العاب الفيديو... تجارة لأمزجة الهواة

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: قبل عقود قليلة لم يكن العالم يعرف معنى الالعاب فضلاً عن الاجهزة الخاصة به، لكن التطور السريع الذي حدث في فترة قياسية من الزمن جعلت من الالعاب تجارة تدر على صانعيها الملايين من الدولارات واصبح الملايين يستخدمون هذه الالعاب وبشغف كبير.

ان الالعاب وما تستخدمه من تقنية حديثة جعلها عالم قائم بذاته لا يفرق بين صغير وكبير حتى ان الطوابير الطويلة تقف لايام في حال نزول لعبة جديدة او جهاز العاب جديد، وعلى الرغم من الانتكاسات التي حدثت مؤخراً لصناعة الالعاب نتيجة للازمة العالمية التي عصفت باقتصاديات معظم دول العالم الا ان الشركات العالمية الكبرى المصنعة للالعاب متفائلة بخصوص العام الحالي الذي سيشهد انطلاق العديد من الالعاب والتقنيات الجديدة.

متفائلون في 2011

عانى صناع العاب الفيديو من ضعف المبيعات في عام 2010 ولكنهم يأملون أن يساعد جيل جديد من الالعاب الخاصة باجهزة الكمبيوتر اللوحية والهواتف المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت على العودة الى النمو مجددا في 2011، حيث أغرى تفجر العاب الهواتف المحمولة مثل "انفينتي بليد" على هاتف اي-فون و"أنجري بيردز" على الهواتف الذكية التي تستخدم نظام تشغيل اندرويد مستهلكين جددا لممارسة الالعاب.

وفي الوقت نفسه حولت شركة (زينجا) لالعاب الفيديو شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك الى منصة ناجحة جدا من خلال العاب مثل "فارم فيل" التي يمارسها 55 مليون لاعب شهريا و"سيتي فيل" التي يمارسها 44 مليونا وزيادة، وقال مارك شكاجز نائب الرئيس لتطوير المنتجات في زينجا "في السابق كنا نستكشف كيفية صنع العاب اجتماعية أما الان فنحن نتقن فن صنع الالعاب الاجتماعية، واكد ان الجيل القادم من الالعاب على فيسبوك سيكون "اعمق في اللعب" وأفضل جودة وسينطوي على خبرات اجتماعية افضل كثيرا."

ولكن برغم الركود الاقتصادي الذي لا يزال يؤثر على دخل هواة الالعاب الا ان القائمين على هذه الصناعة يتوقعون ان يسجل عام 2011 موجة من العائدات الجديدة من مصادر مثل المحتوى القابل للتحميل والعاب الهواتف المحمولة والتحويلات النقدية الصغيرة داخل الالعاب.

وباضافة المصادر الجديدة للعائدات يرى ارفيند باتيا المحلل بمؤسسة ستيرني اجي ان مبيعات الولايات المتحدة وأوروبا سترتفع نحو خمسة بالمئة مقارنة مع 2010 وخمسة بالمئة اخرى في 2011 . بحسب رويترز.

جهاز جديد من نينتندو

في سياق متصل اطلق جهاز العاب الفيديو الجديد المحمول "نينتندو 3 دي اس" الثلاثي الابعاد مؤخراً في اليابان، وهذا الجهاز مزود بشاشتين، واحدة تعمل باللمس واخرى تعرض صورا ثلاثية الابعاد من دون الحاجة الى نظارات خاصة، وهو امر غير مسبوق بالنسبة الى هذا النوع من الاجهزة، وقد وقف الناس في طوابير طويلة ليلا امام متاجر الالكترونيات في اليابان للحصول على الجهاز الجديد.

واطلقت ايضا ثماني العاب جديدة ثلاثية الابعاد لجهاز "3 دي اس" طورتها شركات مختلفة، يذكر ان شركة "نينتندو" اليابانية العملاقة المتخصصة بالترفيه الإلكتروني وألعاب الفيديو وجهت تحذيراً مشدداً من المخاطر الصحية التي قد تنشأ نتيجة استخدام جهاز اللعب  الثلاثي الأبعاد الذي أنتجته، ودعت لضرورة منع الأطفال دون سن السادسة من استعماله خشية توقف نظرهم عن النمو.

وقالت الشركة، في بيان نشرته باللغة اليابانية على موقعها، إن على الأهل التنبه إلى هذا الأمر خلال استخدامهم الجهاز الذي ينتظر أن ينتشر على نطاق واسع باعتبار أنه صغير الحجم ويمكن للمرء حمله والتجول به.

ودعت الشركة الكبار إلى إغلاق خاصية عرض الصور بالنظام الثلاثي الأبعاد عندما يتركون الجهاز بمتناول أطفالهم، كما طالبتهم بوضع كلمات سر لمنع تسلل الأولاد دون انتباههم.

ولم يوفر التحذير حتى الكبار، إذ قالت "نينتندو" إن عليهم التنبه إلى ضرورة أخذ وقت لإراحة عيونهم بعد اللعب المتواصل كل 30 دقيقة أو ساعة.

وتأتي خطوة "نينتندو" بعد تحذيرات مماثلة أصدرتها شركات تعمل في مجال إنتاج التلفزيونات الثلاثية الأبعاد، والتي دعت الأطفال والنساء الحوامل وحتى المدمنين على شرب الخمر إلى عدم استخدامه لاحتمال أن يتسبب لهم بمجموعة من العوارض المرضية، تشمل الدوار والنوبات.

وكانت "نينتندو" قد حظيت بالكثير من الإشادة بسبب تطويرها لجهاز "DS3" باعتبار أنه أول نظام ترفيه يتيح رؤية الشاشة الثلاثية الأبعاد دون ضرورة لاستخدام النظارات الخاصة.

ومن المقرر أن يُطرح الجهاز في فبراير/شباط المقبل بالأسواق الأمريكية واليابانية، ويبلغ سعره 300 دولار، ويباع الجهاز في اليابان لقاء 25 الف ين (نحو 230 يورو) ويهدف الى اعطاء زخم جديد لاجهزة نينتيندو، في الوقت الذي تتيح فيه الهواتف المحمولة تحميل الاف الالعاب عن الانترنت وسيصبح الجهاز متوفرا قريباً في اوروبا والولايات المتحدة، وهما سوقان اساسيتان لنينتيندو. بحسب رويترز.

كينكت من مايكروسوفت

على صعيد متصل باعت مايكروسوفت أكثر من ثمانية ملايين جهاز من نظام ألعاب اكس بوكس كينكت الذي يعمل باستشعار حركة الجسم في أول 60 يوما بعد طرحه لتتخطى بذلك مستوى المبيعات المستهدف البالغ خمسة ملايين جهاز وكذلك مبيعات سوني من جهاز موف المنافس.

وباعت شركة الالكترونيات اليابانية 4.1 مليون وحدة من جهازها موف والذي يتتبع هو الاخر حركة الجسم لمزاولة ألعاب الفيديو في اول شهرين من اطلاقه. لكن هذا الرقم لا يشمل المبيعات التي تمت خلال ذروة موسم التسوق في ديسمبر كانون الاول الماضي.

وأطلقت سوني جهاز موف -الذي يشبه العصا ويتيح للمستخدمين التحكم في ألعاب الفيديو- في سبتمبر أيلول المنصرم في أمريكا الشمالية وأكتوبر تشرين الاول في اليابان. ويبلغ سعر الجهاز 50 دولارا لعصا التحكم أو 400 دولار عند شرائه مع جهاز بلاي ستيشن 3، ويبلغ سعر جهاز كينكت الذي طرحته مايكروسوفت في مطلع نوفمبر تشرين الثاني 150 دولارا أو 300 دولار عند شرائه مع جهاز اكس بوكس بسعة تخزين أربعة جيجابايت، وأبلغ ستيف بالمر الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت معرض الالكترونيات الاستهلاكية أن شركتي سبرنت وفيريزون وايرلس ستبدان طرح خدماتهما من خلال هواتف محمولة تعمل بنظام تشغيل "ويندوز فون 7" الجديد في النصف الاول من العام الجاري. بحسب رويترز.

الى ذلك حقق أجهزة كينكت انتشارا واسعا في غضون أسابيع في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية مع بيع شركة مايكروسوفت حتى الآن لنحو 2.5 مليون وحدة من ملحق "كينكت" الخاص بجهاز "إكس بوكس،" في أقل من شهر، يقول مراقبون إن هذه الإضافة الجديدة تعد "ضربة،" قوية من الشركة لعالم الألعاب.

وتقول عملاق التكنولوجيا إن "الطلب القوي على مدى عطلة نهاية الأسبوع ساعد الشركة على إدخال جهاز كينكت إلى ملايين البيوت في 25 يوما فقط"، وقال نيك نايار، نائب رئيس شركة "تارغيت" للتسويق إن "كينكت كانت الأفضل أداء بين المنتجات التي تراقبها شركته،" مضيفا "نتوقع أن كينكت سيكون هدية مناسبة خلال موسم العطلات."

وقد طورت مايكروسوفت "كينكت،" وهي طريقة جديدة لألعاب الفيديو، تستخدم مع جهاز "إكس بوكس،" حيث لا يحتاج اللاعب إلى عصا تحكم أو مقود، بل بضع حركات يقوم بها فتفي بالغرض، وهواة ألعاب الفيديو وجدوا طريقة جديدة لممارسة "كينكت،" التي تعتمد على تحكم اللاعب للعبة من خلال القفز والمشي والتلويح باليد. بحسب السي ان ان.

ويقول خبير الألعاب المختص من شركة مايكروسوفت، إلكس كيبمان "إنها لعبة بسيطة وممتعة. فعندما تدخل منطقة مجسات الاستشعار لن تحتاج لأي عصى تحكم، لأن المجسات تتابع حركة الجسم بالكامل، ويحتوي الجهاز على مجسات استشعار والتي تحدد بدورها مساحة اللعب، وتشترط اللعبة أن يكون القفز عاليا وأعلى من مستوى القفز المطلوب للعبة "وي،" كما يتم اختيار اللعبة بمجرد الإشارة إليه، ويبدو أن الشركة المنتجة للعبة على ثقة بأن "كينكت" ستغزو الأسواق الأوروبية، حيث قال كريس لويس، من المسؤولين في شركة مايكروسوفت "لن أستطيع تحديد الكمية بشكل دقيق، ولكن بإمكاني أن أقول بأنها ستكون بالملايين، فنحن طموحون جدا."

وهذه التقنية المتطورة تختلف عن سابقتها، إذ لن تحتاج لعصا تحكم أو مقود، بل لبضع حركات يقوم بها اللاعب فتفي بالغرض، فإذا كنت من هواة ألعاب الفيديو استعد لطريقة جديدة لممارسة "كينكت،" التي تعتمد على تحكم اللاعب للعبة من خلال القفز والمشي والتلويح باليد.

ويقول خبير الألعاب المختص من شركة مايكروسوفت، إلكس كيبمان "كما ترى إنها لعبة بسيطة وممتعة. فعندما تدخل منطقة مجسات الاستشعار لن تحتاج لأي عصى تحكم، لأن المجسات تتابع حركة الجسم بالكامل، يحتوي هذا الجهاز على مجسات استشعار والتي تحدد بدورها مساحة اللعب، وتشترط اللعبة أن يكون القفز عاليا وأعلى من مستوى القفز المطلوب للعبة "وي،" كما يتم اختيار اللعبة بمجرد الإشارة إليها. بحسب السي ان ان. 

مبيعات بلاي ستيشن 3

من جهتها أعلنت شركة "سوني" اليابانية المتخصصة بعالم الالكترونيات عن توقعاتها بأن تصل مبيعات أجهزة "بلاي ستيشن 3" إلى 15 مليون جهاز نهاية آذار عام 2011، وذلك بحسب ما ذكره موقع "سيريا نيوز"، حيث أكدت "سوني" في بيان لها أن الشركة باعت حوالي 13 مليون جهاز بلاي ستيشن 3 العام الماضي وذلك رغم المشاكل التي تعاني منها الشركة في عدم مقدرتها على منافسة الشركات الأميركية الضخمة مثل مايكروسوفت.

وتتوقع الشركة أن تبلغ نسبة مبيعاتها من جهاز "موف" للتحكم بالحركة لأجهزة الألعاب والذي أطلقته في أيلول الماضي "نحو 3 مليون في نهاية عام 2010"، إلا أنها رغم ذلك لن تتفوق على مايكروسوفت التي بلغت نسبة مبيعاتها من جهاز كينكت 5 مليون جهاز خلال هذا العام.

حيث أن مبيعات شركة مايكروسوفت خلال شهر تشرين الثاني الماضي فاقت مبيعات شركة سوني التي لم تفصح عن الأرقام الحقيقية لمبيعاتها.

يذكر أن شركة "سوني" تعد عملاق صناعة الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية في العالم، وتتميز بانتشار منتجاتها في مختلف أنحاء العالم وسمعتها الجيدة في مجال الالكترونيات.

ألعاب الفيديو والاكتئاب

في سياق متصل قالت دراسة أمريكية إن الاعتدال في اللهو بألعاب الفيديو ضروري لصحة الطفل النفسية، فالإفراط في اللعب بها قد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق، وتراجع الأداء في المدرسة.

ووجد الباحثون، أثناء اعداد الدراسة في الولايات المتحدة وخارجها، عقب دراسة 3 آلاف طفل في المرحلة الابتدائية المتوسطة في سنغافورة، أن قرابة 9 في المائة منهم "مدمنون" على ألعاب الفيديو، إلى جانب نسبة ممثالة في دول أخرى، وبعض مضى عامين، وجدت الدراسة أن 84 في المائة من صنفوا على أنهم "مفرطون" في قضاء وقت باللعب في بدايتها، ظلوا "مدمنون" كما هم دون تغير، علماً أن أعراض "الإدمان" عادة ما تصيب الصبيان.

كما وجدت أن تلك الفئة بدت عليها أعراض اكتئاب بمعدلات عالية بالإضافة إلى بجانب مشاكل أخرى تتعلق بالصحة العقلية، عن سواهم  من لعبوا باعتدال.

ويناقش المختصون حالياً إدارج "إدمان" العاب الفيديو كإضطراب عقلي ضمن دليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات العقلية، وهو دليل تستخدمه الرابطة الأمريكية للطب النفسي في تشخيص الاضطرابات النفسية، وكانت دراسة صغيرة نشرت في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي قد لفتت إلى أن مشاهدة العنف في الأفلام وألعاب الفيديو ووسائل الإعلام الأخرى قد تجعل المراهقين أكثر قبولا للعنف، وقد تغرس فيهم نزعةعدوانية.

وقال جوردون غرافمان، كبير المحققين في المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، إن الدراسة، وعلى عكس الأبحاث السابقة التي بينت وجود رابط بين الإعلام العنيف والعدوانية فضلاً عن العنف والعواطف، نظرت إلى كيفية تجاوب دماغ المراهقين لهذا العنف.

وفاة صيني بعد ثلاثة ايام متتالية من الالعاب الالكترونية في مقهى انترنت

الى ذلك توفي رجل في الصين بعدما امضى ثلاثة ايام متتالية يلعب امام شاشة كمبيوتر في مقهى انترنت في بكين دون نوم ومكتفيا بطعام قليل، على ما ذكرت الصحف الصحف الثلاثاء.

وقد دخل الرجل الثلاثيني في غيبوبة خلال الاسبوع الحالي عندما كان في المقهى وتعذر انعاشه في العيادة الطبية التي نقل اليها على ما ذكرت صحيفة "بيجين تايمز".

وهذه المسألة تعكس ظاهرة ادمان الالعاب الالكترونية التي يعاني منها 33 مليون مراهق صيني على ما افاد باحثون اوردت اراءهم الصحف، وفي غضون شهر انفق الصيني الذي توفي اكثر من عشرة الاف يوان (1120 يورو) على الالعاب المتوافرة على الانترنت. ولم يغادر عمليا كرسيه على مدى ثلاثة ايام وثلاث ليالي قبل ان يموت على ما اوضحت الصحف، وفي الصين اكثر من 450 مليون مستخدم للانترنت لتحتل بذلك المرتبة الاولى عالمي، واعلنت الحكومة العام الماضي سلسلة من الانظمة هي الاولى من نوعها في هذا البلد للاشراف على قطاع الالعاب على الانترنت ومنع الوصول الى محتويات اباحية او عنيفة. بحسب السي ان ان.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 12/آذار/2011 - 6/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م