الهوس بالنظافة... مرض نفسي ام حالة طبيعية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: ان الاهتمام بالنظافة العامة من الامور الضرورية في حياة الفرد والتي تنعكس ايجاباً على الاسرة والمجتمع في انشاء مجتمع سليم معافى لا يعاني من الامراض والاوبئة، بالاضافة الى حسنات النظافة نفسه، والتي نراها في المظهر الحسن وطيب الريح وسلامة الجسم.

بالتأكيد ايضاً ان مخالفة شروط النظافة هي مخالفة لشروط الصحة، فهما صنوان لا يفترقان، ويمكن ان نرى مدى سوء ذلك من خلال انتشار الامراض الخطيرة التي تفتك بالعديد من شعوب العالم المتأخرة والتي تعاني من نقص حاد في الاهتمام بنواحي الصحة والنظافة بسبب سوء اوضاعها المعاشية وفقرها المتقع وتردي واقعها الخدمي.

ان الاخطر من عدم الاهتمام بجانب النظافة، هو الاهتمام المفرط في النظافة والذي يصل الى حد الوسواس القهري والمبالغة فيها الى حد الجنون، فكما هو معلوم ان الزيادة كالنقصان وان الافراط والتفريط كلاهما مذموم، وان الاعتدال (في كل الامور) من الامور الصحيحة والتي تدل على الفطرة السليمة

الهوس بالنظافة

حيث ان السعي وراء النظافة الكاملة يمكن أن يأتي بنتائج معاكسة لما نريده، هذا ما توصلت إليه دراسة أميركية حديثة أجرتها جامعة ميتشيغن، فالنظافة المبالغ بها، حسب القائمين على الدراسة، يمكن أن تهدد وظائف جهاز المناعة لدى الإنسان وتسبب أنواعا مختلفة من أمراض الحساسية للأطفال وللبالغين، أما القول "إن النظافة هي نصف الصحة" فهو صحيح، غير أنه لا يسمح بالمقابل بالمبالغة، فالهوس بالتنظيف والالتزام بالقواعد الصحية يمكن أن يثير الأمراض، لا سيما الأمراض الناجمة عن اضطرابات نظام المناعة التي تصيب نحو %20 من سكان الدول المتطورة.

ولا تنتمي إلى قائمة هذه الأمراض الأنواع المختلفة من الحساسية وزكام الطلع فقط، وإنما مرض السكري من الصنف الأول، وإشكالات في التذكر والربو وحب الشباب ومرض الصدفية والتهاب المفاصل المزمن، التي يتطلب علاجها وقتا طويلا وأحيانا كل العمر، وتحذر الدراسة الأميركية من استخدام المنتجات المضادة للبكتريا التي تحتوي على الجراثيم (المضادات الحيوية التي تمنع تكاثر البكتريا ونموها)، فهذه المواد التي توجد في الكثير من المنتجات التي يتم استخدامها يوميا، مثل الصابون والشامبو ومعجون الأسنان، يربط الباحثون بينها وبين تنامي خطر الإصابة بالحساسية لدى الأطفال.

ويشيرون إلى أن بعض الناس أمام الخوف من الغبار ومن باكورات المحاصيل المريضة يقومون بغسل أجسامهم بالمطهرات وأيضا الوسط الذي يتواجدون فيه، غير أن هذه الوسائط لا تمثل حافزا لنظام المناعة البشري وإنما على العكس من ذلك تضر بالجسم، ويتضمن الصابون المضاد للبكتريا عادة مادة تريكلوسان الكيماوية، الأمر الذي يعتبر مضادا للبكتريا بشكل قوي ويتسبب لدى الأطفال بتعكير عمل نظام المناعة لديهم ويعرضهم لخطر الإصابة بزكام الطلع وغيرها من أنواع الحساسية، فمادة التريكلوسان موجودة في الصابون ومعاجين الأسنان ومضادات التعرق وغسول الفم وغيرها من وسائل التنظيف، كما يضعها المنتجون في وسائط الطبخ وفي لعب الأطفال وفي شراشف وأغطية الاسرة والجوارب، وتنشأ من التريكلوسان الديوكسينات التي تعتبر سامة بشكل كبير، ولها تداعيات سلبية على الجسم لأنها تؤثر على وظائف الهرمونات. بحسب وكالة الانباء الكويتية.

واكتشف الباحثون أيضا أن نظام المناعة لدى البالغين يمكن أن يضعف ويتعرض لقيم عالية من بيسفينول الكيماوي الذي يستخدم عادة أثناء إنتاج البلاستيك ويتم منه إنتاج زجاجات الرضاعة والأواني البلاستيكية وملاعق الطعام، كما توصل العلماء إلى أن المراهقين الذين لديهم مستوى مرتفع من التريكلوسان يميلون بشكل أكثر من غيرهم للإصابة بزكام الطلع وغيره من أمراض الحساسية، وتوصل الباحثون الى أن العيش في الوسط النظيف والمطهر يمكن أن تكون له تداعيات على الأجسام المايكروية التي تعتبر مفيدة لتطوير نظام المناعة، قال باحثون أميركيون إن الفتيات معرضات أكثر للإصابة بمرض الربو بما أنهن يبقين نظيفات وبعيدات عن القذارة أكثر من الصبيان، وقالت الباحثة شارين كلوغ من جامعة أوريغون إن زيادة النظافة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالربو، وأضافت إن "الفتيات يرتدين ملابس لا ينبغي أن تتسخ أكثر من الفتيان، وتملن للعب في الداخل أكثر من الصبيان، ويشرف الأهل على لعبهن أكثر"، وقالت إن الجراثيم التي تتعرض لها الفتيات تختلف عن تلك التي يتعرض لها الصبيان، ما يساعد على شرح اختلاف الأمراض التي قد يعاني منها الرجال والنساء. بحسب يونايتد برس.

وسواس النظافة يقتل

الى ذلك تسبب "وسواس النظافة" بمقتل أردنية مطلقة على يد شقيقها الثلاثيني، بعد ظهر والتي عثر على جثتها مصابة بكسور وكدمات تؤكد تعرضها للعنف وفق ما نقل عن مصادر أمنية مطلعة، ووفق ما روته مصادر أمنية والتحقيقات، فإن القتيلة، وهي مهندسة كيميائية تعمل في احدى شركات الأدوية، "كانت تعاني من هوس بالنظافة أي "الوسواس القهري" كما يطلق عليه الأطباء النفسيون والذي تسبب لها بمشاكل عديدة في حياتها من بينها فشل حياتها الزوجية والتي انتهت بالطلاق، الأمر الذي دعاها الى أن تعود للعيش في بيت ذويها".

ويبدو أن "الوسواس القهري" طاردها حتى عند عودتها الى منزل والدها، فهناك اشتدت الخلافات مع أسرتها بسبب أمور لها علاقة بالنظافة، ونتيجة لهذه الخلافات اضطرت أن تستأجر منزلا بالقرب من منزل ذويها وتفضل العيش وحدها، بعيدة عن الاحتكاك بالآخرين لعدم ثقتها بمستوى النظافة لديهم، كونها تعتقد أنها الأكثر نظافة، حسبما أفادت المصادر الأمنية، وبعد فترة من انعزالها وحدها قرر شقيقها المتهم أن يصالحها ويعيدها الى المنزل، مؤكدا في اعترافاته "أنه خشي من شائعات وأكاذيب تصدر بحق شقيقته كونها مطلقة وتعيش وحدها، وبالتالي تسبب إساءة بليغة لسمعة الأسرة، ولهذا قرر أن يزورها في الشركة التي تعمل فيها ويوصلها الى بيتها، وأثناء ذلك يحل الخلاف معها".

وبالفعل فبعد أن التقى شقيقته وتحدثا عن الخلافات طوال ركوبهما بسيارته حيث طلب منها إنهاء الخلافات والعودة للعيش مع الأسرة، حتى تتلاشى شائعات الناس وأقاويلهم، ولكن القتيلة رفضت طلب شقيقها، وفق ما جاء في إفادته أمام الجهات التحقيقية المختصة، "وبدأت تستذكر خلافاتها وتتهم أسرتها بسوء نظافتهم"، وذكر المتهم أن شقيقته قالت له بعدها "حتى إنت بتحكي معي ورائحتك كريهة" وهنا وقع عراك بين المتهم وشقيقته حيث ضربها وضربته ثم قفزت من المركبة لتسقط على الأرض، حسبما جاء في إفادة المتهم، وقال المتهم خلال التحقيق إنه "نتيجة لحالة اللاوعي التي أصابته، أقدم على دوس شقيقته أيضا"، وفق ما نقلت عنه المصادر الأمنية التي قالت إن "المتهم قام بضرب شقيقته عندما ترجل من مركبته، وعندما فقدت الوعي واعتقد أنها في حالة غيبوبة، تركها وفر من المكان بعد أن أخذ حقيبتها وجهازها الخلوي وقام بحرقهما حتى لا ينكشف أمره"، وبيّنت المصادر ذاتها أن أحد المواطنين شاهد سقوط السيدة عن بعد، حيث قام بإبلاغ الشرطة، والتي حضرت الى المكان واكتشفت الجثة وسارعت في التحقيقات وألقت القبض على الفاعل. بحسب يونايتد برس.

قمل الرأس حقيقة ام وهم

من جهة اخرى فقمل الرأس يمكن أن يجعلك تشعر بالحكة بمجرد ذكر الأسم، ويتحامل الكثير من الناس كثيرا على قمل الرأس، لكن وجوده ليس مؤشرا على عدم النظافة، كما إنه لا ينتقل عن طريق القبعات وبقليل من الصبر يمكن التعامل معه دون حاجة إلى إستخدام عناصر كيميائية، فهو يمتص الدم ويضع البيض ويجعل مسكنه على فروة رأس البشر، وقمل الرأس حشرة غير محبوبة، ولا يعترف أحد برضاه بوجود قمل لديه حسبما يقول ميشائيل فورسبوهم من هيئة الصحة في مدينة فيسبادن الألمانية، ويضيف "الناس في الغالب تعتقد بشكل غير منصف أن عدوى قمل الرأس علامة على سوء الحالة الصحية"، لكنه يقول إن هذا خطأ.

ويضيف جان كروجر رئيس المنظمة الألمانية لأبحاث قمل الرأس وهي منظمة تهتم بنشر المعلومات عن قمل الرأس "إن غسل الشعر كثيرا هو الوسيلة الوحيدة التي تستطيع بها أن تتمتع بشعر خال من القمل"، وهناك حقيقة أن القمل ينتشر من خلال اتصال البشر عن طريق الشعر وذلك وفقا لما ذكره أورليخ فيجيلر من الجمعية الألمانية لأطباء الأطفال، وأضاف "وهذا يوضح لماذا الأطفال أساسا يصابون بالعدوى، فهم في الغالب يتلامسون بالرؤوس أثناء اللعب أو الدراسة في المدرسة"، والقمل لا يقفز على مضيفيه الجدد، وهو يستطيع فقط الزحف ويفضل التوجه مباشرة إلى الشعر.

ولا تمثل الوسائد والقبعات وشرائط الشعر والشعر المستعار أي إهتمام بالمرة بالنسبة للقمل. وفشلت دراسة أجريت في أستراليا في العثور على قملة واحدة في قبعات ألف تلميذ ولكنها أكتشفت 4500 قملة في رؤوس نفس المجموعة من الأطفال، ومن السهل معرفة ما إذا كان شعر الرأس قد أصبح مصابا بالقمل، ويقول فيجيلر "في معظم الحالات يشكو الطفل من الهرش في فروة رأسه"، ويترك القمل بقعا حمراء صغيرة على العنق والصدغ وهما المنطقتان اللتان يفضلهما القمل، وسوف تكشف أي بطارية أو عدسة مكبرة بسرعة وجود بيض القمل في الشعر. وهي تشبه سلسلة من اللآلئ، ويمكن استخدام عناصر مصنوعة من جوز الهند أو زيت السيليكون لقطع إمداد الأكسجين إلى القمل، في حين أن المبيدات الحشرية مثل بيرميثرين تكون أكثر قوة. ورغم ذلك هناك أنواع قليلة من القمل تقاوم الكيماويات.

ويوصي كروجر باستخدام مبيد حشري وتمشيط الشعر كثيرا قدر الإمكان، ويعالج القمل بغسل الشعر باستخدام عنصر كيمائي واستخدام مشط للقمل ذو فروق ضيقة للغاية، ويضيف "وللتأكد من موت كل القمل يجب أن تعالج الشعر وتمشطه مرة أخرى بعد مرور خمسة أيام ثم مرة كل أسبوع لفترة ثلاثة أسابيع متوالية"، ويحتاج هذا الشكل من أشكال العلاج إلى الكثير من الصبر حيث أن إستخدام المشط صعب للغاية خاصة مع الشعر الطويل، ويتوخى الكثير من الآباء الحذر في إستخدام العناصر الكيميائية ويتحولون إلى العلاجات المنزلية لمعالجة القمل، لكن فيجيلر يعتقد أن موادا مثل ماء الخل وزيت عباد الشمس أو زيت شجرة الشاي ليست وسائل موثوق بها لعلاج المشكلة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

الإفراط في النظافة

في سياق متصل حذر باحثون أميركيون من ان الإكثار من النظافة يضع جهاز المناعة عند الإنسان في خطر، فيصبح المرء أكثر عرضة للإصابة بالحمى وأنواع مختلفة من الحساسية، وأفادت الدراسة الجديدة إلى ان الإفراط في النظافة يمكن أن يتسبب بمرض الناس، وأوضح الباحثون ان تعرض الأولاد والمراهقين كثيراً لصابون مضاد للبكتيريا يحتوي على مادة "تريكلوسان" الكيميائية يجعلهم معرضون لخطر الإصابة بحمى القش وغيرها من أنواع الحساسية، ووجدت الدراسة ان التعرض أيضاً لمعدلات مرتفعة من مادة الـ"بيسفينول أ" الكيميائية يضعف أيضاً نظام المناعة عند الراشدين.

يشار إلى ان "التريكلوزان" هو عنصر مضاد للبكتيريا موجود في منتجات من معجون الأسنان والصابون والأدوات الطبية والحفاضات المضادة للبكتيريا، أما "البيسفينول أ" فهو يستخدم في تصنيع العديد من أنواع البلاستيك وغير من المنتجات الاستهلاكية ويعتقد انه يؤثر على الهرمونات البشرية، وعمد الباحثون من كلية الصحة في جامعة ميتشيغين في هذه الدراسة إلى تحليل بيانات من مسح عن الصحة الوطنية والتغذية بين الـ2003 و2006، وقارنوا معدلات "التريكلوزان" و"البيسفينول أ" في البول، كما شخصوا الإصابة بالحساسية أو حمى القش عند الراشدين والأولاد الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات.

وقالت إيرين ريس كلايتون المعدة الرئيسية للدراسة "وجدنا ان نسبة الأجسام المضادة عند الأشخاص، الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة ويتعرضون لمادة بيسفينول أ، أعلى ما يشير إلى ان نظامهم المناعي لا يعمل بشكل جيد"، ووجد الباحثون أيضاً ان تشخيص إصابة الأولاد والمراهقين بالحمى والحساسية كان أكبر عند تعرضهم للتريكلوزان. بحسب يونايتد برس.

مما لا شك فيه أن النظافة أمر إيجابي ومحبب، تحديداً فيما يتعلق ومكافحة الجراثيم، إلا أن الهوس بالنظافة والإفراط في استخدام الصابون المضاد للبكتيريا قد يزيد من خطر الإصابة بالحساسية خصيصاً بين الأطفال، وفق دراسة أمريكية، وبحسب البحث الذي نفذته جامعة ميشيغان فأن الرابط بين المعقمات ضد الجراثيم والحساسية له علاقة بفرضية النظافة، وهي نظرية تدور حول كيفية تطور الجهاز المناعي وتفاعله مع هجمات الجراثيم، ويعتقد بعض العلماء أن هاجس مجتمعنا الحالي بشأن النظافة - سواء بالإفراط في استخدام منتجات التنظيف المضادة للبكتيريا، أو بأسلوب حياة مفرط في التعقيم بشكل يعزلنا عن معظم مصادر الجراثيم المسببة للأمراض - جعلت من أجهزتنا المناعية شديدة الحساسية لأي اعتداءات خارجية بكافة أنواعها، سواء الضارة منها أو المفيدة.

ونظراً لتنشئة الأجيال الشابة في أجواء معقمة ونظيفة نسبياً، يجادل الباحثون بأن جهازهم المناعي لم يواجه تحديات كافية للرد على هجمات البكتيريا والفيروسات، ما  يؤدي بها إلى ردة فعل مبالغة بالخطأ حتى على البروتينات الشائعة كتلك الموجودة في الأطعمة والأعشاب والغبار، ما ينتج عنه الإصابة بالحساسية، وقام العلماء بتحليل  بيانات مسح حكومي واسع النطاق يعرف باسم "مسح الصحة الوطنية وفحص التغذية" بين عامي 2003 و 2006، وتضمنت قاعدة البيانات قياسات "التريكلوسان" وهي مادة تدخل في تصنيع الصابون المضاد للبكتيريا وغيرها من المنتجات مثل معجون الأسنان.

وعند قياس معدل المادة في البول، يعمل التريكلوسان  كمؤشر على مدى "نظافة بيئة الفرد، وفق الباحثة أليسون آيلو، التي شاركت في إعداد الدراسة، وأظهرت النتائج إن الذين ارتفعت معدلات في التريكلوسان في بولهم، تزايدت بينهم احتمالات الإصابة بالحساسية أو "حمى القش"، ويذكر أن  دراسة أيرلندية نفذت في مطلع العام وجدت أن استخدام مضادات الجراثيم ومواد التعقيم بكثرة، قد يؤدي إلى تطور جراثيم لديها مقاومة لأنواع المضادات الحيوية، ويعتبر خبراء الصحة أن المقاومة لأنواع المضادات الحيوية، قضية مهمة جدا، فالإفراط في تعاطي تلك المضادات يطور مقاومة ضد فعاليتها، والإفراط أيضا في استخدام مضادات الجراثيم يعطي نفس النتيجة، كما وجد الباحثون أن تلك البكتيريا أصبحت مقاومة لعدد كبير من المضادات الحيوية بنحو 256 مرة أكثر من غيرها، رغم أن تلك الجراثيم لم تتعرض لتلك المضادات بالمرة.

الإفراط باستخدام المعقمات

الى ذلك قالت دراسة حديثة نفذتها جامعة أيرلندا الوطنية، إن استخدام مضادات الجراثيم ومواد التعقيم بكثرة، قد يؤدي إلى تطور جراثيم لديها مقاومة لأنواع المضادات الحيوية، ويعتبر خبراء الصحة أن المقاومة لأنواع المضادات الحيوية، قضية مهمة جدا، فالإفراط في تعاطي تلك المضادات يطور مقاومة ضد فعاليتها، والإفراط أيضا في استخدام مضادات الجراثيم يعطي نفس النتيجة، وعمد الباحثون إلى زرع بكتيريا في بيئة تشبه بيئة المستشفيات حيث مواد التعقيم شائعة الاستعمال، ووجدوا أن تلك البكتيريا طورت نفسها لتصبح أقل حساسية للمعقمات من البكرتيريا الأخرى.

كما وجد الباحثون أن تلك البكتيريا أصبحت مقاومة لعدد كبير من المضادات الحيوية بنحو 256 مرة أكثر من غيرها، رغم أن تلك الجراثيم لم تتعرض لتلك المضادات بالمرة، وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي،  أظهرت دراسة أن البنسلين، المضاد الحيوي الأشهر، قد يفقد قريباً فعاليته في مقاومة البكتيريا، متوقعة أن تؤدي مقاومة المضاد إلى كوارث صحية، ما لم تعمل الحكومات على زيادة البحوث الرامية لتطوير هذه العقاقير، ولعبت المضادات الحيوية، وأشهرها البنسلين، دوراً مهماً في التخفيف من الأمراض المعدية على مدى الـ 60 عاماً الماضية، إلا أن مقاومة البكتيريا للمرض تزداد يوماً بعد يوم، ما قد يعلن قرب انتهاء تأثير المضادات فيها.

ووفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للاقتصاد والسياسة، فإن نقص الأبحاث لإيجاد بدائل جديدة للمضادات الحيوية المعروفة، يؤدي إلى نقص في وجود هذه البدائل، ما يؤثر على الوضع الصحي العام. بحسب السي ان ان.

من جهته أشار موسيالوس إلى أن البنسلين أصبح عديم الفائدة في الكثير من الدول النامية، وبعض الدول المتقدمة مثل فرنسا وإسبانيا ورومانيا، وذلك بسبب اعتماد الأطباء والصيادلة كثيراً عليه، ووصفه في الكثير من الأمراض، ما سبب مناعة قوية لدى البكتيريا ضده، ويرى موسيالوس أن العمل على إيجاد مضادات حيوية جديدة، أكثر أهمية من علاج أنفلونزا الخنازير، واعتبر أن التشخيص الخاطئ من قبل الأطباء واعتبار الأمراض الفيروسية على أنها بكتيرية ووصف المضادات الحيوية لها أدى لهذه المشكلة، إضافة إلى صرف الصيادلة لهذه المضادات دون وصفة طبية.

نصائح بسيطة

على صعيد اخر يعاني الكثير من الناس مشكلة التبول المفرط بسبب مشاكل في المبولة، ما يضطرهم للتوجه على الدوام إلى المرحاض وبسبب لهم الكثير من الحرج أمام الناس، ولكن ما يجهله معظم من يعاني هذه المشكلة هو إمكانية معالجة هذه المشكلة بإجراءات بسيطة تتعلق بأسلوب الحياة اليومية، فهناك الكثير من الأطعمة والأشربة التي تسبب مشكلة التبول المفرط، ومنها النبيذ والطماطم والقهوة، كما أن الأطعمة المشبعة بالدهون تؤدي إلى زيادة في الوزن، ما يزيد الطين بلة بالنسبة لمشكلة التبول.

فالخطوة الأولى إذا هي مراقبة الوزن والحد من عدد السعرات الحرارية في الوجبات اليومية، والإقبال على أطعمة مثل الخضار والفاكهة والسمك وشرائح اللحم والدجاج الخالية من الدهون، وكذلك منتجات الألبان، وقد أثبتت الدراسات بما لا يرقى إليه الشك حجم الروابط الموجودة بين السمنة وزيادة التبول، أما بالنسبة لمن لا يعانون مشكلة السمنة، فعليهم التنبه إلى نوعية مأكولاتهم، وتجنب المواد المعروفة بقدرتها على زيادة إدرار البول، ومنها على سبيل المثال الكحول والمشروبات الغازية والمشروبات الغنية بالكافيين والحمضيات والأطعمة الكثيرة التوابل والذرة والعسل والشوكولاته. بحسب السي ان ان.

كما تجب العناية بكمية المشروبات التي يتناولها المرء يومياً، فالإكثار من السوائل يدر البول بطبيعة الحال، وهذا لا يعني الحد من كمية السؤال التي يشربها المرء يومياً، لأن لذلك عواقب خطيرة، ويكمن الحل بالتالي في اختيار أوسط الحلول، ومن ذلك شرب ستة أكواب من المياه يومياً، أو عصائر معينة، مثل عصائر التوت والعنب والتفاح.

غسل اليدين بالصابون

فقد أظهر مسح بريطاني حديث أن النساء يتفوقن على الرجال من حيث النظافة الشخصية إذ عمد ثلث الذكور فقط لغسل أيديهم بالصابون بعد استخدام التواليت مقابل الثلثين من النساء، وفي الدراسة، عرض فريق من جامعة لندن للصحة والطب الاستوائي سلسلة من رسائل توعية إلكترونية في مداخل عدد من المراحيض العامة تابعة لمحطات الخدمة العامة، وبواسطة أجهزة استشعار خاصة، حدد الفريق أن أكثر من 250 ألف شخص زار تلك المرافق ومرات استخدامهم للصابون لغسل الأيدي، ووجد الفريق أن ثلث الذكور فقط عمدوا لغسل الأيدي بالصابون عقب استخدام المرحاض، مقابل ثلثي النساء.

وفحصت الدراسة مفعول التحذيرات الإلكترونية في مداخل تلك المرافق، وجاء في إحداها "الماء لا يقتل الجراثيم بل الصابون" وأخرى "لا تكن مراوغاً للصابون"، وكشف البحث أن أقوى تلك النشرات تأثيراً تلك التي جاء فيها "هل الشخص الجالس بقربك يغتسل باستخدام الصابون"، ورفعت معدل استخدام الصابون في غسل الأيدي بنسبة 12 في المائة، وكذلك بينت الدراسة اختلافات مثيرة في سلوكيات المرأة والرجل، حيث استجاب الذكور أكثر للتحذيرات ذات الطابع شديد اللهجة فيما تجاوب الجنس الناعم بشكل أفضل مع تلك التي تدعو للتذكر، وتزامن نشر الدراسة مع احتفال العالم باليوم العالمي لغسل اليدين حيث أكد خبراء أن عملية غسل الأيدي بالصابون يمكن أن تحد كثيرا من الوفيات الناجمة عن الأمراض التي يمكن الوقاية منها والتي تقتل آلاف الأشخاص كل يوم. بحسب السي ان ان.

وقالت كاترينا دو البوكيرك، خبيرة حقوق الإنسان المستقلة المعنية بالمياه والصرف الصحي "إن الحصول على المياه والصرف الصحي يعد من الأساسيات لحماية صحة الإنسان وعلينا أن نتذكر أنهما فعالان عندما نقرنهما بالنظافة العامة"، وأشارت إلى أن غسل الأيدي بالصابون وخاصة بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام وبعد العطس أو الكحة عامل أساسي لمنع الأمراض، وقال المقرر الخاص المعني بالصحة، أناند غروفر، إن الأطفال يواجهون مخاطر عدة بسبب انعدام النظافة والتي يمكن أن تقود إلى أمراض قاتلة.

وأشار إلى أن ممارسة غسل الأيدي يمكن أن تكون من أكثر الوسائل فعالية لتجنب العدوى بأمراض مثل الالتهاب الرئوي والإسهال، والتي تتسبب في 3.5 مليون حالة وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة سنويا، كما أن هذه الممارسة ستكون فعالة في منع انتشار مرض أنفلونزا الخنازئ، وأكد الخبراء الثلاثة أن غسل الأيدي بالصابون وتشجيع هذه الممارسة يجب أن يكون أولوية على المستوى الوطني وأن على الدول ضمان وجود منشآت مناسبة في المستشفيات والمدارس تعنى بالصحة العامة.

خطر حمامات السباحة

حيث تعتبر حمامات السباحة العامة هي أكثر خطورة مما قد يعتقد، وفقا لما أشارت إليه دراسة جديدة وجدت أن اختلاط العرق والبول، بالإضافة إلى مواد عضوية أخرى، بالمطهرات المستخدمة في مياه تلك الحمامات، قد يكون خطراً على الصحة، وتستخدم المطهرات في أحواض السباحة لمنع تفشي الأمراض المعدية، وهي  تختلف عن تلك المستخدمة في مياه الشرب، إلا أن تمازج تلك المطهرات مع المواد العضوية قد يكون مصدراً للأمراض، وقال مايكل بليوا، بروفيسور علم الوراثة في جامعة إلينوي" "جميع مصادر المياه بها  مواد عضوية متحللة سواء عن طريق أوراق الأشجار، أو لجراثيم وغيرها من أشكال الحياة الميتة، وبالإضافة إلى المواد العضوية، والمطهرات، مياه أحواض السباحة تحوي العرق، والشعر، والجلد بالإضافة إلى البول (واحد من بين كل 5 بالغين اقروا بتبولهم في حمامات السباحة، بالإضافة إلى المنتجات الاستهلاكية مثل مستحضرات التجميل واقيات الشمس).

وغالباً، ما تكون المنتجات الأخيرة غنية بالنتروجين، الذي ينجم عن اختلاطها بالمطهرات، مادة كيمائية معدلة تتحول إلى عناصر أخرى أكثر سمية، وقد يؤدي التعرض الطويل المدى لهذه العناصر إلى تحور الجينات يؤدي لعيوب خلقية وتسريع عملية الشيخوخة، والتسبب بأمراض الجهاز التنفسي، وقد تؤدي حتى للإصابة بالسرطان، وفقاً للبحث الذي لم يدرس الآثار الفعلية على البشر ونشرت نتائجه في دورية العلوم البيئية والتكنولوجي، والعام الماضي، أهاب خبراء في الولايات المتحدة بمستخدمي تلك المرافق عدم التبول أثناء السباحة، بعد كشف مسح حديث، أن أمريكي من كل خمسة لا يتردد في التخفيف عن نفسه خلال ممارسة الرياضة تلك.وقالت ميشل هلافسا، أخصائية علم الأوبئة بقسم الأمراض الطفيلية في "مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض"، الأمريكية، إن التبول في أحواض السباحة، قد يؤدي لضيق التنفس واحمرار وانتفاخ العين بالإضافة إلى حرقة في الحلق.

وأقر 17 في المائة من المستطلعين في مسح، شمل ألف أمريكي بالغ، أجري في مايو/أيار العام الماضي، أنهم لا يترددون في التخفيف عن أنفسهم داخل أحواض السباحة، وذهب الأمريكيون بتلك العادة "المقززة" إلى أضخم وأفخم أحواض السباحة، وعادة ما يعزا إحمرار العينين وانتفاخهما والسعال، بعد  استخدام أحواض السباحة، إلى المواد الكيمائية المستخدمة لتعقيم المياه، إلا أن المختصين نسبوا تلك العوارض إلى أسباب أكثر عضوية، وقالت "مراكز  الوقاية والسيطرة على الأمراض" إن  مادة "كلورماينس الناتجة عن امتزاج سوائل الجسم، كالعرق والتبول، بمادة بالكلورين، تقف وراء تلك الرائحة النفاذة القوية التي تتميز بها أحواض السباحة، وأنها المسببة للتهيج الجهاز التنفسي والعينين. بحسب السي ان ان.

وقالت ليندا غولودنر، نائب رئيسة مجلس الصحة ونوعية المياه، "مهما كانت فعلتك سرية، فأنت تلوث المياه"، وكشف البحث الذي أجرته مجموعة "غولودنر" أن 11 في المائة من الأمريكيين يسبحون وهم يعانون من سيلان الأنف، و7 في المائة وهم يعانون من طفح جلدي أو جروج، و1 في المائة وهم مصابون بالإسهال، ويقول الخبراء إن أكثر الأمراض شيوعاً جراء استخدام أحواض السباحة، تلك التي تنتقل وتتفشى عبر الإسهال، ومن أكثر الطيفيليات شيوعاً المسمى "كربتوسبوريديوم" التي تسبب الإسهال، ويمكن إيجاد الطيفيلي في براز الشخص المتأثر به، وعلى مدى العقدين الماضي، أصبح "كريبتو" أحد أكثر طفيليات المياه شيوعاً، وهو مقاوم لمادة الكلورين، وتصاعد مؤخراً الأمراض الناجمة عن استخدام  المتنزهات المائية، كأحواض السباحة، والبحيرات، والألعاب المائية، وأدى لـ78 حالة مرضية، أصابت 4412 شخص، وتسببت تلك الحالات في إدخال 116 شخصاً للمستشفى وخمسة وفيات.

آلام الأذن بسبب النظافة

بعد منتصف الليل بقليل استيقظ الأهل على صراخ طفلهم الذي لم يتجاوز السنتين، وعندما شاهدوه لاحظوا أنه يضرب رأسه بالوسادة، ويتلوى يميناً وشمال، حاول الأهل تهدئته ليعود إلى نومه، لكن محاولتهم باءت بالفشل، واستمر الطفل بالبكاء الشديد، أمام هذا الوضع أعطوه دواءً مسكناً، ولم تمض 20 دقيقة حتى عاد الطفل إلى النوم مجدد، بعد مرور ساعتين على تناول الدواء عاد الطفل الى البكاء من جديد، وفي اليوم التالي عرضوا ابنهم على الطبيب، وبعد فحصه تبين أن سبب بكائه يرجع إلى آلام ناتجة عن التهاب في الأذن الوسطى، تعتبر آلام الأذن من أكثر الآلام إزعاجاً، وهي تحدث فجأة ومن دون مقدمات، وتشاهد آلام الأذن في كل الأعمار، إلا أنها أكثر مشاهدة لدى الأطفال والشباب، وغالباً ما تدفع بأصحابها إلى عيادة الطبيب، خصوصاً الشديدة منه، حيث تتألف الأذن من ثلاثة أقسام هي:

- الأذن الخارجية المؤلفة من الصيوان الذي يجمع الأصوات، وقناة الأذن التي تعمل على إيصال الأصوات إلى غشاء الطبلة الذي تنتهي عنده حدود الأذن الخارجية لتبدأ معه الأذن الوسطى.

- الأذن الوسطى وهي عبارة عن تجويف يحتوي على ثلاث عظيمات هي المطرقة والسندان والركابة.

- الأذن الداخلية التي تتألف من قنوات معقدة تحوّل الذبذبات الصوتية إلى إشارات عصبية، وقنوات أخرى نصف هلالية تعمل على حفظ التوازن في الجسم.

إن أي قسم من أقسام الأذن يمكن أن يكون سبباً للآلام التي تحصل فيه، ومن بين أكثر الأسباب التي تثير آلام الأذن الآتية:

- التهابات الأذن الخارجية الجرثومية المنشأ، التي تمثل أهم المصادر التي تقف خلف الآلام الأذنية الشديدة، وفي كثير من الأحيان تقع هذه الالتهابات بعد تعرض الأذن لجروح ناتجة من التنظيف الزائد عن اللزوم، أو على إثر القيام بسلوكيات سيئة يلجأ إليها بعضهم، وهي استخدام أدوات حادة للتنظيف، وهنا تكمن المصيبة، إذ إن هذا السلوك الأرعن يترك خلفه خدوشاً في قناة الأذن ما يعرضها للهجوم الميكروبي، وبالتالي الإصابة بالالتهابات، فكثيرون، إن لم يكن الجميع، يظنون أن تنظيف الأذن باستعمال القطن الطبي الملفوف على الأعواد البلاستيكية أو الخشبية هو سلوك سليم، ولكن لا وألف لا، لأن هذه الأعواد غالباً ما تترك شروخاً في الجلد الرقيق جداً المغطي لقناة الأذن الخارجية فيحدث التلوث الميكروبي.

- دمل(خراج) الأذن الخارجية، وهو أيضاً يعتبر سبباً شائعاً لآلام الأذن، وهو عبارة عن التهاب جرثومي بالمكورات العقدية لحويصلات الشعر الموجودة في الجزء الخارجي من قناة الأذن، وهو مرض شائع الحدوث خصوصاً في مواسم الصيف والاصطياف، ومما يساهم في حدوث الدمل هو حك الأذن بالظفر أو استخدام أدوات غير نظيفة لإخراج شمع الأذن مثل الدبوس وشكلة الشعر أو بعود الثقاب أو بالمفاتيح المتوافرة في الجيب، كما تشيع الإصابة بالدمل عند الذين يعانون من الداء السكري، من هنا ينصح كل من شكا مراراً من هذا الدمل أن يلجأ إلى فحص السكر لديه لنفي وجود المرض أو تأكيده، إن المصاب بالدمل يشكو من ألم في الأذن تزداد حدته عند تحريك الصيوان أو تحريك الفك أثناء مضغ الطعام، وإذا وصل الدمل إلى حجم كبير سد فيه قناة الأذن فإن نقص السمع يكون على الموعد.

- التهاب الأذن الخارجية الفطري، يمكن للفطريات أن تهاجم قناة الأذن، وقد يقتصر هذا الغزو على الطبقة السطحية للجلد المبطن لقناة الأذن الخارجية، أو أنها قد تغور في العمق إلى ما تحت الطبقة السطحية الأمر الذي يثير نهايات الأعصاب الحساسة الموجودة في تلك المنطقة، فيعاني الشخص من الألم، ومن الرغبة العارمة في الهرش، إن رطوبة الأذن تلعب دوراً مهيئاً يسهل حدوث الإصابات الفطرية للأذن، لذا ينتشر المرض في فصل الصيف، وفي المناطق الشديدة الحرارة والمرتفعة الرطوبة، ولدى الذين يستعملون الماء بكثرة، وطبعاً إن إدخال أجسام "أجنبية" لتنظيف الأذن مثل أعواد الكبريت أو بنسات الشعر وغيرها، تشجع على الإصابة بالمرض.

- الأجسام الغريبة في الأذن، وهذه قد تدخل إلى قناة الأذن خصوصاً عند الصغار، والأجسام قد تكون صلبة أو لينة أو حشرية، إن بعض الأجسام الغريبة مثل العدس والحمص والخرز، والقطع البلاستيكية وغيرها قد تجد طريقها إلى الأذن إما قصداً (وهو شائع) أو بالصدفة، أما الصورة السريرية للأجسام الغريبة فتتضمن، ضعف السمع، وخروج مفرزات قيحية من الأذن، والآلام الشديدة، والطنين، والأجسام الغريبة عند الطفل غالباً ما يشير إليها بنفسه، أو أن الأم هي التي تكتشفها بالصدفة، وقد يكون إخراج هذه الأجسام سهلاً، ولكن جزع الطفل وهلعه يدفعان إلى صعوبة إنجاز هذه المهمة، وما يزيد الوضع سوءاً في الأجسام الغريبة هو محاولات الأهل أو غير المؤهلين سحب الجسم الغريب، فتكون النتيجة التسبب في دفع الجسم في العمق ونشوء مضاعفات لا لزوم لها تترك آثارها على الأذن كله، إن خير ما يمكن عمله في هذه الحال هو الذهاب الى الطبيب المختص الذي يملك الأدوات المناسبة لسحب الجسم الغريب من دون أضرار. بحسب وكالة الانباء الصينية.

- التهابات الأذن الوسطى، إن هذا الجزء من الأذن هو الأكثر تعرضاً للعدوى الميكروبية لأنه ينفتح على الحلق بمجرى خلفي يسمى القناة السمعية (قناة أوستاكيوس)، من هنا فإن أي عدوى تطاول أعضاء الجوار، كالحلق والحنجرة والجيوب والأنف، يمكن أن تتنقل لتصل الى الأذن الوسطى. والأطفال هم أكثر ضحايا التهابات الأذن الوسطى من الكبار، ويرجع السبب بالدرجة الأولى إلى قصر القناة السمعية لديهم. كما يمكن للطبلة المثقوبة أن تكون باباً لتسرب العدوى من الأذن الخارجية إلى الأذن الوسطى، وهذا ما يشاهد في حمامات السباحة أو على شواطئ البحر. ويتظاهر التهاب الأذن الوسطى بألم حاد مصحوباً بإحساس ضغط مزعج للغاية، ونقص في السمع، وفي حال انسداد القناة السمعية أوستاكيوس، فإن تجويف الأذن الوسطى يمتلئ بالمفرزات المخاطية أو القيحية، فيشكو المريض من الحمى وفقدان السمع، وإذا لم يتم اسعاف الحالة فإن السوائل تتراكم في الأذن الوسطى، فيزداد الضغط داخلها، الأمر الذي يدفع بالمفرزات الالتهابية إلى الأذن الخارجية بإحداثها ثقباً في غشاء الطبلة.

ومن الأساليب الخاطئة التي تشجع على حدوث التهاب الأذن الوسطى عند الرضع هو إرضاعه وهو مستلق على ظهره ما يسمح للحليب والسوائل المغذية بالانسياب إلى الأذن من خلال قناة اوستاكيوس، فتبقى هذه راكدة في الأذن مشكلة بؤرة مثالية لتكاثر الميكروبات وبالتالي حدوث الالتهاب، من هنا يجب تفادي إرضاع الطفل وهو مستلق على ظهره، إن الألم المرافق لالتهاب الأذن الوسطى يزداد سوءاً ليلاً، وهذا لا يرجع، كما يحلو لبعضهم أن يفسره، بصعوبة نيل الخدمة الطبية، بل إلى انسداد قناة الأذن أوستاكيوس. ففي النهار، ولدى رفع الرأس تفرغ القناة المذكورة محتوياتها في الحلق، وعند المضغ والبلع، تتقلص عضلات قناة أوستاكيوس كي تنفتح القناة وتسمح بدخول الهواء إلى الأذن الوسطى، ولكن عند الاضطجاع والنوم فإن الأمر يتبدل، إذ لا تستطيع قناة الأذن إفراغ محتوياتها كاملاً، ولا تحصل الأذن الوسطى على الهواء الذي يكفيها، والهواء الذي كان موجوداً فيها يتم امتصاصه تاركاً فراغاً يسبب سحب غشاء الطبلة إلى الداخل وبالتالي حدوث الألم في الأذن.

- التهابات الأذن الداخلية، وهذه تحدث إثر وصول الجراثيم عن طريق مجرى الدم، أو مباشرة من جارتها الأذن الوسطى، ويمكن لهذه الالتهابات أن تطاول كل الأعمار، ويصيب الرجال والنساء بالنسبة نفسها. وبما أن للأذن الداخلية علاقة بالتوازن والسمع، فإن هاتين الوظيفتين تتأثران بدرجات مختلفة حسب نوع الالتهاب وشدته. وتؤدي التهابات الأذن الداخلية إلى المعاناة من جملة من العوارض، الدوار المفاجئ، نقص السمع أو حتى فقده، اضطراب في التوازن، الطنين، تبقى مسألتان، الاولى هي أن آلام الأذن بحد ذاتها قليلة الخطورة إذا ما تم تداركها في الوقت المناسب باستشارة الطبيب المختص، أما الثانية فهي أن آلام الأذن قد تكون انعكاسية، أي أنها تنشأ من مناطق تقع في الرأس أو الرقبة التي تشترك معها بالأعصاب الحسية نفسها، ومن هذه المناطق الجيوب الأنفية، الأنف، البلعوم الأنفي، اللثة، الأسنان، الفك السفلي، اللوزات، الرغامى، المريء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/نيسان/2011 - 8/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م