هل فقدت الكنيسة ثقة الرب؟

 فضائح متلاحقة تثير اكثر من ازمة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: كان للكنيسة في القرون الماضية هيمنة ليست على الديانة المسيحية واتباعها من الناحية الروحية والدينية وممارسة الطقوس العبادية فحسب، بل تعدتها الى هيمنة مطلقة وقبضة من حديد وسيطرة كاملة حتى على مقدرات الناس وحياتهم وحقوقهم، وكان كل شيء يصدر من الكنيسة والبابا مقدس، لانه يصدر من الرب مباشرة، فكانوا يعلنون الحروب وجمع الضرائب وقتل المخالفين وضم الاملاك والاقطاعيات واصدار صكوك الغفران، كلها كانت بأسم الرب.

ومع التطور الحاصل في اوروبا (معقل المسيحية) نتيجة الثورة الصناعية وما تبعها من ثورات في شتى المجالات الاقتصادية والحريات والتعليم والثقافة وغيره، الامر الذي دعا الناس الى اعادت النظر في تفكيرهم ومواقفهم تجاه الكنيسة، وبالتالي ادى الى موجة انحسار واسعة في مختلف طبقات المجتمعات الاوربية عن الكنيسة، واقتصر الامر على اداء مجموعة عبادات مرة واحدة في الاسبوع في احسن الاحوال.

وقد ادت قضايا الفساد والاعتداءات الجنسية من قبل الرهبان اللذين يمثلون الكنيسة بكل قدسيته، الى ازمة ثقة جديدة بين المسيحيين وراعيتهم الاولى (الكنيسة)، وقد اثار الامر استياء واسع واحتجاجات عارمة، خصوصاً فيما يتعلق بموقف الكنيسة تجاه هذا الامر والذي لم يأتي بالمستوى المطلوب.

الكنيسة والاعتداءات الجنسية

الى ذلك سادت مشاعر الذهول الكنيسة الكاثوليكية بعد اعتراف اسقف بلجيكي بارتكاب اساءات جنسية بحق اطفال قام الفاتيكان على اثرها بنفيه بدلا من معاقبته، واعترف الاسقف السابق روجر فانغيلوف في مقابلة تلفزيونة، انه اعتدى جنسيا على احد ابناء اشقائه لمدة 13 عاما كما اعتدى على اخر لمدة 12 شهرا تقريبا ولكنه قال انه "لم يمارس الجماع" معهما ولم يكن يعتقد ابدا انه يعتدي على طفولتهم، وقال في المقابلة التلفزيونية ان الامر بدأ "كما يبدأ في كل العائلات عندما كان ابناء اشقائي يزورونني ويقضون الليلة في منزلي"، واضاف "لقد بدأ الأمر على شكل لعبة مع احد الصبيان، لم يكن الامر اغتصابا او اساءة جسدية، فهو لم يرني عاريا مطلقا كما لم يحدث اي جماع".

واكد "لا اعتقد مطلقا انني من مرتكبي الاساءات الجنسية على الاطفال، ولم يكن لدي الانطباع ان ابن شقيقي عارض ما كنت افعله، بل على العكس ، ولكنني كنت اعلم ان ذلك ليس امرا جيدا، واعترفت عدة مرات"، واضاف ان الاساءة انتهت عندما علمت العائلة بالامر ولكنها وافقت على التكتم عليه، وبعد ايام من صدور امر من الكنيسة بخضوع فانغيلوف "للعلاج الروحي والنفسي" في منتجع فرنسي، قال رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوتيرم ان تصريحات فانغيلوف "تتعدى المقبول"، وقال ان "على الكنيسة تحمل مسؤولياتها ولا يمكن لذلك ان يستمر"، واعرب اساقفة بلجيكا كذلك عن "الصدمة" من تصريحات الاسقف السابقة التي "تقلل من شأن" ما قام به من اعتداءات جنسية على صبيان "وتجد لها الاعذار".

كما اعربوا عن ذهولهم لظهوره على التلفزيون وقالوا "لقد توقعنا ان ينسحب في صمت الى خارج البلاد"، وقال فييدريكو لومباردي المتحدث باسم البابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان ان الحبر الاعظم "يدرك خطورة" قضية فانغيلوف ويعكف حاليا على جمع كل عناصر القضية لاجراء "تقييم مفصل"، وقال ان تصريحات فانغيلوف "تدل على انه رجل مريض، او ربما كانت رد فعل معتاد من شخص يمارس الاعتداء على الاطفال"، واضاف انه تم استدعاء الاساقفة البلجيكيين للحضور الى الفاتيكان واتخاذ قرار بشان هذه القضية، واستقال فانغيلوف من اسقفية بروج الشمالية العام الماضي بعد اعترافه بارتكاب اساءات جنسية في الاعوام من 1973 حتى 1986. بحسب فرانس برس.

كما أُعلن في الولايات المتحدة عن تعليق خدمات 21 كاهنا في مدينة فيلادلفيا، وذلك بعد ورود أسمائهم في تحقيق بمزاعم انتشرت على نطاق واسع حول ضلوعهم بانتهاكات جنسية ضد الأطفال، وقد جاءت الخطوة في أعقاب نشر "تقرير لجنة التحقيق العليا"، والذي أوصى بإعطاء "إجازات" لـ 37 كاهنا طوال الفترة التي تتم فيها مراجعة قضاياهم، وقال الكاردينال جاستن ريغالي، رئيس أساقفة فيلادلفيا، إن 21 من كهنة كنيسة الروم الكاثوليك قد وُضعوا على قائمة "المجازين" ريثما تنتهي مراجعة قضاياهم، وأضاف إنه يشعر "حقيقة بالأسف" للأذى الذي لحق بضحايا الانتهاكات الجنسية المذكورة، وجاء في بيان أصدره ريغالي قوله "لقد مرَّت علينا أسابيع عصيبة منذ نشر تقرير لجنة التحقيق العليا".

ومضى البيان إلى القول "وقد كان الأمر أصعب بشكل أكثر بالنسبة لضحايا الاعتداء الجنسي، ولكن أيضا بالنسبة لجميع الكاثوليك، ولكل شخص في مجتمعنا"، بدوره، أشاد مدَّعي عام فيلادلفيا، سيث ويليامز، بأبرشية المدينة وبرئيس الأساقفة لاتخاذ بعض الخطوات التي كان التقرير المذكور قد دعا إليه، إلاَّ أن بيتر آيزلي، من "شبكة الناجين من الانتهاكات التي ارتكبها القساوسة"، قال "إن الكاردينال ريغالي وضع مصالح الكنيسة فوق مصالح الأطفال، وكان عليه أن يعلِّق عمل القساوسة في الحال"، يُشار إلى أن التحقيق، الذي أجرته لجنة التحقيق العليا بالقضية، استمر سنتين وانتهى إلى توجيه اتهامات ضد أربعة كهنة ومدرِّس كاثوليكي.

وقد وجد المحققون أيضا أن اللجنة التي كانت أبرشية المدينة قد أنشأتها لتتحقيق بالمزاعم التي انتشرت في أعقاب التحقيق الذي أجرته هيئة محلفين أخرى عام 2005 عمل بشكل أساسي لحماية الكنيسة نفسها وليس ضحايا الانتهاكات، كان البابا يوحنا بولس الثاني قد عقد عام 2002 اجتماعا مع كرادلة أمريكيين حول فضيحة الانتهاكات الجنسية، وكانت الأبرشية قد أوقفت في شهر فبراير/شباط الماضي، ثلاثة من الأساقفة الـ 37 الواردة أسماؤهم كمشتبه بهم، وقالت الأبرشية إن خمسة آخرين كانوا وقت صدور التقرير إمَّا في إجازة، أو كانوا يخدمون في أماكن أخرى، أو لم يعودوا فاعلين في الكنيسة، وحول الأساقفة الثمانية الذين تم تحديد هوياتهم ولم يتم إيقافهم عن العمل، قالت الأبرشية إن ذلك تم "لأن الفحص المستقل لحالاتهم أفضى إلى نتيجة مفادها أنه لم يعد هنالك من مبرر لإجراء المزيد من التحقيق فيها"، كما أن أسماء القساوسة المعنيين لم تُنشر. بحسب الاسوشيتد برس.

النساء الكاثوليك يخالفن الكنيسة

في سياق متصل أظهر بحث نشر مؤخراً ان حوالي 98 بالمئة من النساء الكاثوليك في الولايات المتحدة يستخدمن وسائل لمنع الحمل تحظرها الكنيسة، وجاء في تقرير جديد لمعهد جوتماشر (وهو منظمة بحثية في الصحة الجنسية غير هادفة للربح) أن 2 بالمئة فقط من النساء الكاثوليك يعتمدن على منع الحمل بصورة طبيعية، وتوضح أحدث البيانات ان ممارسات النساء الكاثوليك تتسق مع النساء اللاتي ينتمين الى ديانات أخرى والنساء الامريكيات بشكل عام، وقالت راشيل جونز المشرفة على التقرير "في الواقع الامريكي يتوافق بشكل كبير استخدام وسائل منع الحمل مع المعتقدات الدينية القوية."

وقالت ان اغلب النساء في مرحلة الخصوبة اللاتي لا يريدن الانجاب يتبعن وسيلة ما لمنع الحمل ومعظمهن يستخدمن وسائل فعالة مثل التعقيم الجراحي أو الاقراص أو اللولب، ويقول معهد جوتماشر ان نحو 70 بالمئة من النساء الكاثوليك يستخدمن اقراص منع الحمل أو اللولب، وهذه البيانات مأخوذة من المسح الوطني لنمو الاسر 2008-2006، وتتطابق النتائج تقريبا مع بيانات المسح الوطني لنمو الاسر لعام 2002 الذي اظهر ان 97 بالمئة من النساء الكاثوليك يستخدمن وسائل لمنع الحمل. بحسب رويترز.

الى ذلك اضطر الفاتيكان لإجراء تعديلات على أحدث الكتب الصادرة عنه ، وهو كتاب "يو كات" بعد رصد عدد كبير من أخطاء الترجمة الواردة فيه ، ومن بينها خطأ يوحي بأن الفاتيكان يوافق على منع الحمل، الكتاب هو عبارة عن مجموعة من تعاليم الكنيسة الموجهة للشباب وقد صدر بعدة لغات، ولكن الفاتيكان سحب النسخة الإيطالية، بما فيها النسخ الأولى التي ضمت ملحقا يحوى تصحيح أخطاء الترجمة، وكان الخطأ الرئيسي يتعلق بما إذا كان بوسع الزوجين التخطيط المسبق لتحديد عدد أفراد الاسرة.ففي النسخة الإيطالية الصادر في شكل أسئلة وأجوبة ، هناك خطأ في ترجمة سؤال عن تنظيم الأسرة، والسؤال هو "هل يجوز لزوجين مسيحيين أن يتحكما في عدد أطفالهما ؟" ، ولكن الترجمة الخاطئة جاءت كما يلي "هل يجوز لزوجين مسيحيين استخدام وسائل منع الحمل؟"، والإجابة الواردة للسؤال هي "نعم".

والمعروف أن الفاتيكان يعارض استخدام أي وسائل صناعية لمنع الحمل ، ولكنه يسمح بتنظيم الأسرة من خلال الوسائل الطبيعية، وبما يوحي بأن بوسع الزوجين مثلا مراقبة فترات خصوبة المرأة لتحديد الأوقات التي تتيح علاقة زوجية بعيدة عن احتمالات الحمل، كما تضمنت الطبعة الإيطالية من الكتاب خطأ في الترجمة بشأن "الموت الرحيم"، وقرر الفاتيكان إرجاء إصدار الطبعة الفرنسية من الكتاب، بينما قال فريدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان إن النسخة الألمانية من الكتاب تواجه صعوبات بدروها نظرا لصعوبة اللغة الألمانية نفسها.

البابا يبرئ اليهود

فقد رحبت جمعيات يهودية حول العالم بما جاء في الكتاب الجديد للبابا بندكتس السادس عشر، الذي رفض فيه رأس الكنيسة الكاثوليكية إحدى المسلمات القديمة، وهي تحميل اليهود مسؤولية جماعية عن صلب المسيح، بينما طالبته جهات أخرى بتقديم المزيد، عبر إصدار تعليمات كنسية صارمة تنهي هذه المسألة التاريخية، وقالت ليزا بارميليري بيليغ، ممثلة الهيئة الأمريكية لليهود والمسيحيين لدى الفاتيكان "ما سيأتي في كتاب البابا الجديد يمثل لنا بادرة رائعة، أنا أعرف أن هذا البابا بالتحديد لديه التزام كامل بتطوير العلاقات الكاثوليكية اليهودية، وهو يلعب دوراً كبيراً في مواجهة المشاعر المعادية للسامية"، وذكرت بارميليري بيليغ أنه كانت قد ناقشت الموضوع بشكل واسع مع البابا في العقد التاسع من القرن الماضي، قبل أن يتولى منصبه الحالي، وقد سمعت منه "الحرص الدائم على توضيح حجم العلاقات بين اليهودية والمسيحية، والخطر الناجم عن معاداة السامية".

وكانت معظم الكنائس المسيحية طوال قرون تحمّل الشعب اليهودي بكاملة وزر صلب المسيح، كما جاء في الأناجيل، ويعتقد الكثير من المؤرخين أن هذا الأمر ساعد على انتشار العداء للسامية في الغرب، وقد قام الفاتيكان في العقد السادس من القرن الماضي بـ"تبرئة عموم اليهود" من هذه التهمة، ولكن هذه التصريحات لم ترض جميع الناشطين اليهود، وعلى رأسهم رونالد لودر، رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، الذي رحّب بما سيأتي في كتاب البابا، ولكنه دعاه إلى "أخذ المزيد من الخطوات"، وقال لودر في بيان "مازال هناك الكثير من المسيحيين الكاثوليك الذين يعتقدون بمسألة الذنب اليهودي، ورغم أن تقديم موقف معاكس في كتاب شخصي أمر مهم، ولكن الأهم هو صدور قرار واضح يلزم الكنيسة بكاملها.

ويحمل كتاب البابا الجديد عنوان "يسوع الناصري،" والذي طرح في الأسواق مؤخراً، وقد تتناول اجزاء من الكتاب حادثة صلب المسيح كما وردت في الإنجيل، ومطالبة سكان القدس بإنزال عقوبة الصلب به، وفق المعتقدات المسيحية، ويعتبر البابا أن الإشارة في الإنجيل إلى أن الذين أصروا على الصلب هو "اليهود" لا يشير إلى كل الشعب اليهودي، بل إلى كهنة الهيكل، بل وحتى البعض منهم فقط، ولا يوجد رابط بين الإشارة القديمة وبين المعنى العرقي المميز لليهود اليوم. بحسب السي ان ان.

كما ادان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر العنف الذي يرتكب باسم الرب بعد ان برأ شخصيا اليهود من مسؤولية موت المسيح في احدث كتاب له، يذكر ان الكتاب هو الثاني في سلسلة تتألف من ثلاثة أجزاء عن حياة المسيح والكتاب عبارة عن سرد مفصل اكاديمي ولاهوتي للغاية عن اخر اسبوع في حياة المسيح، وطبع الناشرون 1.2 مليون نسخة من الكتاب بسبع لغات، وانتشرت دعاية دولية اشتملت على مؤتمرات عبر الهاتف مع وسائل الاعلام في دول عديدة، ويقع الكتاب في 350 صفحة ويبدو كنص اكليريكي أكثر من كونه شيئا للجماهير، ويحفل الكتاب بالاستشهادات من الكتاب المقدس ومراجع لعلماء لاهوت اخرين ومؤرخين وكتاب روم كاثوليك.

وفي احد الابواب يقول بنديكت انه لا يوجد مبرر للعنف الذي يرتكب باسم الرب وهو تأكيد ينطبق على التشدد الاسلامي اليوم كما هو الحال على الكنيسة الكاثوليكية نفسها الذي ارتكب في الماضي عندما كانت تنشر عقيدته، وكتب البابا "العواقب القاسية للعنف الذي يكون بدافع الدين واضحة جداً لن، العنف لا يبني مملكة الرب مملكة البشرية، "والجزء من الكتاب الذي قد يكون له تأثير اشد على العلاقات الكاثوليكية مع الاديان الاخرى هو قسم يفصل فيها البابا احداث محاكمة المسيح امام الحاكم الروماني بونتيوس بيلات والحكم عليه بالموت، وفي هذا الباب يرفض البابا فكرة الذنب الجماعي لليهود في هذا الوقت وذريتهم من موت المسيح وهي تهمة لازمت العلاقات المسيحية اليهودية لعقود.

وهذه هي المرة الاولى التي يقوم فيها بابا بمثل هذا التحليل المفصل والمقارنة الدقيقة لقصص مختلفة في العهد الجديد وينتهي الى انه لا يوجد اساس للتهمة التي رفضت رسميا للمرة الاولى في وثيقة للكنيسة في عام 1965، ورحب قادة يهود في جميع انحاء العالم بالفعل بهذا الباب من الكتاب، وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للبابا في رسالة "قداستك انا امتدحك لرفضك بقوة في كتابك الاخير تهمة زائفة كانت الاساس لكراهية الشعب اليهودي لعدة عقود، "وكتب "املي المتحمس هو ان يعزز توضيحك وشجاعتك العلاقات بين اليهود والمسيحيين في جميع انحاء العالم وتساعد في تعزيز السلام والمصالحة للاجيال القادمة."

رهبان جبل آثوس يحتجون

على صعيد اخر احتجت الاديرة العشرون في القلعة الارثوذكسية في جبل آثوس، شمال شرق اليونان، في رسالة الى رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، على الاصلاح الضريبي الاخير الذي يهدف الى فرض ضريبة على عائداتها، وفي هذه الرسالة التي اكد وجودها مصدر كنسي، اعربت الهيئة العليا لجبل آثوس عن الاسف "لانعدام التقدير الذي تواجهه بصورة استثنائية مجموعة جبل آثوس التي يعود وجودها الى ما يزيد الالف عام"، ويحتج جبل آثوس الذي يتمتع بوضع يؤمن له استقلالا ذاتيا يحميه الدستور اليوناني، بصورة خاصة على قانون صدر في 2010 ويفرض نسبة 20% على العائدات العقارية للاديرة المتأتية من الممتلكات والشقق والمتاجر التي تملكها في مختلف مناطق البلاد.

وقال مصدر كنسي طلب عدم الكشف عن هويته ان رسالة الرهبان "كان يفترض ان تكون سرية"، معربا عن اسفه لان التدابير الضريبية اليونانية الجديدة شككت في الوضع الدستوري الخاص بجبل آثوس، ويدافع الرهبان عن اعفاءاتهم الضريبية بحجة ان عائداتهم المتأتية من العقارات تستخدم لتصليح الاديرة التي يزورها آلاف الحجاج الذكور من جميع انحاء العالم سنوي، ويمنع على النساء الوصول الى جبل آتوس الذي يبعد 600 كلم عن اثين، وتقول كاثيميريني انه بعد الانذارات الضريبية الاولى التي تلقتها الجماعة الارثوذكسية، بات ممثلوها مهددين بدفع فديات كبيرة اذا لم يمتثلوا للقوانين. بحسب فرانس برس.

كما ان الرهبان يأسفون ايضا لان الدولة تعرقل الحصول على الاموال الاوروبية التي تستفيد منها الاديرة لتمويل اعمال الترميم، ويعتبر الرهبان ان "انعدام تقدير" الحكومة الاشتراكية حيالهم قد بدأ لدى حصول فضيحة عقارية مدوية تورط فيها احد اديرة جبل آثوس في 2009 وسبقت سقوط الحكومة المحافظة السابقة، وقد اضطرت اليونان التي تتعرض لضغوط دائنيها في الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي، والغارقة في ازمة غير مسبوقة، الى تشديد مكافحة التهرب الضريبي، وهي مشكلة مزمنة في البلاد، لملء صناديق الدولة، فبالاضافة الى فرض ضرائب مرتفعة على العائدات، بات القانون ينص على فرض ضريبة على الثروة العقارية للكنيسة اليونانية، التي تملك اكبر قدر من العقارات بعد الدولة.

مسامير صليب المسيح

من جهته عرض المحقق الصحفي الإسرائيلي سيمخا جاكوفتيش ما قال إنهما مسماران كانا على خشبة الصليب الذي صلب عليه يسوع المسيح وقدم مجموعة من الأدلة يكاد يكون أكثرها مثاراً للدهشة هو أن المسمارين وجدا في قبر كبير الكهنة اليهودي قيافا للتبرك، ولم يقدم الصحفي الاسرائيلي سيمخا جاكوفيتش، في المؤتمر الصحفي الذي عقده حول الموضوع، اي دليل رصين على انه المسمارين اللذين عرضهما كانا على صليب يسوع المسيح، كما ان عددا قليلا من العلماء يميليون نحو هذا الرأي، لكن ماذا اذا ثبتت نظرية جاكوفيتش، عندئذ سيتحول هذان المسماران الى احد اهم الآثار المسيحية.وكان جاكوفيتش، وهو منتج افلام وثائقية اسرائيلي حائز على جوائز عالمية، قد بدأ تحقيقا صحافيا حول اصل هذين المسمارين.

ويرى جاكوفيتش ان الدلائل التي توفرت لديه لا تجزم بان المسمارين هما لصليب يسوع المسيح، لكن هناك احتمالات قوية تدعم صحة هذا القول، وقال جاكوفيتش، خلال المؤتمر الصحفي "أظن انه لدينا ما يكفي من الادلة لتقديمها إلى العالم، اذ توجد مجموعة من الأدلة التي تدعم تقديمنا للقصة، وللعلماء ان يعودوا إلى بحثهم مرة اخرى"، وكان المسماران قد ظهرا في أحد مختبرات جامعة تل ابيب بعد بحث طويل، لكن التساؤل هنا هو أين عثرت سلطة الاثار الاسرائيلية عليهما اصلا؟، والجواب هو في صندوق عظام الموتى في قبر رئيس الكهنة قيافا الذي يقول الانجيل إنه سلم يسوع للصلب واتهمه بالتجديف وطالب الرومان بصلبه سريعا.

وقد اعتمد سيمخا على انجيل قديم يعود للقرن السادس الميلادي كتب بالعبرية، كما قال، ولكن لم تعترف به الكنيسة، والذي يشير إلى ان قيافا آمن بيسوع المسيح، وان المسمارين وضعا في قبره للتبرك، ويذكر ان متحف الكفن في كنيسة النوتردام تعرض أمثلة للادوات التي استخدمت في الصلب، اما الكفن نفسه فهو معتمد من الكنيسة الكاثولكية وموجود في ايطاليا، والباباوات يزورونه للتبرك باستمرار، الا ان علماء الآثار قالوا بعد فحصه انه لا يعود لفترة الصلب بل الى قرون بعده، وتخالف الرواية الكنسية حول مكان وجود المسمارين ما جاء به سيمخ، اذ قال الدكتور بيتر مدروس مدرس الكتاب المقدس وتاريخ فلسطين، "لا يوجد اي دليل علمي، وانما الدليل من التاريخ هو ان المسامير الحقيقية نقلت إلى القسطنطينة منذ القرن الرابع الميلادي حسب المؤرخين، وبعد ذلك ادخلت المسامير إلى بدلة الامبراطور وصهوة حصانه"، وتعتبر النظريات حول الفترة التي تسمى بالعهد المسيحي الاول، عند المسيحيين، او فترة الهيكل الثاني، لدى اليهود، من اكثر النظريات إثارة للجدل بين أوساط المؤرخين، والأكاديميين، والكتاب المهتمين. بحسب السي ان ان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 20/نيسان/2011 - 16/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م