حماية الملكية الفكرية تدعم مدنية المجتمع

اليوم العالمي للملكية الفكرية- 26 أبريل/نيسان

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: ينطوي مصطلح الملكية الفكرية على شمولية قد لا ترد في أذهان الكثير من المعنيين او غيرهم من أفراد المجتمع، فطالما توجد مفردة الفكر في هذا المصطلح، فإن ما يتبادر الى الذهن، هو حماية ملكية المفكر وفكره من التجاوز وما شابه، ومع أن هذا التوصيف يغطي جانبا من قصدية المصطلح، إلا أن المقصود بحماية الملكية الفكرية، كل ما يتعلق بالاختراعات، والبراءات، في مجالات الحياة المتنوعة، وخاصة ميادين التكنولوجيا بآفاقها المفتوحة والمتنوعة.

هذا يعني أن الحماية الفكرية لاتختص بحماية الابداع حصرا، أو الفنون والآداب وما شابه من الحقول الانسانية، بل يمتد هذا المصطلح، ليشمل كل جديد، يأتي به فكر الانسان في كل مجالات الحياة العلمية والعملية في آن.

لهذا أكدت منظمة الويبو المعنية بحماية الملكية الفكرية على المستوى العالمي، على أهمية أن يفهم الجميع، بأن هذا المصطلح لا يتعلق بجانب ابداعي محدد، بل يُعنى بكل ما ينبغ به فكر الانسان، ليخترع الجديد مما يدخل في خدمة الانسانية جمعاء.

من هنا لابد أن نتنبّه الى أهمية الحماية الفكرية في حياتنا، إذا ما قررنا اللحاق بالركب العالمي المتقدم علينا بأشواط قد نخجل من ذكرها، ففي الوقت الذي تفصل فيما بيننا وبين العالم المتطور مسافات كبيرة نراهم في الوقت عينه أكثر إهتماما منا بحماية المفكرين وأفكارهم، أما نحن الذين بأمسّ الحاجة للفكر والتطور التكنلوجي فتجدنا ساهين لاهين نائمين لا مبالين بالفكر وقدراته الكبيرة على نقلنا من خانة التخلف والظلام الى فضاءات العلم والمعرفة والأنوار الساطعة، وذلك من خلال إهمال المعنيين في مجتمعاتنا للفكر وللمفكرين والمخترعين، وعدم حماية حقوقهم او تشجيعهم بخطوات إجرائية تدفع بهم الى تحقيق المزيد من المخترعات والافكار الخلاقة.

ونظرا لأهمية هذا اليوم وهذا الحقل الانساني المعرفي الكبير، فقد دأبت (الويبو/ وهي منظمة تتكون من عدة دول أعضاء فيها) في كل سنة على نشر رسالة لمديرها العام وإذاعة شريط إعلاني عبر القنوات التلفزيونية الدولية وإرسال الملصقات الإعلانية ومواد ترويجية أخرى إلى مكاتب ومنظمات الملكية الفكرية. وينشر هذا الموقع تقارير عن الأنشطة التي نظمتها الدول الأعضاء.

وحددت أهداف اليوم العالمي للملكية الفكرية بما يلي:

 - زيادة الوعي بمدى تأثير البراءات وحق المؤلف والعلامات التجارية والرسوم والنماذج على الحياة اليومية.

 - وتعزيز فهم مدى إسهام الحماية المكفولة لحقوق الملكية الفكرية في دعم النشاط الإبداعي والابتكاري.

- والاحتفال بالإبداع وبمساهمات المبدعين والمبتكرين في تنمية المجتمعات في أنحاء العالم.

- والتشجيع على احترام حقوق الملكية الفكرية المملوكة للآخرين.

إن أغلب الناس على دراية بحقوق الملكية الفكرية وهي حق المؤلف والبراءات والرسوم والنماذج الصناعية والعلامات التجارية. ولكن العديد منهم ينظر إليها بوصفها مفاهيم تجارية أو قانونية بعيدة عن حياتهم اليومية وانشغالاتها.

لذا لابد أن يتنبّه المعنيون في مجتمعاتنا العربية والاسلامية الى الاهمية الكبيرة التي ينطوي عليها حقل الحماية الفكرية وما ينعكس عنه من مؤشرات فعلية للتطور المجتمعي في عموم مجالات الحياة، لأننا أحوج المجتمعات للتحديث والمعاصرة بسبب قرون وعقود التخلف التي تسببت بها حكوماتنا بالدرجة الاولى ناهيك عن عدم رعايتنا وفهمنا وتطبيقنا للكثير من ضوابط التحديث والمعاصرة ومنها احترام وحماية الملكية الفكرية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/نيسان/2011 - 20/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م