الكفاءة والوقت صنوان

عبد الكريم ابراهيم

(الوقت كالسيف، فان لم تقطعه قطعك)

 مقولة مأثورة حفظناها عن ظهر قلب منذ نعومة اظفارنا، مفادها عدم الاستكانة والرضوخ ؛لان الحياة الدنيا صراع من اجل استغلال عامل الوقت وعدم هدره في امور تافه، ربما لاينطبق تأثير الوقت على الوضع العراقي حاليا ؛لوجود ادوات اصلا هدفها هدر الوقت والمماطلة لغايات واسباب كثيرة منها : فقدان الكفاءة وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب -هذا يشمل المرأة من تحقيق المساواة – حيث اصبحت بعض المؤسسات الحكومية عبارة عن دوائر تضم جيش الاقارب وعلى رأسهم هذا الهرم "اخو المسؤول " وحاشيته، تسرح وتمرح كيفما تشاء دون رقيب حيث الرواتب العالية والسفرات السندبادية..الخ.

الشيء بالشيء يذكر، يقال والعهدة على الراوي ان ثروة طاغية مصر مبارك بلغت حوالي 40 مليار دولار، جمعها الرجل خلال مدة خدمته طيلة 34 سنة. من خلال معادلة بسيطة وتقسيم هذا المبلغ على سنوات الخدمة الرئاسية، يمكن ان نقول ان المعدل السنوي حوالي مليار ونصف، اما في العراق، الوضع مختلف جدا لضيق عامل الوقت الذي هنا يصبح كالسيف، فيستطيع بعض المسؤولين من جمع مليارات دولار في ظرف قياسي، محطمين الاقام القياسية لموسوعة غينيس، حتى ان مسؤولا سابقا، الآن وبحمد الله يتمتع بما جمعه من اموال العراقيين في الخارج، استطاع هذا الرجل ان (يخبط خبطة العمر) ويحصل على مبلغ خمسة مليارات دولار دفعة واحدة، والتحقيقات لانعرف هل مازالت جارية؟ ام ان هناك تدخل اجنبي اغلقها الى غير رجعة؟ وهذه من نعم الجنسية الثانية!.

مايذكر ان عامل قد يكون سيفا قاطعا يداهم (النائمين للظهر)، ولكن هذا السيف الا يحتاج الى يد قوية وامينة تحمله؟، وتستطيع كيفية استخدامه في اللحظة المناسبة، والا يتحول الى وسيلة بطش وسفك لدماء الاخرين.

الوقت ليس مشكلة العراق الحقيقية، بقدر ما مشكلته الانسان المسؤول ذاته، من اجل ذلك يطالب عدد من المتظاهرين باستيراد نوعية جيدة ومحسنة من المسؤولين من الخارج وخصوصا اليابان التي تعد نموذج مميز للانسان المتحدي ومحترم للوقت، استطاع بناء دولة من الصفر.

في العراق الوقت والشخص المناسب الكفوء هما اساس التغيير الذي يمكن ان يقود البلاد نحو الطموح. هذان العاملان لايمكن فصلهما عن بعضهما البعض؛ لانهما ملتصقان كالتوأم السياميين.

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعائ 9/آذار/2011 - 3/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م