الادارات الأميركية السابقة عصرت جهود زعماء وملوك المنطقة أمثال
محمد رضا بهلوي والسادات وصدام حسين وحسني مبارك وزين العابدين بن علي
وغيرهم إرضاء لشهوات الكيان الصهيوني العدوانية والتوسعية، ثم تركتهم
يتخبطون لا مخرج لهم إلا الهروب أو الفرار من أيدي شعوبهم بعد أن ذاقت
منهم آلام الظلم والفقر!.
الادارات الأميركية كانت تصف هؤلاء بالأصدقاء وعليك أن تضحك قهراً
لو صدقت أن بقية رؤساء وحكام دولنا فعلا هم أصدقاء!. هؤلاء كانوا أكثر
من أصدقاء، كانوا «حبايب» وجعلونا نحن الشعوب أيضا نصبح «حبايب» لبضائع
وسلع أصدقائهم، لكن حسب الحاجة والضرورة!
خذ مثالاً: الايرانيون في زمن شاه ايران كانوا الأقرب لثقافة الغرب،
بينما كنا في بداية النهوض والانطلاق نحو الغرب بعد خروجنا من
الاستعمار والحاجز القومي الثوري جعل من الشاه العميل للكيان الصهيوني
عدواً لنا، كونه الأكثر قبولاً لأحضان الصداقة الأميركية! ثم جاءت
الثورة الاسلامية وأغلقت السفارتين الاسرائيلية والأميركية في طهران
وأصبحت غالبية الشعب الايراني أعداء لأميركا فكانت رسالتهم واضحة أنهم
يتبعون قياداتهم الدينية والسياسية في حين أصبح الصديق الحميم الشاه
منبوذا للادارة الأميركية بين ليلة وضحاها ومات من شدة القهر بعد أن
وضع شبابه وحياته تحت تصرف أصدقائه في الادارة الأميركية.
الشعب المصري خرج ثائرا في وجه حسني مبارك لينهي صداقته الحميمة
للأميركيين، لكنه حتى الآن لم يحدد كيفية العلاقة مع إدارة «أوباما»،
ولعل السبب في ذلك عدم وجود قيادة استراتيجية لثورة 25 يناير. وسوف
يتضح مستقبلا إن كان قرار الشعب المصري هو فقط استبدال الصديق الوفي
بعد أن استهلك بصديق جديد أم نهج جديد!.
الغريب في الأمر، أن شاه ايران وأركان نظامه فقط كانوا أعداء للأمة
العربية أما الشعب الايراني الفارسي الشيعي فلم يكن في صف أعداء الشعب
العربي ولكن حين اختار هذا الشعب النهج المعادي لأميركا وإسرائيل أصبح
البعض يصنفه في صفوف العدو الأول للشعب العربي، وعلى الرغم من مقاومته
للكيان الصهيوني حتى يثبت عكس هذه النظرية، إلا أن «الصديق» الأميركي
الذي فرض علينا أمثال صدام حسين وحسني مبارك وزين العابدين يصر على
حكامنا ألا عدو إلا ايران حتى أنه يتمنى تكرار تجربة الحرب العراقية
الايرانية علينا!. فيا ترى ما الذي تغير؟ وما الذي لم يتغير ولربما لا
يتغير حتى نغير ما بأنفسنا؟
وفي دراسة لمعادلتي التجربتين الايرانية والمصرية، نجد أن الصهيوني
كان الصديق الأوفى لشاه ايران مع الأميركيين، إلا أنه بعد الثورة أصبح
العدو اللدود للشعب والحكومة الايرانية، وما بين صداقة الرئيس المصري
مع الأميركيين نجد الصهيوني هو الصديق الأوفى، إلا أنه ما زال محافظا
على صداقته على الرغم من رحيل حسني مبارك!.
إذا المعادلة الأميركية في الصداقة هي: «كن صديقا لصديقي ومتى حان
وقت رحيلك ارحل .. وإلا»!.
www.aldaronline.com |