزالتها حيث تبلغ كلفة إزالة اللغم الواحد 1000 دولار عالمياً أي أننا بحاجة الى أكثر من ربع الموازنة العراقية لإزالة الألغام هذه السنة..

ومن جانب آخر فإنها قد تمثل مورداً مهماً للعبوات المتفجرة إذا ما عثرت عليها المجاميع المسلحة على اختلاف أنواعها فالألغام التي زرعها العراقيون على الحدود ذات خرائط بعضها محددة ومعروفة أما تلك التي ألقيت من الجو فأنها مجهولة المكان لغاية الآن لكونها ألقيت عشوائياً لتعطيل تقدم القطاعات العسكرية أو تلك التي تتسبب في بتر أطرف جنود الجيوش المتحاربة.

في مصر التي كانت تمتلك 22 مليون لغماً من مخلفات الحرب العالمية الأولى والثانية وبالذات معركة العلمين الشهيرة التي أطلق على الأرض التي جرت عليها بحدائق الشيطان لكثرة الألغام فيها.. حقق المبتكر المهندس (إسماعيل حماد عبد العال سعد) طفرة في التكنولوجيا العسكرية بتوصله الى ابتكار يمكنه من تفجير الألغام في الهواء باستخدام موجات ضغط تنطلق مندفعة من طائرة إلى الأرض بسرعة الصوت وعلى هيئة طيف موجي.

حيث خص المهندس المبتكر موقع موهوبون لنشر هذا البحث..

أن اكتشافه غير التقليدي يساهم بالتخلص من الألغام بسرعة ولمساحات كبيرة حيث ان من المعروف أن أساليب الكشف التقليدية لا تسمح إلا بكشف وتفجير مساحات محدودة خلال اليوم الواحد مما يزيد من الفترة المحددة للتخلص من الكميات الكبيرة من الألغام التي تقدر بالملايين.

العراق اليوم بأشد الحاجة لمؤسسات المجتمع الدولي للمساهمة بتجهيزه بأحدث أنواع أجهزة الكشف عن المتفجرات والألغام وتطوير الكوادر العراقية في هذا المجال لاسيما وأن لدينا الكثير من الكفاءات العسكرية التي أحيلت على التقاعد ولا ضير من إعادة استخدامها وتشكيل فرق عمل متنقلة أو حسب محافظات العراق وتجهزها بالمعدات الحديثة اللازمة وكذلك محاولة الاستفادة من الجانب المصري في هذا المجال.

أنها أزمة كبيرة تضاف الى قائمة الأزمات ولكنها أشد لكونها تخطف الأرواح ونحن لسنا بحاجة الى إضافة طريقة جديدة يموت بها العراقيون فالطرق لدينا متنوعة وعديدة تبدأ بالكواتم واللواصق ولا تنتهي ابداً بالألغام!!

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26/نيسان/2011 - 23/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م