بريطانيا ونظرة التمييز ضد المسلمين

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تعتبر بريطانيا من الدول المتقدمة على صعيد ضمان الحريات العامة وهي كافلة ايضاً لحرية الاديان وعدم المساس بقدسيتها او جرح مشاعر معتنقيها تجاه معتقداتهم، وعلى هذا الاساس هاجر العديد من محبي حرية الفكر والاعتقاد الى هذه الجزيرة الاوربية واعتبروها الحامي لحقوقهم.

لكن حتى في بريطانيا – بلد الديمقراطية – تغيرت الامور والمشاعر واصبح هناك التمييز والعداء والتطرف وبالأخص تجاه المسلمين والاسلام والتي تنامت بعد احداث 11/ ايلول وبروز تنظيم القاعدة والارهاب الدولي الذي انعكس سلباً على وجود المسلمين في بريطانيا وغذى مشاعر الكراهية تجاههم، وبالطبع فقد استفاد الساسة الغرب من هذه المشاعر واحسنوا استخدامه من اجل منع انتشار الدين الاسلامي في بريطانيا والغرب .

تنامي العداء

اكدت مسؤولة في حزب المحافظين بقولها إن التمييز ضد المسلمين اصبح عاديا في بريطانيا والقت الوزيرة في الحكومة البريطانية سعيدة فارسي كلمة تقول فيها إن التحامل ضد المسلمين أصبح واسع الإنتشار في بريطانيا حتى انه بات مقبولا من الناحية الإجتماعية، وتهمت فارسي وهي أول وزيرة مسلمة في حكومة بريطانية، ومن المسؤولين الكبار في حزب المحافظين، وسائل الإعلام بتأجيج مشاعر عدم التسامح من خلال تصنيف المسلمين إما كمعتدلين أو كمتطرفين.

وتقول إن التمييز ضد المسلمين اصبح امرا عاديا لا يثير اللغط بالنسبة لكثير من البريطانيين، وتعهدت باستخدام منصبها لخوض "معركة متواصلة ضد التعصب."

وتقول الوزيرة فارسي في كلمتها التي القتها في جامعة لستر بانجلترا إنها حثت بابا الفاتيكان أثناء زيارته الى بريطانيا على تحسين أجواء التفاهم بين المواطنين الأوروبيين والمسلمين، وفي مقاطع من الكلمة نشرتها صحيفة الديلي تلغراف اللندنية، تحمل فارسي "الاسلوب السطحي الذي تتعامل به جهات متعددة بما فيها الاعلام مع مسألة الايمان" مسؤولية تحويل بريطانيا الى مجتمع لا يتسامح مع المؤمنين.

ويقول روبرت بيجوت مراسل بي بي سي للشؤون الدينية إن فارسي ستعلن ما يشتكي منه الكثير من المسلمين سرا، بأن التمييز ضدهم لا يقابل بنفس المعارضة من قبل المجتمع كما يقابل التمييز ضد غيرهم من اتباع الديانات الاخرى.

ويقول مراسلنا إن فارسي قد تناولت هذا الموضوع في السابق، إذ قالت في الكلمة التي القتها في مؤتمر حزب المحافظين السنوي عام 2009 إن كراهية المسلمين اصبحت تعصبا مقبولا اجتماعيا في بريطانيا، وادعت في مقال نشرته في احدى المجلات في اكتوبر / تشرين الاول الماضي بأن التهجم على الجالية المسلمة في الاعلام يزيد مبيعات الصحف وليس ذا اهمية.

وتقول فارسي في كلمتها إن الاعمال الارهابية التي يقوم بها نفر من المسلمين يجب الا تستخدم لادانة كل المسلمين، الا انها ستحث الجاليات المسلمة على توخي المزيد من الوضوح حول رفضهم لاولئك الذين يلجأون للعنف.

التعددية الثقافية

من جهته دان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في خطاب القاه السبت فشل بريطانيا في سياسة التعددية الثقافية التي اتبعتها لفترة طويلة ويعرض وجهة نظره لمكافحة التطرف الاسلامي داخل بلده، وفي خطاب القاه امام مؤتمر الامن في ميونيخ، اعلن كاميرون تبدلا في السياسة حيال الاقليات الاتنية والدينية في بريطانيا واعلن ان التسامح مع الذين يرفضون القيم الغربية قد فشل، ودعا الى "ليبرالية اكثر فاعلية وقوة" تعتمد على المساواة في الحقوق وحكم القانون وحرية التعبير والديموقراطية من اجل بناء هوية قومية اقوى.

وقال كاميرون في خطابه "اذا كنا نريد دحر هذا التهديد اعتقد انه حان الوقت لطي صفحة سياسات الماضي الفاشلة"، وهو اول خطاب لكاميرون حول التطرف الاسلامي الذي يعتبر مصدر قلق كبير للحكومات البريطانية خصوصا بعدما نفذ انتحاريون عاشوا في هذا البلد هجمات على وسائل النقل في 2005 مما ادى الى مقتل 52 شخص، واكد رئيس الوزراء الجديد الذي تولى السلطة في ايار/مايو 2010 انه "وفق مبادىء التعددية الثقافية شجعنا مختلف الثقافات على العيش منفصلة عن بعضها البعض وبعيدة عن التيار العام".

واوضح ان هذا ادى الى اضعاف الهوية الوطنية في بريطانيا مما جعل شبانا مسلمين يلتفتون الى عقيدة متطرفة، واضاف كاميرون "بصراحة، نحن نحتاج الى درجة تسامح اقل من تلك التي سادت في السنوات الاخيرة والى فرض الليبرالية بقوة وفاعلية"، وتابع ان "مجتمعا متسامحا يقول لمواطنيه طالما التزمتم بالقانون فسنترككم لشأنكم، ويبقى بذلك محايدا بين مختلف القيم"، واضاف ان "مجتمعا ليبراليا اصيلا يفعل اكثر من ذلك بكثير. انه يؤمن ببعض القيم ويروج لها ويقول لمواطنيه: هذا ما يحدد هويتنا كمجتمع". بحسب فرانس برس.

وميز كاميرون بوضوح بين الاسلام كديانة والايديولوجيا السياسية للتطرف الاسلامي، مؤكدا انهما "لا يتطابقان"، لكنه قال ان المنظمات غير العنيفة التي تقدم نفسها على انها ملاذ للمسلمين لكنها غير واضحة حيال القيم الغربية، يجب الا تحصل بعد اليوم على مساعدة من الدولة ويجب منعها من دخول حرم الجامعات، ونددت منظمات اسلامية بريطانية عدة بكلام كاميرون، وقد ندد عناية بونغلاوالا من مجموعة "مسلمون من اجل المملكة المتحدة" التي تحارب التطرف ب"التحليل الخاطىء" لكاميرون. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية انه "اقام رابطا بين مشاكل الاستيعاب ومشاكل الارهاب".

واضاف "المسلمون يعيشون باعداد كبيرة في هذا البلد منذ الستينيات. شهدنا القليل من الاعمال الارهابية من قبل مسلمين في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات"، واوضح "يجب ان يفكر كاميرون بما جرى في العام 2001، منذ اجتياح افغانستان واجتياح العراق اللذين حسب المعلقين كانا السبب في تطرف الشبان المسلمين"، واكد "انها النقطة الحاسمة وليس الاستيعاب. اخطأ كاميرون الهدف"، واعتبر فيصل هنجره، المسؤول في المجلس الاسلامي البريطاني الذي يضم حوالى 500 منظمة، ان كلام كاميرون "محبط".

وقال لهيئة الاذاعة البريطانية "يتم التعامل مع الجالية الاسلامية على اساس انها جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل"، ومن ناحيته، اعتبر محمد شكيف، رئيس مؤسسة رمضان التي تعنى بالتربية، ان "التركيز على المسلمين لا يولد سوى الخوف من الاسلام والمسلمين"، اما الوزير العمالي السابق جاك سترو فقد اعتبر ان اغلبية المسلمين البريطانيين "تؤمن بالقيم" التي يؤمن بها باقي الشعب "بما في ذلك الخوف من الارهاب".

مسلمو بريطانيا

الى ذلك نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا موسعا يتناول دراسة جديدة لأعداد المواطنين البريطانيين الذين يعتنقون الإسلام كل عام، وتشير تلك الدراسة إلى أن عدد البريطانيين الذين اختاروا الإسلام ديناً لهم قد تضاعف تقريباً خلال السنوات العشر الماضية، وتقول الصحيفة إنه على الرغم من التصوير السلبي للإسلام في أعقاب انتشار ما وصفته "الأسلمة العنيفة على مستوى العالم في السنوات الأخير، إلا أن الآلاف من البريطانيين يقبلون على اعتناق هذا الدين كل عام".

وتشير الصحيفة إلى أن تقدير أعداد المتحولين إلى الإسلام الذين يعيشون في بريطانيا عملية صعبة لأن بيانات الإحصاء السكاني لا تفرق بين ما إذا كان الشخص المتدين قد اعتنق ديناً جديداً أم أنه ولد به، ولكن الاندبندنت تقول إن التقديرات السابقة تضع الرقم بين 14 و25 الف شخص، أما الدراسة الجديدة التي قامت بها مؤسسة ابحاث بريطانية تدعى " فيث ماترز" ، فتشير، بحسب الصحيفة، إلى أن الرقم الحقيقي لمعتنقي الإسلام من البريطانيين يصل إلى المئة ألف، حيث يدخل في الإسلام كل عام 5000 شخص جديد.

وتنقل الصحيفة عن مدير مؤسسة "فيث ماترز" فياض موجهال اعترافه بأن الوصول إلى تقديرات موثوقة لعدد المسلمين الجدد هو عملية صعبة جد، ولكنه يرى أن النتيجة التي توصلت إليها الدراسة هي أفضل ما يمكن التوصل إليه باستخدام أرقام الإحصاء السكاني وبيانات السلطات المحلية ومعلومات تم استقراؤها من المساجد في لندن، وتختم الصحيفة تقريرها بنقل شهادات لبريطانيين اعتنقوا الإسلام يصفون فيها تجربتهم في دخول الدين الجديد والأسباب التي دفعتهم لذلك.

ومنهم من اكتشف الاسلام بعد زيارته لبلد مسلم واغلبهم تاثر بزملاء الدراسة الجامعية المسلمين.

الشرطة البريطانية تتجنب اشتباكات مع مسيرة مناهضة للتشدد الاسلامي

على صعيد متصل شارك حوالي 1500 متظاهر من اليمين المتشدد في مسيرة في وسط لوتون شمالي لندن مؤخراً للاحتجاج على "الاسلام المتشدد" مما تتطلب وجودا كثيفا للشرطة لتجنب الاشتباكات مع ألف متظاهر مناهضين للفاشية، ويمثل المسلمون سدس سكان لوتون وأدت المسيرات لرابطة الدفاع الانجليزية الى نزاع مع معارضيها. وتحول وسط المدينة الى مدينة اشباح قبل المظاهرة وغطيت واجهات المتاجر بألواح وأغلقت الحانات، لكن الشرطة ونشطاء مجتمعيين تجنبوا عنفا واسع النطاق وجرى اعتقال ثمانية فقط بسبب تهم تتراوح من الاعتداء الى المخدرات وحيازة الاسلحة. ولم تحدث اصابات خطيرة.

وزاد التوتر مع دعوة ستيفان لينون زعيم رابطة الدفاع الانجليزية المشاركين في المسيرة الى رفض تأثير الاسلام في الحياة العامة البريطانية، وقال في حين يردد المؤيدون اسم الرابطة وأغاني وطنية "كل واحد منكم على خط المواجهة في الحرب ضد الاسلام المتشدد، وتقول رابطة الدفاع الانجليزية انها ليست منظمة فاشية ورحبت بكلمة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون في وقت سابق يوم السبت ابلغ فيها زعماء دوليين ان بلاده كانت متسامحة اكثر مما ينبغي مع الاسلاميين البريطانيين الذين رفضوا الاعراف الغربية. بحسب رويترز.

وانتقدت جماعات تمثل بعض المسلمين البريطانيين كاميرون لالقائه الكلمة في نفس يوم مسيرة رابطة الدفاع الانجليزية ولاشارته الى ان عدم الاستعداد لتقبل حرية التعبير والحقوق المتساوية امر منتشر بين المسلمين، وقال محمد شفيق المدير التنفيذي لمؤسسة رمضان "المسلمون البريطانيون يمقتون الارهاب والتطرف ولقد عملنا بجد لمحو هذا الشر من بلدنا لكن التلميح الى اننا لا نتقبل قيم التسامح والاحترام والحرية امر مهين بشدة وغير صحيح"، وقالت جماعة الوحدة ضد الفاشية التي تعارض رابطة الدفاع الانجليزية في لوتون انها لا تصدق مزاعم الرابطة عن انها مهتمة فقط بمحاربة التطرف الاسلامي.

وقالت ايلين هفرنان التي شاركت في مظاهرة للجماعة "قال هتلر انه ديمقراطي قبل ان يحرق البرلمان. هذا ما يفعله الفاشيون.. انهم يكذبون بشأن طبيعتهم"، وشكلت رابطة الدفاع الانجليزية بعدما هتفت مجموعة من المتشددين الاسلاميين ضد جنود بريطانيين ودعت بأن "يحترقوا في الجحيم" اثناء احتفال للترحيب بعودتهم الى وطنهم في لوتون عام 2009، ويستنكر زعماء المسلمين في المدينة التشدد ويقولون ان بضعة متطرفين لا يمثلون باقي المسلمين.

قال وزير الداخلية البريطاني السابق عن حزب العمال جاك سترو ان بعض الشبان الباكستانيين ينظرون الى الفتيات الشقراوات على انهن اهدافا سهلة للتحرش الجنسي مما ادى الى انتقاده من قبل الجالية المسلمة واعضاء البرلمان الاخرين.

الى ذلك كشف عضو البرلمان عن بلاكبيرن عن مخاوفة علانية بعد سجن عصابة اغلبها من الاسيويين كانت تغتصب الفتيات في منطقة ديربي، وقضت محكمة نوتنجهام بسجن محمد لياقات (28 عاما) وعبيد صديقي (27 عاما) بتهمة الاغتصاب والتحرش الجنسي بالعديد من الفتيات تتراوح اعمارهن بين 12 و18 عام، وقال سترو في مقابلة مع تلفزيون (بي.بي.سي) انه يعتقد ان هناك مشكلة محددة في بعض المناطق في البلاد بما في ذلك منطقته حيث يستهدف باكستانيون عن عمد شابات شقراوات لانهم يرون انهن اقل من ناحية الاخلاق .

واتهم الباكستانيين باستهداف فتيات شقراوات كما لو كن "لحما سهلا" جاهزا للتحرش الجنسي بينما تظل النساء في مجتمعهم محظورات عليهم، وقال "لكي نكون واضحين فان الباكستانين ليسوا الاشخاص الوحيدين الذين يرتكبون الجرائم الجنسية وغالبا ما تكون اجنحة مرتكبي الجرائم الجنسية في السجون مليئة بجناة بيض ارتكبوا جرائم جنسية"، واضاف قائلا انه ليس هناك هدف في انكار انها مشكلة وموجودة منذ سنوات "لكن هناك مشكلة محددة تشتمل على رجال من اصل باكستاني يستهدفون فتيات شقراوات ضعيفات،"نحن نحتاج الى جعل الجالية الباكستانية تفكر بمزيد من الوضوح بشأن لماذا يحدث هذا ولكي نكون اكثر انفتاحا حيال المشاكل التي تؤدي بعدد من رجال التراث الباكستاني في التفكير بان استهداف فتيات شقراوات بهذه الطريقة على ما يرام، وانتقد تعليقات سترو كل من كيث فاز رئيس لجنة الشؤون الداخلية بمجلس العموم وبعض جماعات الجالية التي قالت انها تشتم منها رائحة القالب النمطي العنصري.

وقال محمد شفيق مدير جماعة الشباب المسلم التي تحمل اسم رمضان فاونديشن في بيان ان القول بان مثل هذا التحرش "متأصل" في الجالية الباكستانية في بريطانيا شيء خطير لكنه قال انها مشكلة .بحسب رويترز.

من جهتهم يطالب ناشطون بمنع القس الامريكي المثير للجدل تيري جونز، الذي هدد بحرق المصحف، من دخول بريطانيا للمشاركة في مظاهرة ضد الاسلام، وكان جونز قال ان مشاركته في مظاهرة عصبة الدفاع الانجليزية في فبراير/شباط ستكون "ايجابية" وقال انه سيتحدث ضد "المسلمين المتطرفين"، وطالبت الجماعة المناهضة للتطرف، امل لا كراهية، وزيرة الداخلية بالتحرك لمنع القس الامريكي.

وقالت العصبة في صفحتها على فيسبوك ان المسيرة في ليوتون يوم 5 فبراير ستكون "اكبر مسيرة لنا حتى الان"، وقالت ان القس جونز سينضم للمسيرة "ليتحدث ضد شرور الاسلام"، وقال القس الامريكي، وهو راعي كنيسة في غينسفيل بفلوريدا لا يتجاوز عدد اتباعها 50 شخصا، في مقابلة مع بي بي سي انه "لا نية لديه" لحرق المصحف في بريطاني، واضاف "لا مشكلة مع المسلمين، فلدينا حرية راي وحرية دين، الذين يريدون ان يكون بلدنا بلدهم ويطيعون قوانينا ودستورنا".

واستدرك: "لدينا مشكلة معهم حين يخرجون للشارع مطالبين بالموت لبريطانيا والموت لاسرائيل والموت لامريكا ويدعون لتطبيق الشريعة. يقولون انهم سيحولون قصر بكنغهام الى مسجد وعلى الملكة ان تعتنق الاسلام، او ترحل عن البلاد"، واعترف القس تيري جونز بان معرفته بعصبة الدفاع الانجليزية "محدودة"، وادانت الجماعة المناهضة للتطرف، امل لا كراهية، دعوة القس الامريكي وطرحت التماسا يطالب وزيرة الداخلية بمنع دخوله بريطانيا.

وقال رئيس الجماعة نك لاولز: "لن يستفيد من زيارته سوى المتطرفين وكما نعرف فالتطرف يولد الكراهية والكراهية تولد العنف".

وفي سياق متصل قالت الحكومة البريطانية يوم الاربعاء انها منعت واعظا مسيحيا امريكيا تسبب في ضجة عالمية بعد ان هدد بحرق القران من زيارة بريطاني، وكانت جماعة تعارض هجرة المسلمين الى بريطانيا قد دعت القس تيري جونز من فلوريدا -الذي أثار تهديده في العام الماضي بحرق القران في ذكرى هجمات 11 سبتمبر ايلول ادانة واسعة- لزيارة البلاد، وقال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية "تعارض الحكومة التطرف بكافة أشكاله وهذا هو سبب رفضنا دخول القس تيري جونز الي المملكة المتحدة. هناك تصريحات عديدة أدلى بها القس جونز تدل على سلوكه غير المقبول". بحسب رويترز.

واضاف قائلا "القدوم الى المملكة المتحدة امتياز وليس حقا ونحن لا نرغب في السماح بدخول هؤلاء الذين لا يخدم وجودهم المصلحة العامة"، وقال جونز الذي يرأس كنيسة صغيرة تعرف باسم (مركز الحمائم للتواصل العالمي) لقناة سكاي نيوز التلفزيونية البريطانية انه "يشعر بخيبة الامل" لهذا الحظر، واضاف قائلا "سنطلب اعادة النظر في الامر ورفع الحظر نشعر ان هذا يتناقض مع حقوق الانسان في السفر والتعبير عن الرأي"، وقالت جماعة تطلق على نفسها "انجلترا لنا" England is Ours على موقعها على الانترنت انها دعت جونز لزيارة بريطانيا و"الانضمام الينا في سلسلة من المظاهرات ضد انتشار الاسلام والتوسع في بناء المساجد هنا في المملكة المتحدة."

وحثت جماعات اخرى الحكومة البريطانية على حظر دخول جونز، وتخلى جونز عن خطته لحرق القران بعد ان اثارت غضبا في العالم الاسلامي وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما ان ذلك العمل كان سيساعد تنظيم القاعدة.

شقيقة زوجة توني بلير تعتنق الإسلام

قالت إعلامية بريطانية اعتنقت الإسلام أخيراً أن ارتفاع أعداد المسلمين في بريطانيا يخدم مصالح البلاد مؤكدة أنه ليس هناك داع لتخوف البريطانيين من الدين الإسلامي وفقاً لصحيفة الاقتصادية.

وأضافت الصحافية لورين بوث وهي شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في محاضرة لها بجامعة (ايكس) بعنوان (رحلتي إلى الإسلام) أنه بعد اعتناقها الإسلام أصبحت أكثر مشاركة في الحياة الاجتماعية ونجاحاً في عملها وانكبت على تربية بناته، وأشارت إلى انها قبل إسلامها كانت تنظر بشيء من الشك والريبة والخوف من الدين الإسلامي والعالم العربي، وأكدت لورين التي أشهرت إسلامها العام الماضي أن الصورة اختلفت تماماً الأن بعد اعتناقها الإسلام مشيرة إلى أن "الشعب البريطاني شعب ودود يتقبل كافة الديانات ويتمنى السعادة للجميع مسلمين وغيرهم".

وحول ردة فعل أختها شيري بلير من اعتناقها الإسلام قالت إن "أختي تدرك مدى عظمة هذا الدين لكن زوجها فهو كما هو توني بلير لا يتغير"، وأعربت عن اعتقادها بان المسلمين دائماً ما يغفلون عن طرح رسالتهم والتعريف بالدين الإسلامي في وسائل الإعلام والدفاع عن معتقداتهم وطرح قيمة التسامح الموجودة في الدين الإسلامي.

يذكر أن لورين بوث اعتنقت الإسلام بعدما عاشت ما سمته "تجربة مقدسة" خلال زيارتها لإيران وأصبحت الصحافية والإذاعية البالغة من العمر 43 عاما ترتدي الحجاب وتؤدي الصلاة وتذهب إلى المسجد القريب من منطقة سكنها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/آذار/2011 - 27/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م