إلى النظم العربية والبقايا البعثية

محمود جابر

يقف وراء هذه السطور مجموعة من الدوافع، وعلى رأس هذه الدوافع الموقف الملتهب في ليبيا، حيث يقف الجميع على أطراف الأقدام متابعا ما يدور هناك، ترى هل يستطيع الشعب الليبي أن ينجز مهمته الثورية، قبل استصدار قرارا أمميا بالتدخل العسكري، أو بقرار آخر يتعلق بإلقاء القبض على السفاح " العقيد"، وإذا كان الشعب الليبي قال كلمته وأوروبا والغرب يتفاعل سواء بالاستعداد للحظر الجوي أو للتدخل بالقوة، أو بالتلويح بهذا وذاك، نجد أن النظام العربي الرسمي يقف مكتوف الأيدي لا يستطيع أن ينصر حقا أو ينكر باطل، كل ما يقوله ويدعيه هو أنه يستنكر التدخل الغربي !!!

رغم أن التدخل الغربي في كل هذه الأقطار تستشعره من نسمة الهواء وقطرة الماء فضلا عن السياسات والتحالفات والخدمات الجليلة التي يقدمها النظام العربي الرسمي لأي أحد وكل أحد إلا للعرب أنفسهم!!

وإذا كانت المظاهرات حرام في مصر قبل الثورة (والعهدة على محمد حسان وخالد الجندي وشيخ الأزهر...) وثورة الكرامة والحرية بعد الثورة على لسان هؤلاء أيضا، وهى حرام في نظر السعوديين الوهابية، طبقا للفتاوى الوهابية في العربية السعودية والصمت الوهابي السلفي في كل الأقطار خارج السعودية، فلم يتحدث أحد عن ما يجرى في البحرين أو قطر – ولا حتى الجزيرة- ولا يتحدثون عن الهلوكست الذي يتعرض له الشعب الليبي فهل الدين في مصر مختلف التأويل والتنزيل في ليبيا والبحرين؟!!

وما زاد الطين بله هو البيان الصادر عن المجرم المختفي – الرفيق البعثي - عزة إبراهيم الدوري (القائد الأعلى للجهاد والتحرير) في الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية بتاريخ آواخر ربيع الأول 1432هـ أوائل آذار 2011 (هكذا كتب التاريخ بالهجري والميلادي) حتى يكون أكثر وهابية، علما بأنني لا اعرف حتى الآن هل الأخ (الدوري) لبس طقية (غطاء رأس) وجلبية (القميص أو الدشداشة)، وهل ركب لحية أم نقاب، وهذا البيان نشره اتحاد المدونين العرب.

الدوري الذي تحول بقدرة خفية من بعثي علماني إلى قائد للجهاد الإسلامي / الوهابي يقدم خطابا أو بيانا للأمة – التي سرقوها وأذلوها وذبحوها – أن لا تنخدع بالتحالف الصهيونى الإمبريالي المتعاون مع الصفويين الفارسيين وأن تواجه هذا التحالف بكل قوة، أما المعنى غير المباشر في الحديث وهو يوجه خطابه إلى أهل ليبيا، فإن عليهم أن يصبروا وينعموا ويتوحدوا تحت سلطة القذافي المجنون وابن خليفة السفاح وابن عبد الإنجليز وابن عيسى الدموي... وغيرهم حتى لا يقعوا فريسة للمخطط الإمبريالي الفارسي، أي حتى لا يعاقبهم الله ويصبحوا أحرارا، فالدوري وابن عثيمين وابن الشيخ وكل الأدران البعثية والوهابية ترى في المرض والاستبداد قوة وترى في التحرر ضعف ومرض وكفر.... وهذه هي رؤية هؤلاء المجانين والخونة والمستبدين قديم وحديثا.... الذين يطلبون الدنيا بعمل الآخرة، فلا ابقوا لنا دنيا ولا ابقوا لهم دينا...

Ma_alnor2000@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعائ 9/آذار/2011 - 3/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م