|
حتى الآن نتائج الانتفاضات والثورات في تونس ومصر لم تظهر بصورة
جلية لمعرفة الاتجاه الأيديولوجي لها وقد بدأت الدول الغربية منذ
اللحظات الأولى بتكثيف جهودها لفرض الحصار عليها من خلال المثقفين
ووسائل الإعلام الليبرالية، وهمها الأكبر ألا تعود هذه الدول لتأسيس
علاقات دبلوماسية مع طهران وإعطاء إيران مكاسب سياسية كبيرة بعد ثلاثين
عاما من التوتر في العلاقات!.
لكن يبدو أن الشعب المصري يتجه نحو كسر حصار الغرب لثورته، إلا أنه
ما زال بحاجة لموافقة القوات المصرية المسلحة والتي تسيطر على شؤون
البلاد!
ويخشى الغرب من إقامة جمهورية إسلامية في مصر تحكمها الشريعة
والقانون بصيغة شمولية وتطبيق أحكام إسلامية مثل الاعدام وقطع اليد،
ومن ثم تمتد لأحكام مقاطعة إسرائيل والجهاد وتحرير الأراضي المحتلة،
لذا فإنه (الغرب) سوف يستمر في مسعاه باهظ الثمن والذي امتد لعقود
مستفيدا من عدم استيعاب الشعب المصري لأهداف الأخوان المسلمين!.
وبسبب العلاقات الوثيقة بين «إخوان» مصر مع «حماس» و«حزب الله»
اللتين تربطهما علاقات استراتيجية مع إيران، فإن مجال القلق يتسع عند
الغرب من خلال التدفق الحر للأسلحة والمعدات العسكرية لقطاع غزة بهدف
تعزيز سلاح المقاومة وأيضا احتمال التعاون من أجل امتلاك الأسلحة
النووية، ما يضع الصراع العربي الاسرائيلي في موقف حاسم، وقد يؤدي الى
نهاية السيطرة الصهيونية في منطقة الشرق الأوسط!.
لذا فإن الخيار الوحيد أمام الغرب وفي مقدمته أميركا هو احتضان
ثورة 25 يناير وفرض الديمقراطية في مصر على النمط الغربي، حتى يعود
الشعب المصري الى أحضان الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني مع بذل المزيد
من الجهد المتواصل وباستخدام الوسائل الاعلامية والمنظرين والمثقفين
العرب لفرض الحصار السياسي والدبلوماسي على إيران لزيادة عزلها إقليميا
بذريعة تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية والخليجية، بهدف كسب
المزيد من الوقت لوضع سيناريو أميركي – صهيوني مناسب ومتفق عليه في
كيفية معالجة البنية التحتية النووية الايرانية.
هذا الحصار قد لا يستمر لمدة طويلة وقد لا ينجح إلا إذا تم الحصار
الغربي المحكم على ثورة الشعب المصري وغرس ثقافة الفتنة الطائفية
والقومية حتى لا تتآلف قلوب 150 مليون إنسان عربي ومسلم لتوحيد هدف
مشترك والزحف تجاه الكيان الصهيوني، ولكن هل تنجح أميركا في فرض الحصار
على ثورة الشعب العربي المصري؟!.
[email protected]
|
