النبأ تحاور... الكاتب علي الحميري

الأمل قائم في تأكيد وجودنا الثقافي

 

شبكة النبأ: خلف الكواليس، جملة تتكرر في عموم مجالات الابداع والفن والصحافة وسواها، وهناك من يعمل تحت عنوان هذه الجملة من دون أن يتحدث عن نفسه او يطالب الآخرين بالحديث نيابة عنه، والسبب أن من ينشط وراء الكواليس اعتاد حالة الايثار ونكران الذات، وهو يكتفي بقطف ثماره من خلال الفائدة التي تصل الى الآخرين من الجهود التي يبذلها في هذا المجال او ذاك، الاستاذ الكاتب علي الحميري من هذا النوع، فهو يعمل وينشط بصمت في مجالات عديدة، منها ثقافية وأخرى صحافية وغيرها تربوية حيث يدير تحرير مجلة فصلية فكرية ثقافية تربوية تصدر في كربلاء، وكانت له بصماته الواضحة في تطوير هذه المجلة خاصة ما يتعلق بإدارة تحريرها، يعرفه المثقفون في كربلاء، شخصية جميلة هادئة تفرض نفسها على الآخر بأدبها الجم ودأبها في عملها، إلتقته (شبكة النبأ المعلوماتية) في هذا الحوار لكي تسهم بوضع جملة خلف الكواليس تحت الضوء، وكانت بدايتنا معه بهذا السؤال:

* الحركة الثقافية في كربلاء لها حضورها وتاثيرها.. كيف تنظرون للمشهد الثقافي فيها.؟

- يمكن القول بأن الحركة الثقافية في كربلاء كانت ولا تزال احدى العيون الكاشفة و المخلصة و الامينة على قضايا المجتمع و ايضا المحذرة بشتى الاساليب الثقافية شعرا او مسرحا وقصة و نقدا عن خطورة الاستمرار في المشاكل التي تؤرق حياة افراد المجتمع.

فالمشهد الثقافي يشرف جميع اولئك المبدعين من المثقفين والادباء والفنانين الذي يجعلونه ممكنا ويبثون فيه الحياة مهما كانت الظروف ويحضرني هنا قول لاحد الادباء الكبار هو (اذا كان الصدق هو الاسلوب الامثل للمواجهة مع الاخطاء و المشاكل.. فان الصدق في الفن هو روح العمل و نبض بقائه و ازدهاره).

* الاستاذ علي الحميري يكتب العمود الثقافي والصحفي، هل هناك برأيكم تأثير معين للعمود يختلف عن البحث او المقال او الدراسة الثقافية؟.

- كلما كان كاتب العمود الصحفي او الثقافي قادرا على كتابة عموده باسلوبه الخاص كلما كانت فرص تقدمه اكبر في الحياة الصحفية. وما يتضمنه العمود هو طبيعة المعلومات التي هي اساس أي موضوع صحفي فالمران و الخطأ و تصحيحه وعدم التردد في سماع الملاحظات بصدر رحب ثم فهم اسلوب كتابة العمود كل هذا يجعل اسلوب الكتابة مميزاً بما يتضمن من سهولة في استعمال الالفاظ و الاستعانة بالمثل او القول المأثور و عدم استخدام الجمل الطويلة بل استخدام الالفاظ الجديدة على الاسماع و عدم الاقتراب من الجمل الاعتراضية كل هذا يجعل العمود مؤثرا و مختلفا عن البحث او المقال او القصة الصحفية.

* حققت مجلة مدارات تربوية الفصلية قفزة خلال رحلتها من العدد الاول الى الرابع عشر، هل هي محاولة لصنع مطبوع متميز في المدينة وهل نجحتم بذلك؟

- نحن في المجلة نتواصل مع نبض القراء و من خلال نبضهم تتراءى لنا الاحلام الجميلة في يقظة عملنا الجاد. و إذا كنا نمسك عن نشر بعض المواضيع التي يوافينا بها الكتاب فاننا نحب ان يبقى في علاقتنا بقرائنا جانب خاص من جوانب الحوار بيننا. كما قررنا ان ناخذ كلمات الاطراء بكثير من خدر الزاهدين – عن وعي – فيما يسلمنا الى القناعة بالحد " الراهن" من النجاح. فالنجاح لا يكون الا اذا ظل متدفقا في عروق النمو مثلما الاشياء في تغير مستمر على ان يكون ذلك نحو الافضل و الارقى دائما.

* على مستوى الرؤيا الشخصية كيف تنظرون الى حاضر ومستقبل الثقافة في كربلاء والعراق عموما؟

- المفروض في حاضر الثقافة مستقبلها ان تضئ دهاليز العقل كله تنفذ الى خلاياه وخفاياه فلم يعد من المناسب تفسير المعطيات الثقافية والفنية بمقياس الاقدار والنوايا او البطولات او الاخيار والاشرار او الحظ الحسن او الحظ السيئ عندما ندعوا الادب ان كان على المستوى المحلي او العراق من التزام هذه النظرة فلانقصد ان يتحول الى مواعظ اجتماعية او مقولات فكرية جافة بل استيعابها وهضمها وتحويلها الى مشاعر واحاسيس ونبضات حية في القصيدة والقصة والمسرحية واللوحة فانا ارى ان على الشاعر حين يكتب قصيدته عليه ادراك ابعادها ويكتب الروائي قصته هو مستوعب لروحها ويكتب الصحفي مقالته وهو ملم باصولها ويرسم الفنان لوحته وهو عارف بماهيتها لان استيعاب المضامين الفكرية ينقذ المبدع من السطحية والبلاغة الشكلية.

* هناك تراجع حيال الفكر، ماهو الامل في مواجهة الخواء الفكري برأيكم؟

- على الرغم من كثرة المطبوعات المشابهة الشهرية و الدورية و الفصلية الصادرة لدينا و تنوع اهدافها و اتجاهاتها فان اية مطبوعة ثقافية جادة هي بلا شك خطوة متقدمة للوقوف في وجه موجة الالهاء و التسيب و علامة مضيئة في مجتمع بدأت تحكمه المادة و تجري به عجلات الربح السريع و ايا كانت عوامل النجاح او مدرات الفشل في مثل هذه الطموحات فسيظل مجرد الهاجس الاصيل في تاكيد وجودنا الثقافي هو الامل في التشبث بكل محاولة و العمل على انجاحها و استمرارها.

 * مجلتكم (مدارات تربوية) تبدو من عنوانها ذات طابع تربوي. لكننا لاحظنا اهمية خاصة للفكر والثقافة. ماذا تهدفون من ذلك؟

- ان البحث عن مطبوع يحمل الهم التربوي والفكري ويعرف به بصدق و موضوعية بعيدا عن الغطاء الرسمي هو هاجسنا في اصدار (مدارات تربوية ) التي تمثل لنا تحديا مستمرا نحلم ان نحققه للتعريف بكل ما هو نافع وجديد ومدهش في حياتنا التربوية والاجتماعية لذلك فكل الزملاء والزميلات الذين يرفدون المجلة بعطائهم هم اقدر الناس الذين نعرفهم شوقا للحقيقة والتواصل لذلك ومنذ صدور العدد الاول لم يفارقنا الطموح ولم نغرق في الاستسلام لبعض الصعوبات التي واجهت عملية الاصدار وبقيت مطالبنا بالافضل والاحسن رائدنا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/آذار/2011 - 25/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م