يوم الحق العالمي وضرورة تضافر الجهد الدولي

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: جميل ومهم أن تخصص الامم المتحدة، يوما للحق العالمي، وتخصص هذا الحق لحقوق الانسان، وأهمية كشف الحقيقة، فيما يتعلق بالانتهاكات التي يتعرض لها الانسان، خاصة ما يتعلق بالحريات السياسية والمدنية وغيرها.

والأجمل أن يجد هذا اليوم صداه الصحيح، والمطلوب من لدن المعنيين بمؤازة الحق، وكشف التجاوزات الخطيرة، التي تتعرض لها ضحايا الاستبداد في الدول القمعية، والتي تكاد تتركز معظمها في الشرق الاوسط (الدول العربية والاسلامية)، وفي دول افريقية ولاتينية وغيرها.

وإذا أخذنا بنظر الاعتبار، ما يحدث بمنطقة الشرق الاوسط من غليان شعبي متواصل، ضد الانظمة السياسية القمعية، وما ينتج عن الانتفاضات الشعبية، من ضحايا نتيجة للقمع، فإننا نرى أهمية قصوى في تفعيل هذا اليوم، والتشارك الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين من النظم الدكتاتورية، بأساليب عدة وأولها أن يتم الكشف عما ترتكبه هذه الانظمة ورؤوسها، من جرائم وحشية ضد الناس الابرياء، الذين لا يرتكبون جرما او تجاوزا من اي نوع كان، بل هم يعبرون عن رفضهم للقمع السلطوي، ويطالبون بالاصلاح، وإحقاق الحق الفردي والجماعي، في ظل أنظمة لاتعترف بالحق قط، كما أثبتت تجارب حكمهم التي امتدت على مدى عقود متواصلة، والامثلة حاضرة لدينا، في  تونس، ومصر، وليبيا، ومعظم أنظمة الشرق الاوسط.

والآن يتابع العالم أجمع، ما يحدث مع الشعب الليبي، من قبل القذافي الذي يعلن صراحة وامام الملأ، بأنه سيجعل من ليبيا محرقة للشعب، ومع أن الجهد الاعلامي العالمي كان مؤازرا للشعب الليبي، وكذلك الحال مع الجهد الدولي الذي فرض على القذافي حضرا للطيران من اجل حماية المدنيين، إلا أننا نلاحظ الاصرار العجيب لمثل هؤلاء الطغاة على المقاومة للبقاء في مناصبهم كما يفعل القذافي، وكما يفعل اليمني علي عبد الله صالح، الذي لم تتردد أجهزته القمعية عن قتل المتظاهرين والمعتصمين في ميدان التغيير، حيث سقط منهم العشرات بالرصاص الحي الذي تطلقه قوات السلطة اليمنية، كذلك الحال مع ما حدث ويحدث في البحرين واعمال القمع التي تعرّض لها الشعب في دوار اللؤلؤة، وما يحدث في سوريا وسقوط الضحايا في درعا.

إن الاعلام العالمي وجميع المعنيين، مطالبون بالوقوف الى جانب ضحايا الانظمة المستبدة، ومطالبون بإظهار الحق ومساندة الشعوب الضعيفة، في كفاحها المشروع للحصول على حقوقها، والحفاظ على كرامتها، وينبغي مواصلة تسليط الضوء الاعلامي المتواصل، على الانتهاكات الشنيعة التي تتعرض لها هذه الشعوب، بسبب نزعات البطش التي تميّز أنظمتها الآيلة للسقوط، ولابد من وضع آليات وخطط واضحة المعالم، للعمل في هذا الاطار الهام، وكلنا لاحظ الدور الكبير لمؤسسات إعلامية أسهمت بإسقاط الحكام المستبدين، حين تدخّلت بثقلها الاعلامي الكبير، لكشف الحقائق، ووضعها أمام المجتمع الدولي، الذي ساند بدوره الشعوب الثائرة، فاستطاعت أن تقلب الموازين، وتهوي بالعروش الحديدية لحكامها المتنمرين، وتلقي بهم في غياهب التاريخ، ليُلحَقوا بأمثالهم من الطغاة العتاة، الذين اقترفوا ابشع الجرائم بحق شعوبهم.

ولابد هنا من جعل هذا اليوم المخصص للحق، ومعرفة حقيقة الانتهاكات ضد الشعوب، يوما جامعا لكل الجهود والطاقات الدولية، التي تهدف الى وضع الحقائق أمام الملأ، وفضح الدكتاتوريات القامعة لشعوبها، والعمل على إعادة الاعتبار للضحايا، من خلال إحالة قادة الدول المجرمين الذي ارتكبوا الابادات الجماعية بحق شعوبهم، كما هو الحال مع القذافي الذي تمت إحالته الى محكمة الجنايات الدولية، لكي يتم الاقتصاص منه بسبب ما اقترفته يداه وأوامره من اعمال ذبح وقتل طالت آلاف الشهداء من الشعب الليبي، ولابد أن يطول مثل هذا الحكم جميع القادة الذين تتلطخ أيديهم بدماء شعوبهم، ولابد أن  يأخذ هذا اليوم (يوم الحق العالمي) مداه الاوسع في تحقيق النتائج المتوخاة منه لمؤزارة الشعوب المقهورة، التي طفح بها الكيل، فانتفضت بقوة، لتبدأ عملية تساقط متتابع لعروش آن وقت سقوطها، ومحوها من ذاكرة الشعوب الى الأبد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 23/آذار/2011 - 16/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م