مزدوجو الديمقراطية

حسن الأنصاري

من يرد أن يكون ديمقراطيا حسب المقاييس والمواصفات المطابقة لديمقراطيات دول العالم، فعليه أن يفهم أن مجتمع الديمقراطيات يسعى بالدرجة الأولى للتنمية الاقتصادية للحد من الفقر وللمزيد من الحماية الدولية لحقوق الانسان المعترف بها.

هذا المفهوم أصبح اليوم قاعدة لا يمكن تجزئتها حيث تنطلق منها شعوب العالم نحو التغيير. إلا أن بعض أعضائنا يعانون مشكلة الازدواجية للمفهوم الديمقراطي، حيث هم أنفسهم يتناوبون على تقديم استجواب تلو الآخر لرئيس مجلس الوزراء الكويتي لكنهم لا يقبلون استجواب رئيس الوزراء في دولة شقيقة تقول إنها دولة ديمقراطية!.

ورطة ما بعدها ورطة، ديمقراطيون لكنهم يفتقرون إلى عناصر المعايير والمبادئ الأخلاقية!. ديمقراطيون لكنهم يستوردون التخلف والموديل المتالهك ويريدوننا أن نثق بهم وبأنهم يمارسون المطالبة الشعبية نحو المزيد من الحريات ولكنهم لا يمارسون إلا ألاعيب مبرمجة للتحايل على المواطن المسكين لحجز صوته الانتخابي من الآن!.

الديمقراطية هي النموذج الجاذب للحكومة ومبادئها تحتضن كل مواطن ويحق له أن يعيش حياته بكرامة ويتحرر من الخوف وأن تكون حصته من موارد الدولة عادله على قدر ضمان المساواة، وتمكين المواطنين العاديين من حل الخلافات من خلال التعبير والحوار السلمي والاحترام المتبادل والعمل على التجديد السياسي والاجتماعي دون تشنجات مع القاعدة الشعبية.

 أعتقد أن مزدوجي الديمقراطية لا ينكرون مثل هذه الأمور إلا أن الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة جاءت كعوامل تعرية كشفت عن الازدواجية عند هؤلاء حيث لم يجدوا غطاء لهم إلا الطرح الطائفي المخزون فيهم، طبعا كالعادة بالتعاون مع وسائل الاعلام، ولكن هذه المرة طفح الكيل بعد تورط القناة البحرينية ببث الأكاذيب وتلفيق الحقائق.

 لكنني أرى من الأفضل تجاهل هؤلاء مع إعلامهم الوضيع لأن حبل الكذب قصير والأيام القادمة سوف تكشف زيف زمرة «الصحاف و«نصيف جاسم» ولأن من يُتهم ظلما وبهتانا وعدوانا ويصبر على الأذى سوف يرفع الله درجته حسب المعادلة الالهية التي يجهلها مزدوجو الديمقراطية، وليس فينا أحد أفضل من النبي «يوسف» عليه السلام حين دعا: «قال رب السجن أحب إلي» لو أن النبي يوسف اختار السجن لكي يعتزل المجتمع بأسره بعد إنتشار الاشاعة والفتنة، فلماذا لا نختار الصمت و«السكوت المقدس» بل وندعو بالهداية لهؤلاء الذين يظلمون أنفسهم.

وما أعظم النبي الهاشمي العربي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأخلاقه السماوية والتي هي كالنجوم فلو أننا لا نستطيع أن نصل إليها فالواجب علينا أن نتعلم منها.

السكوت المقدس دعوة لجميع المهتمين ولمن يهمه الأمر. وصبر جميل وإن الله مع الصابرين التوابين الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. هؤلاء درجتهم عند الله من المحسنين مع الأولياء والصالحين.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع الدرجات ؟ قالوا: نعم، قال: تحلم على جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك.

www.aldaronline.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/آذار/2011 - 23/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م