العنوان رسالة إلى جماعة الإخوان المسلمون التي أصدرت بيانها الصادر
من القاهرة فى 17 من ربيع الآخر 1432هـ الموافق 22 من مارس 2011م،
والذي يتناول ثورة البحرين...
والمفتتح، هو هذه الحالة التي دائبة عليها هذه الجماعة من أنها تلعب
دائما دور المحلل فى عمليات الزواج الشكلي حتى تعود الزوجة إلى زوجها
التى كثيرا ما يلقى عليها اليمين صباح مساء ثم يدرك أنه استنفذ رصيده
من الطلقات، فإذا بالمأذون الشرعي يقول له العبارة الشهيرة :" عفوا قد
نفذ رصيدك"، فيحاول أن يعيد شحن البطاقة لإعادة الخدمة ولكنه هذه المرة
يلجأ إلى تيس مستعار (حسب لفظ الحديث النبوي الشريف) حتى يعيد استرجاع
الزوجة/ الهاتف إلى محله فى الخدمة.
هذه الجماعة كانت ولا يزال هذا دورها (محلل) أو (تيسا مستعارا)، أو
(سنيد) فى مسرح الكوميدا العربية السوداء، ففي مصر قبل الثورة كان كلما
خرج الشعب المصري يهتف للزعيم الأمة (سعد سعد يحيا سعد)، هتفت الجماعة
للملك الطاغية العابث (الله مع الملك)، وحين ظهرت ملامح الثورة بعد
1952 وأن الإخوان ليس لهم مكان المرشد الروحي والموجه المعنوي للضباط
الثورة، فإذا بهم يدخلون فى تحالف مع الجنرال الكبير(محمد نجيب) وغيره
من القوى الاستعمارية من اجل الإطاحة برجال الثورة وهو ما فتح عليهم
باب البغي وفقا للحكمة التي تقول" من سن سيف البغي قتل به"، وهم أيضا
من كانوا جند السادات حين قام بتغير البند الدستوري الذي كان ينص على
مدة الرئاسة بمدتين فقط الى مدد، ولكنهم اكتشفوا فجأة انه كافر فقتلوه،
وهم وهم والتاريخ معبأ بكم هائل من الجرائم البشعة التي ارتكبتها هذه
الجماعة منذ أن أعلن عنها حسن البنا التلميذ النجيب لرشيد رضا وحافظ
وهبه ضابط المخابرات الإنجليزي ومستشار عبد العزيز بن سعود مؤسس
العربية السعودية.
وبهذا ووفقا للعديد من الأبحاث التاريخية والعقائدية فإن جماعة
الإخوان المسلمين هي أحد أشكال الجماعات الوهابية والتي تجتمع معها
العديد من أخواتها كالسلفية والجماعة الإسلامية والجهاد والتبليغ
والدعوة.....الخ
هذه الجماعات الوهابية ذات التاريخ المعادي للأمة كلها ولأقطارها كل
قطر على السواء، هي اليوم تقف نفس موقف الحكام الطغاة الذين خربوا
البلاد وسلموها إما إلى الفساد والعجز وإما إلى الاستعمار الخارجي..
صمت دهرا ونطق كفرا:
جماعة الإخوان المسلمين وبعد طول صمت مما يحدث في البحرين خرجت عن
صمتها ولكنها نطقت كفرا، فقد قامت بإصدار بيان تقول:" إن الإخوان
المسلمين يعبرون عن قلقهم الشديد مما يحدث في مملكة البحرين، من أحداث
أسفرت عن سقوط ضحايا، إضافة إلى تصعيد ينذر بمخاطر جسيمة...، فهل هي
أحداث أم ثورة، ومن الذى قام بالتصعيد واسقط الضحايا والشهداء، هنا لن
تجد أحد يرد عليك بكلمة واحدة.
والبيان لم يتعرض بكلمة واحدة لملك البحرين ولا لحكومته في إشارة أن
المجرم والقاتل والسارق والطاغية ليس جناب حضرة ملك البحرين، فالإخوان
يناشدون البحرانيون :".. بكل طوائفه إلى الاستعلاء على الخلافات وتنحية
العصبيات المذهبية والطائفية، واعتماد مبدأ الحوار لحل المشكلات في
مناخ من الأخوة الإسلامية والوحدة الوطنية والمشاعر الأسرية باعتبار
الشعب كله أسرة واحدة.." وكأن الشعب هو من آثار النعرة الطائفية وهو
الذي استحضر درع الجزيرة حتى يقوم بذبحه وهو من خرج عن أصول الوحدة
الوطنية، فالإخوان الذين صمتوا حتى يقوم الإعلام بعملية تمهيد للبيان
حين وصف المتظاهرين بأنهم " متظاهرون شيعة"، وتارة أخرى" شيعة مرتبطين
بأجندة خارجية"، وبناء على هذا الوصف فإن نصيحة جماعة" الأخلاق الحميدة"
بأن على الشيعة حل مشاكلهم في إطار الأخوة الإسلامية والوحدة الوطنية،
أي أن عليهم أن يضعوا في أفواههم ماء وأن يثملوا عيونهم وأن يتقبلوا
الذبح والطغيان والاستبداد، ما دام كل هذا يجرى في إطار الأخوة
الإسلامية التي تقتلهم وتمنعهم وتسجنهم وتسحلهم..
فالجماعة صاحبت البيان " الفضيحة" تقوم بدور الخادم السعودي المطيع
الذى يقوم بحرف الثورة البحرانية إلى منحى طائفي وفقا لما أوضحته
الكاتبة والباحثة الحجازية "مضاوى الرشيد" من أن النظام السعودي
وأذنابه يريدون أن تأخذ ثورة البحرين منحى طائفيا بحتا حتى يجند لها
قبائل وعشائر مشحونة ضاق بها الزمان والمكان وهي تتربص فرصة جهاد جديدة
خارج الحدود بعد أن منعها ولي أمرها من ممارسة هذه الفريضة داخل الحدود،
وبالفعل لقد بدأت تراتيل التكفير والطائفية البغيضة تبرز بوضوح لتطرب
مسامع النظام السعودي بلحنها المعروف الذي مزق الجزيرة العربية في
بداية القرن العشرين وحولها إلى فريقين واحد مؤمن تحت إمرة ولي الأمر
وآخر كافر يحارب ويستباح دمه وتقتحم مساجده ويقتل ابناؤه في عقر دارهم.
إن عبور قوات سعودية إلى البحرين ووصول الميليشيا المؤتمرة بأمر النظام
هذا بالإضافة إلى تفعيل الخطاب الطائفي من على المنابر وعلى شفاه
البلطجية الدينية وصحوات ثقافية وهي أبعد عن الثقافة من الجمل.
وقد اعتادت العربية السعودية و" صبيانها" من الجماعات التكفيرية
ووفقا ل" مضاوى" أن تزدري فعل الثورة تحت زعم أنها جاءت بتحريض من
حكومة الملالى والتي لا تصلح لأهل السنة والجماعة، إذ ليس لأهل السنة
والجماعة سوى حكم تعسفي ملكي وراثي يعزل الأمة عن صنع القرار وينهب
ثروات البلاد ويعيش على مبدأ فرق تسد حيث يفرق بين أبناء القبيلة
الواحدة ويقسم المجتمع إلى مثقف شارب ومثقف لحية وحضري يصلح لإدارة
الدولة وبدوي يحنط تراثه وقصيدته في متاحف الدولة ومهرجاناتها، إما
نساءه فساعد ايمن للنظام في حربه على أعدائه من رجل دين متطرف مرورا
بأب متمرد او شاب يطمح إلى مستقبل أفضل، فنساءنا اليوم هم عيون وآذان
النظام هذا بالإضافة إلى شريحة نكاح متجددة حسب متطلبات سوق الجمال.
أما مناطقنا فتزداد الهوة بينها والتباعد لان منها ما هو معدوم الأصل
من مخلفات الحجاج ومنها بؤر المجد والدم الأزرق وأخرى تسكنها القرود
على الشجر أو كفار لم يهتدوا بنور النظام بعد.
فهذا هو نصيب أهل السنة والجماعة في عصر النظام السعودي
و(وجماعاته) التكفيرية الذي هو اليوم بصدد تبديد النقمة والتململ
والغضب في الداخل السعودي عن طريق معركة جمل جديدة علها تحشد خلفها
أطيافا تتوق إلى الجهاد في عصر التخاذل السعودي، وبالفعل لقد نسي هؤلاء
وخاصة أصحاب النفوس القلقة معاركهم مع نظام الوراثة المتأسلم ليولوا
وجوههم شرقا علهم بذلك يبنون رصيدا جديدا في الجنة.
إن فعل جماعة الإخوان وسلوكها وبيانها لهو أصدق بيان على أن هذه
الجماعة تمثل طابورا خامسا متقدما لصالح الاستبداد الحاكم بشكله الديني
(وفقا للتفسير الأموى) أو بشكله المدني وهم يرفضون دائما نصرة المظلون
مادام هذا الانتصار يحرمهم من نهر الأموال التي يمنحهم إياها آل سعود
وآل خليفة وآل بوش وليذهب المسلمين المظلومين وغيرهم إلى الجحيم ما
داموا شيعة رافضة أو أصحاب أجندات خارجية لا يحترمون الأسرة الإسلامية
" الخارجية الوهابية" صاحبت الأمر والنهى والمال والبترول...
Ma_alnor2000@yahoo.com |