امريكا وظاهرة تفشي الامراض

شبكة النبأ: ان التقارير الطبية والجماعات الناشطة في مجال الصحة العالمية بالإضافة الى منظمات الصحة العالمية وبمساعدة الخبراء والدراسات تكشف لنا الطابع الصحي في امريكا الحقيقي وليس ذلك الذي يصل لنا بعد التعديل والرتوش والذي جعل العالم يحسد الحياة الامريكية كونها جيدة وكاملة.

ولكن عكست الحقائق التي جاءت بها النسب والارقام بعد بحث وتدقيق من قبل المصادر التي ذكرت سابقا الانطباع الذي كان مرسوم للمؤسسات الطبية والصحية في امريكا حيث بينت مدى سوء الوضع الصحي فيها حينما سجلت حالات من الوفاة بسبب نقص في الادوية الواجب توافرها في المستشفيات والصيدليات كما يعاني العديد من المصابين بعدة امراض من عدم وجود علاج يخفف آلامهم وينقذهم من مصيرهم المحتم لبعض الامراض التي قد تؤدي بهم للموت، ومن هذه الامراض السكري والسرطان في الرئة او القلب لاسيما  وان النسب تتزايد من عدد المصابين وهذا ما يثير تخوف الاطباء من المستقبل.

نقص الأدوية

حيث قالت جماعة ناشطة في مجال سلامة المرضى إن نقص نحو 150 نوعا من الأدوية الضرورية في المستشفيات الأمريكية أدى إلى وفاة أربعة مرضى على الأقل.

وقال معهد "ممارسات الدواء الآمن،" إن أحد الأدوية الناقصة هو المورفين، وإن اثنين من المرضى توفيا بجرعة زائدة عندما استبدل الأطباء المورفين بدواء أكثر قوة نظرا لعدم توفر الأول في المستشفى.

ووفقا للمعهد، توفي مريض آخر عندما اضطر الأطباء لاستخدام الإيبينيفرين المخفف، والذي هو أيضا غير متوفر، بينما توفي المريض الرابع عندما لم يتمكن الأطباء من الحصول على مضادات حيوية يحتاجونها لعلاج عدوى. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

ويقول مايكل كوهين رئيس معهد "ممارسات الدواء الآمن، "هذه (نقص الدواء) مشكلة كبيرة."  وفي استطلاع أجراه المعهد على نحو 1800 من الأطباء والممرضين والصيادلة والعاملين في الرعاية الصحية، قال 80 ٪ منهم إنهم واجهوا صعوبات في الحصول على بديل مناسب للأدوية التي لم تكن متوفرة.

ووفقا للجمعية الأمريكية للصيادلة فإن نحو 150 نوعا من الأدوية الضرورية غير متوفرة، بما في ذلك مهدئات وعقاقير مضادة للسرطان، ومسكنات الألم. وبالإضافة إلى حالات الوفاة، تم إلغاء بعض العمليات الجراحية وجلسات العلاج الكيميائي لأن الأدوية اللازمة لم تكن متوفرة، وفقا للمسح الذي أجراه المعهد.

تخفيض الوزن والاقلاع عن التدخين

بينما ظهر استطلاع للرأي في الولايات المتحدة ان تخفيض الوزن والاقلاع عن التدخين والاقتصاد في الانفاق هي القرارات الاساسية التي يعتزم الاميركيون تطبيقها في العام 2011.

من بين الاشخاص الذين اتخذوا قرارات للعام الجديد، ونسبتهم 44% من المستطلعين، 17% يعتزمون الاقلاع عن التدخين، و26% يريدون تخفيض وزنهم، و13% قرروا تقليص نفقاتهم، بحسب هذا الاستطلاع الذي اجرته "ماريست كوليدج انستيتيوت".

وسيكون متاحا للراغبين في الاقلاع عن التدخين ان يقلصوا نفقاتهم بسهولة ايضا اذ ان ثمن علبة التبغ يقارب ستة دولارات. كما ان مكافحة السمنة ستتيح ايضا تقليص الانفاق على المستوى الشخصي والاجتماعي. ويعاني ثلث الاميركيين البالغين وخمس الاطفال من السمنة. وكانت مؤسسة بروكينغز نشرت تقريرا في شهر ايلول/سبتمبر قدر المصاريف الصحية الاضافية على البالغين المصابين بالسمنة بمبلغ 147 مليار دولار. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

ومن بين القرارات الاخرى التي اتخذها الاميركيون للسنة الجديدة: "ان أصبح شخصا افضل" (10%)، والحصول على عمل افضل (6%)، والتقرب من الله (1%). وشمل الاستطلاع 1029 شخصا بالغا واجري في مطلع شهر كانون الاول/ديسمبر. وبحسب المؤسسة التي اجرت الاستطلاع، فإن 60% فقط من الاميركيين الذين اتخذوا قرارات في العام الماضي قد التزموا بها لبعض الوقت على الاقل.

حياة اطول

من جانبهم قال خبراء امريكيون ان التدخين وبنسبة اقل البدانة يفسران لماذا لا تطول اعمار الامريكيين مثل الفرنسيين واليابانيين. ووجد التقرير الصادر عن مجلس الابحاث الوطني انه رغم ان نسبة المدخنين بين المواطنين الامريكيين 20 بالمئة فقط حاليا الا ان اكثر من 40 بالمئة من البالغين الامريكيين كانوا يدخنون في 1960 ولا يزال المواطنون يدفعون الثمن.

وكتبت لجنة الخبراء المعينة من قبل المجلس "عوامل اخرى مثل البدانة والنظام الغذائي والتمرينات الرياضية وتفاوت المستوى الاقتصادي من المحتمل انها لعبت ايضا دور في التفاوت الحالي والاختلاف بين الولايات المتحدة ودول أخرى."

وبحث ايلين كريمينس المتخصص في امراض الشيخوخة بجامعة ساوث كاليفورنيا وزملاؤه في احصاءات اسباب الوفاة للوصول الى تفسير. ووجدوا ان التدخين --الذي يقتل بصورة مباشرة وصورة غير مباشرة عن طريق اضرار التدخين السلبي-- يبدو كعامل رئيسي.

وكتبوا "التدخين يبدو مسؤولا عن قدر لا بأس به من الاختلاف في متوسط العمر المتوقع للمرأة." واضافوا "قبل خمسين عاما كان التدخين اكثر شيوعا في الولايات المتحدة مقارنة مع اوروبا واليابان .. نسبة اكبر من الامريكيين دخنوا ودخنوا بشراهة اكبر عما كان عليه الحال في دول اخرى." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وتابعوا قائلين "التبعات الصحية لهذا السلوك لا تزال تلعب دورا في معدلات الوفيات حتى يومنا هذا." وتحتل اليابان المركز الاول في مجال متوسط العمر المتوقع حيث ان الطفل المولود اليوم من المحتمل ان يعيش حتى يبلغ 83 عاما في المتوسط وذلك وفقا لتقديرات الامم المتحدة. وتحتل الولايات المتحدة المركز 36 بمتوسط عمر متوقع 78.3 وهو اقل من اغلب الدول الاوروبية وكوريا الجنوبية وتشيلي ويأتي مباشرة بعد كوبا.

ثورة في اطباق الجنود

فيما باتت الفاكهة والحليب تحل مكان المشروبات الغازية والحلويات ... فيعتاد الجنود الجدد في بعض القواعد العسكرية الأميركية على تناول أطعمة صحية حتى يصبحوا جنودا أكثر كفاءة، هم الذين كانوا لا يزالون قبل بضعة أسابيع من مستهلكي المأكولات الجاهزة والسريعة.

في أحد مقاصف معسكر فورت بينينغ في ولاية جورجيا (الجنوب)، يمر الجنود حاملين بنادقهم بنظام أمام اطباق الفطور المعروضة وسط صمت تام. المجندون يبلغون بالكاد العشرين من عمرهم وهم يعكسون صورة مجتمع مصاب بالبدانة يتجه أكثر فأكثر إلى عدم الحركة، ويستفيدون من مساعدة ثمينة جدا لاختيار وجبة متوازنة.. فالبطاقات الخضراء والصفراء والحمراء تشير إلى القيمة الغذائية للأطعمة.

فهنا العنب والتفاح والشمام المقطع مسبقا مع بطاقة خضراء. أما البيض المخفوق الذي يبقى دائما متوافرا، فقد زود ببطاقة صفراء تماما كما اللحم المقدد إذ هو مصنع من الحبش وليس من الخنزير المشبع بالدهون. لكن الحلويات اختفت والبطاقات الحمراء النادرة لا نجدها إلا مع الأجبان.

بعد ساعة من التمارين البدنية في الهواء الطلق في حين أن الشمس لم تشرق بعد، تكون أطباق الجنود ممتلئة بما توفر. ويبدو أن الجنود تعلموا الدرس، فراحوا يتناولون الفواكه واللبن والحبوب.

قبل أن ينخرطوا في صفوف الجيش، كان هؤلاء يقصدون مطاعم الوجبات السريعة "من أربع إلى سبع مرات أسبوعيا. الأمر الذي يعني استهلاكا كبيرا للدهون"، على ما يقول مستهجنا الجنرال مارك هرتلينغ المسؤول عن هذا البرنامج في قيادة التدريب والعقيدة.

وكان سلاح البر قد انطلق في هذا البرنامج بعدما لاحظ أن اللياقة البدنية للمجندين قد تدهورت منذ حوالى عشر سنوات عندما ارتفعت نسبة البدانة بين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 24 عاما من 14% إلى 23%.

ويشرح الجنرال هرتلينغ أنه "في أواسط التسعينات، تخلت غالبية المدارس الابتدائية والثانوية في الولايات المتحدة عن الحصص الإلزامية للتربية البدنية. وفي الفترة الزمنية نفسها ومع انتشار ألعاب الفيديو، راح الناس يستخدمون أصابعهم في اللعب بدلا من الركض والقفز".

وللطعام غير المغذي دوره في الحد من نطاق التجنيد. وهو يتناول فطوره بين الجد، يتأسف هرتلينغ قائلا أن اليوم "ثلاثة أرباع الأشخاص الذين هم في سن الالتحاق بالجندية، لا يستطيعون ذلك نظرا لعدم تحصيلهم التعليم اللازم على خلفية ماض إجرامي أو مشاكل عقلية. أما ربع هؤلاء فلا يستطيعون الالتحاق لأنهم لا يملكون اللياقة البدنية المناسبة". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

من جهته يلفت روبرت بودنيك القيم على مطعم المعسكر إلى أن مجندا واحدا من أصل خمسة يحتاج إلى خسارة بعض الوزن، بعد دخوله إلى السلك العسكري. ويبدو النظام الغذائي العسكري الجديد فعالا. فيشير هذا الأربعيني صاحب الساقين الطويلتين الذي ما زال يتصبب عرقا بعد انتهائه من التمارين الصباحية، "شاهدت مجندين وقد خسروا 35 كيلوغراما خلال تلقيهم التدريب".

بالنسبة إلى وجبات الظهر والمساء، استثنيت منها نهائيا البطاطا المقلية والبيتزا والنقانق. إلى ذلك حظرت المشروبات الغازية، فتوجه المجندون إلى مشروبات الطاقة. وهذا البرنامج الذي لا يشمل في الوقت الحالي سوى القواعد العسكرية حيث يتلقى المجندون تدريباتهم، لا يصبو إلى "السيطرة على نمط عيش هؤلاء إنما يشكل محاولة لتوجيههم"، بحسب ما يؤكد هرتلينغ.

وبعدما أنهى إلى جانب 200 من زملائه وجبته وسط الصمت المسيطر، يقول الجندي ريد ريفشلاغر (20 عاما) "صحيح أننا لا نستهلك وجبات سريعة، لكن الطعام المطبوخ هنا لذيذ وأشعر بأنني أمتلك طاقة إضافية".

26 مليون يعانون من السكري 

كما يعاني نحو 26 مليون اميركي من السكري بارتفاع نسبته 10 % منذ العام 2008، على ما جاء في تقرير لوزارة الصحة اشار الى ان العدد سيستمر بالارتفاع.

في العام 2008 كان 23,6 مليون شخص اي 7,8 % من سكان الولايات المتحدة يعانون من السكري فيما كان 57 مليون بالغ اخر في مرحلة تسبق الاصابة بالسكري (نسبة سكر مرتفعة في الدم من دون ان تكون وصلت الى حد الاصابة بالمرض) على ما اوضحت المراكز الفدرالية لمكافحة الامراض والوقاية منها (سي دي سي).

والى جانب 26 مليون اميركي مصاب بمرض السكري ثمة 79 مليونا يعتبرون "على عتبة السكري" مما يزيد من مخاطر الاصابة بازمات قلبية وجلطات دماغية على ما اوضح المصدر ذاته. واضاف المصدر ان 35 % من الذين يزيد عمرهم عن عشرين عاما يدخلون ضمن هذه الفئة في الولايات المتحدة.

وتشير اخر احصاءات هذه المراكز الى ان 8,3 % من الاميركيين من كل الاعمار و 11,3 % ممن هم فوق سن العشرين يعانون من السكري. واعتبرت هذه المراكز ان نحو 27 % من الاميركيين الذي يعانون من السكري اي سبعة ملايين شخص لا يدركون انهم مصابون بهذا المرض.

وتقول الطبيبة آن آلبرايت مديرة قسم الغدد والسكري في هذه المراكز ان "هذه الارقام المؤسفة تظهر اهمية العمل على الوقاية من السكري من النوع 2 (الذي يصيب البالغين) ومساعدة المصابين على تجنب مضاعفات خطرة مثل قصور في الكلى والعمى". وتضيف في بيان "نحن نعرف ان نمط عيش قائما على برامج منظمة لخفض الوزن، والنشاط الجسدي المتزايد يمكن ان يقي من الاصابة بالسكري من نوع 2 او تأخير الاصابة به". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وبحسب توقعات لمراكز "سي دي سي" نشرت في العام 2010، فان اميركيا بالغا من كل ثلاثة اميركيين قد يصاب بالسكري بحلول العام 2050 في حال استمرت النزعة الحالية. ويشكل السكري من نوع 2، 90 الى 95 % من مجمل الاصابات وهو يحصل عندما يفقد الجسم تدريجا القدرة على انتاج واستخدام الانسولين الذي يتحكم بمستويات السكر في الدم.

وعوامل الخطر التي تعرض المرء للإصابة بالسكري تشمل التقدم في السن والبدانة والعامل الوراثي والاصابة بالسكري خلال الحمل ونمط العيش المديني والانتماء الاتني. فالأميركيون السود والاميركيون من اصول لاتينية والاميركيون الهنود والسكان الاصليون في الاسكا وفي الجزر الاميركية في المحيط الهادئ هم الاكثر عرضة للإصابة بالسكري.

الامريكيين يعانون من مرض عقلي

في حين قال باحثون بالحكومة الامريكية ان أكثر من 45 مليون امريكي او ما نسبته 20 في المئة من البالغين الامريكيين عانوا من اشكال مختلفة من الامراض العقلية خلال العام الماضي وأن 11 مليونا كانوا يعانون من امراض خطيرة.

وجاء في التقرير الذي اعدته ادارة خدمات مكافحة المخدرات والصحة العقلية ان البالغين الشبان الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و25 عاما سجلوا اعلى نسبة بين المصابين بالأمراض العقلية وهي 30 في المئة بينما سجل من بلغت اعمارهم 50 عاما فأكثر النسبة الاقل وكانت 13.7 في المئة.

وأضافت الادارة -وهي مؤسسة تابعة للمعاهد الوطنية للصحة- ان النسبة المرتفعة بشكل طفيف عن نسبة العام الماضي التي كانت 19.5 في المئة تعكس زيادة معدلات الاكتئاب خاصة بين العاطلين عن العمل. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وقالت باميلا هايد مديرة الادارة في بيان "لا يحظى العديد من الامريكيين بالمساعدة التي يحتاجون اليها كما يتم اهمال الفرص للحيلولة (دون وقوع الامراض) والتدخل المبكر." وألمح مسح الصحة العقلية عن عام 2009 الى تأثير نسبة البطالة القياسية المرتفعة التي وصلت لأعلى مستوياتها في 25 عاما في العام الماضي اثر اقدام الكثير من اصحاب العمل على تقليص عدد العمال للتكيف مع ضعف الاقتصاد.

معدلات البدانة

بينما قال باحثون إن أوزان الامريكيين ستستمر في الزيادة حتى تصل نسبة البدانة الى 42 في المئة من السكان وان مصاحبة أصدقاء بدناء يمثل جزءا من المشكلة. وتتعارض هذه التوقعات التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة هارفارد مع آراء خبراء اخرين يقولون ان نسبة البدانة في الولايات المتحدة ارتفعت لنسبة 34 في المئة من السكان.

وأعد البحث الاخير نفس الفريق الذي يشرف عليه نيكولاس كريستاكيس والذي ذكر في 2007 انه اذا اصبح صديق شخص ما بدينا فان فرص الاخر في البدانة تزيد بواقع اكثر من النصف.

وقالت أليسون هيل الباحثة في جامعة هارفارد وقسم العلوم الصحية والتكنولوجيا في معهد هارفارد- ماساتشوستس ان الدراسة اعتمدت على فكرة ان البدانة يمكن ان تنتشر مثل المرض المعدي وانه يمكن للأفراد ان يصابوا بها من أقرانهم. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وفي الدراسة طبقت هيل وزملاؤها نموذجا رياضيا على بيانات اربعة عقود مأخوذة من دراسة اخرى تركزت على الظروف الصحية وتعدادات سكان بلدة كاملة في ولاية ماساتشوستس. وأوضحت هيل في مقابلة هاتفية ان فريق البحث اكتشف وجود مخاطر من أن يصاب المرء بالبدانة بسبب بدانة صديقه.

وقال باحثون في الحكومة الامريكية في يناير كانون الثاني ان 68 في المئة من البالغين الامريكيين يعانون من زيادة في الوزن مشيرين الى ان مؤشر كتلة الجسم لديهم يسجل 25 في المئة أو اكثر وان الثلث يعاني من البدانة حيث يصل المؤشر عندهم الى 30 أو اكثر.

ممارسات طبية خاطئة

كما اشار تقرير الى أن الممارسات الطبية الخاطئة تكلف نظام الرعاية الصحية الامريكي أكثر من 55 مليار دولار سنويا معظمها في ممارسات طبية "وقائية" مثل اجراء اختبارات وفحوصات اشعاعية اضافية.

وذكرت ميشيل ميلو من كلية هارفارد للصحة العامة وزملاؤها أن هذه التكاليف والتي تشمل أيضا تكاليف ادارية ودفع اموال الى محامين ومن يرفعون دعاوى قضائية تمثل 2.4 بالمئة من انفاق الولايات المتحدة على الرعاية الصحية سنويا.

وقال فريق ميلو في دورية الشؤون الصحية ان مجموع ما يسمى بتكاليف الادوية الوقائية وحدها يقدر بنحو 45.6 مليار دولار. وطرحت مسألة الممارسات الطبية الخاطئة مرارا في مناقشات وحوارات عن اصلاح الرعاية الصحية. وغالبا ما يتحمل الاطباء مئات الالاف من الدولارات سنويا كتأمين من الممارسات الخاطئة. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وجعلت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما توفير الاموال حجر زاوية في اصلاح الرعاية الصحية. وقالت ميلو في بيان "لا يمكننا مناقشة امكانية اصلاح المسؤولية الطبية لخفض تكاليف الرعاية الصحية بأي طريقة مجدية دون تقدير التكاليف الواقعية."

وأضاف أميتاب تشاندرا أستاذ السياسة العامة في كلية كنيدي للادارة الحكومية بجامعة هارفارد والذي شارك في الدراسة "يود الاطباء وشركات التأمين أن تنهار كل الحوارات بشأن نمو تكلفة الرعاية الصحية لاصلاح الممارسات الخاطئة في حين يقلل خصومهم من أهمية دور الطب الوقائي. "تبين دراستنا أن التفسيرين على خطأ فكمية الادوية الوقائية ليست تافهة ولكن من غير المحتمل أن تكون مصدرا كبيرا للتوفير."

نصيحة للمراهقين

فيما حث باحثون المراهقين على خفض صوت أجهزة الاي بود بعد أن توصلت دراسة أمريكية الى أن مشاكل السمع زادت بينهم بمقدار الثلث تقريبا في 15 عاما.

وقارنت الدراسة التي نشرتها دورية الرابطة الطبية الامريكية بين مسحين أجريا على نطاق البلاد أحدهما في أوائل التسعينات والاخر في منتصف العقد الاول من القرن الحادي والعشرين. وشملت كل دراسة بضعة الاف من المراهقين تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عاما.

وفي المسح الاول وجد عاملون مدربون أن نحو 15 في المئة من المراهقين لديهم قدر من فقدان السمع. وبعد نحو 15 عاما زاد ذلك العدد بمقدار الثلث لتصل النسبة الى 20 في المئة أي شخص بين كل خمسة مراهقين.

وفي حديث للخدمة الصحية قال أحد الباحثين الدكتور جوزيف شارجورودسكي من مستشفى بريجهام اند ويمينز في بوسطن "لا يقدر المراهقون في الواقع قدر ما يتعرضون له من ضوضاء. الفرد لا ينتبه الى ذلك في الغالب لكن حتى فقدان السمع البسيط قد يؤدي الى اختلافات في تطور اللغة والتعلم."

ووجدت الدراسة أن القدر الاكبر من فقدان السمع يكون في أذن واحدة فقط لكن الامر يزداد سوءا. فرغم أن فقدان السمع يكون بسيطا بات لدى واحد من كل 20 مراهقا مشاكل معلنة بزيادة نسبتها 50 في المئة منذ المسح الاول. وقال شارجورودسكي انه فوجيء بالنتائج الجديدة. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

ولم يذكر الباحثون بالاسم أجهزة الاستماع الشخصية أو أجهزة الاي بود لدى الحديث عن المشكلة المتنامية. وقال شارجورودسكي "كنا نعلم من قبل أن من الصعب سؤال أبناء هذه الفئة العمرية عن التعرض لضوضاء.. فهم يقللون من شأن الامر."

وذكرت الدراسة "بعض عوامل الخطر مثل التعرض لاصوات عالية نتيجة الاستماع للموسيقى ربما تكون لها أهمية خاصة بالنسبة للمراهقين." وقالت أليسون جريميز التي تدير عيادة لمشاكل السمع في مركز رونالد ريجان - يو.سي.ال.ايه الطبي في لوس انجليس انه رغم أنه ليس من الواضح ما اذا كانت هذه الاجهزة هي سبب المشكلة تظل فكرة خفض الصوت والتوقف من ان لاخر عن الاستماع فكرة جيدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7/شباط/2011 - 3/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م