مسلمو امريكا... صعوبة التعايش في بيئة قلقة

شبكة النبأ: مع قيام بعض المتطرفين المنتمين الى تنظيم القاعدة الارهابي ببعض الهجمات المسلحة مؤخرا في امريكا، تنامت مشاعر القلق والحذر في العديد من الاوساط الرسمية والشعبية في تلك البلاد الكبيرة، فيما انبرى بعض المتشددين الى القيام بإجراءات تعسفية بحق مسلمي امريكا كردة فعل سلبية تجاه ما وقع.

حيث شهدت الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا نقاشات رسمية حول اوضاع مواطنيها الذين يعتنقون الديانة الاسلامية، مما شكل بحسب المعترضين انتهاك صارخا لحقوق المواطنة والانسانية على حد سواء.

جلسة استماع مثيرة للجدل

فبعد حوالى عقد على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر بحثت لجنة في مجلس النواب الاميركي مسالة التهديد الذي يشكله "تشدد" الاسلام الاميركي في خطوة لاقت انتقادات شديدة ومخاوف من اثارة المشاعر المناهضة للمسلمين مجددا.

ووعد النائب بيتر كينغ الجمهوري الذي يرئس لجنة الامن الداخلي في المجلس بمناقشات معمقة ممهدا الطريق امام احد نقاشات الكونغرس الاكثر اثارة للجدل منذ هجمات 2001.

وقال كينغ "اريد ان يدرك الاميركيون الحجم الذي تحاول القاعدة فيه ارساء التشدد لدى المجموعة المسلمة الاميركية".

ونددت ابرز مجموعات مسلمة في البلاد- لم يتم دعوة اي منها للادلاء بافادتها في جلسة الاستماع في الكونغرس- ومجموعات اخرى مدافعة عن حقوق الانسان بخطوة كينغ.

وقال شهيد بوتار الذي يرئس لجنة الدفاع عن الحقوق ان "السبعة ملايين اميركي (مسلمون) يستحقون اكثر من تحميلهم ذنبا جماعيا بالشبهة".

ويقول كينغ ان القادة المسلمين وائمة المساجد لا يبذلون جهودا كافية لوقف تطرف الشبان الاميركيين ولا يتعاونون في تطبيق القانون. وقال ايضا ان معظم المساجد الاميركية يسيطر عليها متطرفون.

واثارت هذه التصريحات قلق المجموعات المسلمة الاميركية، والتي تشدد ادارة اوباما على ان دورها كان حاسما في المساهمة في خفض تهديد التطرف.

ورفض وزير العدل الاميركي اريك هولدر تقييم كينغ بان القادة المسلمين لم يساعدوا في تطبيق القانون مشددا على انهم "ساهموا بشكل كبير" في التصدي لوقوع هجمات. وقال هولدر "لا نريد ان نوصم وان نستبعد مجموعات بكاملها". وندد الامام جوهري عبد الملك من المجلس التنسيقي للمنظمات المسلمة بخطوة كينغ. بحسب رويترز.

لكنه اقر مع اخرين بان بعض الاميركيين المسلمين ورغم قلة عددهم، اتجهوا نحو التطرف في الولايات المتحدة. وقال "نحن لا ننكر كمجموعة بان امرا ما يجري".

لكنه اضاف ان كينغ "يمضي في الاتجاه الخاطىء" معبرا عن نفس الاستياء الذي ظهر لدى العديد من القادة المسلمين الذين يقولون انه لا يزال ينظر اليهم بتشكك وشبهات رغم المساعدة التي يقدمونها من اجل تطبيق القانون.

وعبر مجلس العلاقات الاميركية-الاسلامية عن قلقه حيال الطريقة التي يقوم بها كينغ "بتوجيه الشكوك نحو المجموعة المسلمة الاميركية". وحذر رئيس المجلس نهاد عوض من ان "مقاربة كينغ ستؤدي الى تطرف شبان".

وتشدد عدة مجموعات مدافعة عن حقوق الانسان وبينها الاتحاد الاميركي للحريات المدنية على ان جلسة المناقشة يجب ان يوسع نطاقها لتشمل كل العنف المتطرف.

ورغم ذلك، توعد كينغ بانه "لن يتراجع" عن هذا التحقيق الذي اثار انقساما في صفوف النواب.

فقد كرر زعيم الغالبية في مجلس النواب اريك كانتور التعبير عن تاييده لجلسة الاستماع لكن رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بوهنر نأى بنفسه عن كينغ.

وقال زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد انه "قلق بشدة ازاء جلسة الاستماع هذه التي تلقي بالشبهات على المسلمين الاميركيين الذين يلتزمون بالقانون ويقدمون مساهمة كبرى لمجتمعنا، بمثل القلق الذي سيعتريني في حال تنظيم جلسات استماع في الكونغرس للتحقيق حول الكاثوليك او اليهود او اشخاص من اي ديانة اخرى استنادا فقط الى ديانتهم".

من جهته اعترض الديموقراطي ويب ستيني هوير ايضا على الجلسة قائلا انها توجه "الرسالة الخاطئة الى المجموعة المسلمة الاميركية".

وقال في بيان "نريدهم ان يعملوا على تطبيق القانون للكشف عن تهديدات ارهابية وليس ان يخافوا منه".

واوضح كينغ ان مسلمين اميركيين اثنين مطلعين على ممارسات التطرف في المساجد الاميركي سيدليان بافادتهما وكذلك اميركي من اصل افريقي اشهر ابنه اسلامه.

وقال النائب كيث ايليسون، اول مسلم ينتخب في الكونغرس الاميركي، انه سيمثل امام اللجنة لتقديم "وجهة نظر بديلة" لوجهة نظر كينغ.

ونقل مجلس العلاقات الاميركية-الاسلامية عن دراسة اجرتها مؤخرا جامعة ديوك ان 11 مسلما اميركيا ارتكبوا هجمات ارهابية محلية منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر ما ادى الى مقتل 33 شخصا مقارنة مع حوالى 150 الف جريمة ارتكبت في البلاد في الفترة نفسها.

تفيد القاعدة

في السياق ذاته حذر عدد من المراقبين المستقلين ومن قادة الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة من المخاطر التي قد تنجم عن جلسة الاستماع في الكونغرس حول خطر التشدد الإسلامي في أمريكا، وقالوا إنها ستستخدم كدليل على صحة رأي الإسلاميين المتشددين بأن واشنطن في حالة حرب دينية معهم.

وقال نهاد عواد، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية: "الخطوة التي أقدم عليها كينغ ستؤدي إلى تزايد التطرف في صفوف الشباب.. من غير المنصف أخذ كل الجالية الإسلامية بجريرة مجموعات متطرفة."

وعلى صعيد مواقف الجالية الإسلامية، قال الشيخ محمد مجيد، إمام مسجد منطقة "أولدولس" في ميامي، إن الدين الإسلامي يحرم بشكل قاطع قتل أي إنسان، ورأى أن كينغ يخطأ كثيراً بالقول إن الجالية الإسلامية لم تقم بما يكفي لمكافحة التطرف في الولايات المتحدة.

بالمقابل، أدلى المدعي العام الأمريكي، إريك هولدر، بموقف مهم، اعتبر فيه أن الجالية الإسلامية متعاونة مع الحكومة الأمريكية، وأن أفرادها قدموا الكثير من المعلومات الحساسة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وحذر من سياسة "تعميم المواقف" على شرائح اجتماعية بأكملها.

وأضاف: "نريد التركيز على الأفراد، أو على مجموعات من الأفراد الذين قد يتضامنون مع بعضهم بهدف إلحاق الضرر بالأمريكيين أو المصالح الأمريكية، وهذا ما تفعله دائرة الإدعاء العام."

ولكن كينغ قلل من أهمية تصريحات هولدر، الذي قال إنه "ليس على علم" بأي معلومات مهمة قدمتها الجالية، وذكّر بأن مكتب الإدعاء العام سبق له التحذير من محاولات لتجنيد عناصر في الولايات المتحدة يقوم بها تنظيم القاعدة.

وكان كيث أليسون، أول عضو مسلم في الكونغرس قد قال لـCNN إن الجلسة قد تثبت وجهة نظر المتطرفين بأن أمريكا "تحارب الإسلام."

وقال أليسون، في مقابلة مع برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة CNN: "أنا أتحدى الأسس التي تقوم عليها جلسة الاستماع هذه.. لا مشكلة في مناقشة التشدد والتطرف العنيف، ولكن الخطأ وصم مجموعة معينة به."

وكان كينغ قد قال إن هناك "أمراً ما" داخل المجتمع الإسلامي يشكل خطراً على الأمن الأمريكي، وأضاف أن التحقيق يرمي إلى التعرّف على "مصدر هذا التهديد."

وشرح قائلاً: "نحن نتحدث عن تنظيم القاعدة.. هناك حالات يظهر فيها التطرف بشكل فردي داخل المجتمع الإسلامي، صحيح أنها ضمن أقلية محدودة، ولكنها موجودة والخطر يأتي منها."

ولدى سؤاله عن التحذيرات التي أطلقتها قيادات إسلامية رافضة لهذه الجلسة قال كينغ إن الأفضل هو مراقبة أحداث الجلسة قبل الحكم عليها، وأضاف أن المناقشات ستتطرق إلى مواضيع لم يتم التطرق إليها في السابق.

مشاهير هوليود يعلنون إسلامهم ليوم واحد

وفي تحرك إعلامي لمواجهة الحملة الشرسة التى يشنها قوى اليمين المتطرف الأمريكي على الإسلام، أعلن العشرات من مشاهير الفن والسينما الأمريكيين مشاركتهم فى مظاهرة يقودها المنتج والمؤلف الأمريكي الشهير راسيل سيمونز والتى أقيمت يوم الأحد 6 مارس فى أكبر ميادين نيويورك.

وتحت شعار 'اليوم: أنا مسلم أيضا' أعلن العديد من المشاهير الأمريكين أنهم 'مسلمون لمدة يوم' إعلانا لتضامنهم مع المسلمين وأن أي إساءة للإسلام هى إساءة شخصية لهم أيضا.

وقد شارك فى هذه المظاهرة ما يزيد عن 75 منظمة أمريكية بمشاركة العديد من القساوسة والحاخامات اليهود الذين يرفضون إهانة الإسلام ويعتبرون أن إهانة الإسلام هو أهانة للمسيحية واليهودية ولجميع المتدينين فى العالم.

ومن الذين أعلنوا تضامنهم مع حملة 'اليوم: أنا مسلم أيضا' الكثير من مشاهير هوليود وعلى رأسهم كيم كيردشيان و المغنى بي ديدي وراشيل روى وكيمورا لي والممثلة سوزان سيراندر.

انتهاك حقوقه الدستورية

من جانب آخر رفع شاب أمريكي مسلم من كاليفورنيا دعوى قضائية ضد ادارة الرئيس باراك أوباما ومكتب التحقيقات الاتحادي اتهمهما فيها بانتهاك حقوقه الدستورية والتجسس على تحركاته بتركيب جهاز خبيء في سيارته.

وعلم ياسر عفيفي (20 عاما) وهو مواطن أمريكي من أصل مصري يدرس في سانتا كلارا بكاليفورنيا بأمر جهاز التجسس المخبأ في سيارته في اكتوبر تشرين الاول الماضي من ميكانيكي حين توجه لتغيير الزيت في سيارته. وبعد ان أزال الجهاز واجهه ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي بعد ذلك بأيام.

واتهمت الدعوى مكتب التحقيقات ووزارة العدل الامريكية بانتهاك الحقوق الدستورية للمدعي والقيام بعمليات تفتيش دون اذن من المحكمة وتتبع تحركاته وتقييد حريته في التواصل الاجتماعي وحرية التعبير.

وقال عفيفي في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن يوم الاربعاء "لا أستحق ان يتتبعني أحد ويتجسس على اي شيء. يجب ان يكون لي حق السفر بحرية دون ان احتجز طوال ساعات ودون ان استجوب على الاطلاق.

"لقد قابلت حتى الان اثنين اضطرا للتفكير أكثر من مرة قبل توظيفي بسبب هذه الواقعة تحديدا."

وطلب عفيفي في دعواه تعويضا عن أضرار لم يحددها وطلب من القاضي ان يمنع مكتب التحقيقات ووزارة العدل من تتبعه دون اذن من المحكمة والتخلص من اي تسجيلات واي تحليلات ذات صلة جمعتها الجهتان.

وجاء في الدعوى انه حين واجه ضباط مكتب التحقيقات عفيفي حين ازال جهاز التجسس من سيارته سألوه عما "اذا كان يشكل خطرا على الامن القومي" ولماذا يسافر الى الخارج وما اذا كان قد سافر الى اليمن الذي تنشط به القاعدة.

وانتقدت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان مكتب التحقيقات الاتحادي لبعض تكتيكات المراقبة التي يطبقها على المسلمين بما في ذلك اللجوء الى عملاء يترددون على المساجد لاحباط اي خطط ارهابية محتملة.

وقال مايكل كورتان المتحدث باسم مكتب التحقيقات "مكتب التحقيقات الاتحادي يجري تحقيقات تلتزم بالارشادات الموضوعة لوزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي نفسه تحدد خطوات التحقيق والتكتيكات المناسبة." وقال متحدث باسم وزارة العدل ان الوزراة تنظر في الدعوى ورفض التعليق.

تعيين امام جديد

من جهة اخرى عينت المنظمة التي تنوي اقامة مركز ثقافي اسلامي ومسجد في مكان قريب من موقع مركز التجارة العالمي الذي دمر في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك، اماما جديدا على رأس هذا المشروع.

وقالت منظمة "بارك51" في بيان وضع على موقعها على الانترنت انها عينت الامام عبد الله ادهمي بدلا من الامام فيصل عبد الرؤوف الذي يقف وراء المشروع المثير للجدل.

واوضحت ان ادهمي اميركي مسلم مولود في واشنطن ويعمل منذ عشرين عاما في خدمة الاسلام في الولايات المتحدة. وهو مهندس معماري تخرج من معهد برات في بروكلين (جنوب شرق نيويورك) وشارك في عدد من مشاريع دمج المسلمين.

وتابع البيان ان الامام فيصل عبد الرؤوف سيبدأ جولة اميركية للقاء مسؤولين دينيين من مختلف الطوائف، موضحا ان هذه الجولة لن تجري باسم "بارك51" ولا علاقة لها بخطة بناء المسجد "مع انه سيبقى عضوا في مجلس ادارة المشروع".

وقال الامام الجديد ان "تولي منصب المستشار الرئيسي للمشروع الذي ينطوي امكانية تهدئة وابداع من اجل خير الجميع في نيويورك وكل البلاد، يشكل فرصة استثنائية".

واثار مشروع اقامة مركز ثقافي اسلامي في جنوب مانهاتن في مكان غير بعيد عن الموقع الذي كان يضم ناطحات السحاب لمركز التجارة العالمي التي دمرت في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، جدلا واسعا الخريف الماضي. وجرت تظاهرات مؤيدة واخرى معارضة للمشروع.

فيما أظهر استطلاع للرأي أن أغلبية سكان نيويورك يؤيدون حق جماعة اسلامية في بناء مركز اسلامي ومسجد بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر أيلول في مانهاتن لكنهم يعتقدون أن البناء يجب أن يكون في مكان اخر.

وقال الاستطلاع الذي أجراه معهد جامعة كوينيبياك لاستطلاعات الرأي ان أغلب المشاركين يرون أن خطط بناء المسجد بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين انهارا في الهجمات غير ملائمة.

وفي الاجمال كشف الاستطلاع عن أن 80 في المئة من المشاركين يعتقدون ان الجماعة الاسلامية لها الحق في بناء المركز بالقرب من موقع الهجمات بينما لا يعتقد 15 في المئة منهم ذلك.

لكن الاستطلاع يشير الى أن 57 في المئة يعتقدون ان موقع بناء المركز الاسلامي والمسجد غير مناسب بينما قال 32 في المئة ان الموقع ملائم.

وقال الاستطلاع ايضا ان 67 في المئة يعتقدون ان الجماعة الاسلامية يجب أن تقوم طواعية بتغيير موقع البناء بينما لا يعتقد 21 في المئة ذلك.

وأصبح الجدل بشأن بناء المركز الاسلامي قضية ساخنة قبل انتخابات الكونجرس الامريكي المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.

أول جامعة إسلامية

كما دشنت في هدوء جامعة إسلامية أمريكية رائدة في ولاية كاليفورنيا تهدف إلى التصدي للكراهية وانعدام الثقة في الإسلام.

ورغم أن الفصل الاول به 15 طالبا فقط ويشغل مساحة من المكاتب المستأجرة من حرم جامعة كاليفورنيا فإن كلية الزيتونة تهدف لان تصبح أول جامعة إسلامية أمريكية معتمدة على قدم المساواة مع الجامعات العملاقة ذات الجذور الدينية مثل جامعة كولومبيا وجامعة روتجرز.

وقال حمزة يوسف أحد مؤسسي كلية الزيتونة والباحث الرائد في الإسلام في الغرب "كل جماعة دينية تأتي إلى الولايات المتحدة تصل في نهاية المطاف إلى مستوى الحاجة لإضفاء الطابع المؤسسي لضمان بقائهم وجماعتنا عند هذه النقطة."

ولا تزال المناقشات مستعرة بشأن مدى ملاءمة وجود مسجد بالقرب من موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول 2001 في نيويورك فيما يراه بعض المحللين علامة واضحة على التشكك الأمريكي في الإسلام. بحسب رويترز.

ويشير استطلاع جديد للرأي أجراه مركز بيو للابحاث إلى أن أكثر من 30 بالمئة من الأمريكيين يعتقدون أن الإسلام يروج للعنف ويقول كثيرون إن الإسلام لا مكان له في بلد تسوده المعتقدات اليهودية والمسيحية.

ويقول مؤسسو الزيتونة إن التمييز الذي يواجهه المسلمون في الولايات المتحدة لا يختلف عما شهده الكاثوليك في القرن التاسع عشر أو اليهود في القرن العشرين وانها فقط مسألة وقت قبل قبولهم بشكل كامل.

حذف العبارات المؤيدة للإسلام من الكتب المدرسية

على صعيد متصل أقر مجلس مدارس ولاية تكساس الأمريكية في تصويت جرى على مشروع قرار يشجع الناشرين على عدم تضمين الكتب المدرسية أي عبارات مؤيدة للإسلام أو مناهضة للمسيحية.

ويقول المؤيدون للمشروع إنه من شأن التصويت لصالح القرار المذكور أن يترك أثرا كبيرا على صناعة النشر في الولاية.

وتم تمرير المشروع بأغلبية صوت واحد حيث أيده سبعة من أعضاء المجلس ورفضه ستة، وهو ينص على رفض أي نصوص في المستقبل تخصص مساحات أكبر للإسلام مقارنة بتلك المخصصة للمسيحية. يشار إلى أن تكساس هي أكبر سوق لمبيعات الكتب في الولايات المتحدة.

ومن بين الشكاوى التي يسوقها مؤيدو القرار غير الملزم، كتبرير لمثل هذه الخطوة، هو أن بعض الكتب المدرسية في الولاية تسعى "لإخفاء عيوب" الثقافة الإسلامية وهو ما تضمنه أيضا القرار.

إلاَّ أن منتقدي المشروع يعتبرون أنه يعتمد في مضمونه على قراءة خاطئة لكتب مهملة ولم تعد قيد الاستعمال.

وكان مجلس التربية في تكساس قد اعتمد في شهر مايو/أيار الماضي دليلا يحتوي على مبادئ توجيهية يقول منتقدوها إنه جرى تضمين الكتب المدرسية "أفكارا سياسية محافظة".

يُشار إلى أن تكساس هي واحدة من أكبر أسواق الكتب المدرسية في الولاية المتحدة، إذ يقول المؤيدون للمشروع إنه من شأن التصويت لصالح القرار المذكور أن يترك أثرا كبيرا على صناعة النشر في الولاية.

ويقول مؤيدو المشروع أيضا إن هنالك ثمة حاجة إلى القرار من أجل تحذير ناشري الكتب المدرسية بألاَّ يقدموا على طباعة كتب "مناهضة للمسيحية" إن هم أرادوا بيعها لمدارس تكساس.

وقد قام راندي رايفز، رجل الأعمال والمسؤول التربوي السابق في مدينة أوديسا بولاية تكساس، بصياغة مسودة مشروع القرار الذي سيجري التصويت عليه اليوم في عاصمة الولاية أوستن.

وفي مقابلة مع بي بي سي، قال راندي: "ما يقلقنا هو تلك التعاليم المؤيدة للإسلام والمناهضة للمسيحية."

وأضاف قائلا: "نحن نقوم بتدريس ضعف الكم من المعتقدات والتفاصيل المتعلقة بدين آخر مقارنة بما ندرِّسه عن المسيحية التي هي عماد وأساس بلدنا."

من جهتها، اتهمت "شبكة تكساس للحرية"، وهي منظمة تقول إنها تروِّج للحرية الدينية وللحريات الفردية وتعارض "اليمين الديني"، مجلس التربية في تكساس بـ "تصنيع الجدل بدل التركيز على التربية."

وقالت الشبكة إن مشروع القرار بُني على قراءة مغلوطة لكتب مدرسية جرى إغفال بعض المقاطع فيها.

وختمت بقولها: "في الواقع لم يطلب المجلس من أي علماء أو خبراء آخرين إبداء النصح العام بشأن القانون المقترح".

مسيء للإسلام أزعج اليهود

من جهته قدم روجر إيلز، المسؤول في شبكة فوكس الإخبارية الأمريكية، اعتذارا رسميا لجماعة يهودية بعد أن وصف المسؤولين في شبكة NPR الإعلامية بالنازيين في مقابلة كان قد أجراها مع The Daily Beast، دافع فيها عن إعلامي جرى طرده من الشبكة لتصريحات مسيئة للمسلمين.

وفي رسالة وجهها إلى رئيس المجموعة المضادة للقذف والافتراء، أبراهام فوكسمان، قال إيلز إنه كان من المفترض ألا يستخدم هذه الكلمة لوصف المسؤولين عن الشبكة الإعلامية.

وأضاف إيلز: "لم يكن من الصحيح استخدام هذه الكلمة، إلا أنني كنت غاضبا في ذلك الوقت من قيام المسؤولين في NPR ورقابتهم المشددة على خوان ويليامز بسبب تصريحاته الليبرالية."

وكان ويليامز، الذي يعمل حاليا محللا سياسيا في فوكس، قد أدلى بتصريحات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال فيها إنه يشعر بالتوتر والقلق عندما يشاهد من يرتدي الملابس الإسلامية على متن الطائرة التي يتسقلها.

وفي المقابلة التي أجراها مع The Daily Beast، قال إيلز إن المسؤولين في NPR نازيون ولديهم حس نازي، فهم لا يرغبون في سماع وجهة نظر معادية لرأيهم، كما أنهم لا يخجلون من إنفاق أموالهم لنشر دعايتهم القذرة." بحسب السي ان ان.

وفي رسالة وجهها، دافع إيلز عن وجهة نظره تجاه إسرائيل واليهود بالقول: "العديد من أفراد جيش الدفاع الإسرائيلي يعرفون رأيي وموقفي في الدفاع عن اليهود وإسرائيل، فحتى لو كنت مخطئا في بعض المواقف، فذلك لن يغير من ولائي أبدا.

وكان عدد من الأمريكيين قد أعربوا عن رفضهم في السابق لتصريحات وليامز، في حين قال إبراهيم رامي، الناطق باسم جمعية الأمريكيين المسلمين، إن على الناس النظر إلى الأمر على أنه "حافز للحوار،" بينما باشرت مساجد في مختلف أنحاء البلاد حملات للتعريف بالإسلام.

ويعمل وليامز محللاً سياسياً، ويظهر بشكل دائم على قناة "فوكس" التي يتهمها البعض بتبني الأجندية اليمينية، وقد أدت التصريحات التي قالها إلى فصله من شبكة NPR الإذاعية.

يشار إلى أن الإعجاب بالإسلام تراجع في الولايات المتحدة من 41 في المائة عام 2005 إلى 30 في المائة عام 2010، خاصة بعد الجدل الدائر في البلاد حول مشروع بناء مسجد قرب موقع هجمات سبتمبر/أيلول 2001، والذي دفع قساً محلياً في إحدى البلدات الأمريكية للدعوة إلى حرق القرآن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 13/آذار/2011 - 7/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م