كبوة الطيران الدولي... من كوارث بيئية الى محن سياسية

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: كما هو معروف ان وسائط النقل ومنذ القدم كانت براً وبحر، ولم يعهد الانسان واسطة اخرى غيرهما الا في اساطير الاوليين وحكايات الف ليلة وليلة وهو يتجلى في صورة البساط الطائر او الحصان المجنح وامثالهما الكثير، حتى تمكن الانسان من تحويل هذا الخيال الى حقيقة بجناحين عملاقين يحوي بينهما المئات من المسافرين، قاطعاً الاف الكيلومترات من اليابسة والمحيطات وبزمن قياسي.

ان التطور السريع الذي شهدته حركة النقل الجوي والاقبال الواسع عليها طلباً للسرعة في الحركة نتيجة تسارع وتنامي الاقتصاد العالمي وازدهار صناعة الطائرات، كلها عوامل ادت الى تصدر هذا النوع من النقل على غيره برغم ارتفاع تكاليفه.

كما يلاحظ من خلال سير الاحداث ان النقل الجوي هو الاكثر تأثراً بألازمات الاقتصادية والسياسية والكوارث الطبيعية التي تحدث في اي بقعة من بقاع العالم، وهذا ماجرى بعد الثورات التي عصفت بمنطقة الشرق الاوسط وادت الى تراجع حاد في عدد الحلات الجوية في مصر وتونس، وكذلك في اليابان بعد زلزالها المدمر الذي ادى الى زيادة الطلب على الطائرات الخاصة وارتفاع تكاليف الرحلة الجوية فيها الى الربع.

طلب على الطائرات الخاصة

حيث تلقت شركات الطائرات الخاصة سيلا من طلبات رحلات الاجلاء من الاف الاشخاص الذين يسعون جاهدين للهرب من الازمة النووية المتفاقمة في اليابان مما رفع الاسعار أكثر من الربع، وتقوم بعض الشركات متعددة الجنسيات بسحب الموظفين الاجانب من طوكيو والمناطق المحيطة بها بعدما وصلت مستويات متدنية من الاشعاع الى المدينة، ويتجه العمال إلى هونج كونج وتايوان وكوريا الجنوبية بل وأبعد من ذلك الى أستراليا والولايات المتحدة في حين يتسبب انقطاع الكهرباء ونقص المواد الاساسية في تفاقم المعاناة بعد زلزال بقوة تسع درجات تبعته موجات مد بحري عاتية.

وقال جاكي وو المدير التنفيذي للعمليات لدى هونج كونج جت وهي وحدة طائرات خاصة جديدة لمجموعة (اتش.ان.ايه) الصينية "تلقيت طلبا لنقل 14 شخصا جوا من طوكيو الى هونج كونج ولم يبالوا بالسعر، كما ارتفع الثمن 26 بالمئة، الى أكثر من 160 ألف دولار"، وأضاف "بلغ سعر طائرة مؤجرة من طوكيو الى أستراليا ذهاب فقط 265 ألف دولار بزيادة 20 بالمئة"، ومما يعقد الوضع أكثر في اليابان نقص وقود الطائرات واغلاق المطارات، وقال مايك والش الرئيس التنفيذي لشركة اسيا جت للطائرات الخاصة والمؤجرة انهم سيروا ثلاث رحلات اجلاء الى هونج كونج من طوكيو بحلول الساعات الاولى من الكارثة.

وأبلغ "هناك تكثيف الان بسبب الوضع المتدهور، القلق يساور مزيدا من الناس وهم يريدون مغادرة طوكيو، نتعامل مع أكثر من ألف شخص يريدون مغادرة طوكيو"، وأضاف أن لدى الشركة خمس طائرات ايه330 على أهبة الاستعداد ستغادر من هونج كونج، وتستطيع الطائرة الواحدة من طراز ايه330 حمل نحو 300 شخص، وقالت متروجت وهي شركة طيران لرجال الاعمال مقرها في هونج كونج ان لديها 28 طائرة متاحة للتأجير منها طائرتان جلفستريم جي200 تستطيع كل منهما نقل عشرة أفراد، وتتكلف الطائرة من هذا النوع 5900 دولار في الساعة اضافة الى رسوم المطار وتكاليف أخرى، وقالت شركة تأجير الطائرات البريطانية اير بارتنر ان من المرجح أن تحقق نتائج أفضل في النصف الثاني من العام في ظل زيادة الطلب بسبب كارثة اليابان والازمة السياسية في الشرق الاوسط. بحسب رويترز.

وقال مارك بريفا الرئيس التنفيذي للشركة "هناك صفقات كبيرة، سنشهد تأثير الزيادة في النصف الثاني لكننا لا نعرف كيف سيكون بالضبط (في الوقت الحالي)"، وقامت اير بارتنر التي تقدم وحدتها "أوب4" رحلات لنقل الركاب والبضائع في أنحاء العالم باجلاء أكثر من 12 ألف شخص من تلك المناطق منذ نهاية يناير كانون الثاني، وقال والش من اسيا جت ان الشركات الكبيرة وبعض المنظمات غير الحكومية يشكلون معظم العملاء، وقال "نحن هنا للمساعدة وبذل أقصى جهدنا لاستيعاب الجميع لكن في حقيقة الامر فان من يأتي أولا يحصل على الخدمة أولا وسنقوم باخراج أي شخص مستعد."

اضطراب الطيران العربي

من جهتها كشفت بيانات لصناعة الطيران عن حجم الخسارة الناجمة عن أسابيع من الاضطرابات التي شهدتها مصر وتونس اذ أظهرت أن عدد المقاعد المتاحة على الرحلات المتجهة الى البلدين أو القادمة منهما تراجع بمقدار 100 ألف مقعد أسبوعيا على الاقل، والسياحة نشاط حيوي لكل من مصر وتونس، ورغم أن الحياة بدأت تعود الى طبيعتها بعد الثورتين اللتين أطاحتا برئيسي البلدين الا أن امتداد الاحتجاجات الى أنحاء أخرى من العام العربي والقتال الدائر في ليبيا أجبر شركات الطيران على اعادة النظر في خططها لموسم السياحة القادم. بحسب رويترز.

وأفادت شركة اينوفاتا لبيانات الطيران أن شركات الطيران قامت في الاسبوع الذي سبق الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 يناير كانون الثاني بتسيير 733 رحلة من أو الى تونس العاصمة باجمالي 107 الاف مقعد، وفي نفس الاسبوع من مارس اذار بعدما سادت المنطقة حالة من عدم اليقين اثر سقوط الرئيس المصري حسني مبارك واندلاع الاحتجاجات في ليبيا أوقفت شركات الطيران 57 رحلة أسبوعية من أو الى تونس العاصمة بانخفاض قدره 9400 مقعد، وتصدرت شركة مصر للطيران هذه الانخفاضات اذ تراجعت قدرتها الاستيعابية 51 بالمئة وتلتها طيران الامارات ثم شركة الطيران الايطالية اليتالي، لكن الخطوط الجوية السعودية زادت عدد المقاعد المعروضة على رحلاتها الى تونس بنسبة 35 بالمئة بينما واصلت تسيير ست رحلات أسبوعيا.

واصيب القطاع السياحي في تونس (صاحبة أكبر ايرادات من العملة الاجنبية في شمال افريقيا) بالشلل في فبراير شباط، وتشكل السياحة أكثر من 6 بالمئة من الاقتصاد التونسي ويعمل بها نحو 400 ألف شخص من السكان البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة، وأصيب الاقتصاد المصري أيضا بالشلل تقريبا على مدى أسابيع من الاحتجاجات التي اندلعت في 25 يناير كانون الثاني وانهارت بعض مصادر العملة الاجنبية للبلاد ومن بينها السياحة، وألغت شركات الطيران 776 رحلة أو 32 بالمئة من الرحلات من أو الى القاهرة في الفترة بين 11 يناير و11 مارس وفقا لبيانات اينوفات، ومن اجمالي عدد المقاعد الملغاة من خطوط القاهرة في تلك الفترة كانت المقاعد الملغاة لمصر للطيران 85 ألف مقعد أسبوعيا من أصل 110 الاف.

وخفضت كل من اليتاليا واير فرانس وطيران الامارات القدرة الاستيعابية بما يتراوح بين 40 الي 50 بالمئة بينما لم تسجل لوفتهانزا أي تغيرات في عدد الرحلات أو نوع طائراته، وتقدم هذه الارقام  صورة مبدئية لمدى تأثر قطاع الطيران بالاضطرابات في المنطقة، وفي أحدث البيانات الرسمية للقطاع قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) ان اجمالي طلب ركاب الشرق الاوسط نما بنسبة 11.7 بالمئة في يناير عن مستواه قبل عام، وفي 28 فبراير شباط الماضي توقع الاتحاد (ومقره جنيف) ان تقلص الاضطرابات السياسية الطلب في المناطق المتأثرة لكنه لم يذكر أرقام، وتشكل مصر وليبيا وتونس 20 بالمئة من حركة المسافرين الدولية عبر المنطقة، والاضطرابات التي تشهدها منطقة شمال افريقيا هي أحدث ضربة لتعافي قطاع الطيران الذي واجه قبل ذلك أحوالا جوية سيئة في الشتاء في معظم أنحاء أوروب، وتواجه شركات الطيران أيضا ارتفاعا في تكلفة الوقود بسبب الاضطرابات، وزادت أسعار النفط 19 بالمئة منذ 11 مارس.

طائرات ذات اجنحة لينة

في سياق متصل يأمل باحثون تطوير طائرات ذات اجنحة لينة كالطيور وان تتمكن الروبوتات ذات يوم من تغيير اشكالها على هواها بفضل الابحاث الجارية حول نبتة الميموز، فورقة هذه الشجيرة التي تتميز بقدرتها على الانقباض عند اي احتكاك قد يستوحى منها لصنع فئة جديدة من الاشياء القادرة على الالتواء والانثناء والتصلب وحتى اصلاح نفسها، كما يشرح كون ويل وانغ، استاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة ميشيغن (شمال)، وهو احد كبار الباحثين في حقل الابحاث الجديد هذ، واشار خلال المؤتمر السنوي للجمعية الاميركية للنهوض بالعلوم الذي انعقد نهاية الاسبوع الماضي في واشنطن "هذا مختلف عن المقاربات الاخرى التقليدية حول المواد القابلة للتكيف".

واضاف الباحث "مفهومنا فريد من نوعه لأنه مستوحى من علم الأحياء"، والميموزا نوع من النبتات القادرة على القيام بحركات مفتعلة ذاتيا مرئية بالعين المجردة لحظة حصولها، وهي ظاهرة ممكنة بفضل "النظام الهيدرولي" للنبته، الأمر ناتج عن دفق الماء داخل وخارج خلايا الورقة، حيث يفرغ جزء فيما يمتلئ الجزء الآخر، وبالتالي يكفي لمس الورقة لجعل المياه تنتقل فورا داخل خلاياها، وهذه التغييرات المجهرية تجعل الورقة تتحرك وتغير شكلها، كما يشرح الباحث، ويؤكد كون ويل وانغ "يمكننا ابتكار هياكل تحاكي خصائص هذه الخلايا تبعا لحاجاتنا"، وقد ابتكر في مختبره خلايا اصطناعية تتمتع بالخصائص الهيدرولية نفسها لكن بحجم كف اليد أو أكبر، ويحاول هؤلاء الباحثون تقليص حجمها من خلال صنعها بواسطة بنى مجهرية والياف النانو. بحسب فرانس برس.

ويشير العالم "لا نزال في مرحلة الابحاث الاساسية لكننا نفكر في عدة تطبيقات عندما ينتهي تطوير هذه التكنولوجيا"، يمكن تخيل طائرات ذات اجنحة شبيهة بأجنحة الطيور باستطاعتها ان تصبح مرنة أو صلبة أو تغير شكلها تبعا لحاجات الطيران، واثار ايضا امكانية صنع آلات يمكنها تغيير شكلها للعمل في نفق او تحت الجسور، الخلايا السمعية أو الحسية التي تساعد البشر على السمع وتمنح الحيوانات قدرتها على الرصد هي مصدر الهام آخر من الطبيعة لتطوير تقنيات اكثر دقة، شانغ ليو، وهو استاذ في الهندسة الميكانيكية في جامعة ميشيغن، قاد مجموعة بحث انتجت خلايا سمعية اصطناعية.

وشرح للصحافة في مؤتمر الجمعية الاميركية للنهوض بالعلوم "هذه الخلايا السمعية مثيرة جدا للاهتمام لأن الطبيعة تستعين بهذه الهيكلية الاساسية لمجموعة مختلفة من الوظائف الاخرى"، انها مختلفة عن اجهزة الاستشعار المصنوعة لغاية واحدة، كما يشير من خلال انتاج هذه الخلايا الاصطناعية بمساعدة تكنولوجيا النانو، حسن هؤلاء الباحثون الى حد كبير حساسية اجهزة الاستشعار واصبحوا يفهمون بشكل افضل كيف تستعملها الحيوانات، فكل الاسماك لديها خلايا سمعية جانبية تعمل كأجهزة استشعار، لكن حتى الآن، الغواصات غير مزودة بأجهزة استشعار كهذه قد تزودها بمزيد من المعلومات حول حركة المياه، على ما يقول شانغ ليو، وفي الوقت الحاضر، يركز هذا الاخير على تطبيقات طبية مثل اجهزة استشعار السوائل في الآلات أو عند طرف قسطر.

سقوط الطائرات والاخطاء البشرية

من جهة اخرى شهدت التحقيقات التي لم تتوقف في حادث تحطم طائرة ايرباص ايه 330 تابعة لشركة اير فرانس في الاول من حزيران/يونيو 2009 قبالة سواحل البرازيل تطورا حاسما ومفاجئا مؤخراً مع العثور على اجزاء كبرى من هيكلها، ما حرك الامل في فك لغز هذا الحادث الذي اوقع 229 قتيل، واعلنت وزيرة النقل الفرنسية ناتالي كوسيوسكو، انه تم تحديد موقع "قسم كبير من طائرة اير فرانس" التي تحطمت في الاول من حزيران/يونيو 2009 اثناء قيامها برحلة بين ريو دي جانيرو وباريس، واوضحت الوزيرة متحدثة لاذاعة فرانس انتر العامة انه تم تحديد موقع "قسم كبير من الطائرة قطعة واحدة"، مؤكدة وجود "امل بتحديد موقع الصندوقين الاسودين بشكل سريع" للرحلة آ اف 447.

وكان مكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسي المكلف التحقيق الفني في الحادث اعلن في بيان انه "خلال عمليات البحث التي اجريت في البحر خلال الساعات الـ(24) الاخيرة تمكن الطاقم الموجود على متن سفينة (الوسيا) من رصد اجزاء من الطائرة"، واضاف البيان ان "محققي مكتب التحقيقات والتحاليل تعرفوا الى هذه الاجزاء على انها تعود لهيكل الطائرة ايه330-203 للرحلة آ اف 447" بين ريو وباريس، وقال مدير المكتب جان بول تروديك ان المحققين "يأملون" في العثور على الصندوقين الاسودين للطائرة اذ ان الحطام منتشر في رقعة محدودة في قاع المحيط الاطلسي، وقال "الخبر السار هو ان بقعة انتشار الحطام مركزة نسبيا، وهذا ما يبعث الامل في العثور على الصندوقين الاسودين"، فوحدهما الصندوقان الاسودان اللذان يخزنان معطيات الرحلة ومحادثات الطيارين يمكن ان يوضحا بشكل اكيد ملابسات الحادث.

واوضح مصدر قريب من الملف ان غواصات ريموس التي تتولى عمليات البحث في قاع المحيط "تقوم بتصوير اجزاء الطائرة الموجودة في موقع الحادث في مربع مساحته 500 ب300 متر"، وكانت وزيرة النقل اشادت مع وزير الدولة لشؤون النقل تييري مارياني مساء الاحد ب"تقدم اساسي" احرز في الجهود المبذولة لفهم كيفية وقوع الكارثة، وكان المكتب اعتبر حتى الان ان قصورا في عمل اجهزة قياس السرعة هو من العناصر التي تفسر وقوع الحادث، بدون ان يكون المسبب الوحيد له، وهذه الاجهزة المعروفة باسم "بيتوت" والتي تصنعها شركة تاليس الفرنسية كان يكسوها الجليد على ارتفاع عال فتتوقف عن العمل.

وقال المدير العام لشركة اير فرانس-كاي ال ام بيار هنري غورجون ان "رصد موقع (هذه الاجزاء) بعد ايام قليلة على اطلاق المرحلة الرابعة من الابحاث في عرض البحر بتمويل من اير فرانس وايرباص (حوالى تسعة ملايين يورو) هو خبر سار جدا لانه يحمل الامل بجمع معلومات اخيرا حول اسباب هذا الحادث الذي لم يفسر حتى اليوم"، واضاف "قد نجد بالتالي اجوبة للاسئلة التي تطرحها عائلات الضحايا وشركتنا منذ الاول من حزيران/يونيو 2009 بشأن الوقائع التي ادت الى هذا الحادث المأسوي"، من جهته اعتبر رئيس الجمعية الفرنسية لعائلات الضحايا "مساعدة وتضامن آ اف 447" جان باتيست اندوسيه ان رصد موقع اجزاء من الطائرة يحمل "املا للعائلات"، لكنه اضاف "نبقى حذرين للغاية" مشيرا الى ان العائلات لا تزال تنتظر اثباتات، واعلن المتحدث باسم شركة ايرباص ان "العثور على الصندوقين الاسودين يبقى امرا اساسيا. انها الوسيلة الوحيدة لفهم تسلسل اسباب الحادث".

وكان مكتب التحقيقات والتحاليل اطلق في 25 آذار/مارس مرحلة جديدة من الابحاث للعثور على حطام الطائرة التي سقطت في وسط المحيط الاطلسي، بعد ثلاث حملات سابقة لم تسفر عن نتائج في 10 حزيران/يونيو-10 تموز/يوليو 2009، و27 تموز/يوليو-17 اب/اغسطس 2009 و29 اذار/مارس-ايار/مايو 2010، وقد بلغت كلفتها 21،6 مليون يورو، وقضت هذه المرحلة الاخيرة بتمشيط مساحة عشرة الاف كلم مربع في دائرة شعاعها 75 كلم حول آخر موقع معروف للطائرة، ومن المقرر اطلاق حملة خامسة قريبا لانتشال اجزاء الطائرة، وعلى الصعيد القضائي، بدأ تحقيق مؤخرا مع شركة ايرباص الاوروبية لصنع الطائرات وشركة اير فرانس بتهمة ارتكاب جرائم قتل عن غير عمد.

الى ذلك قالت وسائل الاعلام الهندية ان سلطات الطيران الهندية اوقفت 57 طيارا لتجاوزهم حد الكحول المسموح به وهم على وشك الاقلاع بطائرات تقل ركابا خلال العامين الماضيين لكن معظمهم برئت ساحته وسمح لهم بالطيران مرة اخرى، ونقل عن وزير الطيران فايالار رافي قوله امام مشرعين انه تم العثور على 11 طيارا فقط تحت تأثير الكحول في اختبارات طبية عشوائية قبل الطيران بين يناير كانون الثاني 2009 ونوفمبر تشرين الثاني 2010، واصدرت عقوبات متنوعة بحق الاخرين حددتها شركة الطيران من بينها خطابات تحذير او غرامة، ولمكافحة العدد المتزايد للطيارين الثملين في اجواء الهند وضعت السلطات قانونا العام الماضي يحيل المذنبين لاول مرة الى القيام باعمال ارضية لمدة ثلاثة اشهر بينما يتم تجريد من يكررون هذا من رخصة الطيران. بحسب رويترز.

كما قال مراقب جوي لمحققين امريكيين انه نام اثناء عمله وترك طائرتين تهبطان في واشنطن بدون اي توجيه من المطار، وقال راندي رابيت مدير ادارة الطيران الاتحادية في بيان "كطيار سابق انا شخصيا غضبت من ان هذا المراقب لم يكن على قدر مسؤوليته للمساعدة في هبوط هاتين الطائرتين"، ويقوم رابيت بالتحقيق في الحادث بالتعاون مع هيئة سلامة النقل الوطنية، وأمر بايقاف المراقب الذي يعمل منذ 20 عاما ورفض الكشف عن هويته في الحادث الذي وقع، وهطبت رحلتان احداهما تشغلها يونايتد ايرلاينز والاخرى أمريكان ايرلاينز بدون حادث في مطار رونالد ريجان الوطني في وقت مبكر.

ولم يستطع طاقم الرحلتين اجراء اتصال لاسلكي مع برج المطار من اجل تعليمات المدرج والهبوط لكنهما كانا على اتصال بمراقبين في منشأة اخرى قريبة تابعة لادارة الطيران الاتحادية اعطتهم معلومات اخرى، وقالت هيئة سلامة النقل الوطنية في تقرير اولي عن الحادث ان المراقب وهو مشرف قال لمحققي الهيئة الذين اجروا مقابلة معه انه نام لفترة من الوقت اثناء ادائه مهام عمله، وتقول هيئة سلامة النقل الوطنية ان المراقب قال انه كان يعمل النوبة الليلة الرابعة على التوالي وكان الشخص الوحيد في البرج في وقت الحادث. بحسب رويترز.

من جهة اخرى وجد الخبراء الذين فحصوا طائرة عثر به على ثقب بسقف القمرة عندما كانت تحلق في الأجواء آثار وهن في معدن جسم الطائرة، وتسبب الثقب في هبوط مفاجئ لمعدل الضغط في القمرة، وتوقفت الرحلة 812 بين فونيكس وسكرامنتو في الولايات المتحدة بنزول اضطراري، وكان على متن الطائرة (التي صنعت قبل 15سنة) مئة وثمانية عشر راكب، وبادرت شركة الخطوط الجوية إلى إلغاء 300 رحلة حتى يتسنى فحص 79 طائرة، وقد أصيب أحد الركاب بجروح طفيفة خلال الحادث، ووجد محققو الهيئة الوطنية لسلامة النقل أن الخرق كان بين لوحتين مضمومتين إلى بعضهما البعض بإحكام، لكن المعدن الذي كان يحيط بهما بدى عليه الوهن، وتقول شركة الرحلات ساوثويست إن الطائرة (الأقدم في أسطولها بآلاف الرحلات) قد خضعت للفحص الدقيق المطلوب.

رقم قياسي ومعدلات حوادث متدنية

الى ذلك وصل عدد الرحلات الجوية اليومية، التي تصل إلى أو تقلع من مطار هونج كونج الدولي، إلى مستوى قياسي مؤخر، وبلغ إجمالي عدد الرحلات في مطار “تشيك لاب كوك” الدولي بهونج كونج 983 رحلة، محطماً الرقم القياسي السابق وكان 973 رحلة في ديسمبر من العام الماضي، وقال متحدث باسم إدارة الطيران المدني في هونج كونج إن معدل نمو حركة الطيران يتجاوز معدلات تعافي الاقتصاد في المنطقة، كان مطار هونج كونج الدولي قد دخل مرحلة التشغيل عام 1998 ليحل محل مطار “كاي تاك” القديم، واستقبل المطار العام الماضي 50،9 مليون راكب، ليصبح خامس أكبر مطار في العالم من حيث عدد الركاب وفقاً لبيانات مجلس المطارات الدولي.

يذكر ان مطار أطلانطا في الولايات المتحدة يتصدر قائمة مطارات العالم من حيث عدد الركاب حيث استقبل العام الماضي 89،3 مليون راكب، وبالنسبة لحركة شحن البضائع أصبح مطار هونج كونج الأكبر على مستوى العالم حيث شهد تداول 4،1 مليون طن بضائع خلال العام الماضي، متفوقاً على مطار ممفيس الأميركي.

من جهتها اعلنت الوكالة الدولية للنقل الجوي (اياتا) ان قطاع النقل الجوي سجل في 2010 ادنى معدل للحوادث في تاريخه، ليكون هذا العام افضل من 2006 الذي كان حتى اليوم العام الاكثر امانا في تاريخ الطيران المدني، وقالت الوكالة في بيان نشر في طوكيو انه في 2010 بلغ المعدل العالمي للحوادث (يحتسب على اساس عدد الحوادث قياسا الى عدد الرحلات، في الطائرات النفاثة الغربية الصنع حصرا) 0،61 اي حادث واحد لكل مليون و600 الف رحلة.واضاف البيان ان هذا ادنى معدل في تاريخ الطيران، وهو ادنى من معدل 0،65 المسجل في 2006".

وشمل احصاء الوكالة كل انواع الطائرات المدنية، ومع ان المعدل كان ادنى فان عدد الحوادث المميتة كان اكبر مما سجل في 2009 (23 مقابل 18) وكذلك ايضا عدد القتلى (786 مقابل 685)، وشدددت الوكالة على ان "السلامة تبقى الاولوية الاولى" ولا تزال هناك هوامش لتحسين نظرا الى التفاوت الكبير في الالتزام بمعايير السلامة باختلاف المناطق الجغرافية، وقال رئيس الوكالة جيوفاني بييبنياني في البيان ان "الطيران آمن، ولكن كل حادث هو مأساة انسانية تذكرنا بهدفنا الاول وهو ان معدل الحوادث يجب ان يكون صفرا وان عدد القتلى يجب ان يكون صفرا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 17/نيسان/2011 - 13/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م