بدأت الانطلاقة نحو ثورات التغيير في أرجاء العالم بعد الانتصار
التاريخي العظيم لشباب مصر في مسيرة ثورة 25 يناير التي أزاحت طاغية
القرن وشياطينه من على أنفاس المضطهدين ليرحل حتى تعود الحرية للشعب
المصري.
للحرية مفهوم متطور يتدفق في دماء الأجيال طالما أن الحياة
الاجتماعية تتطور وقد تعجز حكومات العالم عن صدها ولا تجد خيارا إلا
النزول عند رغبة الشباب، ولعلني أرى أعاصير ثورة التغيير قد تعبر
البحار والمحيطات لتصل دولا مثل فرنسا وبريطانيا بل وحتى اميركا، حيث
مفهوم الحريات الاجتماعية تضمن حرية الاعتقاد والعبادة مع التمسك
بالثقافة واللغة!.
الديمقراطية ليست مخرجات معينة للأحداث الراهنة، ولكنها رغبة وقوة
دافعة قادها الملايين من المصريين من خلال ملحمة جميلة فخمة لانتخاب
قائدهم بحرية مطلقة، حيث جسدت استجابة مترددة في المجتمع الدولي لثورة
الديمقراطية في مصر لعدم تأكد الكثير من حكومات دول العالم من نوع
التغيير الذي سوف يحدث!.
الاستجابة لمتطلبات الشباب مثل حل مشكلة البطالة وخفض أسعار المواد
الغذائية وزيادة رواتب الموظفين كانت بطيئة في مصر وتونس فخلقت
التوترات الاجتماعية، كما أنها جاءت متأخرة وفقدت مصداقيتها بعد
استخدام العنف ضد المتظاهرين المسالمين.
بعد سقوط جدار برلين والاصلاح الديمقراطي في أندونيسيا ونهاية نظام
الفصل العنصري في جنوب أفريقيا فإن الطلب على الديمقراطية المتجددة
مطلب حيوي وإن دول العالم متجهة للتغيير وبالتوافق مع هذه المتغيرات
الدولية حيث لم تعد من المخرجات الثانوية للشعوب وموجتها سوف تدفع
بأفراد المجتمع نحو اتخاذ قرار مستقبلهم بأيديهم ليكون لهم رأي حر في
نظام حكم الدولة!.
ثورة شباب 25 يناير ما هي إلا انطلاقة نحو التغيير في العالم بأسره
وتتحدى التنبؤات الديمقراطية ولعلها تأتي بنسخة جديدة في إحدى دول
الغرب وعلى حين غره في عالم جديد متعدد الأقطاب ولا يمكن رفض تصديرها
في زمن التكنولوجيا المتقدمة بعد أن أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي
متعددة.
فلو أن هناك بعض المناطق العربية ما زالت مضطربة فإن هناك الكثير من
الدول الغربية لم تعد ديمقراطيتها مقنعة وذات مصداقية والتحولات
الديمقراطية فيها سوف تكشف ما في الوعاء بعد رفع الغطاء ولعلها لا
تختلف كثيرا عن الأنظمة الاستبدادية في العالم الثالث!.
www.aldaronline.com |