التكنولوجيا... نعمة التقدم ونقمتها على الانسان

شبكة النبأ: ان التطور السريع الذي شهده العالم في مجال التكنولوجيا اواخر القرن المنصرم اذهل كل المتتبعين، وفاق جميع التصورات، حتى اصبح محط اهتمام واحترام الجميع - لهذا القادم الجديد – الذي دخل جميع مفاصل الحياة من دونما استثناء، خصوصا الحيوية منه، كالطبية و الاقتصادية والصناعية وغيرها.

لكن المثير للقلق والحيرة ان نعمة التقدم التي حققتها البشرية من خلال التكنولوجيا قد انحرفت عن وجهتها الحقيقية عن طريق الاستخدام السيْ لها مما ادى الى ظهور العديد من السلبيات التي عصفت بالمجتمعات الحديثة والتي بدورها لا تقل خطراً عن الاوبئة التي المت بالمجتمعات سابقاً.

هوس الرسائل النصية والبريد الالكتروني

كشفت دراسة أمريكية أن الاستخدام المفرط للشبكات الاجتماعية وكتابة رسائل نصية له مردود سلبي على سلوكيات المراهقين.

وربطت الدراسة التي أجرتها "جمعية الصحة العامة الأمريكية" بين الإفراط في إرسال الرسائل النصية، وحددته بإرسال أكثر من 120 رسالة في اليوم، والإفراط في تصفح المواقع الإجتماعية مثل فيسبوك، بقضاء أكثر من ثلاث ساعات أثناء أيام الدراسة، و"ضعف الصحة السلوكية" ويتضمن التدخين والشراب وتزايد النشاط الجنسي.

وقال سكوت فرانك، الباحث الرئيسي للدراسة: "النتائج المذهلة لهذه الدراسة تشير إلى أنه عند ترك الأمر على هذا المنوال، فإن وسائل التواصل الشائعة للغاية الآن قد يكون لها تأثير خطير على المراهقين.

وأضاف أن هذه الدراسة ليس لتوعية الآباء لمساعدة أبنائهم للبقاء بأمان بعدم استخدام رسائل نصية أثناء  القيادة فحسب، بل دعوة لتثبيط الاستخدام المفرط للهاتف المحمول والمواقع الاجتماعية ككل.

وتزعم الدراسة أن المراهقين "المهوسين" بإرسال رسائل النصية، هم:

- الأكثر ترجيحاً، وبواقع الضعف، في تجربة الكحول

- أكثر ترجيحاً، وبواقع ¾، في ممارسة الجنس

- ترتفع بينهم احتمالات التدخين بواقع 40 في المائة

- واحتمالات استخدام مخدرات بنسبة 41 في المائة

- واحتمال إدمان الشراب بنسبة 43 في المائة

- كما تصل بينهم احتمالات تعدد "العشيقات" بواقع 90 في المائة

أما الفريق "المهوس" بقضاء أوقات طويلة في استخدام المواقع الاجتماعية، فهم:

- الأكثر احتمالاً لاتخاذ أكثر من 4 صديقات لممارسة الجنس وبواقع 60 في المائة

- 62 في المائة منهم خاضوا تجربة التدخين

- 69 في المائة منهم عرضة لإدمان الشراب

- 79 في المائة منهم جربوا تناول الكحوليات

- 94 في المائة منهم تورطوا في مشاجرات بدنية

ومؤخراً،  أظهرت دراسة أن "هوس" الرسائل النصية في ازدياد مستمر، خصوصا في أوساط الشباب، إذ في المتوسط، يرسل كل مراهق أكثر من 3000 رسالة نصية قصيرة في الشهر الواحد، أي بمعدل ست رسائل في ساعات اليقظة. بحسب السي ان ان .

ووفقا للدراسة التي أجرتها شركة "نيلسن" للأبحاث فإن هوس الرسائل النصية، واستخدام البيانات والتطبيقات عبر الهواتف زاد بشكل لافت، بعدما عمدت الشركة إلى تحليل البيانات لأكثر من 60 ألف مشترك في الهاتف المحمول، ومسح أكثر من 3 آلاف مراهق .

وأظهرت النتائج أن عدد الرسائل آخذ في الارتفاع، لا سيما بين المراهقين من سن 13 وحتى 17 عاما، إذ أن متوسط ما يرسله المراهق الواحد من الرسائل القصيرة يبلغ 3339 رسالة شهريا.

الى ذلك أظهرت دراسة جديدة ان مقاربة المرء لاتصالاته الإلكترونية يمكن أن تؤثر على مستوى الإجهاد والتوتر في العمل وتؤثر في المقابل على أدائه لعمله.

وذكرت شبكة "سي أن أن" الأميركية ان باحثين في جامعة بوسطن بستانفورد توصّلوا إلى أن تعامل الموظف مع الرسائل الإلكترونية التي تصله وليس عددها هو الذي يجعله يشعر بأنه متأخّر أو خارج أجواء العمل.

وفي مقالة نشر مؤخراً في مجلة منظمة العلوم، يقول الباحثون انه على الرغم من ان الناس يركزون على كمية الرسائل التي يتلقونها إلاّ ان ما يهم هو المدة التي يقضونها في الرد عليها.

وقالت المشرفة على الدراسة، ستاين غرودال، البروفيسور في كلية الإدارة في الجامعة ان "الناس الذين يشعرون بالإجهاد بسبب الرسائل الإلكترونية هم الذين يمضون وقتاً طويلاً في قراءتها والرد عليها".

ويتلقى الموظف العادي في أي شركة في الولايات المتحدة ما معدله 110 رسائل يومياً، خُمسها غير مرغوب فيه.

وقال الباحثون الذين درسوا أداء الموظفين في 500 شركة تعمل في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة، انه يكفي أن يغيّر الناس طريقة تعاملهم مع الرسائل لكي يخففوا التوتر الذي يشعرون به جراء تراكم الرسائل وبالتالي تحسين إنتاجيتهم.

وأشارت غرودال إلى ان معظم هذه الرسائل تخص العمل لذلك لا يمكن تجاهلها ويمكن للموظّف أن يخصص ساعة يومياً للرد عليها.

إلاّ أنها شددت على أهمية عدم الرد بشكل مقتضب على الرسائل لأن ذلك سيؤدي إلى مراسلات

قصيرة تطول كثيراً وتأخذ وقتاً أطول.

الهواتف النقالة وتأثيرها على الصحة

من جهة اخرى يبدو أن الأطفال الذين كانت أمهاتهم خلال فترة الحمل بهم يستخدمن الهواتف النقالة بشكل منتظم، وخصوصا اللواتي استخدمن هذه الأجهزة مبكرا، معرضون للإصابة باضطرابات سلوكية بحسب دراسة دنماركية.

وترتكز هذه الدراسة على مجموع الولادات في الدنمارك والتي شملت نحو 100 ألف امرأة حامل بين العام 1996 والعام 2002.

وقد تناولت الدراسة أكثر من 28 ألف طفل كانوا قد بلغوا سن السابعة في كانون الأول/ديسمبر 2008. وتأتي هذه الدراسة بعد دراسة أولى تناولت 13 ألف طفل بلغوا سن السابعة في تشرين الثاني/نوفمبر 2006، مبينة رابطا بين تعرضهم في فترة ما قبل الولادة والاضطرابات السلوكية.

أما البيانات الجديدة التي نشرت الخميس في المجلة المتخصصة "جورنال أوف إيبيديميولوجي أند كوميونيتي هيلث"، فهي تبين أن أكثر من ثلث الأطفال الذين يبلغون السابعة من عمرهم (35%) يستخدمون الهاتف النقال مقارنة مع 30% من أطفال المجموعة الأولى.

كذلك تعرض 17% منهم للهواتف النقالة قبل ولادتهم وبعدها، في مقابل 10% من أطفال الدراسة الأولى.

وكان 53% من أطفال الدراسة الأولى و39% من أطفال الدراسة الثانية لم يتعرضوا إلى ذلك لا قبل ولادتهم ولا بعدها. بحسب فرنس برس.

ويتم تحديد تصنيفات التعرض بمعايير مختلفة، منها: عدد الاتصالات اليومية واستخدام السماعة وموقع الهاتف عندما لا يستخدم (في الحقيبة أو في أحد جيوب الملابس).

وفي الدراستين سجل لدى 3% من الأطفال سلوك غير طبيعي، كما سجل لدى 3% آخرين احتمال سلوك غير طبيعي.

وبحسب الباحثين، لدى الأطفال المعرضين للهواتف النقالة قبيل ولادتهم احتمالات أكبر بنسبة 50% للاصابة باضطرابات سلوكية. أما في ما يتعلق بالأطفال الذين تعرضوا لذلك قبل الولادة فقط، فقد ارتفع احتمال إصابتهم بمشاكل سلوكية بنسبة 40%.

وكان الباحثون قد أخذوا بعين الاعتبار عوامل تأثير محتملة أخرى، بما في ذلك الوقت الذي تخصصه الأم للاهتمام بصغيرها.

وتخوف الباحثون في الختام من أن "يتسبب التعرض المبكر للهواتف النقالة بمشكلة صحية عامة، نظرا لانتشار استخدام هذه التقنية بشكل كبير".

في سياق متصل اكدت دراسة علمية حديثة بأن الموجات الصادرة من الهاتف المحمول تؤدي إلى إحداث تغييرات في نشاط خلايا المخ، إلا أن الدراسة، التي قامت الحكومة الأمريكية بتمويلها، لم تحدد ما إذا كان هذا التأثير قد يتسبب بحدوث أي أضرار بخلايا المخ، أم أن الأمر يقتصر فقط على زيادة في نشاط الخلايا.

وذكرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية مؤخراً، وهي الأولى من نوعها التي تتطرق تحديداً إلى التأثيرات المحتملة للموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن الهاتف المحمول، على نسبة الجلوكوز في مخ الإنسان، أن التحدث في الهاتف الخلوي لمدة 50 دقيقة، كافية لزيادة نشاط خلايا المخ.

وقالت الطبيبة بالمعهد الوطني للصحة العامة، نورا فولكو، والتي قادت فريق الدراسة: "عندما يرتفع مستوى الجلوكوز يزيد نشاط الخلايا، وما تم اكتشافه يُعد مؤشراً على أن الموجات الصادرة عن الهاتف المحمول تزيد نشاط خلايا المخ بصورة أكبر مما كنا نعتقد في السابق."

ويعني نشاط المخ أن الخلايا تستهلك نسبة أكبر من الجلوكوز لإنتاج الطاقة، حيث ينتج المخ في العادة كمية الجلوكوز التي يحتاجها لأداء وظيفته بالشكل المطلوب، إلا أن هذه النتائج الحديثة، التي توصلت إليها الدراسة، لم توضح طبيعة النشاط الزائد بخلايا المخ، والذي قد يكون له تأثيرات صحية خطيرة. بحسب السي ان ان .

إلا أن فولكو قالت إنها ليس لديها أية معلومات بهذا الشأن، ويحتاج الامر إلى إجراء مزيد من الدراسات، رغم أن مجموعة CITA المختصة بصناعة وسائط الاتصالات اللاسلكية كانت قد ذكرت أنه لم تتوصل أي دراسات علمية إلى وجود تأثيرات سلبية للهواتف المحمولة على الصحة العامة.

واختلف العلماء فيما بينهم بشأن التأثيرات المحتملة للهاتف الخلوي، حيث ربطت بعض الدراسات بين الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن الهواتف المحمولة، والإصابة بمرض السرطان، إلا أن دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية، قللت من تلك المخاوف.

ولكن دراسة أخرى، أجراها فريق طبي بمستشفى "كليفلاند" الأمريكي، أواخر عام 2008، خلصت إلى أنّ التحدث بواسطة الهاتف النقال فيما هو موضوع في الجيب، يقلّص من جودة المنيّ لدى الرجال.

كما حذرت جمعية طبية كندية من الإفراط في كتابة الرسائل القصيرة لإن ذلك يعرض الإبهام للتلف. وتوقعت الجمعية أن تشهد نسبة الإصابة بالتهاب المفاصل ارتفاعاً مع بلوغ جيل الطفرة الفجائية في الولادات الخمسينات من العمر، وهو العمر الذي يظهر فيه عادة هذا المرض.

وقالت كيلي بيرسون من جمعية التهاب المفاصل الكندية لصحيفة "بوست ميديا نيوز" الكندية إنه من المتوقع أن يصاب 20 بالمئة من الكنديين بالتهاب المفاصل خلال السنوات الـ20 المقبلة. وأشارت إلى أنه مع تزايد شعبية توجيه الرسائل القصيرة من الهواتف الخلوية، باتت أصابع الإبهام شديدة الهشاشة ويحتمل أن تصاب بمرض يعرف باسم "الفصال العظمي" وهو تلف غير قابل للتجدد يصيب الأنسجة الغضروفية المفصلية التي تعمل على تقليل الاحتكاك الناتج من حركة المفاصل الدائمة وتعمل كوسادة لحماية العظام . واوضحت كيلي بيرسون ان تآكل هذه الطبقة الواقية بسبب المرض يؤدي إلى احتكاك الأنسجة العظمية وما يصحبه من التهابات تصيب جوف المفصل.

على صعيد متصل حذّر باحثون ايطاليون من ان الاستخدام المفرط للهاتف الخليوي يهدد بوقف حركة الحيوانات المنوية لدى الرجل ما يؤدي الى العقم.

ونقلت وكالة الأنباء الايطالية «أنسا» عن الباحثة أندريا لينزي المتخصصة في مجال الطب الجنسي ان دراسة أجرتها عدد من الجامعات الايطالية أظهرت وجود «علاقة بين استخدام الهاتف الخليوي وتدهور حركة الحيوانات المنوية». وأضافت «يبدو ان موجات (الخليوي) تجعل الحيوانات المنوية تنام».

غير ان لينزي أوضحت ان الدراسات لا تزال في بدايتها ويتم دراسة عوامل أخرى تساهم في ذلك، وقالت «الأشخاص الذي يتحدثون كثيراً عبر الهاتف الخليوي هم غالباً أكثر توتراً أو يدخنون ويشربون الكحول أكثر ويمكن لذلك ان يؤثر في نوعية الحيوانات المنوية».

وشملت الدراسة عينات من حيوانات منوية لرجال يتكلمون بين نصف ساعة و4 ساعات في اليوم عبر الهاتف الخليوي، وقدمت في اجتماع علمي امس الخميس وفيها أيضاً معلومات حول المواد الغذائية الغنية بالأكسيدات التي يتعين على الرجال تناولها لتعزيز عدد الحيوانات المنوية.

اخطار الكمبيوتر المحمول

 فقد اشارت دراسة الى إن استخدام جهاز الكمبيوتر المحمول قد يؤثر على صحة الرجال الانجابية.

وقال عالم المسالك البولية يليم شينكين من جامعة ولاية نيويورك في ستوني بروك والذي اشرف على الدراسة التي نشرت بدورية الخصوبة والعقم (Fertility and Sterility) إن هناك القليل الذي يمكن عمله حيال ذلك باستثناء استخدام الكمبيوتر المحمول على المكتب.

واستخدمت في هذه الدراسة ترمومترات لقياس درجة حرارة الصفن (أكياس الخصية) لدى 29 شابا يضعون الكمبيوتر المحمول على ركبهم. وارتفعت درجة حرارة الصفن لدى الرجال بدرجة أكثر مما ينبغي حتى مع وجود وسادة اسفل الجهاز.

وقال شينكين "يستخدم ملايين وملايين الرجال الان أجهزة الكمبيوتر المحمول وبخاصة في سن الانجاب.

"في غضون عشر دقائق أو 15 دقيقة تصبح درجة حرارة الصفن لديهم اعلى بالفعل مما نعتبره امنا ولكنهم لا يشعرون بذلك."

وتقول الجمعية الامريكية للمسالك البولية ان ما يقرب من واحد بين كل ستة أزواج في الولايات المتحدة لديهم صعوبة في الحمل. ويرجع النصف تقريبا للعقم عند الذكور.

وفي ظل الظروف العادية فان وضع الخصيتين خارج الجسم يبقيهما أكثر برودة ببضع درجات عن داخل الجسم وهو أمر ضروري لانتاج الحيوانات المنوية.

واضاف شينكين انه لا توجد دراسات عن مدى تأثير الكمبيوتر المحمول على خصوبة الذكور وليس هناك أدلة قوية على ذلك. ولكن أبحاث سابقة أظهرت أن ارتفاع درجة حرارة الصفن حتى أكثر من درجة مئوية واحدة يكفي لالحاق الضرر بالحيوانات المنوية.

ورغم أن عوامل الصحة العامة ونمط الحياة مثل التغذية وتعاطي المخدرات يمكن أن تؤثر على الصحة الانجابية فان سراويل الجينز والسراويل الداخلية الضيقة لا تعتبر عموما عامل خطر لان الناس تتحرك. بحسب رويترز.

ومع ذلك فان وضع كمبيوتر محمول على الركبتين يتطلب الحفاظ على الساقين مضمومتين دون حركة. وبعد ساعة واحدة في هذا الوضع اكتشف الباحثون أن درجة حرارة الخصية ارتفعت بمقدار يصل الى 2.5 درجة مئوية.

وتحافظ الوسادة على جهاز الكمبيوتر باردا ويعني ذلك أن حرارة أقل تنتقل الى الجلد ولكن شينكين حذر من انها لم تفعل الكثير لتبريد الخصيتين وربما تعطي احساسا زائفا بالامان.

وقال شينكين لرويترز هيلث "لن أقول أنه اذا بدأ شخص ما في استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمول سيصبح عقيما." رغم انه حذر من أن الاستخدام المتكرر يمكن أن يسهم في مشاكل الانجاب بسبب أن "أكياس الصفن ليس امامها الوقت لتبرد."

عندما يجلس الرجال وأرجلهم مفتوحة - يصبح ذلك ممكنا فقط من خلال وضع جهاز الكمبيوتر على وسادة كبيرة- يمكنهم الحفاظ على برودة الخصيتين. ولكن لا يزال الامر يستغرق أقل من 30 دقيقة قبل ارتفاع درجة حرارة الخصيتين مرة اخرى.

وقال شينكين "لا يهم ما تفعله وحتى مع فتح الساقين لا تزال درجة الحرارة أعلى مما نسميه امنا.

من جانبها حذرت جمعية السكر والغدد الصماء في السعودية العام الماضي من زيادة نسب البدانة التي بلغت 70% بين السعوديين.نقل تقرير اليوم الأحد عن مشاركين في مؤتمر طبي مختص رؤيتهم بأن الجلوس لساعات طويلة أمام أجهزة اللاب توب والقنوات الفضائية أسهم في ارتفاع أوزان السعوديين.

ووفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية، أشار المشاركون، في مؤتمر جدة الأول للتغذية والسمنة التي دعت إليه وزارة الصحة ممثلة في صحة جدة والجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، إلى أن غياب الحركة والاعتماد على وجبات الدهون ساعدا في ارتفاع نسبة السمنة، خصوصا بين السعوديات.

ولم يوضح تقرير الصحيفة بالتفصيل مساهمة اللابتوب والقنوات الفضائية في ارتفاع الأوزان.

وذكر رئيس المؤتمر الأمين العام للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع (سابقاً) الدكتور خالد بن عبيد، أن المؤتمر يهدف إلى تقييم وتعريف حالات السمنة وزيادة الوزن بين الكبار والصغار في المجتمع.

وكانت جمعية السكر والغدد الصماء في السعودية قد حذرت في يونيو/حزيران 2010 المنصرم من زيادة نسب البدانة التي بلغت "نحو 70 في المائة بين السعوديين (رجالاً ونساء).

وعزت الجمعية عدة عوامل لانتشار هذه الظاهرة السلبية في الآونة الأخيرة، من أهمها ارتفاع القوة الشرائية بين شرائح المجتمع المختلفة، وانتشار مطاعم الوجبات السريعة، وتغير العادات الغذائية مع تدني مستويات المجهود الحركي والنشاط البدني.

ووفقاً لصحيفة "عكاظ" اليومية التي نشرت أبرز أوراق العمل المشاركة في المؤتمر، حيث اعتبر استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد فاروق لاوند أن السمنة تحدث عندما تتجمع الكميات المفرطة من الدهون في الجسم، وتبدأ بامتلاك تأثيرات سلبية على حياة الشخص.

وأوضح "لاوند" أن أهم الأسباب الحديثة لحدوث السمنة رفاهية أسلوب الحياة وعادات الأكل السيئة، حيث أن زيادة الوزن أو السمنة المفرطة يمكن أن تؤديان إلى أمراض مختلفة مثل مرض السكر من النوع الثاني وأمراض ضيق الأوعية القلبية والتهاب المفاصل وصعوبة النوم والتنفس، ويمكن أن تسبب مشاكل في الجهاز الحركي الأكثر شيوعاً مثل تنعل وتقوس وألم الرجل والقدم والكاحلِ والركبة وألم الظهر.

وبحسب الصحيفة، أكد "لاوند" أن السيطرة على الوزنِ يكون من خلال ممارسة الرياضة، وخفض كمية الوقت الذي يصرف على النشاطات المقيمة، مثل مراقبة التلفزيونِ أو استعمال الحاسوب.

وقال استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد على المدني إن السمنة ترتبط بالعديد من الأمراض المزمنة وبعض الاضطرابات المرضية، ولذلك فإن معدل انتشارها يعطي مؤشراً عن الحالة الصحية للمجتمع، حيث إن التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت خلال العقود الثلاثة الماضية في المملكة، وبناء على الدراسات الوبائية، فقد ارتفعت نسبة المصابين بالسمنة بين البالغين، خصوصا السيدات.

وذكر "المدني" أن السمنة أصبحت في المملكة تمثل أحد أهم المشاكل الصحية، ويتراوح معدل انتشارها في المملكة ما بين 14 في المائة إلى 83 في المائة، وقد يرجع السبب في الاختلاف الكبير بين النسبتين إلى اختلاف مقاييس قياس السمنة وكذلك اختلاف العمر والجنس والحالة الصحية.

ولفت "المدني" إلى أن هناك عدة عوامل تؤثر على مدى انتشار السمنة تشمل العمر والجنس وتكرار الحمل والولادة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والمرضية (الباثولوجية)، بالإضافة إلى عوامل الحضر والريف والعوامل الوراثية.

ويقول استشاري طب أسرة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية الدكتور خالد صالح الردادي إن السمنة ليست مجرد مشكلة عادية لكنها خطر جدي على الصحة، حيث تزيد السمنة من المخاطر الصحية مثل الإصابة بمرض القلب والنوبة وضغط الدم العالي، مرض السكري، السرطان، مرض المرارة وحصى الكلى، التهاب المفاصل الضموري، النقرس، ومشاكل التنفس مثل الأرق والربو.

وذكر "الردادي" أن النساء البدينات يواجهن خطر الإصابة بسرطان الرحم والمرارة وعنق الرحم والمبيض والثدي والقولون، بينما يمكن أن يصاب الذكور بسرطان القولون المستقيم وسرطان البروستات. أما مشاكل النوم، فتشمل الشخير الشديد والتوقف عن التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم.

كما تناولت أخصائية التغذية العلاجية أمل حمدي كنانة في محاضرتها جانب البرنامج الغذائي الخاص بعمليات تصغير المعدة، موضحة أن هناك ثلاث مراحل للبرامج الغذائية الخاصة بعملية تصغير حجم المعدة، هي: برنامج ما قبل العملية وتركز على السوائل والبروتين والفيتامينات والمعادن، والمرحلة الثانية (الطعام المطحون أو الطري) ويشتمل على السوائل والفيتامينات والمعادن والابتعاد بقدر الإمكان من الأغذية الغنية بالدهون والحلويات،

وأضافت "حمدي" أما المرحلة الثالثة وهي مرحلة (الطعام العادي) وتتضمن السوائل حيث يجب أن تكون قبل الأكل بـ 30 دقيقة أو بعدها بـ 60 دقيقة، والسعرات الحرارية يجب أن لا تكون أكثر من 800 - 1100 سعرة حرارية يومية، والابتعاد عن الأغذية الصلبة مثل الخبز، قشور الخضار والفواكه، اللحم القاسي، البيض المسلوق كثيراً، جوز الهند، المكسرات، والشيبس.

الهاتف المحمول لتشخيص الامراض

من جهة اخرى تعمل أوروبا على تطوير مشروع علمي يوفر للأفراد فرصة التشخيص الذاتي للأمراض المنقولة جنسياً باستخدام الهواتف المحمولة.

ويعمل مشروع "eSTI2"، بإشراف مستشفى سانت جورج التابع لجامعة لندن بإنجلترا، على تطوير رقائق صغيرة يجري توصيلها بالهاتف المحمول لإجراء الاختبار على عينات من اللعاب أو البول أو الدم للكشف عن الأمراض التي تنتقل عبر ممارسة الجنس غير المأمون.

وقال طارق صادق الذي يشرف على المشروع إن تطبيقات الهواتف الذكية قد تشخص حالات الإصابة سلباً أو إيجاباً بحالات محددة من الأمراض الجنسية في ظرف 5 إلى 15 دقيقة.

وأضاف "أنه سيقدم التشخيص للناس عوضاً عن ذهابهم لإجراء هذه الاختبارات في العيادات" مشيراً للعبء الهائل للأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي.

ولفت إلى أنه رغم الجهود الأخرى المبذولة إلا أن تلك الأمراض في تزايد، مشيراً إلى أن "الوصمة" المرافقة لاختبارات المرض، تثني كثيراً من الناس على الخضوع لمثل هذه الاختبارات، ولذلك فأن مشروع "eSTI2" يأمل في كسر وتخطي هذه الحواجز.

وقام الباحثون بتطوير شريحة في حجم شريحة الذاكرة، تكلف ما بين 15 إلى 30 دولاراً، إلا أنه من المؤمل خفض سعرها إلى نحو 3 دولارات لتصبح متاحة للجميع عند طرحها للبيع، خلال ما بين 7 إلى 10 أعوام وعقب اجتيازها الاختبارات السريرية. بحسب السي ان ان .

وقد تطرح تلك الشرائح للبيع في الأماكن العامة كماكينات البيع والنوادي الليلية.

وستستخدم الرقاقة، وهي مخصصة للاستخدام لمرة واحدة (disposable) لتشخيص مجموعة من تلك الأمراض، بما في ذلك فيروس نقص المناعة المكتسب HIV، وهي الجهاز الذي بحاجة للمزيد من التطوير، فيما سيقوم الهاتف المحمول بمعالجة النتائج.

يشار إلى أنه وفقاً لما ذكره "مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض" الأمريكية، فإنه رغم الجهود الوقائية المتبعة إلا أن بعضا من أكثر الأمراض الجنسية المنقولة شيوعاً مازالت في تزايد.

وتحدث قرابة 19 مليون إصابة بتلك الأمراض سنوياً، وتتراوح أعمار قرابة نصف تلك الحالات بين 15 عاماً إلى 24 عاماً.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/آذار/2011 - 25/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م