قلب الانسان... حينما يتكلم وعندما يتألم

 

شبكة النبأ: كثيرة هي اليوم الامراض التي انتشرت بسرعة مذهلة بين ملايين البشر، وباتت تفتك بالملايين الاخرى، وتتنوع هذه الامراض بين مرض ارتفاع ضغط الدم وداء السكري والسرطان بكل انواعه، اضافة الى امراض القلب المنتشرة في كل دول العالم، وقد اقيمت العديد من المراكز العلمية المتخصصة واجريت الكثير من الدراسات والبحوث والتجارب من اجل ايجاد الحلول المناسبة لمشاكل القلب.

ان اغلب هذه الدراسات اكدت ان العيش بنمط غذاء صحي وممارسة الرياضة بشكل مستمر والابتعاد عن الارهاق والتعب والابتعاد عن التدخين والدهون وبعض العادات السيئة، كلها امور تطيل عمر القلب وتقلل المشاكل الصحية التي يعاني منها الانسان، وبالتالي نحو فرص حياة افضل، اما بخلاف ذلك فالمشاكل القلبية قد تطرق باب الانسان في ايه لحظة، وقد تنذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقبها.

تحريك الارجل

فقد قال باحثون ان من يميلون الى تحريك أرجلهم بشكل لا ارادي وهو ما يشخص على انه اضطراب عصبي تكون لديهم عضلة القلب أكثر غلظة وهو ما يعرضهم للاصابة بمشاكل في القلب أكثر خطورة مع مرور الوقت، وقال الدكتور أرشد جاهانجير استاذ الطب في مستشفى مايو كلينيك الذي قاد دراسة رصدت الربط بين هذا العرض ومرض القلب ان عرض الارجل المتواصلة الحركة "هو المرض الاكثر شيوعا الذي لم يسمع به أحد"، وشملت الدراسة 584 مريضا شخصت حالتهم بأنهم مصابون بعرض الارجل المتواصلة الحركة وأحيلوا الى مستشفى لمراقبتهم أثناء النوم. بحسب رويترز.

وخلصت الدراسة الى ان من يحركون أرجلهم بشكل متواصل أثناء نومهم هم في الاغلب أكبر سنا ومن الرجال وأكثر عرضة للاصابة بمرض في شرايين القلب، ويعلم الاطباء منذ فترة طويلة ان من يعانون من غلظة في عضلة القلب هم أكثر عرضة لمخاطر الاصابة بمشاكل في القلب، وقال جاهانجير "الجديد في هذه الدراسة انها أبرزت ان عرض الارجل المتواصلة الحركة هو عامل خطر اخر يجعل هذه الحالة أكثر عرضة للاصابة بالمرض ويؤدي الى مضاعفات أكثر ذات صلة بغلظة عضلة القلب"، ويعاني من عرض الارجل المتواصلة الحركة 12 مليون أمريكي وهو أكثر شيوعا بين المتقدمين في العمر حين تصبح أعمارهم نحو 65 عام، وربطت دراسات سابقة بين هذا العرض وارتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب.

مخاطر تراكم الدهون

الى ذلك ذكرت دراسة انكليزية حديثة انه بصرف النظر عن مكان تجمع الدهون بالجسم، فالشخص البدين يواجه احتمالات أكبر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة، وتخالف هذه الدراسة نتائج دراسات سابقة تؤكد أن الأشخاص الذين تشابه أجسامهم شكل التفاحة، وذلك لتجمع الدهون بكثرة بالمنطقة الوسطي من أجسامهم، هم الأكثر عرضة لأمراض القلب عمن تتجمع الدهون لديهم عند منطقة الأرداف مثل، وقد صرح د. إيمانويل دي أنجلانطونيو، المحاضر بجامعة كامبريدج بإنكلترا، قائلاً إن "الأمر ليس كذلك، فعندما يتعلق الأمر بالسمنة فإن الدهون الزائدة لا يمكن أن تعد دهوناً حميدة بغض النظر عن أماكن تجمعها، فإذا كنت شخص بدين فأنت تواجه مخاطر الإصابة بأمراض القلب دون شك".

وقد وجدت الدراسة أن معايير قياس الدهون، مثل كتلة الجسم إلي الطول ومحيط الخصر ونسبة الخصر إلي الأرداف، لا يعتد بها في تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وقد رأت الدراسة أنه من الأفضل هنا التعويل على قياسات الكولسترول في الدم وقراءات ضغط الدم، "بينما يبقي مستوي الدهون عامل خطورة مهم لأمراض القلب، إلا أن الأطباء الذين يحاولون التنبؤ بمخاطر أمراض الأوعية الدموية بالقلب لبعض المرضي فيكفيهم البحث في نسب الكولسترول وضغط الدم والسكر والتدخين، بغض النظر عن مستوي الدهون لدي الشخص"، بحسب ما صرح دي أنجلانطونيو في التقرير الذي نشر مؤخراً .

وقد شارك في هذه الدراسة ما يقرب من 200 عالم يمثلون 17 دولة في جامعة كامبريدج، وقد قام الباحثون بتحليل بيانات من 58 دراسة أجريت على أكثر من 222،000 رجل وامرأة في 17 دولة حول العالم، بهدف التنبؤ بعوامل الخطورة لأمراض القلب المختلفة، وعند بدء الدراسة لم يكن أي من المشاركين من أفراد العينة لهم تاريخ مع أمراض القلب، وقد تضمنت بيانات معظم الأشخاص كتلة الجسم، ومحيط الخصر ونسبة الخصر للأرداف والعمر والنوع وتجاربهم مع التدخين وقراءات ضغط الدم والسكر وقياسات الكولسترول. وقد تم عمل تقييم لزيادة الدهون عند ما يقرب من 64.000 شخص من أفراد العينة لعدة سنوات، بعد حوالي عقد من الزمان أصيب أكثر من 14.000 من أفراد العينة بأزمات قلبية أو سكتة. بحسب رويترز.

وقد خلصت الدراسة إلي أن البدانة تزيد من مخاطر أمراض القلب، إلا أن الأشخاص الذين تتجمع الدهون لديهم في منطقة البطن لا يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب عن الأشخاص الذين تتراكم لديهم الدهون في مناطق أخري من الجسم، كما وجد الباحثون أن متابعة ضغط الدم ومستوي الكولسترول ومرض البول السكري يعد من أفضل الطرق لتقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب، إلا أن فريق البحث عاد ليؤكد خطورة السمنة عندما يتعلق الأمر بأمراض القلب. فالوزن الزائد كما يقولون يبقي أحد المتهمين الأساسيين في تدهور الحالة الصحية للشخص لتأهله للإصابة بأمراض الأوعية الدموية بالقلب.

لهذا يقترح الباحثون أن تظل حسابات الوزن ومحيط الخصر وكتلة الجسم محل اهتمام لأن صورة المريض التي يكونوها يمكن أن تساعد المختصين في وضع نظام غذائي أفضل وأسلوب حياة يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، في مقالة مصاحبة لنتائج الدراسة، كتب د. والتر ويليت أستاذ التغذية بكلية طب جامعة هارفارد يؤكد على أهمية قياسات كتلة الجسم كإشارة تحذيرية مبدئية خاصة بين المراهقين والأشخاص في متوسط العمر والذين قد لا يعانون أي إشارات أخري واضحة تزيد من مخاطر أمراض القلب، "ليس مفاجأة أن مقاييس توزيع الدهون مثل محيط الخصر لا يساعد بشكل كبير على التنبؤ بأمراض القلب، إلا أن السمنة بشكل عام تبقي محل اهتمام خاصة أن العوامل التي ثبت أهميتها في تقييم مخاطر أمراض القلب مثل الضغط العالي وزيادة الكولسترول في الدم هي نفسها ناتج سلبي للوزن الزائد. 

الألياف والجوز

الى ذلك اكتشف باحثون أميركيون ان تناول الألياف يلعب دوراً في تخفيض مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وذكر ان باحثين من جامعة نورثويسترن الأميركية أجروا دراسة تبين لهم من خلالها ان الراشدين الشبان وفي منتصف العمر الذين تناولوا كميات من الألياف كانوا أقل عرضة للمعاناة من مرض القلب خلال حياتهم، وتوصل الباحثون إلى خلاصتهم هذه بعد دراسة نتائج مسح أجري بين الـ2003 و2008 وشمل 11079 راشداً أعمارهم 20 سنة وأكثر، متوسط الأعمار 46 سنة ، نصفهم من النساء و22% سود و27 أميركيون من اصل مكسيكي.

وقسم الباحثون المشاركين في الدراسة إلى 4 مجموعات بحسب كمية الألياف التي يتناولونها ومن ثم توقعوا خطر الإصابة بمرض القلب بالاستناد إلى عوامل عدة مثل ضغط الدم والتدخين وغيرها.وتبين انه بين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 أو 40 و59، فإن الذين تناولوا الألياف بكميات أكبر كانوا الأقل عرضة للمعاناة من أمراض ومشاكل الاصابة بالقلب والأوعية.بحسب يونايتد برس.

كما أظهر بحث جديد ان المواد المضادة للأكسدة الصحية الموجودة في الجوز مفيدة جداً للحفاظ على صحة القلب، حيث يذكر ان مجموعة من الباحثين من جامعة سكرانتون في ولاية بنسلفانيا الأميركية أجروا دراسة قارنوا خلالها المواد المضادة للأكسدة في 9 أنواع من المكسرات هي الجوز واللوز والفستق والبندق والجوز البرازيلي والكاجو والحمص وجوز البقان، ووجدوا ان النسبة الأعلى كانت موجودة في الجوز.

وأشاروا إلى ان نوعية مضادات الأكسدة الأكثر إفادة موجودة في الجوز، وهذه المواد مفيدة ما بين مرتين و15 مرة أكثر من الفيتامين "ه" "E".وذكروا ان هذا المعدل من مضادات الأكسدة يمكن أن يحمي الجسم من المواد الكميائية الطبيعية المضرة المرتبطة بالتسبب بالمرض، وهي تحمي من أمراض القلب، لكنهم أشاروا إلى ان أكل الجوز نيئاً أفضل لأن الحرارة تتسبب بتراجع نوعية مضادات التأكسد، وشدد الباحثون على ان أكل كمية من الجوز يومياً هي طريقة بسيطة وصحية لتفادي الإصابة بأمراض القلب.يشار إلى ان البحث قدم في الاجتماع الوطني الـ241 للجمعية الكيميائية الأميركية في كاليفورنيا.

مفاعل حيوي

في سياق متصل يأمل باحثون في مستشفى بالمستشفى الجامعي بمدينة هايدلبرج الألمانية في تربية قلب بشري في المعمل حيث يحاولون الحصول على قلب جديد من خلايا مرضى القلب، حيث قام الباحثون في سبيل ذلك بتطوير ما يمكن تسميته بـ"مفاعل حيوي" وهو جهاز فريد من نوعه حتى الآن وتم تشغيله حسبما أعلن المستشفى الجامعي في مدينة هايدلبرج جنوب غرب ألمانيا.

وأشار المستشفى إلى أن النماذج الحالية من هذا الجهاز مخصصة فقط للأبحاث المتعلقة بالحيوانات الصغيرة وتنمية صمامات القلب، وسيتم خلال المشروع تخليص قلب خنزير، الذي يشبه قلب الإنسان كثيرا، من جميع الخلايا بحيث لا يتبقى منه سوى نسيج ليفي يحتوي على مادة الكولاجين الصمغية ثم يتم غمسه في هذا الـ"مفاعل الحيوي" في خلايا المريض حتى يتشبع بها.

وأكد الباحثون نجاح هذه الطريقة بالفعل خلال التجارب التي أجريت لتربية صمامات قلب جديدة وأن المبدأ نفسه استخدم بشكل ناجح في التجارب التي أجريت في أمريكا مع قلب فئران غير أنهم أكدوا في الوقت ذاته أن الطريق لا يزال طويلا حتى يتم الحصول على قلب بشري بهذه الطريقة "فلا تزال الأبحاث في هذا المجال في بدايتها تماما" حسبما أوضح ألكسندر ويمان من مستشفى هايدلبرج الجامعي.

ولكن هناك حاجة ماسة لمثل هذا القلب في الوقت الحالي في ظل قلة القلوب المتاحة بالتبرع لمرضى القلب حيث أكدت المؤسسة الألمانية لزراعة الأعضاء أن ألمانيا شهدت العام الماضي 377 عملية زراعة قلب و 16 عملية نقل مركبة للقلب والرئتين، وسجل ضعف هذا العدد تقريبا أسماءهم في قائمة انتظار زراعة قلب جديد. بحسي وكالة الانباء الالمانية.

التمارين الرياضية مع تقدم العمر

من جهة اخرى أظهرت دراسة جديدة أن التمرينات الرياضية المستمرة التي يمارسها الفرد طوال عمره تحفظ عضلة القلب لدى كبار السن لمستويات تعادل أو حتى تتجاوز حالة عضلة القلب لدى الشبان ممن لم يعتادوا على التمرينات الرياضية في اكتشاف مذهل يبرز قيمة التمرينات المنتظمة، وتم طرح الدراسة الاولى لتقييم مدى اثار المستويات المتنوعة من التدريبات الرياضية التي تمتد طوال العمر على كتلة القلب في الاجتماع العلمي السنوي لكلية القلب الامريكية في نيو أورلينز.

وتشير الى أن النشاط البدني يحفظ لعضلة القلب مرونتها كما هو الحال لدى الشبان مما يظهر أنه عندما يكون الشخص غير معتاد على الرياضة فان كتلة قلبه تتقلص بمرور كل عقد، وعلى العكس من ذلك فان اعتياد كبار السن على التدرب ست أو سبع مرات اسبوعيا طوال حياتهم كبالغين لا يحافظ على كتلة قلوبهم فحسب بل يزيد منها مما يجعل الكتلة أكبر من كتلة قلب الشخص البالغ الذي لا يمارس الرياضة ويتراوح عمره بين 25 و34 عام، وقال الدكتور بول بيلا وهو باحث من مستشفى جون بيتر سميث في فورت وورث بتكساس قدم الدراسة خلال المؤتمر "الامر الذي تتسم به عملية كبر السن في حد ذاتها هو تناقص كتلة القلب خاصة العضلة الهيكلية."

وأضاف "لكننا نوضح أن هذه العملية لا تقتصر على العضلة الهيكلية فحسب بل انها تحدث لعضلة القلب أيض، فعضلة القلب التي تضمر تصبح أضعف، "وقد شارك في الدراسة 121 شخصا من الاصحاء ليس لديهم تاريخ بمرض القلب كان منهم 59 شخصا لم يعتادوا على ممارسة الرياضة، وفي الدراسة الجديدة تم تقييم التمرينات الرياضية تبعا لعدد جلسات التدريبات التي تقوي الجهاز التنفسي والدورة الدموية في كل أسبوع بدلا من كثافتها أو مدته، وتم تقسيم المشاركين في الدراسة الى أربع مجموعات وهي مجموعة لا تمارس الرياضة ومجموعة تمارس الرياضة بشكل غير منتظم (مرتان أو ثلاثة أسبوعيا) ومجموعة ملتزمة بالتدريبات الرياضية (أربع أو خمس مرات اسبوعيا) ومجموعة من الرياضيين المنتظمين ( ست أو سبع مرات اسبوعيا).

وأظهرت قياسات كتلة القلب التي تقاس بتكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسي أن كتلة القلب لدى المشاركين في الدراسة غير المعتادين على الرياضة تقلصت مع كبر السن في حين أن كتلة القلب لدى من يمارسون الرياضة طوال حياتهم زادت مع زيادة معدل التمرينات الرياضية، وقال بنجامين ليفين من مركز ساوث وسترن الطبي التابع لجامعة تكساس الذي قاد الدراسة "تشير البيانات الى أنه اذا تمكنا من تحديد الاشخاص في منتصف العمر أي في النطاق العمري بين 45 و60 عاما وجعلناهم يقومون بتمرينات رياضية أربع أو خمس مرات اسبوعي، فان هذا قد يساهم بصورة كبيرة في منع بعض من حالات القلب الكبرى للسن الكبير بما في ذلك الازمات القلبية". بحسب رويترز.

نوع جديد من صمامات القلب 

على صعيد اخر كشف اطباء اميركيون عن إنجاز طبي جديد قد يزيل الحاجة الى عمليات القلب المفتوح لدى بعض المرضى من خلال زرع نوع جديد من صمامات القلب المصنوعة من انسجة البقر بواسطة القسطرة، هذه الصمامات مخصصة للمرضى الاكثر عرضة للخطر الذين يعانون من تضيق شديد في الصمام الابهر، وهو شريان مسدود يمنع مرور الدم الغني بالأكسجين ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم عبر فتحة ضيقة، وتصيب هذه الحالة 9 % من الاميركيين فوق سن الخامسة والستين، وإن لم يعالجوا، يموت نصفهم في غضون سنتين بعد اصابتهم، ان تقنية إدخال الصمام الحيوي البديل عبر انبوب في الشريان غير جراحية، وقد اظهرت ان معدلات البقاء على الحياة بعدها توازي معدلات البقاء بعد الجراحات التقليدية لكنها ترفع احتمالات الإصابة بسكتات دماغية وغيرها من المضاعفات القلبية الخطرة، وأتت هذه الابحاث في إطار دراسة "بارتنر" التي امتدت على سنوات، وهي اول تجربة تشمل عينة عشوائية من المرضى وتقارن بين الطريقتين، وقد عرضت نتائجها خلال مؤتمر لجمعية اميركان كوليدج اوف كارديولوجي في نيو اورلينز.

يقول كريغ سميث رئيس كلية الاطباء التابعة لجامعة كولومبيا واحد المشرفين على الدراسة "كان التقدم ملحوظا على مدى سنوات"، هذه الطريقة خفضت التكاليف الناتجة عن اعادة ادخال المرضى الضعفاء المسنين الى المستشفى وقد بينت الأبحاث انها ترفع متوسط العمر المتوقع ب 1،9 سنة، وتجرى هذه العملية في اوروبا لكنها لم تحظ بعد بموافقة وكالة الاغذية والعقاقير في الولايات المتحدة التي لا تزال تعتبر الصمام أداة تجريبية، حيث يقول ديفيد موليترنو، استاذ الطب في جامعة كنتاكي الذي لم يشارك في الدراسة إن هذا "حدث تاريخي سيعتبر على الأرجح من أهم الخطوات في الطب الوعائي القلبي"، ويضيف انه بعد عملية توسيع الشرايين بواسطة البالون واختراع دعامات شرايين القلب، "ستعتبر هذه نقطة التحول التالية المهمة".

وقد قارنت الدراسة النتائج المتعلقة ب 699 مريضا يبلغ متوسط عمرهم 84 عاما خضعوا إما لعملية استبدال الصمام الأبهري بالقسطرة القلبية أو لعملية قلب مفتوح لاستبدال الصمام الأبهري، وأظهرت النتائج الاولية للدراسة بعد 30 يوما من اجراء العملية ان معدل الوفيات لدى المجموعة الاولى كان اقل منه لدى المجموعة الثانية وبلغ 3،4 % مقارنة ب 6،4 %، ثم تعادلت معدلات الوفيات بعد مرور سنة، وشهدت المجموعة الاولى أيضا نسبة أقل من النزيف الحاد (9،3 % مقارنة ب 19،3 % لدى الذين خضعوا لجراحة) ومن عدم انتظام نبض القلب (8،6 % مقارنة ب 16 % في المجموعة الأخرى)، ويقول سميث ان "هذه النتائج تظهر أن استبدال الصمام الأبهري بالقسطرة القلبية بديل ممتاز لعمليات القلب المفتوح لدى المرضى الأكثر عرضة للخطر". بحسب فرانس برس.

لكن الطريقة الجديدة تؤدي الى الإصابة ب"مضاعفات وعائية خطرة" بنسبة 11 % مقارنة بنسبة 3،2 % لدى المرضى الذين خضعوا لجراحة تقليدية، وكذلك كانت احتمالات الاصابة بسكتة دماغية أعلى لدى المجموعة الأولى وبلغت نسبتها 3،8 % مقارنة ب 2،1 % بعد ثلاثين يوما و5،1 % في مقابل 2،4 % بعد سنة، ولم يوضح سميث أسباب السكتات الدماغية لدى المجموعة الأولى لكنه قال ان المسألة قيد الدراسة وسيتم التطرق إليها في مؤتمر لاحق حول جراحة القفص الصدري.وبحسب سميث، فإن الصمامات المستعملة في جراحة القلب المفتوح وفي عملية استبدال الصمام الأبهري بالقسطرة القلبية مصنوعة من أنسجة البقر لكن صمامات جراحة القلب المفتوح أكبر حجما.

العمل لساعات طويلة

قال خبراء بريطانيون في دراسة أعدت مؤخرا إن العمل لمدة 11 ساعة يوميا بدلا من النمط المعتاد (8 ساعات يوميا من التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء) يزيد من احتمالات الإصابة بالأزمة القلبية، وتزيد ساعة العمل الطويلة احتمال الإصابة بنسبة 67 في المئة، كما يقول الخبراء الذين اعتمدوا في استنتاجاتهم على دراسة الحالة الصحية لسبعة آلاف موظف، وترى الدراسة أن على الأطباء أن يسألوا مرضاهم عن عدد الساعات التي يعملونه، وقال كبير الباحثين البروفيسور ميكا كيفيماكي" ان تطرق الطبيب الى ساعات عمل المرض هو عملية بسيطة ومفيدة، ويجب ان يصبح أمرا روتيني، ولا بد أن تساعد هذه المعلومات الجديدة على اتخاذ قرارات أفضل فيما يتعلق بعلاج مرضى القلب".

كما قد تكون نتائج هذه الدراسة تحذيرا لمن يعملون ساعات طويلة، حسب ما يرى بروفيسور كيفيماكي.وتشير الدراسة إلى ان 192 شخصا من الذين رصدت اوضاعهم على مدى 11 سنة قد تعرضوا لأزمات قلبية، وكان الذين يعملون 11 ساعة أو أكثر يوميا معرضين للاصابة أكثر من غيرهم بمرة ونصف، وحين أضيفت ساعات العمل الطويلة الى عوامل الخطر الأخرى كارتفاع ضغط الدم أمكن الحصول على صورة أكثر وضوحا.

ويرى الخبراء القائمون على الدراسة انه لو أضاف الأطباء سؤالا حول ساعات العمل الى مجمل الأسئلة التي يوجهونها لمرضاهم لربما أمكان انقاذ 6 آلاف شخص من أصل 25 ألفا يصابون بأزمة قلبية سنويا في بريطاني، ويضيف الخبراء أن هناك حاجة لإجراء دراسات إضافية للتأكد فيما إذا كان تخفيض عدد ساعات العمل يساهم في تحسين صحة القلب، وقال بروفيسور ستيفين هولجيت من مجلس الأبحاث الطبية الذي ساهم في تمويل الدراسة المذكورة "هذه الدراسة ستجعلنا نعيد النظر في المقولة الشهيرة "العمل الشاق لن يقتلك".

النباتيون معرّضون للجلطات

اكتشف باحث صيني أن النباتيين، الذين يمتنعون تماماً عن تناول اللحوم أو المنتجات الحيوانية، معرضون لخطر متزايد في الإصابة بالجلطات وأمراض القلب، وقال ديو لي من جامعة تشيغيانغ في هانغزو، انه معروف أن لدى أكلة اللحوم عوامل خطر أكثر من النباتيين للإصابة بأمراض القلب والأوعية، لكن أغذية النباتيين، الذين يمتنعون تماماً عن أكل اللحم والمنتجات الحيوانية، تفتقر للكثير من العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والزنك والفيتامين «ب» 12 وأحماض أوميغا 3 الدهنية. بحسب يونايتد برس.

وأشار لي إلى ان النباتيين يصابون بتراجع نسبة الكوليسترول الجيد في الدم إلى جانب زيادة معدلات مادة الـ«هوموسيستيين»، وهذان أمران مرتبطان بأمراض القلب، وخلص لي في دراسته، التي نشرها في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية الأميركية، إلى ان النباتيين معرضون للإصابة بالجلطات وأمراض القلب، ولذا يوصى بأن يزيدوا من تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في زيت السمك والجوز والمكسرات، والفيتامين «ب» 12 الموجود في ثمار البحر والبيض والحليب المدعم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/نيسان/2011 - 19/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م