كنت قد وعدت أصدقائي بان اكتب عن الطائفية, وان اكتب للضمائر
النابضة بشعور الانسانية والحياة, والوجدان المرهف لقضايا الانسان,
الذين يستشعرون آلم الانسان ,ايا كان لونه وجنسه ودينه ومذهبه, للذين
تسبق البصيرة عيونهم, ويسبق العقل عواطفهم وانحيازهم, للذين يستجيبون
لنداء الضمير, واستغاثة المنكسرين, للذين يفهمون لغة الانسانية
والعدالة والحرية, للذين تترك في قلوبهم نداءات المقهورين آلما وجراحا.
لن اكتبها للذين يزيدهم سجودهم في محاريب التحريض والكراهية اشتعالا
على الانسان, لن اكتبها للذين يحرقون, وينهبون, وينشرون العنف
والكراهية في كل بقاع الارض, لن اكتبها للذين يتنفسون الكراهية,
ويشربونها, وينامون على انين ضحاياها.
لن اكتبها للذين لا يعرفون من الاسلام الا مفردة العنف, والغلبة
والقيام بالسيف. لن اكتبها للذين يختبؤون خلف اللحى الكثيفة, والعباءات
المزركشة, ويتسترون بالقران والسنة.
الطائفية مرضنا العضال ,الذي يمزقنا احياء وازقة, عربا وفرسا, سنه
وشيعه, ظاهرية وباطنية... تمزقنا بعدد المفردات التي تفرزها, تجمعنا
الارض واللغة والدين والانسانية وتفرقنا الطائفية, يجمعنا الحوار
والمصالح المشتركة وتفرقنا الطائفية, تجمعنا المخاوف والتطلعات والامال
وتفرقنا الطائفية.
الطائفية مرضنا العضال, وقميص الطامحين لسدة الحكم, وراية العابثين
بالوجود والانسان والكرامة, الطائفية سلاح العدو الفتاك, واشعاعها
المميت.
الطائفية اصطفافنا للقتل والتحريض, واستبدال الورود بالهراوات
والعصي, واقتلاع الانسان والمكان من دوار اللؤلؤة, وطمس كل هويات
السلام, والصمود التي لامست دوار اللؤلؤة.
الطائفية التحديق بعيدا عن مرمى السمع والبصر والبحث عن الحيادية
والحقيقة في ليبيا واليمن. الطائفية نقل خطب الجمعة والاستفتاء على
الدستور وتسونامي اليابان والنشرة الجوية والاغماض عن مذابح القتل
والترويع في الخليج.
الطائفية هم يكتبون عنها, ويغدونها ونحن نقلق "الخوف متزايد لدى
السنه من الشيعة " "نفوذ ايراني", الطائفية هم يشعلونها برائحة النفط,
وعلى امتدار اراضيه ومخازنه ونحن نقلق.
الطائفية فزاعه القرارت الدولية برائحة النفط, الطائفية لا تقلق
منظمات حقوق الانسان الدولية ولا الامم المتحدة, ولا الدول الكبرى,
ولكن نحق نقلق..
الطائفية مرضنا العضال وشعارهم "فرق تسد", الطائفية اصطفاف المصالح
والمطامع امام الحقوق والمطالب.
الطائفية هم يكتبون ونحن نقلق..
|