الزواج عبر الانترنت... هل بات بديل الزواج التقليدي؟

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: العديد من المشاكل تقف عائقاً امام الزواج منها الاغتراب وغلاء المهور والحالة الاقتصادية والعنوسة وغيرها الكثير، مما دفع الشباب الى ابتكار طرق جديدة لمواجة هذه العقبات وتذليل الصعوبات من اجل ايجاد شريك الحياة وبناء العش الزوجية قبل فوت قطار العمر وتبدد الاحلام التي رسمها هؤلاء الشباب في تحقيق مستقبل امن وجميل.

ولعل احدث هذه الطرق واكثرها نجاعة وانتشار، هو الزواج عبر الشبكة العنكبوتية والتي حلت محل الخاطبة، كما سهلت التعارف وقربت المسافات وذوبت الفوارق، وقد اشارت العديد من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع بأن نسب النجاح في تحقيق الزواج كانت نسب عالية وان اعداد المشتركين في هذه المواقع في ازدياد مستمر، مما يعكس واقع النجاح الذي تحققه في استقطاب فئة الشباب وتحقيق ما يصبوا اليه طالب الزواج.

ان سهولة التسجيل في هذه المواقع الالكترونية والرسوم القليلة التي يدفعها المشترك والمعلومات الوافية التي يقدمها عن شريك الحياة، كلها امور ساعدت على نجاح الزواج الالكتروني، وبين معارض لهكذا زواج ومدافع عنه، يبقى الزواج عبر الانترنت واحداً من سبل الزواج المعتمدة بين الشباب.

البحث عن شريك الحياة

حيث قدم موقع ألماني للمسلمات والمسلمين في أوروبا الراغبين في التعرف على شريك الحياة من خلال الإنترنت إمكانية التواصل، لكن باشتراطه جدية الشريك في الزواج وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي، وبلغت نسبة الزيجات من خلال هذا الموقع الألماني 17 في المائة من عدد المشتركين فيه إلى الآن، وكذلك تزدهر في الإنترنت الشبكات الاجتماعية، التي يتخذها المستخدمون وسيلة للتعرف على الآخرين، فالشبكة العنكبوتية أصبحت تغير المجتمع بالفعل، كما تذكر دراسات أمريكية وأوروبية أجريت مؤخراً بخصوص هذا الموضوع.

وتؤكد الدراسة أن من يشترك في الشبكات الاجتماعية يكون لديه معارف وأصدقاء أيضاً في واقع الحياة، غير أن بعض مواقع الإنترنت تتخصص بنوع معين من المستخدمين، مثل أحد المواقع الألمانية الذي تأسس عام 2007 والمتخصص بزواج المسلمات والمسلمين، ووصل عدد المسجلين في موقع موسليم هيلفه "Muslimhilfe" إلى الآن 90 ألف مشترك، معظمهم من مسلمات ومسلمي أوروبا الباحثين عن، مكا ان معظم المشتركين في هذه الموقع هم من ألمانيا وتركيا وهولندا والنمسا وسويسرا فضلاً عن بعض المُسَجّلين العُزّاب من بلدان شمال أفريقيا والسعودية، وتمكن هذا الموقع الإلكتروني من تعدّي السوق في ألمانيا ومن دخول السوق الأوروبية بنجاح في غضون فترة زمنية قصيرة.

كما ان القائمون عليه يحاولون تمييز أنفسهم عن بقية مواقع التعارف من خلال تأكيدهم على القيم والمبادئ الإسلامية عند البحث عن شريك الحياة، والذي مطلوب منه أن يكون راغباً جدياً في الزواج وفقا للشريعة الإسلامية. وليس من المسموح استخدام الموقع لأي غرض آخر لا يكون هدفه تكوين أسرة كما تشير قوانين الموقع، ومن بين المشتركات جميلة أوتشار، من مدينة كولونيا والبالغة من العمر 34 سنة، امرأة مسلمة متدينة وجذابة، لكنها مطلقة، وهي وحيدة والديها، وتريد أن تتزوج مرة أخرى. الأمر ليس سهلاً عليها كما تقول، فلا بد أن يكون زوجها المستقبلي مسلماً ملتزم، وتضيف جميلة بالقول "كان زوجي السابق مسلماً، ولكن زواجنا كان على الورق أكثر منه زواجاً فعلياً، فلم يكن زوجي السابق مهتماً جداً بالإسلام، وكان ذلك بالنسبة لي أمراً سلبياً للغاية وغير كافٍ، ولذا فأنا أود الآن الارتباط بشريك حياة يعرف دينه جيداً ويمارسه على أرض الواقع". بحسب قنطرة.

يذكر ان أي شخص يسجل نفسه في الموقع يعطي معلومات حول دينه ومدى التزامه به ومارسته لتعاليمه كالصلاة ولبس الحجاب وعما إذا كان اعتنق الدين الإسلامي مؤخراً مثل، ويمكن للمسجل أن يرفع صورته على الموقع ويبدأ بالدردشة والتعارف مع الآخرين، ورغم أن الموقع يستهدف المسلمات والمسلمين بشكل أساسي غير أنه يوجد فيه أيضاً عدد من المسيحيات والمسيحيين المسجلين والذين ليس من المعروف مقدار تقبلهم في هذا الموقع، فجميلة أوتشار مثلا متمسكة بأن يكون زوجها المستقبلي مسلم، وعن ذلك تقول جميلة "لقد تلقيت اتصالاً من أحد المسيحيين عن طريق الموقع وقد أعجبني كثيراً بعدما وصف لي نفسه وبعد أن تبادلنا أطراف الحديث معا لوقت طويل، لكننا لم نواصل الحديث معاً لأنه لم يعتنق الإسلام، قال لي إن عملية اعتناقه للإسلام تحتاج إلى وقت أطول، وقلت له إنه إن اعتنق الإسلام فأنا موافقة على الزواج منه، ولكن الدين هو الشيء الوحيد الذي يفصل بيننا ولن يجوز زواجنا إلا إذا اعتنق الإسلام".

وتضيف جميلة إنه وفي حالة الشك فإنها ستختار زوجاً مسلماً حتى وإن كان أقل جاذبية من المسيحي، وأما الملحدون فإنها تؤكد أنها لا تفكر حتى مجرد تفكير بالارتباط بهم، هذا رأيها الذي لا يبدي بعض أصدقائها ومعارفها تفهما له، والذين يرون أن الأهم هو شريك الحياة نفسه وليس انتماءه الديني، ويعتبر الموقع مفتوح للجميع، كما يقول قادر يوتشه (31 عاماً)، وهو أحد القائمين على الموقع، ويتابع قائلاً "كل الناس مرحّب بهم في موقعنا فنحن لا نميز الناس بسبب الدين، ولكننا لسنا متأكدين من أن غير المسلمين سيجدون مطلبهم في الموقع"، ويضيف "نحن ندعم العُزّاب الباحثين عن شريك حقيقي للحياة ولا ندعم من يهتمون بالزواج المؤقت مثلاً"، وفي بداية تأسيس الموقع عام 2007 كان الموقع مجانياً، ولكن البعض بدأ يكتب فيه تعليقات غير جادة، لذا فإن الموقع لم يعد مجانياً، بل ويكلف ما يقارب عشرين يورو للرجال وعشرة يورو للنساء، كما ان القائمون على الموقع يقيسون مدى نجاح موقعهم من خلال عقود الزواج التي تحققت بالفعل من خلال هذا الموقع.

الزواج الالكترونية في مصر

في سياق متصل فهل سيحل الزواج الالكتروني عبر الشبكة العنكبوتية مشكلة العنوسة في مصر، حيث يذكر ان نسبة العنوسة قد ارتفعت بشكل كبير لتصل إلى 10 ملايين عانس ممن تجاوزن ال35 من عمرهن حسب الإحصائيات وارتفعت نسبة العزوبية لدى الشباب أيضا، الأمر الذي أدى إلى ظهور وانتشار مكاتب ومواقع عبر شبكة الإنترنت لتزويج الشباب والفتيات، وتعد هذه المكاتب والمواقع ظاهرة جديدة على المجتمع المصري كمجتمع شرقي له عادات وتقاليد محافظة ترى أن الفتاة لا يجب أن تبادر بالبحث لنفسها عن عريس، مما أثار الجدل حول هذه المكاتب والمواقع وطبيعة عملهما وانقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض.

وازداد الجدل بعدما أصدر مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة فتوى تجيز عمل هذه المكاتب والوكالات المتخصصة، بما في ذلك مواقع الإنترنت التي تقدم خدمة الزواج، واشترط المفتي إدلاء المتقدمين للزواج بمعلومات صحيحة عن أنفسهم، وألا تتقدم أي امرأة لتلك الوكالات إلا بعلم أسرتها أو ولي أمرها، وحرمت الفتوى عمل الوكالات التي تعمل من أجل الكسب المادي فقط، وتلك التي تشجع الفتيات على الالتقاء براغبي الزواج دون علم أسرهن، ويعتبر الوليد العادل أستاذ الأدب الإنكليزي بجامعة كاليفورنيا سابق، صاحب أول وأشهر مكتب للزواج في مصر الذي انتشرت إعلاناته في الكثير من وسائل الإعلام.

وقد نشأت لدى الوليد فكرة المشروع بعد مروره بتجربة زواج فاشلة انتهت بالطلاق وقضائه أعواماً يبحث عن شريكة حياته، وافتتح أواخر عام 1999 مكتب للزواج بعدما حصل على موافقة أمنية من وزارة الداخلية وموافقة المفتي، وبدأ المكتب بعدد محدود من الشباب والفتيات ثم اتسعت القاعدة ونجح في تزويج عدد كبير بلغ حوالي 42% حسب آخر إحصائية للمكتب، وعن أسلوب التقدم لطلب الزواج يقول العادل إن المتقدم يأتي إلى المكتب ويطلب استمارة للتقديم قيمتها خمسون جنيهاً ويقوم بملء ما بها من بيانات خاصة عنه مثل الاسم والسن، والمؤهل الدراسي والحالة الاجتماعية والوظيفية والعنوان وأرقام الهواتف. بحسب قنطرة.

كما يقوم المتقدم أيضاً بتدوين المواصفات التي يطلبها في شريك الحياة مثل طوله وعمره ومؤهلاته ووظيفته وراتبه ومستواه المادي والثقافي والاجتماعي وأحياناً يطلب مواصفات أدق مثل الوزن ولون البشرة ولون العيون وكل ما يريده في شريك أو شريكة الحياة، وفي الصفحة الأولى يترك صورة شخصية حديثة له ويتم بعد ذلك إدخال هذه البيانات على الكمبيوتر، ثم يتم عمل بحث في المتقدمين لطلب الزواج لإيجاد من تنطبق عليه الشروط المطلوبة وبعدها يتم التنسيق بين الطرفين، وبعد الموافقة المبدئية يتم تحديد موعد للمقابلة في المكتب على شرط أن تأتي الفتاة مع أهلها مثلما أقر المفتي ثم ينتهي دور المكتب ويترك للطرفين التعرف بصورة أعمق على الآخر وعائلته وإذا تم الاتفاق على الزواج يدفع كل طرف 300 جنيه للمكتب.

وعن أعمار المتقدمين يؤكد العادل أنه بالنسبة للذكور يتراوح ما بين 19 إلى 91 عاماً بينما يتراوح عمر الإناث ما بين 16 إلى 80 عاماً، مع العلم أن الفتيات يفضلن الزواج المبكر، وتعد نسبة الرجال إلى السيدات 62%: 38%، ونسبة الأقباط هي 2% فقط من المتقدمين، بينما بلغت نسبة المؤهلات العليا وما فوقها 92%، وأهم مزايا هذا المكتب يقول العادل السرية المطلقة واتساع قاعدة الاختيار ومطابقة المواصفات الدقيقة والاستشارات العلمية والدينية حيث يتوافر بالمكتب أيضاً مستشار قانوني وخبراء متخصصين في علم الاجتماع والنفس، وأكد عدد من الفتيات والشباب أن هذه المكاتب أصبحت هامة جدا على الرغم من أننا في عصر تزايدت فيه مساحة الحرية والاختلاط بين الجنسين إلا أن الفتاة والشاب لا يقابلان الطرف المناسب لهما بسبب الانشغال الكامل في العمل والدراسة، كما يرون أن الهجوم على هذه المكاتب غير مبرر لأنها تلعب نفس الدور التي كانت تلعبه "الخاطبة " في الماضي وهى المرأة التي كانت تعرف كل عائلات الحي وتحمل صور الفتيات لعرضها على الشباب ليختاروا منها زوجة لهم مقابل مبلغ مالي، مشيرين إلى أن العادات والتقاليد ستتقبل تلك المكاتب بمرور الزمن.

خرق للقوانين الشرقية

الى ذلك وبينما يرى البعض الآخر أن هذه الطريقة الجديدة للزواج سواء المكاتب أو عبر الإنترنت مثلها مثل سوق النخاسة التي تعرض فيه الفتاة نفسها كسلعة لمن يُقلّب فيها فيعجبه شكلها، كما أنها خرق للقوانين الشرقية، ويؤكدون أن مواقع الزواج على الإنترنت أسوأ بكثير من فكرة الزواج عن طريق مكاتب رسمية حيث أنها محاولة للتسلية والعبث فقط، بينما أكد شاب مصري أنه تزوج عبر الإنترنت ويعيش حياة سعيدة مع زوجته منذ ثلاث سنوات وهو يشجع الشباب على هذه الطريقة ولكن بشرط توافر الصدق والوعي لدى الطرفين، فلكل زمان طبيعة وشكل يميزه عن غيره والإنترنت ما هو إلا وسيلة في عالم اليوم يمكن أن يوظفها الإنسان في تسهيل أمور حياته ولكن بشرط اللجوء إلى المواقع الإسلامية التي تتيح هذه الخدمة حيث يشرف عليها خبراء ومتخصصين وجهات رقابية على حد قوله.

من جهته فان أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع يؤكد أن الزواج بهذه الطريقة عملية تجارية لا تمت للعلاقات الاجتماعية بصلة، مشيرا إلى أننا بصدد مشكلة كبيرة في المجتمع رغم الانفتاح الرهيب في العلاقات بين الجنسين لأن الزواج عن طريق هذه الشركات ومواقع الإنترنت أمر غريب وشاذ على مجتمعنا ويعيدنا إلى عصر الجواري والعبيد، ويرى المجدوب أن هذه الشركات لن تقضي على نسبة العنوسة المنتشرة في المجتمع لأننا صنعناها بأنفسنا من خلال ارتفاع تكاليف الزواج والمغالاة في المهور وتمسك معظم الأسر العربية بهذه المطالب، ولو تخلينا مثل الغرب عن هذه المطالب لن نكون في حاجة لعمل هذه الشركات.

ويؤكد أستاذ علم الاجتماع أن هذه المكاتب والمواقع العنكبوتية ما هي سوى إفراز لتيار العولمة الجديد الذي يريد اقتلاع الشباب المصري من جذوره، فالمجتمع المصري أصبح مزيج متناقض من موروثات قديمة تعيش في قاع عقولنا من جهة، وانفتاح لا مناص من قبوله والاعتراف به من جهة أخرى، بينما ترى الباحثة الاجتماعية عزة كريم أن تحرر الفتيات وزيادة وعيهن من أهم أسباب انتشار العنوسة لأن الرجل المصري والشرقي بصورة عامة يفضل المرأة الضعيفة، مما يجعل الفتاة تفضل البقاء دون زواج على ارتباط يستند إلى سيطرة ذكورية متخلفة.

التكنولوجيا محل الخاطبة

من جهة اخرى فإن استخدام التكنولوجيا الحديثة في الثقافة الإسلامية عامة ومن قبل المهاجرين المسلمين خاصة في تزايد مستمر، حيث انتشرت مؤخرا في أوروبا ظاهرة مواقع الإنترنت التي تقوم بالوساطة للجمع بين قلوب من ينوي الزواج من المسلمين والمسلمات، حيث ان هذه الوكالات العصرية تؤدي نفس الدور القديم للخاطبة في المجتمعات الإسلامية التقليدية، وفي مثال حي عن ذلك، نشرت نورا معلومات شخصية عن نفسها على موقع الالكتروني خاص بالمسلمين وحدهم على أمل أن تعثر بهذه الطريقة على شريك لحياته، ونورا مسلمة في العشرين من عمرهاً، وتعيش في روم، تبدو في الصورة بشعر بني طويل وبسمة لطيفة ونظرة ساحرة، أما عائشة فعلى العكس منها إذ تبدو من خلال صورتها أكثر محافظة، فهذه المسلمة الشابة التي تعيش في اسبانيا تُغطي رأسها بحجاب أسود صارم.

عائشة ونورا 86 ليستا سوى مستخدمتين في وكالة من عدة وكالات زواج إسلامية، والحصول على العضوية ليس بالأمر الصعب، إذ تكفي معلومات بسيطة مثل العمر والوضع الاجتماعي ومستوى التعليم ونوع العمل ولون البشرة وصورة جميلة لنشر الاعلان في الشبكة، ولكن عادة بعد دفع اشتراك، وتتراوح أسعار الاشتراك بين ثلاثين دولاراً (ما يعادل حوالي ثلاثة وعشرين يورو) لمدة ثلاثة أشهر، وخمسة وعشرين جنيهاً استرلينياً (ما يعادل حوالي سبعة وثلاثين يورو)، ولا تظهر المعلومات الشخصية فحسب وإنما يستطيع المستخدم او المستخدمة معرفة عنوان الشريك المحتمل مباشرة أيضا.

وتعتبر وكالات الزواج ليست جديدة على المسلمين ولكنها آخذة بالنمو، فاستناداً الى الى دراسات نشرت حول هذا الموضوع فقد ارتفع عدد أعضاء موقع (MuslimMatch.com) مثل، من خمسة عشر ألف ليصل إلى مائة وعشرة آلاف، ولكن هل يسمح الإسلام أصلاً بأن يلجأ المسلمون إلى وكالات زواج، حتى ولو كانت في الانترنت؟، ويجيب على هذا السؤال ماريو نورديو، مؤلف كتاب "وكالات زواج إسلامية الكترونية" قائلا "يعتمد المرء في التقاليد الإسلامية منذ الأزل على التكنولوجي، ليس هذا فحسب، فثقافياً ما يجري في مواقع الزواج الالكترونية لا يختلف عن الزيجات التقليدية المتعارف عليها." والفرق هنا هو أنها لا تُدبر من قبل العائلات، إنما يلتقي شريكا المستقبل من خلال موقع الكتروني موثوق به، ولكن البعض يشعر وكأنه "اعتراف بالفشل الشخصي، وكأنما هم يعترفون أن في محيط معارفهم لا يوجد من يرغب بالزواج منهم"، كما يقول مؤسس موقع الكتروني خاص بالزواج. بحسب قنطرة.

أما نورديو فله رأي آخر "إن استخدام التكنولوجيا الحديثة في الثقافة الإسلامية عامة ومن قبل المهاجرين المسلمين خاصة في تزايد مستمر، علينا أيضاً أخذ نقطة أخرى بعين الاعتبار هذه المواقع مرغوبة لدى الكثيرين لأنها عادة ما تكون تابعة لوكالات معروفة حيث يقدم فيها علماء دين معروفون الرأي في تفسير القرآن" ويتابع نورديو قائلا إن "شباك صيد شريك الحياة كانت ترمى دائما في المياه العائلية، فالكثيرون يتمنون الزواج من شخص يتشابه معهم في الكثير من الصفات، فلماذا لا توجد إذن مواقع مشابهة للمسيحيين؟"، ويضيف "إن الذين اعتنقوا الإسلام في أوروبا يشكلون نسبة بسيطة من السكان هناك ويميلون إلى التعارف في مواقع مشابهة، ولكن الجدير بالذكر أن الإسلام الأوروربي يشكل ظاهرة معقدة للغاية. علينا مثلاً أخذ موطن معتنق الإسلام بعين الاعتبار وكذلك أيضاً التيار الديني الذي يتبعه."

وقد أخذ مواقع مثل (www.Muslimwedding.org) هذه النقاط بعين الاعتبار، فهي أكثر من مجرد واسطة زواج، عند البحث عن شريك يستطيع المستخدم اختيار الطائفة التي يريد (سني أو شيعي أو صوفي)، كما يستطيع تحديد البلد أيض، وعند تسجيل شخص جديد يتناسب مع طلباته، يتم اخطاره تلقائياً بالأمر عن طريق الرسائل القصيرة أو البريد الالكتروني، ومن لا يجد ضالته في وكالات الزواج يلجأ إلى وسائل أخرى لإيجاد شريكة حياته المسلمة. فمثلاً أنشأ كاتب مجهول الهوية مدونة  خاصة به لإيجاد زوجة له، ويقول صاحب هذه المدونة إن "الزواج الإسلامي مشكلة عويصة في الغرب، وأنا أحاول حل هذه المشكلة، لأن العيش بدون زوجة يقود المسلم إلى الشعور بالاحباط."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/نيسان/2011 - 9/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م