الحكومة والتمييز الطائفي

حسن الأنصاري

المعروف أن إدارة أوباما بذلت جهدا كبيرا للحفاظ على علاقات جيدة مع المسلمين، بالمقابل كانت صارمة بتطبيق كافة التكتيكات لمكافحة الارهاب، والمعروف أن الفضل في دخوله البيت الأبيض يعود للفقراء والأميركيين الأفارقة وذوي الأصول الإسبانية الذين يعيشون في الأحياء السكنية المتهالكة والتي لا وجود لها على خريطة المدن، حيث المعتقد أن حوالي 75 بالمئة من الأصوات التي حصل عليها كانت من هؤلاء!.

النظام في الغرب لا يفضّل في الكثير من الأحيان أن يستخدم الفرد الدين للتعريف أو التعبير عن هويته، ويعود السبب لعدم تكامل حماية محددة ضد التمييز الديني وهناك شبه جهل واسع تجاه الاديان، وقد يرى البعض أن اللامبالاة لمعرفة الأديان أدت للتمييز عن غير قصد، وكما يعتقد فان نسبة الالحاد (غير منتمين لأي دين) مرتفعة في أوروبا وخصوصا في بريطانيا بالمقارنة مع الشعب الأميركي الأكثر علاقة بالدين.

 إلا أن مشكلة حماية الحقوق المدنية ما زالت منتشرة في الكثير من الولايات المتحدة، كما أن إجراءات قانونية غير حقيقية قد تتخذ بتعصب ضد المسلمين رغم أن الحكومة الأميركية تحذر بشدة من استخدام التعسف ضد المسلمين وخصوصا في العمل والتوظيف!.

 مشكلة صراع التمييز والتحيز الديني قد تتحول إلى أزمات في المستقبل، ومثل هذه المشاكل أيضا نعاني منها في المنطقة العربية والاسلامية رغم أن الدين الاسلامي يكافح مباشرة وبنصوص صريحة واضحة جميع أنواع التمييز بين المسلمين والتحيز لمذهب أو لطائفة أو دين.

والحكومة تقع في مأزق حين تتدخل لاتخاذ إجراءات غير حقيقية عندما تقع خصومة عقائدية بين المواطنين وتقف لصالح طرف ضد آخر بتمييز طائفي وبمخالفة صريحة لقانون المساواة لعام 2006 المكمل لاتفاقية حقوق الانسان التي تؤيد حرية الفكر والوجدان والدين وأي مظهر من مظاهر الدين والمعتقد، وفي مثل هذه الحالات عليها أن تلتزم جانب الحياد لضمان الممارسة الفعالة للعمل العادل وعدم استعراض قوتها ضد الأشخاص لترضية قناعات سياسية مفرطة بأنها تفضل أتباع مذهب دون المذاهب الأخرى وهذا النوع من التمييز لاتباع الدين الواحد غير مقبول.

 وحتى لا يقال إن الحكومة تقصد وتشجع على خلق بيئة العداء والمهانة والسلوك العدواني الطائفي بين المواطنين، وأنها الأكثر مكرا وحيلة ضد طرف أو أنها الأكثر خوفا وذلا من الطرف الآخر!. على الحكومة أن تحترم أصوات الناخبين التي أنجبت الأغلبية البرلمانية التي تعتمد عليها غدا حين تعتلي منصة الاستجوابات!.

www.aldaronline.com

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26/آذار/2011 - 20/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م