بابا الفاتيكان واصلاح ما افسده الرهبان

 

شبكة النبأ: مثلما يوجد هناك حكومات تقود دول حسب سياسة ونظام محدد وتهتم بشعبها وتدافع عنه من اي تهديد وتأمر وتنهي حسب قوانينها، فهناك الاديان التي تنتشر في انحاء العالم كله وتوجد في كل بلد اكثر من دين يتبعونه اولئك المؤمنين منه ومن هذه الاديان هو المسيحية التي تعاني في الآونة الاخيرة الى الكثير من الانتقادات والتشويهات خاصة بعد ان صدرت عدد من التقارير التي كشفت عنها المحاكم العالمية حول قضايا الاستغلال الجنسي وعمليات الاغتصاب التي تحدث في الكنائس وتورط القائمين عليها.

هذا ما جعل البابا يبدأ بعدد من الجولات في العالم لنشر النصح والتوجيه حيث انه وجد ان هناك انفلات ديني واستهزاء بالتعاليم المسيحية ولا مبالاة بالأماكن المقدسة وخاصة الكنائس فيما يبدي المسيح اهتمامهم بعدد من القضايا التي تتعلق بالأديان الاخرى في سبيل التقريب وعدم خلق فوارق دينية بين العالم في الوقت ذاته تطالب بحقوق اكبر مما هو عليه الان حيث ان المسيحي يعاني من تهميش حسب ما يقولون.

البابا يستنكر الخوف المرضى

حيث عبر البابا بنديكت عن قلق الكنيسة الكاثوليكية الشديد من "العداء والتحيز" ضد المسيحية في اوروبا قائلا ان زحف العلمانية أمر سيء تماما مثل التعصب الديني.

وفي رسالة بمناسبة اليوم العالمي للسلام للكنيسة الكاثوليكية الذي يوافق الاول من يناير كانون الثاني عبر البابا مجددا عن الادانة للافتقار للحرية الدينية في دول بالشرق الاوسط حيث يمثل المسيحيون أقلية مثلما هو الحال في العراق والسعودية.

وقال ان المسيحيين هم أكثر جماعة دينية مضطهدة في العالم وانه من "غير المقبول" ان يضطرون في بعض الاماكن للمخاطرة بحياتهم من اجل ممارسة شعائر دينهم. لكنه احتفظ بأقوى الكلمات لاوروبا حيث تقول الكنيسة انها تتعرض للهجوم من جانب بعض الحكومات الوطنية والمؤسسات الاوروبية بشأن قضايا مثل زواج المثليين والاجهاض واستخدام الرموز الدينية المسيحية في الاماكن العامة.

وقال البابا في الرسالة "انني اعبر ايضا عن أملي في ان يكون في الغرب وخاصة في اوروبا نهاية للعداء والتحيز ضد المسيحيين لتصميمهم على تهيئة حياتهم بطريقة تتفق مع القيم والمباديء التي عبر عنها الانجيل." وقال "أدعو ان تتصالح أوروبا مع جذورها المسيحية التي هي اساسية لفهم دورها في الماضي والحاضر والمستقبل في التاريخ...." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

والرسالة هذا العام التي أطلق عليها "الحرية الدينية .. الطريق الى السلام" ترسل بطريقة تقليدية الى زعماء العالم والمؤسسات الوطنية والدولية مثل الامم المتحدة. ووضع البابا ما وصفه الفاتيكان "بالعلمانية العدوانية" مثل زواج المثليين والقيود على الرموز الدينية مثل الصلبان والتقاليد الاخرى في نفس المستوى مثل التعصب الديني.

وقال البابا "ان نفس التصميم الذي يدين كل شكل للتعصب والاصولية الدينية يجب ايضا أن يعارض كل شكل للعداء للدين يقيد الدور العام للمؤمنين في الحياة المدنية والسياسية."

انتقادات العلمانيين

كما دعا البابا بنديكت الناس الى تذكر أهمية ما يعنيه ميلاد المسيح في رسالة بمناسبة عيد الميلاد سجلت خصيصا للبريطانيين وأذيعت من خلال هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي). وقالت بي.بي.سي ان هذه هي المرة الاولى التي يوجه فيها البابا رسالة بمناسبة عيد الميلاد أعدت خصيصا لأحدى البلدان التي زارها خلال العام.

وأشار البابا الى زيارته الرسمية لإنجلترا واسكتلندا في سبتمبر أيلول الماضي والتي استمرت أربعة أيام وقال للشعب البريطاني وللشعوب الناطقة بالإنجليزية في أرجاء العالم انه يذكرهم في صلواته في هذه الايام.

وأذيعت رسالة البابا من خلال فقرة في برنامج يتناول الشؤون الجارية تبثه الاذاعة الرابعة في بي.بي.سي. وتبلغ مدة الفقرة نحو ثلاث دقائق وتبث بانتظام في البرامج الصباحية. واعتبرت زيارة البابا لبريطانيا - وهي أول زيارة رسمية يقوم بها البابا للبلاد - ناجحة على الرغم من أنها جاءت أثناء فضيحة عالمية بخصوص انتهاكات جنسية بحق أطفال في الكنيسة الكاثوليكية وبرغم العداء للكنيسة من قبل أكبر أمة علمانية في أوروبا. ولم يشر البابا في رسالته الى الانتهاكات الجنسية. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

والعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة انجلترا متوترة أيضا منذ أن عرض البابا على أنجليكان يعارضون اقدام كنيستهم على ترسيم نساء واتجاهات تحررية أخرى أن ينتقلوا الى الكنيسة الكاثوليكية مع الاحتفاظ ببعض تقاليدهم.

ووصفت الجمعية الوطنية العلمانية في بريطانيا اذاعة رسالة البابا بأنها صفعة على الوجه لأنها أعطت للبابا الفرصة للحديث من خلال هذه الفقرة من البرنامج التي "لا جدال فيها ولا مجال للطعن عليها".

وقالت الجمعية على موقعها الالكتروني ان الرسالة "قد تكون سبقا بالنسبة لبي.بي.سي... لكنها تشكل صفعة على وجه الالاف من ضحايا الانتهاكات - التي ارتكبت على يد رجال دين - والذين لا يزالون بانتظار العدالة."

الاساءة الى الاسلام

بينما اكد البابا بنديكتوس السادس عشر ان "الاغتيال المفجع" لحاكم ولاية البنجاب يدل على ان الغاء قانون تجريم الاساءة للإسلام "امر ملح" في باكستان. ووجه بنديكتوس السادس عشر من جديد نداء الى احترام الحرية الدينية، خلال استقباله افراد السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الفاتيكان في حفل التهاني التقليدي السنوي.

وخص البابا "القانون ضد الاساءة للإسلام في باكستان" ب"اشارة محددة"، مؤكدا انه "يشجع" سلطات البلاد على "بذل الجهود اللازمة لإلغائه ومن المؤكد انه يستخدم ذريعة للتسبب بحالات من الظلم والعنف ضد الاقليات الدينية". ورأى ان "الاغتيال المفجع لحاكم البنجاب يدل على ضرورة القيام بخطوة في هذا الاتجاه"، مؤكدا ان "اجلال الله ينشر الاخوة والحب وليس الكراهية والانقسام".

في المقابل، اكد قاتل حاكم ولاية البنجاب انه تصرف بمفرده وبدون دعم منظمة الاسلامية ينتمي اليها، بحسب ما ذكرت شرطة اسلام اباد التي استمعت لاعترافاته. وممتاز قادري شرطي في السادسة والعشرين من عمره متهم بقتل سلمان تاسير الذي كان مكلفا حمايته عند مغادرته مقهى في اسلام اباد. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وقال المحققون ان قادري سلم نفسه بعد الجريمة واعترف بما فعله وبرره بان تاسير احد اهم شخصيات حزب الشعب الباكستاني الحاكم، يعارض قانون الاساءة للإسلام الذي يدافع عنه رجال الدين المحافظون. وقال هارون جويا قائد شرطة الحي الذي شهد اغتيال سلمان تاسير في اسلام اباد ان "ممتاز قادري سجل اعترافاته التي قال فيها انه قتل سلمان تاسير بمفرده وبدون مساعدة اي منظمة دينية او متطرفة".

واضاف "انه عضو في مجموعة دعوة الاسلام الدينية لكنها غير متورطة بالقتل". واوضح ان قادري مثل امام المحكمة قبل يوم من الموعد المحدد لجلسته "لأنه سجل اعترافاته".

وشهدا تظاهرات للمئات من مؤيدي قادري ومحامين وطلاب مدارس قرآنية صفقوا له بحرارة ورشقوه بالورود عند وصوله. وقال انجوم آسفا ان "الشرطة اقتادت ممتاز قادري الى المحكمة قبل يوم واحد لتجنب مواجهة مع الدفاع". واضاف "لم نبلغ بذلك ولم يتمكن اي من محامينا من التوجه الى المحكمة".

ورد جويا ان "دعوة محامي الدفاع او عدم دعوتهم امر يعود الى القضاء". واستمع القضاء لقادري مجددا في يوم اخر قبل ان يرسله القاضي مجددا الى السجن بانتظار الجلسة المقبلة في 24 كانون الثاني/يناير، بحسب ما ذكر احد محاميه ملك وحيد انجوم.

انتهاكات جنسية

فيما اظهر استطلاع للرأي ان اغلبية كبيرة من المواطنين الهولنديين يعتقدون ان سلطات الكنيسة الكاثوليكية تسترت على انتهاكات جنسية ليكشف بذلك عن حجم الضرر الذي لحق بسمعة الكنيسة في هولندا.

وقالت لجنة مستقلة ان 1975 شخصا اعلنوا انهم كانوا ضحايا انتهاكات جنسية وبدنية أثناء وجودهم تحت رعاية الكنيسة منذ عام 1945 مما يجعل هولندا ثاني اسوأ دولة بعد ايرلندا فيما يتعلق بالفضيحة التي هزت الكنيسة في اوروبا والولايات المتحدة.

وكشف الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة موريس دي هوند لاستطلاعات الرأي ان 82 في المئة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون ان اغلب السلطات الكنسية كانت تعلم بالمشكلات في حين ان 81 في المئة يعتقدون ان البابا يعرف ايضا. وقال 78 في المئة انهم "أصيبوا بخيبة امل بالغة" من تلك الانتهاكات. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وأظهر الاستطلاع ان موقف البابا بنديكت وسلطات الكنيسة الكاثوليكية "تأثر بشدة" بالفضيحة.

كما اظهر الاستطلاع ان 69 في المئة يعتقدون ان الكنيسة يجب ان تكف عن تعليم الناس كيف يتصرفون لكن النسبة انخفضت الى 55 في المئة بين الكاثوليك.

ويريد ضحايا الاعتداءات في هولندا تحقيقا برلمانيا كاملا في الفضيحة واظهر الاستطلاع ان 56 في المئة من الهولنديين يؤيدون اجراء مثل هذا التحقيق. ورغم ان الفضيحة اجبرت البابا بنديكت على الاعتذار لضحايا الانتهاكات الجنسية من جانب قساوسة كاثوليك فقد اظهر المسح ان 88 في المئة من المواطنين او 75 في المئة من الكاثوليك يعتقدون انه ينبغي للبابا تقديم اعتذار بشكل اوضح.

تبييض الأموال

وفي السياق نفسه أصدر الفاتيكان حزمة قوانين تتعلق بالتصدي للنشاطات المالية غير المشروعة والتصدي لعمليات تبييض الأموال المتأتية من نشاطات إجرامية وتمويل الإرهاب، بما يوافق مع المعايير المطبقة في دول الاتحاد الأوروبي، بعد تحقيق طاول مسؤولين في "بنك الفاتيكان" تخلله مصادرة أموال من حساباته.

وقال مدير دار الصحافة الفاتيكانية، الأب فدريكو لومباردي، إن هذه النشاطات غير المشروعة تمكنت منذ القدم "من التغلغل في عالمي الاقتصاد والمال لكن التكنولوجيات الحديثة ساهمت في نمو هذه الظاهرة ومن هنا ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لها ومكافحتها."

وبحسب بيان فمن المقرر أن يشرف الكاردينال أتيليو نيكورا على تنفيذ هذه القوانين، وعلى دوائر الفاتيكان المعنية بممتلكات الكنيسة وعمليات التمويل. وتأتي هذه الخطوة من الفاتيكان بعد ثلاثة أشهر على إطلاق القضاء الإيطالي عملية تحقيق واسعة في السجلات المالية لاثنين من كبار المسؤولين في "بنك الفاتيكان،" وهما رئيس مجلس إدارته، إيتور تيديشي، ومديره العام باولو سيبرياني، للتدقيق في إمكانية ضلوعهما بممارسات تتعارض مع نظم مكافحة تبييض الأموال. وقد نفى تيديشي التهمة عن نفسه، وقال إن الأمر لا يعدو كونه "سوء فهم" بين "بنك الفاتيكان" و"مصرف "كريديتو أرتيغيانو" الإيطالي حول عملية تحويل أموال. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

ولكن السلطات الإيطالية وجدت في القضية التي بدأت مع تحويل أموال إلى صالح مستفيدين لا أسماء لهم، ما يكفي من الشبهة لمصادرة مبالغ مالية تصل إلى 23 مليون دولار من حسابات للفاتيكان.

ويعتقد محللون أن الدوائر المالية التابعة للفاتيكان تدير أصولاً مقدرة بأكثر من خمسة مليارات دولار، وهي لا تقدم حسابات علنية لها، وتدار هذه الأصول من قبل مجموعة إدارية تضم خمسة كرادلة، دون أن يكون لهم أي أسهم أو حصص من الأرباح.

منع الحمل

من جانبه قال الفاتيكان ان اقرار البابا بنديكت بأن استخدام العازل الطبي ربما يكون مبررا للحد من انتشار مرض الايدز لا يمثل تغييرا في حظر الكنيسة الكاثوليكية لاستخدام العازل الطبي لمنع الحمل.

وقال مجمع العقيدة بالفاتيكان في بيان انه حدث "تفسير خاطئ" لحديث البابا والذي تسبب في تشويش بشأن وجهات نظر الكنيسة فيما يتعلق بالأخلاقيات الجنسية.

واشار البابا في كتاب نشر الى الدعارة كمثال لحالات يكون فيها استخدام العازل الطبي مبررا لتجنب انتقال الايدز على ان يكون ذلك "خطوة اولى" نحو اتباع القيم الاخلاقية على الرغم من أنه "ليس في الواقع الوسيلة للتصدي لأفة الاصابة بعدوى الايدز."

ورحب الكاثوليك المتحررون بتصريحات البابا في الكتاب لكن الجناح المحافظ في الكنيسة عبر عن قلقه وبدا أن البيان يهدف الى حد ما لطمأنتهم. وجاء في البيان المكون من صفحتين لمجمع العقيدة والايمان ان تصريحات البابا عن العازل الطبي "جرى التحايل عليها بشكل متكرر من أجل أغراض ومصالح غريبة كليا عن معنى كلماته". بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وبدا ان هذا اشارة الى جماعات متحررة أشادت بتصريحات البابا معتبرة انها تتيح فرصة لاستخدام العازل الطبي كوسيلة اصطناعية لمنع الحمل وهو ما لا تسمح به الكنيسة. وقال البيان ان الكتاب لا يمثل "انحرافا عن المبدأ الخاص بمنع الحمل".

"كما هو واضح من القراءة المتأنية للصفحات بشان هذه المسألة فان الاب المقدس لم يكن يتحدث عن اخلاقيات التزاوج أو النموذج الاخلاقي فيما يتعلق بمنع الحمل." واضاف البيان قائلا "فكرة أن اي شخص يستطيع ان يستنتج من كلمات بنديكت السادس عشر ان هناك مشروعية ما في حالات معينة لاستخدام العازل الطبي لتجنب حمل غير مرغوب فيه هو استنتاج اعتباطي تماما وغير مبرر باي حال سواء في كلماته أو اعتقاده."

المثليون البريطانيون

في حين تستعد الحكومة البريطانية للسماح للأزواج المثليين بتنظيم احتفالات زواجهم المدني في مبان دينية، حسبما افادت عدة وسائل إعلام.

وفقا لصحيفة صنداي تلغراف، فإن لين فيذرستون المسؤولة المعنية عن شؤون المساواة في وزارة الداخلية البريطانية ستنشر قريبا مجموعة من الاقتراحات الهادفة الى تغيير القوانين الحالية. اليوم، وحدهم الازواج غير المثليين يستطيعون اقامة مراسم زواج دينية في بريطانيا، ولا يحق للمثليين الا بإقامة مراسم زواج مدني في اماكن ذات طابع علماني.

ويمكن لمراسم الزواج المدني في المستقبل ان تتضمن عناصر دينية، مثل ترانيم أو قراءة نصوص من الكتاب المقدس، وهي أمور محظرة حاليا. وأكد ناطق باسم الحكومة انها "تدرس حاليا المرحلة التالية في الزيجات المدنية، بما في ذلك كيفية سماح بعض المجتمعات الدينية بالاحتفال بها في اطار ديني إن كان الزوجان يرغبان في ذلك". بحسب وكـــالة انباء فرانس برس.

وأضاف "تم تنظيم عدة لقاءات مع عدة منظمات لسماع وجهات نظرها. وسيتم الاعلان عن الاجراءات في الوقت المناسب". وفقا لشبكة "بي بي سي"، فإن هذا المشروع يشمل معابد اليهود والمساجد والكنائس، لكنها ليست مجبرة على السماح بهذه الزيجات في حال اعترض رجال الدين المحليون.

وذكرت صحيفة صنداي تايمز بأن كنيسة انكلترا اعلنت انها تعارض استخدام كنائسها لعقد زيجات مدنية، لكن طوائف اخرى كانت اكثر انفتاحا. قبل عام، طالبت مجموعة من الاساقفة الانغليكانيين بتغيير القوانين، معتبرة ان "حرمان المؤمنين من فرصة تبادل أهم العهود في حياتهم في الكنيسة أو الكنيس الذي يختارونه، تبعا لطقوسهم الدينية، أمر ينم عن تمييز شديد ضدهم".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/شباط/2011 - 17/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م