الكواكب المحيطة... هل ستكون اوطان بديلة؟

شبكة النبأ: مازال العلماء بعد ان مرت ملايين السنين على كل الاكتشافات التي توصل لها العلماء في السنين السابقة يبحثون عن اسئلة كثيرة تحتاج الى اجوبة ولا تكفيهم المعلومات التي حصلوا عليها من الدراسات والتجارب السابقة وبالأخص بمجال علم الفلك والكواكب.

ولعل التطور الذي حصل في زمننا الحاضر كان هو العائق الوحيد لكثير من العلماء في السابق لإكمال دراساتهم وبحوثهم على كوكب الارض او الكواكب الاخرى ليستكشفوا العالم من حولنا ولكن الان بعد وجدت الامكانيات التكنولوجية ظهرت العديد من الاكتشافات الحديثة منها مجموعة جديدة من الكواكب بالإضافة الى معرفة فائد جديدة توجد على سطحها او من تربة كواكب تدور حول الارض، ولكن مثلما يوجد نجاحا في هذا المجال هناك امورا تدعو للخوف حول ان الارض ستموت بعد كارثة ستقع عليها.

يجب استعمار كوكب آخر تحوطاً من كارثة على الأرض

حيث يقول عالم فيزياء إنه يجب على البشر أن يبدؤوا في استعمار كوكب آخر تحوطاً من وقوع كارثة على كوكب الأرض، وبحسب التقارير فإن الرئيس الأميركي وضع خطة من أجل الذهاب إلى المريخ بحلول منتصف ثلاثينات القرن الحالي.

في الوقت الذي كثر فيه الحديث خلال السنوات الأخيرة حول إمكانية غزو كوكب المريخ، والوصول إليه عبر رحلات مكوكية للتعرف على خفاياه ودراسة طبيعة الحياة هناك، أكد مؤخراً اثنان من العلماء أن استعمار الكوكب الأحمر قد يحدث بشكل أسرع وبصورة اقتصادية أكبر، إذا ما تصرف رواد الفضاء بالطريقة نفسها التي انتهجها المستوطنون الأوائل الذين أتوا إلى أميركا الشمالية، دون أن يتوقعوا العودة لبلادهم مرة أخرى.

وفي هذا السياق، قال ديرك سكولز – ماكوش، الأستاذ بجامعة ولاية واشنطن الذي شارك في تأليف مقال يقترح بشكل جدي ما تبدو وكأنها فكرة منافية للعقل: "النقطة الأساسية هي تحريك الجهود الرامية إلى استكشاف كوكب المريخ". في حين قال إد ميتشل، الذي سبق له زيارة القمر ضمن بعثة أبولو 14 عام 1971: "هذا الأمر سابق لأوانه. فنحن لسنا مستعدين لتلك الخطوة بعد". ومع هذا، فقد قوبلت الفكرة بترحاب شديد من جانب وكالة أبحاث الفضاء الأميركية، المعروفة باسم "ناسا".

وأفادت في هذا الشأن صحيفة واشنطن تايمز الأميركية بأن الرئيس باراك أوباما وضع خطة من أجل الذهاب إلى كوكب المريخ بحلول منتصف ثلاثينات القرن الحالي، لكنه لم يشر مطلقاً إلى أن هؤلاء المسافرين الفضائيين لن يعودوا مرة أخرى. ونقلت الصحيفة عن مايكل بروكوس، ناطق باسم ناسا، قوله : "نريد أن نضمن عودة أناسنا".

وعن المقترح الخاص بإمكانية غزو المريخ مستقبلاً، نقلت الصحيفة عن سكولز- ماكوش وبول دافيز، عالم الفيزياء في جامعة ولاية أريزونا، قوليهما إن البشر يجب أن يبدؤوا في استعمار كوكب آخر تحوطاً من وقوع كارثة على كوكب الأرض. ثم مضت الصحيفة تشير إلى أنهما يعتقدان أن تسيير رحلات في اتجاه واحد قد يبدأ خلال عقدين من الزمن.

وأوضح سكولز- ماكوش أن الأمر يجب أن يتم عبر إرسال أشخاص كبار في السن، تقدر أعمارهم بنحو الستين أو شيء من هذا القبيل، وذلك لأن تلك المهمة الفضائية ستقلل من المدى الزمني لحياة الأشخاص، حيث سيكون هناك نقص في سبل الرعاية الطبية، فضلاً عن التعرض للإشعاع، الذي قد يتسبب أيضاً في إتلاف الأعضاء التناسلية. 

امرأة اسبانية توقع عقدا لدى الكاتب العدل لامتلاك الشمس 

من جانب اخر وبعد مليارات السنين باتت الشمس ملكا لامرأة اسبانية سجلت ملكيتها لهذا النجم لدى الكاتب العدل، حسبما اعلنت الصحيفة المحلية لا بوث دي غاليسيا على موقعها الالكتروني.

وجاء في الوثيقة التي صادق عليها الكاتب العدل "أنا مالكة الشمس، وهي نجمة من النوع الشمسي جي 2 تقع في وسط النظام الشمسي، على مسافة متوسطة من الارض تبلغ 149,6 مليون كيلومتر...".

وشرحت مالكة الشمس انخيليس دوران للصحيفة ان هناك معاهدة دولية تحظر على البلدان امتلاك الكواكب. لكن المعاهدة لا تشمل الافراد و"هناك اميركي وقع عقدا امام كاتب عدل لامتلاك القمر وكل الكواكب تقريبا، ولكن ليس الشمس" كما قالت للصحيفة. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

واكدت دوران التي تعيش في بلدة سالفاتيرا دي مينيو في منطقة غاليسيا في شمال غرب اسبانيا انها اصبحت مالكة الشمس "لأنه ليس هناك من مالك معروف (لها) منذ خمسة مليارات سنة". واشارت لا بوث ذي غاليسيا الى ان مالكة الشمس يجب ان تسجل ملكيتها في السجل العقاري الاسباني لكن "النظام الشمسي ليس من صلاحياته".

كشف جديد في مجال الكواكب خارج المجموعة الشمسية 

من جانبهم اعلن علماء فلك اكتشاف ستة كواكب ذات حجم متوسط تدور حول نجم يشبه الشمس، قائلين ان ذلك يعتبر الاكتشاف الاكثر اهمية في الابحاث المتعلقة بالكواكب خارج المجموعة الشمسية.

وقال عالم الفلك في وكالة الفضاء الاميركية جاك ليسوير في مؤتمر صحافي نظمته مجلة نيتشر العلمية البريطانية "هذا الاكتشاف هو الاهم في مجال الكواكب خارج المجموعة الشمسية منذ اكتشاف الكوكب (51 بيغاسي بي) اول كوكب يكتشف خارج المجموعة الشمسية في العام 1951".

ونظام الكواكب الجديد "غير المتوقع" هذا رصده القمر الصناعي كيبلر التابع لوكالة الفضاء الاميركية. وتدور هذه الكواكب حول نجم اسمه كيبلر-11 يبعد عن الارض مسافة الفي سنة ضوئية (السنة الضوئية= 9460 مليار كيلومتر). وقال ليسوير ان "كيبلر-11 يزودنا بالكثير من المعلومات حول كل كوكب (من الكواكب التي تدور حوله) بمفرده، وحول نظام الكواكب" مجتمعة.

وكانت وكالة الفضاء الاميركية ناسا اطلقت في العام 2009 التلسكوب كيبلر في مهمة البحث عن كواكب مشابهة لكوكب الارض يمكن ان توجد فيها حياة، وذلك من خلال مراقبة اكثر من 100 الف نجمة مشابهة للشمس. بحسب وكال انباء فرانس برس.

وتدور خمسة من هذه الكواكب الستة في مدار قريب جدا من النجم وتنهي دورة كاملة حولها في ما بين 10 ايام و47 يوما. وبسبب الحرارة المرتفعة الناجمة عن اقترابها من النجم، يستبعد العلماء امكانية وجود حياة على سطحها. وقياسا على المجموعة الشمسية، تدور الكواكب الستة في مدارات اوسع من مدار كوكب عطارد، اما الكوكب الابعد عن النجم فينهي دورته في 118 يوما.

ويشبه هذا النظام المكتشف الى حد بعيد اسطوانة "اكثر تسطيحا من نظامنا الشمسي"، كما يقول ليسوير. ويعزز هذا الاكتشاف النظرية التي تقول ان الكواكب نشأت من اسطوانات من الغاز والغبار تدور حول نجم. وقال دانيال فابريكي من جامعة كاليفورينا، وهو ايضا احد القائمين على الدراسة "الان اصبح لدينا مثل آخر".

وتمكن العلماء من رصد مرور هذه الكواكب امام النجم، أي انهم تمكنوا من ملاحظة انحسار وهج النجم لدى مرور اي من كواكبه امامه. ويسمح هذا الانحسار في وهج النجم بقياس قطر الكوكب والفاصل الزمني لمروره امام النجم، ما يتيح تحديد مدة الدورة الكاملة للكوكب.

وقال جاك ليسوير ودانيال فابريكي وفريقهما ان مرور الكواكب أمام النجم يكشف امورا عدة، لأن التفاعل الجاذبي بين الكواكب يشير الى كتلتها وشكل مدارها. وقد اتاح ذلك "تأكيد وجود هذه الكواكب، وقياس كتلة كل منها".

واوضح ليسوير ان كتلة كل من هذه الكواكب تراوح بين 2,3 مرات الى 13,5 مرة كتلة كوكب الارض، فيما يزيد قطر اصغرها عن قطر الارض ضعفين الى اربعة اضعاف. وبحسب جوناثان فورتني من جامعة كاليفورنيا "الكواكب ذات الكتلة الاكبر تشبه نبتون واورانوس". أما الكوكبان الاقرب من كيبلر-11 فيتشكلان من الماء والهيدروجين والهيليوم والصخور، فيما باقي الكواكب غازية او ذات كثافة اقل من كثافة الماء.

كواكب بحجم الأرض

فيما قدرت مجموعة من علماء الفضاء أن نجما واحدا بين كل أربعة نجوم تشبه الشمس قد تحيط به كواكب في حجم الأرض.

وتمكن العلماء بعد خمس سنوات من مراقبة 166 نجما تدور على بعد لا يتجاوز 80 سنة ضوئية من الأرض، باستخدام تلسكوب "كيك" العملاق في هاواي، من رصد كواكب تدور حول النجوم، وسجلوا حتى أصغر الكواكب السيارة التي أمكن رصدها بواسطة التلسكوب.

وخلص الباحثون في دراستهم إلى أن عدد الكواكب الأصغر حجما يفوق الكواكب الأكبر حجما. رغم أن أصغر الكواكب التي رصدوها لا يزال أكبر من حجم الأرض عدة مرات، ما جعلهم يخلصون في النهاية إلى أنه من المحتمل أن تكون الكواكب التي لها حجم الأرض نفسه أكثر شيوعا.

وقال عالم الفضاء أندرو هوارد " من بين نحو مائة نجم تشبه الشمس.. كان هناك واحد أو اثنان تدور حولهما كواكب بحجم المشتري.. وستة أخرى تدور حولها كواكب بحجم نبتون ونحو 12 نجما تدور حولها كواكب تفوق كتلة الأرض ثلاث إلى 12 مرة". بحسب وكال الانبـــــــــاء الالمانية.

كانت الدراسات السابقة ترصد الكواكب بحجم زحل والمشتري فقط. ويأمل علماء الفضاء في أن يتمكنوا من العثور على كواكب بحجم الأرض وقريبة بما يكفي من شموسها بحيث تحظى بحرارة كافية وتكون عليها مياه سائلة. وتفرد الاندبندنت مساحة معقولة لتقرير عن اكتشاف علمي توصل اليه علماء فلك امريكيون في مرصد كيك في هاواي ونشر في مجلة استروفيزيكال.

ونتيجة بحث استمر 11 عاما، توصل العلماء عبر تحليل بيانات التليسكوبات الارضية بتكنولوجيا حديثة الى ان كوكبا في مجرة الميزان يمكن ان تكون عليه حياة. تتشابه ظروف الكوكب غليس 581ج، والمسمى على اسم نجمه، مع كوكب الارض بما يسمح في وجود الماء عليه في شكل سائل وذلك اساس اولي لاي حياة.

يقع الكوكب في المنطقة المعتدلة من المدار حول شمسه، ويتوسط كوكبين اخرين في ذات المجرة اعتقد العلماء من قبل بإمكانية وجود حياة عليهما. الا ان البحوث الاضافية اثبتت ان احد هذين الكوكبين قريب من شمس مجموعته والاخر بعيد عنها بما يجعلهما اما شديد الحرارة او البرودة بما لا يسمح بوجود حياة.

ومن غير المرجح ان يتمكن احد من الوصول الى الكوكب الجديد الذي يقع على بعد 120 تريليون ميل في الفضاء بعيدا عن كوكبنا. ويحتاج الوصول اليه مدة 20 سنة سفرا بسرعة الضوء، اما أي مركبة فضائية باحدث التكنولوجيات المتاحة فتحتاج لعدة الاف من السنوات للوصول اليه.

احدث ثقب اسود معروف 

كما اكتشف علماء الفيزياء الفلكية بواسطة التلسكوب الفضائي شاندرا احدث ثقب اسود معروف في منطقتنا الفلكية المجاورة ويعود تاريخ نشوئه الى 30 عاما فقط، حسبما اعلنت الناسا.

هذا الثقب الاسود يوفر فرصة فريدة لمراقبة نمو هذا النوع من الكتل، على ما يقول المسؤولون عن هذا الاكتشاف الذي نشر في مجلة "نيو استرونومي". ومن شأن ذلك ان يساعد العلماء على فهم كيفية انفجار نجوم عملاقة لتحدث ثقبا اسود أو نجم نيوترون فضلا عن معرفة عددها في مجرتنا، درب التبانة والمجرات الاخرى. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

ويشير دانيال باتنود من مركز هارفرد سميثونيان لعلم الفيزياء الفلكية في كامبردج (ماساشوستس، شمال شرق الولايات المتحدة) وهو المشرف على هذه الدراسة "ان كان تفسيرنا دقيقا، فسيكون ذلك المثال الاقرب لكيفية نشوء ثقب اسود". ويعتقد علماء الفيزياء الفلكية هؤلاء ان هذا الثقب الاسود هو من مخلفات انفجار نجمة اكبر حجما من شمسنا بعشرين ضعف، وهي سوبرنوفا اطلق عليها اسم "اس ان 1979 سي" اكتشفها أحد هواة علم الفلك في العام 1979.

ويقع هذا الثقب الاسود في المجرة "ام 100" على بعد حوالى 50 مليون سنة ضوئية عن الأرض (السنة الضوئية تساوي 9460 مليار كيلومتر). وكانت عدة ثقوب سوداء جديدة بعيدة اكتشفت سابقا بشكل تفجرات لأشعة غاما، وهي مصدر الطاقة الضوئية الاكثر حدة. لكن "اس ان 1979 سي" مختلفة لأنها اقرب بكثير وتنتمي الى فئة من السوبرنوفا من غير المرجح ان تكون مرتبطة بأشعة غاما، وفقا لهؤلاء العلماء. الثقوب السوداء هي كتل هائلة حقل جاذبيتها قوي لدرجة ان لا شيء، ولا حتى النور، يمكن ان يفلت منها، وهي ناتجة عن تفجر نجم عملاق.

إنتاج المياه من أشعة النجوم

في حين أعلنت مجموعة من العلماء الأوروبيين عن اكتشاف وصفة جديدة للحصول على المياه في الفضاء، وهي عن طريق استخدام الإشعاع الذي تبثه النجوم.

وقد أكد العلماء هذا الاكتشاف بعد اختبار أجري على نجم "يحتضر" ويبعد عن الأرض مسافة 500 سنة ضوئية، وذلك باستخدام مرصد فلكي يستعمل الأشعة تحت الحمراء تم إطلاقه العام الماضي من قبل وكالة الفضاء الأوروبية. وقالت الدكتورة لين ديسين، من الجامعة الكاثوليكية في بلجيكا، إن هذا مثال جيد على الأجهزة الفعالة التي يمكن أن تغير نظرتنا لهذه الأمور.

قصة هذا الاكتشاف بدأت في 2001، عندما اكتشف رجال الفضاء غيمة مائية حول نجم عجوز يعرف بـ IRC+10216، ويعرف هذا النجم بأنه مصنوع من مادة الكربون، أي أنه لا ينتج الكثير من المياه، لذا كان الاعتقاد المبدئي بأن هذه الغيمة ناتجة عن الشهب والكواكب الصغيرة المذابة حول الكوكب. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وفي العام الماضي، اكتشف العلماء خطوطا عريضة قادمة من غيمة المياه تلك، والتي وفقا لغوران بيلبرات، أحد أعضاء الفريق، لا يمكن أن تتكون إلا إذا كانت الحرارة مرتفعة. وقد قدمت هذه الخطوط دلائل مهمة للعلماء: كانت المياه حارة جدا، أي أن حرارتها تصل إلى 800 درجة مئوية، وهو ما يعني أن حرارة المياه أعلى من أن تتكون بفعل ذوبان أجساد ثلجية، كما أنها تكونت في منطقة قريبة جدا من النجم.

ويعتقد العلماء أن الأشعة فوق البنفسجية القادمة من النجوم المحيطة قد اخترقت الغيمة، وقامت بتفتيت الجزيئات فيها مثل أول أكسيد الكربون وأول أكسيد السيليكون، لإنتاج الأكسجين. يقول بيلبرات: "الأشعة فوق البنفسجية لم تكونها، بل ساعدت في إتمام هذه العملية."

ونجم IRC+10216 هو نجم ضخم أحمر اللون، ويصل حجمه إلى أضعاف حجم الشمس، وفقا لوكالة الفضاء الأوروبية. ويأمل العلماء حاليا بمراقبة نجوم كربون أخرى للتأكد من نتائج هذه الاختبارات.

تربة القمر

في السياق نفسه تبين ان تربة القمر اغنى واكثر تعقيدا مما كان يعتقده علماء الجيولوجيا، لأنها تحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر المفيدة مثل الفضة والهيدروجين والزئبق، وفقا لآخر تحاليل الحطام الناتج عن اصطدام مقذوفة اطلقتها الناسا في اواخر 2009.

وكانت وكالة الفضاء الاميركية القت صاروخا يزن 2,3 طن في فوهة كابيوس بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، وتابعه عن كثب مسبار "لكروس" الذي حللت أجهزته المواد المتطايرة من جراء الاصطدام الذي أحدث حفرة بقطر 20 الى 30 مترا.

وكانت الناسا اعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 انها كشفت وجود كميات كبيرة من المياه المتجمدة في هذا الحطام الذي تطاير لمسافة 15 كيلومترا تقريبا فوق الفوهة. وتكشف هذه التحاليل ان "التربة القمرية داخل هذه الفوهات المظلمة بشكل دائم غنية بالمواد المفيدة وأن القمر ناشط كيميائيا ولديه دورة مياه" كما قالت الناسا في بيان لها. بحسب وكـــالة انبـــــــــــــــاء فرانس برس.

وتظهر آخر تحاليل الحطام والغبار المتطاير ان التربة القمرية لا تحتوي فقط على الماء شبه النقي بشكل بلورات من الثلج بل ايضا على الهيدروكسيل واول اكسيد الكربون وثاني اكسيد الكربون والميثان والأمونياك والصوديوم والفضة والهيدروجين والزئبق، كما اوضح عالم الجيولوجيا بيتر شولتز من جامعة براون (رود آيلند، شمال شرق الولايات المتحدة) والمشرف على الدراسة التي نشرت نتائجها في عدد 22 تشرين الاول/اكتوبر من المجلة الاميركية ساينس.

ويضيف الباحث "يبدو ان هذه الفوهة تشكل كنزا من المواد الكيميائية" وهو يعتقد أن معظمها ناتج عن الوابل المتواصل من المذنبات والنيازك التي تصطدم بالقمر منذ مليارات السنين.

ويعتقد عالم الجيولوجيا هذا أن ذرات وجزيئات هذه العناصر التي استقرت في الغلاف الحتاتي حول القمر ربما تطايرت اثر اصطدامات اخرى لنيازك او حرارة الشمس التي شحنتها بالطاقة. بعد تطايرها من الغلاف الحتاتي، وهو كناية عن طبقة رفيعة جدا من الغبار تشكل تربة القمر، تمكنت هذه الذرات من الوصول الى القطبين، واحتجزت في هذه الفوهات القارسة البرودة.

ويذكر هؤلاء الباحثون بأن علماء الفلك، خلال بعثات ابولو الست بين العامين 1969 و1972، وجدوا آثار فضة وذهب في اماكن الهبوط على سطح القمر المواجه للأرض. ويشير كورت ريثرفورد من معهد ساوثويست ريسيرش والعضو في فريق الابحاث الى ان "اكتشاف الزئبق كان المفاجأة الكبرى، لا سيما ان هذا المعدن كان وافرا بقدر المياه المتجمدة التي كشفتها اجهزة مسبار لكروس".

وهو يرى ان "سمية الزئبق الموجود بهذه الكميات الكبيرة قد يشكل خطرا على البشر الذين يريدون استكشاف القمر". مع ان بعثة "لكروس" كانت ناجحة، فهي "تثير تساؤلات بقدر ما تجيب عن الاسئلة" التي كان يطرحها العلماء، حسبما يقول بيتر شولتز.

ويضيف شولتز انها "قد تنطوي ايضا على مؤشرات حول تاريخ الارض والنظام الشمسي وحتى مجرتنا". وقد اطلق "لكروس" في حزيران/يونيو 2009 مع مسبار "لونار روكونيسانس اوربيتر" المكلف رسم خريطة مفصلة للقمر ثلاثية الابعاد.

أشعة كهرومغناطيسية ضخمة

هذا وقد قال علماء أمريكيون إنهم اكتشفوا فقاعات أشعة كهرومغناطيسية (جاما) ضخمة تمتد في الاتجاه الخارج من مركز المجرة التابعة لها الكرة الأرضية (مجرة درب التبانة) والتي تمتد لأكثر من نصف السماء المرئية لنا.

وقال عالم الفلك دوج فينكبينر إن التكوين المحدد جيدا والذي لم يشاهد من قبل لفقاعتين ضخمتين يمتد لنحو 50 ألف سنة ضوئية فوق وتحت مركز المجرة ويحتوي على كميات هائلة من الطاقة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ويأتي الاكتشاف من تحليل بيانات لتلسكوب أشعة جاما الفضائي "فيرمي" ، الذي دشن عام 2008 . والاكتشاف ذو أهمية ملحوظة من حيث حجمه وبسبب عدم توقع اكتشاف شيء جديد في المجرة.

ولا يزال سبب فقاعات أشعة جاما غير معروف ، ولكن فينكبينر قال إنه ربما يكون ناتجا من مقذوفات من مادة تم نفثها من الثقب الأسود العملاق في مركز المجرة أو من تشكيل نجوم منذ ملايين السنين.

العواصف الشمسية

بعد هدوء طويل، ينتظر ان تشهد الشمس بحلول العام 2013 ذروة في نشاطها المغناطيسي، مع ما يولده ذلك من مخاطر متزايدة على الاقمار الصناعية التي تدور في فلك الارض على علو شاهق.

فأقمار الاتصالات تدور في فلك الارض على ارتفاع 36 الف كيلومتر، كما ان اقمار تحديد المواقع الجغرافية "جي بي أس" تدور على ارتفاع 20 الف كيلومتر، وهذان النوعان من الاقمار الصناعية هما الاكثر عرضة للإصابة بآثار العواصف الشمسية.

يمر نشاط الشمس في دورات تمتد كل منها على 11 عاما. وازدياد البقع على سطح الشمس، وهي مناطق اقل توهجا وحرارة، يدل على زيادة نشاط هذا الجرم الملتهب. يشرح فيليب كالفيل من مجموعة "تاليس" لصناعة المركبات الفضائية ان الاقمار الصناعية مجهزة لتعمل في وسط مليء بالإشعاعات الفضائية، بدءا من الحزام المغناطيسي لكوكب الارض، ومرورا بالانبعاثات الشمسية المتفرقة، وانتهاء بالشعاع الكوني عالي الطاقة.

ويضيف انه يمكن تسجيل "ثوران ضخم" اربع او خمس مرات في الدورة الممتدة على أحد عشر عاما، تؤثر على عمل الاقمار الصناعية. وقد اكدت وكالة الفضاء الاوروبية ان الاقمار الصناعية التي ستطلق بالتزامن مع ذروة النشاط الشمسي مجهزة لتحمل ذلك. وستطلق هذه الاقمار في اطار مشروع نظام "غاليليو" الاوروبي المنافس لنظام "جي بي أس" الاميركي.

يؤدي ثوران الشمس الى انبعاث بروتونات عالية الطاقة تصطدم بالألواح الشمسية للأقمار الصناعية، الامر الذي قد يؤدي الى سرعة تلف التجهيزات الالكترونية. كما من شأنه ان يولد اضطرابا في الذاكرة الالكترونية. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

ويشير كالفيل الى خطر آخر يتمثل في "الكتل الاكليلية" اي الجزيئات من البروتونات والالكترونات ونواة الهيليوم المنبعثة من الغلاف الجوي للشمس. ومن شأن هذه الجسيمات المشحونة بالطاقة ان تؤثر على الحقل المغناطيسي لكوكب الارض.

من هنا تأتي مخاطر تفريغ الشحنات الذي قد يحطم التجهيزات بما في ذلك داخل القمر الصناعي. اما الالواح الشمسية للقمر الصناعي فقد "تتقوس او تتحطم او تثقب". في كانون الثاني/يناير من العام 1994، تعرض القمر الصناعي انيك-اي2 لتفريغ شحنات كهربائية، وكذلك حصل مع القمر الصناعي غالاكسي 15 في نيسان/ابريل 2010. وقد اسفر الحادث الاول عن اصابة جيروسكوب القمر الصناعي (جهاز تحديد الاتجاه) فلم يعد انيك- اي2 قادرا على تغيير اتجاهه. أما غالاكسي 15 ففقد جهاز القياس الذاتي "ولم يعد بالامكان قيادته".

ويقول كالفيل "هذان نموذجان عن الاعطال ما زالا حاضرين في اذهاننا جميعا، وسببهما انبعاثات الكتل الاكليلية" التي قد تكون اخطر من الانفجارات الشمسية. يجري اختيار مكونات الاجهزة الالكترونية بعناية، ويتم تجهيزها بدروع اذا لزم الامر، وكذلك بمواد عازلة.

ويقول كالفيل "لا نختار سوى تقنيات ومكونات قابلة للصمود في الفضاء وتحمل الاشعاعات، انه الشرط الاول". ويشرح احد الخبراء التقنيين ان مصممي الاقمار الصناعية يفضلون التقنيات المعروفة، ويميلون الى مكونات تقنية اقل تعقيدا وصغرا في الحجم من تلك المستخدمة على الارض". وينغي الانتباه الى امر اضافي، فكل الشبكات الالكترونية مزدوجة، فاذا تأثرت واحدة بالإشعاعات، يمكن ان يتردد ذلك على الشبكة"، وفقا لهذا الخبير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10/شباط/2011 - 6/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م