شبكة النبأ: في غزة الواقع الفلسطيني
مختلف حتى في الأفراح الفلسطينية، خصوصا عندما تتدخل السياسة في اختيار
شريكة الحياة.
الحاجة أم حسن تقوم بالبحث عن عروس لابنها البكر، الذي اشترط توفر
بعض المواصفات في المرأة التي يرغب في أن تكون شريكة حياته، وعندما
وجدت أمه ما يريد دار حوار بينها وبين أهل العروس قائلة "يسرنا نسبكم
ونود طلب يد ابنتكم الكريمة لولدنا البكر فماذا تطلبون؟
تصمت والدة العروس برهةً، ثم ترد "وماذا يعمل ابنكم؟ وهل له ميول
سياسي معين؟".
حمساوي
لا يسع والدة العريس أم حسن إلا أن تجيب "ولدي حسن أكمل درجة
البكالوريوس وهو من شباب المسجد..." فتقاطعها والدة العروس" يعني ابنك
حمساوي!,(...) وبعد جدالات هادئة بين الطرفين طلب اهل العروس بإعطائهم
مهلة زمنية للرد عليهم بالرفض أو القبول.
بعد مرور أربعة أيام رد أهل العروس برفض الشاب حسن، والسبب يتعلق
بانتمائه السياسي والتزامه المسجد، حسب قول الحاجة ام حسن لمراسلة (شبكة
النبأ المعلوماتية).
على نفس الوتر
العريس حسن ليس الوحيد الذي رفض لانتمائه السياسي، فالكثير من
العائلات الغزية أصبحت تمشي على الوتر ذاته، فعمّتْ ظاهرة الانتماء
السياسي لجميع أطياف الشعب الفلسطيني بعد انتشار الاحزاب الوطنية
المختلفة سياسيا على الساحة.
تشابهت قصة العريس "نضال" الذي لا يرغب في الافصاح عن اسم عائلته مع
قصة العريس حسن بخصوص الانتماء السياسي ولكن اختلفت قليلاً، فقد تقدم "نضال"
تكرارا إلى عروس قد وصل إلى بيتها من خلال خالته التي بحثت له مليا عن
عروس، ولكنه كان يجابه بالرفض دون الافصاح عن السبب, ومع مرور الايام
علِمَ نضال انه مرفوض بسبب انتسابه إلى جهاز أمني سابق وبالتالي ماله
غير شرعي حسب وصف العائلة!
فجوة مجتمعية
المحاضر في قسم الخدمة الإجتماعية بالجامعة الاسلامية د. وليد شبير،
أكد ان الانقسام الفلسطيني قد أثر سلبا على علاقة العائلات الغزية
ببعضها البعض، وخاصة في النسب والزواج .
ويقول شبير لـ(شبكة النبأ المعلوماتي)، "كان الأهالي في الماضي
يسالون عن البلد الأصلي للعروسين من اجل الموافقة على الزواج والنسب
الجديد، ولكنهم اليوم التفتوا إلى الاحزاب والانتماءات السياسية حتي
أصبحت احدى عادات المجتمع السلبية".
ودعا المحاضر الجامعي، كل من الشباب والفتيات وعائلاتهم إلى المزيد
من الوعي الديني الذي يرشدهم إلى حياة آمنة بعيدة عن التعصب الحزبي،
وضرب المثل العربي الذي يقول "اختلاف الرأي لا يفسد للودِ قضية".
اما رئيس المحكمة الشرعية في مدينة غزة حسن الجوجو، أكد أن من يضع
ميزان الحزب بدلا من ميزان الإسلام في تقييم الزوج أو الزوج يخرج عن
ملة الإسلام، مطالبا الأهالي بعدم التعصب الحزبي.
ويضيف الجوجو، " الإسلام نهى عن التعصب الحزبي وطالب باحترام آراء
الآخرين، لذا فلا مكان لنسب الأحزاب في الدين الإسلامي"، داعيا في
الوقت ذاته الشباب للبحث عن ذات الدين التي تحفظ لهم الحياة الكريمة
بعيدة عن الحقد بين الأزواج مستشهدا بقوله صلى الله عليه وسلم" إظفر
بذات الدين تربت يداك".
حكم الدين
الدين الإسلامي لا يمانع على الإطلاق ميول الزوجين للأحزاب السياسية
بشرط عدم تعكير الحياة الزوجية ، كما قال ماهر السوسي المحاضر بقسم
الشريعة بالجامعة الاسلامية.
وأشار السوسي خلال حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، إلى أن
الاسلام لم يقل زوِّجوا الحمساوي واتركوا الفتحاوي أو غير ذلك , ولكنه
قال على لسان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم "إذا جاءكم من ترضون
دينه وخلقه فزوجوه وإلا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
أفراح
وفي قصة مفرحة نجح الشاب العشريني "عمر البحيصي" في خطف فتاة احلامه
بعد موافقة عائلة عروسه المعروفة بانتمائها لحركة حماس، رغم أن عائلته
فتحاوية، فقد عبر بدوره عن سعادته الغامرة في نسبه الحمساوي.
وقال البحيصي " لم يحصل أي خلاف بين عائلاتنا طيلة فترة الخطوبة ,
ولكن عندما أتى يوم فرحتنا، تفاجأت بأن فرحي تحوّل إلى مهرجان سياسي ..
فهؤلاء يريدون أغاني حمساوية واخرون يريدون أغاني فتحاوية .. حتى
اضطررت إلى إنهاء الفرح في وقت مبكر عن الوقت المحدد له لإنهاء
الخلافات الحزبية داخل الصالة ". |