لماذا لا نساعد اليابان!

زاهر الزبيدي

تسعة درجات تقريباً هي قوة الزلزال (العظيم) الذي ضرب اليابان مخلفاً آلاف من القتلى، أعدادهم في ازدياد، وخراب عم الكثير من الأراضي الزراعية وتصدع في جدران أحد المفاعلات النووي الكثيرة المنتشرة على سواحله وحدوث تسرب إشعاعي منذراً بخطر جسيم قد يطال شعب اليابان المسالم..

 الزلزال الذي تسبب بتسونامي بارتفاع 10 أمتار ضرب السواحل الشمالية الشرقية وأنذر بخطر كبير في اليابان لا يكمن في البنى التحتية لكونهم كشعب عامل قادر على إعادة ما يتم تدميره بسهولة وجد كبيرين فالذي خفف من وطأة التدمير هو العقل الياباني التي تمكن من تصميم مبان تقاوم الاهتزازات الزلزالية، في حدود التسعة درجات، إلا أنه لا عاصم من أمر الله، أقول أن الخطر يكمن في التشرب الإشعاعي النووي الذي قد يصبح له بتأثير "ماحق" لتلك الحضارة التي بناها اليابانيون بجد واجتهاد منذ مئات السنين.

وفي العراق حدثت بعض الزلازل التي تم تسجيلها عالمياً ومحلياً ومن ضمنها عادة الفعالية الزلزالية التي يتأثر بها البلد ضمن إمتدادات الخط الزلزالي الذي يمر في الحدود الشمالية والشرقية للعراق نتيجة انزلاق الصفيحة العربية تحت الصفيحة الفارسية في نهاياتها الشرقية والشمالية... وبذلك يتعرض قطرنا الى هزات متتالية ضمن حدوده الشرقية والشمالية بين فترة وأخرى فمثلا عام 1992 حصلت هزة أرضية في منطقة (حرير) أدت الى مقتل عشرة أشخاص، اما في القسم الجنوبي/ في منطقة الرفاعي فقد حصلت هزة أرضية أدت الى تشققات بالجدران عام 2003 وتسببت بإحداث ذعر للمواطنين وظل المواطنون ينامون في العراء لمدة شهر!!

واليوم ونحن نطأ القرن الواحد والعشرين ماذا أعددنا إذا (لاسامح الله) تعرض العراق لهزات أرضية كبيرة هل نتمكن من تلافي تلك الهزات؟ أو هل نتمكن من أنقاذ أرواح أبناء شعبنا إذاما حاصرتهم الأبنية المتهدمة أو أولئك الذي تنقطع بهم السبل؟.. وهل تتوفر لدينا القابلية على استكشاف الزلازل والتواصل مع العالم بشأن كل ماهو جديد في هذا المجال؟ هل تتوفر لدينا قوة طواريء خاصة مدربة على الإنقاذ أو العمل في ظروف الزلازل ومدربة على عمليات الإنقاذ العلمية؟ وهل تمتلك أجهزة ومعدات وطائرات أنقاذ؟

 فاذا كان الجواب بنعم فلماذا لا نرسلها لمساعدة الشعب الياباني على محنته وكي تزيد من تدريبها في مواجهة حقيقية مع تلك النكبات التي تصيب الشعوب فنكون قد حصلنا على تدريب مجاني في ظروف طبيعية أولاً و قدمنا مساعدة لشعب اليابان ولكل الأعمال التي قدمها لشعب العراق ثانياً عندما كانت القوات اليابانية ضمن قوات التحالف في جنوب العراق والتي نعتقد بأن دورها كان بناءاً في العراق والقرض الياباني الذي قدمته حكومة وشعب اليابان للعراقيين أبان الفترة الماضية وغير القادرين لغاية الأن على معرفة مدى استفادة الشعب العراقي منه أما إذا كان الجواب بـ لا فمتى تكون لنا تلك القوة المدربة ونحن نعيش عصر الزلازل الذي تتلاطم فيه الصفائح الزلزالية كما الكتل السياسية!

أنها فرصة من فرص الانفتاح على شعوب العالم لنزاحم بعض دول العالم في إثبات بعض إنسانيتنا وعلو كعب حضارتنا بين الأمم ونرسل للعالم رسائل عن شعبنا وحبه للعمل الإنساني وعرفاناً منا بوقفة شعوب العالم مع شعبنا في محنه.. وما أكثرها!!

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14/آذار/2011 - 8/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م