سيارات (العكركة) و(موسكوفيج) صراع من اجل البقاء

تحقيق: عبد الكريم ابراهيم

 

شبكة النبأ: مازالت سيارة (العكركة) موديل 69 تقف شامخة في (كراج) ابي شهاب رغم محاولات اولاده التخلص منها، كونها اصبحت خردة وانقرض (موديلها) لم يبق من هذا النوع سوى سيارة فوزي نبيل خسران في مسلسل (حب وحرب) حسب تعبيرهم، ولكن هناك في المقابل اصرار من قبل (ابو شهاب) على الاحتفاظ بهذه السيارة التي يقول عنها" رافقتني في أحلك الظروف وكانت خير معين رغم الاغراءات المادية التي قدمت في وقتها من اجل بيعها" لان العلاقة اكبر من سائق وسيارة "بل هي نوع من العشق لا يريد ان يفارق قلبي".

واجه (ابو شهاب) 67 عاما اصرار من قبل اولاده للتخلص من سيارته العزيزة، بعد ان فتح الله عليهم، واصبحت سيارات (الافيلون، فنتو والانترا) بعض ما يملكون من الطرازات الحديثة، ولكن رغبة الاب في المحافظة على سيارته القديمة والتي يعبر عنها "بالوفاء والاخلاص لمن حملت همومه ومشاكله في اوقات صعبة " تحول دون تغييرها واقتناء غيرها.

عن ابرز السيارات التي عاصرها (ابو شهاب) المعروف عن توارثه لمهنة السياقة عن ابيه كما يقول: لكل فترة زمنية سيارات معينة وحسب علاقة الدولة المصدرة مع العراق، مثلا في الخمسينيات كان النوع الامريكي والانكليزي هو المسيطر على الساحة (كالدوج) الذي يطلق عليه العراقيون بـ(ابوعليوي) والفورد والفكسل والتوانس، وبعد ثورة1958 اصبح تقارب مع المعسكر الاشتراكي، فطهرت سيارات (الفولكا وموسكوفيج وسكودا) فضلا عن السيارت الالمانية المعروفة بالمتانة والقوة كما سيارات (الاوبل ومارسيدس وفوكس واجن)، في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات ظهرت السيارات اليابانية خصوصا شركة تويوتا التي لاقت نجاحا كبيرا في العراق لاسباب كثيرة كما يقول الفيتر محمد صالح: السيارات اليابانية تمتاز بملائمتها للاجواء العراقية وتحمل الحرارة العالية فضلا عن سهولة تصليحها والحصول على الادوات الاحتياطية في الاسواق المحلية؛ حيث قامت الشركة العامة للسيارات باستيراد اعداد مازالت تعمل حتى الان مثل (الكرونة والكراون والسوبر)، اما السيارات الامريكية والالمانية فلم تلق النجاح الذي حققته مثيلاتها اليابانية والكورية وذلك لغلاء اسعار المواد الاحتياطية وعدم وجود خبراء في تصليح هذا النوع من السيارات.

اما حسان ماجد صاحب معرض للسيارات الحديثة فيقول: السوق العراقية اصبحت اليوم متعددة المصادر بعد ان كانت على منافذ معينة والسبب هو سيطرة الدولة على الاستراد وعدم اعطاء الفرصة للقطاع الخاص. اليوم المناشىء عديدة مثل (الامريكي، الالماني، الياباني، الكوري وحتى الاسواق الجديدة والناشئة مثل (الايراني) ولكن يبقى هناك تفضيل لدى العراقيين للياباني عن غيره لاسباب ملائمة الاجواء واقتصادية في استهلاك الوقود.

رغم اعداد السيارات التي دخلت العراق بعد2003 فان اسعارها متفاوتة كما يقول وليد ناجي صاحب معرض لبيع السيارات: ارخص انواع السيارات الايرانية والصينية حيث يصل سعرها 85-120 ورقة، في حين توجد انواع يصل سعرها الى ستة دفاتر، ولكل من هذه السيارات من يرغب في شرائها على العموم السوق العراقي له القدرة على استيعاب المزيد من السيارات من خلال تسقيط الموديلات القديمة.

هوس الاحتفاظ بالسيارات القديمة وتفضيلها على الحديثة حالة تسري في دماء البعض كما يقول ابو هادي عن سيارته (موسكوفيج): هذه السيارة رغم بساطتها وشكلها المتواضع فهي تثير السخرية لدى الاخرين الذين يطلقون عليها (العنجة)، في المقابل هناك حب وعشق من قبلي، اشعر بالمتعة وانا اقودها، حتى انها اصبحت هويتي التي اعرف بها في المنطقة، كلما شاهد سيارة تشبها يقول هذه سيارة (ابو هادي).

ولعل صراع الاجيال لا يشمل بني البشر فقط، بل يمتد الى عالم السيارات، فهو ظاهرة موجودة في موديلات السيارات من خلال تفضيل اغلب الشباب السيارات الحديثة على اختها القديمة لما لها من مواصفات وتقنيات تغري هذه الفئة، كما يقول لؤي نجم(24) عاما: لا احد ينكر الاختلاف في موديلات السيارات، الامر الذي يترتب عليه ظهور تقنيات في كل موديل حتى في نفس نوع السيارة مثلا (السوناتا2009) تختلف عن موديل1994، لان الشركات في كل مرة تضيف تقنية جديدة غير موجودة فيما سبق الرؤية و(CD) المتحسسات الخ ويضيف نجم: السيارات الحديثة ذات (الكير الأوتوماتيكي) عكس القديمة ذات الكير العادي، طبعا الشباب يفضل النوع الاول على الثاني، وكذلك سيارات الدفع الرباعي التي بدأت تغزو الشارع اليوم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18/نيسان/2011 - 14/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م