الجيش المصري... عراب الفترة الانتقالية

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: اعلن الجيش المصري بشكل صريح دعمه لمطالب المحتجين، في موقف اعتبره الكثير من المتابعين اعلان رسمي لنهاية ولاية مبارك في رئاسة مصر. وهو سيناريو يطرحه المحللون في رهانهم على التحول التدريجي للسلطة خلال الايام المقبلة، مع استمرار التظاهرات الصاخبة التي تجوب المدن المصرية.

ويرى المتابعون ان القيادة العسكرية باتت تدرك ان مبارك اصبح ورقة محروقة في مصر وعليها ان تنظم انتقال سلمي للسلطة بشكل سلس خوفا من حدوث انهيار وفوضى دستوري في حال تكرار سيناريو الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

وهو امر تشير له التباشير الاخيرة التي شملت تعيين نائب للرئيس لاول مرة بالاضافة الى حكومة تدير شؤون البلاد قبل التفاوض مع قوى المعارضة بشكل مباشر في الفترة المقبلة وبرعايه المؤسسة العسكرية دون ادنى شك، وهو ما يحرص الغرب على تنفيذه.

مبارك يستعين بالجيش

فقد واصل المحتجون المصريون التجمع بوسط القاهرة يوم الاثنين وتعهدوا بالبقاء حتى إسقاط الرئيس حسني مبارك الذي أصبح مصيره فيما يبدو بين أيدي الجيش مع تصاعد الضغوط من الشارع والخارج.

وكتب المحتجون على لافتة في ميدان التحرير بالقاهرة "على الجيش أن يختار بين مصر ومبارك". وفي الميدان تبادل المحتجون الطعام مع الجنود الذين تم إرسالهم لاستعادة الأمن والنظام بعد احتجاجات عنيفة هزت حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما في العمق.

ومع بزوغ الفجر كان بعض المحتجين ما زالوا معتصمين في الميدان الذي غلفه الضباب في الصباح الباكر. وبدأوا بالفعل يهتفون "يسقط يسقط حسني مبارك".

وبعد ستة أيام من الاضطرابات قتل أكثر من مئة شخص لكن الجانبين وصلا الى حالة من الجمود. اذ يرفض المحتجون الرحيل بينما لا يتحرك الجيش لإجلائهم. وكلما بقي المحتجون فترة أطول بدا مبارك في وضع أكثر صعوبة. بحسب رويترز.

ورفض المحتجون في ميدان التحرير -مركز الزلزال الذي هز الشرق الاوسط وأثار قلق المستثمرين العالميين- تعيين مبارك لرجلين عسكريين في منصبي نائب الرئيس ورئيس الحكومة.

وأخفقت وعوده باصلاح اقتصادي لتهدئة الغضب الشعبي من ارتفاع الأسعار والبطالة والفجوة الهائلة بين الاغنياء والفقراء في وقف مطالباتهم بحملة تطهير سياسي تشمل مبارك ورجاله.

ودعا المحتجون لاضراب عام يوم الاثنين وتنظيم مسيرة أطلقوا عليها "المسيرة المليونية" يوم الثلاثاء لفرض مطالبهم بالديمقراطية التي يمكن أن تؤذن بنهاية حكم المؤسسة العسكرية التي حكمت مصر منذ الاستقلال في الخمسينات.

ولم تصل الولايات المتحدة الحليف الذي قدم مساعدات بمليارات الدولارات لمصر منذ وصول مبارك الى السلطة الى حد القول انها تريد تنحيه عندما تحدث الرئيس باراك أوباما الى عدد من قادة العالم بشأن "تحول منظم" للديمقراطية.

وقال مسؤول رفيع بالادارة الامريكية ان الشعور السائد بين مساعدي أوباما للامن القومي هو ان عهد مبارك قد انتهى لكن الامر بيد الشعب المصري ليقرر مصيره.

ولجأ مبارك وهو قائد سابق لسلاح الجو الى قادة الجيش واجتمع بهم. وتحدث وزير الدفاع المصري هاتفيا الى نظيره الامريكي روبرت جيتس.

وأشاد الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية بتعامل الجيش المصري مع الموقف "باحتراف" وعدم إقدام قواته على قمع المحتجين. وتتلقى مصر من الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا.

وجاءت الأزمة في مصر عقب انتفاضة أطاحت بالرئيس التونسي قبل أسبوعين وموجة من الغضب تجتاح دولا أخرى في شمال افريقيا والشرق الاوسط.

وفتحت الأسواق العالمية حول العالم يوم الاثنين متأثرة بتبعات أحداث نهاية الأسبوع في مصر. وسجل مزيج برنت الخام أعلى مستوى في 28 شهرا ويقل قليلا عن مئة دولار للبرميل.

ونزلت أسعار الأسهم في آسيا وانخفض مؤشر نيكي 1.2 في المئة عقب اغلاق وول ستريت على انخفاض 1.8 في المئة يوم الجمعة.

وقال محمد العريان من شركة بيمكو للاستثمار في السندات "مع استمرار حالة عدم الاستقرار فمن المرجح أن يدفع رد فعل المستثمرين أسعار النفط والسندات الى الصعود وأسعار الأسهم العالمية الى الانخفاض."

وقال شارون زولنر من بنك (ايه ان زد) في مذكرة للعملاء "الخوف الاكبر أن تمتد الاضطرابات لدول أخرى في الشرق الاوسط بما في ذلك السعودية. اذا حدث ذلك فان جميع الاحتمالات بشان سعر النفط قائمة."

وتغلق الاسواق المالية في مصر لثاني يوم عمل على التوالي يوم الاثنين ويمكن للاضطرابات اذا استمرت أن تضعف احتياطياتها الاساسية.

لكن الأمن الذي انهار بعد انسحاب الشرطة من الشوارع يعود ببطء. وأرسل الجيش قوات إضافية الى المدن للمساعدة في تهدئة روع السكان وقالت وكالة الانباء الرسمية ان دوريات الشرطة استؤنفت.

وبينما يسعى الجيش لإنهاء حالة انعدام القانون لا توجد إشارة على انه يرغب في إجلاء المحتجين عن ميدان التحرير.

وقال العميد عاطف سيد في السويس شرقي القاهرة والتي شهدت بعضا من أسوأ أعمال العنف بين الشرطة والمحتجين ان الأمن والاستقرار سيعودان في الايام القليلة القادمة.

وأضاف ان الجيش سيسمح بالاحتجاجات في الايام القادمة لان الجميع لهم الحق في التعبير عن آرائهم. وتابع ان الجيش ينصت ويحاول المساعدة في إرضاء كل الأطراف. ومضى يقول ان قوات الجيش ليست موجودة في هذا المكان لمنع أحد لان كل الموجودين مصريون.

الحكومة الجديدة

فيما قال التلفزيون المصري إن الرئيس حسني مبارك -الذي يواجه انتفاضة شعبية على حكمه- كلف الحكومة الجديدة يوم الاحد بأن تحافظ على الدعم وتضع حدا للتضخم وتوفر فرص العمل.

وشكا المحتجون في مصر من ارتفاع الاسعار واتساع الفجوة بين الاغنياء والفقراء ولكنهم دعوا أيضا الى نظام سياسي جديد.

وأقال مبارك الحكومة وعين قائد سلاح الجو السابق أحمد شفيق رئيسا جديدا للوزراء. لكن شفيق لم يشكل حكومته بعد.

وقال مبارك في خطاب التكليف لشفيق الذي أذيع في التلفزيون "أكلفكم.. باستعادة الثقة في أقتصادنا وأثق في قدرتكم في تنفيذ سياسات اقتصادية جديدة تولى أقصى العناية بأن يأتي الاداء الاقتصادي مراعيا كل الرعاية لمعاناة المواطنين."

واضاف "أشدد على عدم المساس بمخصصات الدعم بمختلف أشكاله وبنوده. وفضلا عن ذلك فاني أشدد على تصدي حكومتكم بكل الحسم لكافة مظاهر الفساد بمختلف صوره وأشكاله أيا كان مرتكبوه."

ولمح خطاب التكليف الى أن احزاب المعارضة يمكن أن تحصل على مزيد من الحريات لكنه لم يفصل ذلك على وجه التحديد.

وقال مبارك "أشدد على ضرورة المضي على نحو كامل وعاجل وفعال وخطوات جديدة ومتواصلة لمزيد من الاصلاح السياسي دستوريا وتشريعيا من خلال حوار موسع مع كافة الاحزاب تدفع مسيرة العمل الديمقراطي تحقق مشاركة أوسع للاحزاب في الحياة السياسية."

وأضاف الرئيس المصري أن المصريين عبروا عن مطالبهم المشروعة خلال احتجاجات لكن قوى ترفع "شعارات دينية" اخترقت صفوفهم في اشارة الى جماعة الاخوان المسلمين أكبر جماعة معارضة في مصر والتي تحظر الحكومة نشاطها.

وقال مبارك إن هذه القوى "سعت لاشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار والانقضاض على الشرعية واتاحة الفرصة لعناصر اجرامية للاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واشعال الحرائق وترويع المواطنين."

وانسحبت قوات الامن فجأة من شوارع المدن المصرية بشكل جماعي يوم الجمعة بعد أن أمضت اليوم في اشتباكات مع المحتجين.

الطيران الحربي يجوب سماء القاهرة

في سياق متصل جابت مقاتلات سماء القاهرة بعد ايام من احتجاج شعبي وقبيل دقائق من بدء سريان حظر ليلي للتجوال رأى شهود عيان مقاتلات تجوب سماء القاهرة ومرقت فوق ميدان التحرير بوسط المدينة.

ووقفت دبابات ومجنزرات الجيش في جنبات الشوارع في القاهرة لحراسة البنوك والمباني الحكومية ومقر وزارة الداخلية. واشتبكت قوات الامن مع المحتجين الذين حاولوا مهاجمة المبنى ليلة السبت.

وقال ضابط بالجيش لم يرد نشر اسمه "امنا وزارة الداخلية هذا الصباح واجلينا افراد الامن. الوزارة خالية. نحن هنا مهما استغرق ذلك من وقت."

ويؤثر هذا الاضطراب والشغب على صناعة السياحة في مصر وقالت السفارة الامريكية انها تعرض توفير رحلات الى اوروبا لاجلاء المواطنين الامريكيين الراغبين في مغادرة البلاد.

وفي تطور منفصل قالت مصر انها اوقفت البث عبر القمر الصناعي نايل سات لارسال قناة الجزيرة الفضائية التي تعرض في انحاء العالم العربي صورا للمظاهرات التي تنظم في القاهرة والسويس والاسكندرية وكذلك اساليب الشرطة القاسية في التعامل مع المتظاهرين.

وعطلت الحكومة خدمات الانترنت والهاتف المحمول لمحاولة عرقلة خطط المتظاهرين. وحثت رسائل عبر موقع تويتر المصريين على التجمع في ميدان التحرير لمواصلة رسالتهم المناهضة لمبارك.

في غضون ذلك تعكف الولايات المتحدة والقوى الاوروبية على مراجعة سياساتها في الشرق الاوسط وهي التي ايدت مبارك طوال 30 سنة تغاضت خلالها عن وحشية الشرطة والفساد مقابل توفير حصن منيع ضد الشيوعية اولا ثم التشدد الاسلامي الان.

وفي مفارقة ملحوظة وقف جنود من جيش مبارك بجانب دبابات كتب عليها عبارات "يسقط مبارك. يسقط المستبد. يسقط الخائن. الفرعون يخرج من مصر. كفاية."

وسئل احد الجنود كيف تسمح قوات الجيش للمحتجين بكتابة شعارات مناهضة لمبارك على مركباتهم فقال "هذه عبارات كتبها الشعب ... انها اراء الشعب." وعبر السكان عن املهم في ان تستعيد قوات الجيش النظام.

وقال صلاح خليفة وهو موظف بشركة للسكر "الناس خائفة من هؤلاء الخارجين على القانون في الشوارع الذين ينهبون ويهاجمون ويدمرون."

نبذة عن الجيش المصري

الجيش المصري يضم حوالي 468500 فرد عامل بالاضافة إلى 479 الفا من الاحتياط:

* الجيش:

اعداد الافراد: 280 الفا - 340 الفا بما في ذلك المجندون.

دبابات القتال الرئيسية: 3723 بما في ذلك 973 دبابة من طراز أبرامز ايه 1 ام 1.

مركبات الاستطلاع - 410.

عربات حربية مدرعة للمشاة - 610.

ناقلات جند مصفحة - 4160.

قطع المدفعية 4480 (بما في ذلك 492 قطعة ذاتية الدفع و 962 قطعة يتم جرها).

قذائف مورتر - 2528.

صواريخ الدفاع الجوي ارض جو - 2100 على الاقل.

صواريخ تكتيكية ارض ارض - أكثر من 42.

* البحرية:

اعداد الافراد: 18500 بما في ذلك المجندين.

الغواصات - 4 غواصات دورية تكتيكية.

سفن حربية - 10

سفن للدوريات الساحلية - 41

* القوات الجوية:

اعداد الافراد: 30 الفا بينهم عشرة آلاف مجند.

طائرات قادرة على القتال - 461. 165 طائرة مقاتلة تضم 26 طائرة اف - 16 ايه و12 طائرة اف 16 بي و74 طائرة ميج-21 اف و 53 طائرة ميراج دي/ئي.

طائرات هليكوبتر - 4 طائرات مخابرات الكترونية كوماندو و125 طائرة هليكوبتر هجومية الكترونية.

* قوات أخرى:

هناك ايضا 150 من قوات قيادة الدفاع الجوي و397 الفا من القوات شبه العسكرية التي تضم قوات الأمن المركزي وقوات الحرس الجمهوري وقوات حرس الحدود.

لكن بالنسبة لكثيرين فإن الأمر يبدو محسوما. وقال أحد مستشاري أوباما لصحيفة نيويورك تايمز "وقت مبارك انتهى".

واشاد الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية بتعامل الجيش المصري مع الموقف "باحتراف" وعدم اقدام قواته على قمع المحتجين. وتتلقى مصر من الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا.

ولجأ مبارك وهو قائد سابق لسلاح الجو الى قادة الجيش واجتمع بهم أمس الأحد. وتحدث وزير الدفاع المصري هاتفيا الى نظيره الأمريكي روبرت جيتس أمس الأحد.

وقال الكابتن جون كيربي "أكد الرجلان مجددا رغبتهما في استمرار الشراكة بين جيشينا وتعهدا باستمرار الاتصال."

وأدت الأزمة في مصر التي فجرتها انتفاضة أخرى في تونس الى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي بأكثر من أربعة في المئة يوم الجمعة بسبب القلق من احتمال انتشارها وتقويض الاستقرار في الشرق الأوسط. كما اهتزت البورصات العالمية.

وسوف تغلق الأسواق المالية في مصر لثاني يوم عمل على التوالي اليوم الاثنين ويمكن للاضطرابات إذا استمرت أن تضعف احتياطياتها الأساسية.

وقال أكرم أنوس محلل الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المال كابيتال "التكهن بشأن مبارك كان لفترة طويلة أمرا يعول عليه من جانب الغرب ونظرا لأن ذلك أوشك على الانتهاء فإن المستثمرين والسياسيين في انحاء المنطقة يشعرون بالتوتر."

وبينما يسعى الجيش لانهاء حالة انعدام القانون لا توجد اشارة على انه يرغب في اجلاء المحتجين عن ميدان التحرير.

وقال العميد عاطف سيد في السويس شرقي القاهرة والتي شهدت بعضا من أسوأ اعمال العنف بين الشرطة والمحتجين ان الأمن والاستقرار سيعودان في الأيام القليلة القادمة.

وأضاف ان الجيش سيسمح بالاحتجاجات في الأيام القادمة لأن الجميع لهم الحق في التعبير عن آرائهم. وتابع ان الجيش ينصت ويحاول المساعدة في إرضاء كل الأطراف. ومضى يقول ان قوات الجيش ليست موجودة في هذا المكان لمنع أحد لأن كل الموجودين مصريون.

قوى الامن وسيناريو الفوضى

من جهتها اتهمت الصحف المصرية المستقلة اجهزة الامن المصرية "بالتآمر لدعم سيناريو الفوضى" بعد اعمال نهب وسلب في القاهرة وعدة محافظات اخرى.

وعنونت صحيفة المصري اليوم في صدر صفحتها الاولى "مؤامرة من الامن لدعم سيناريو الفوضى".

وقالت الصحيفة ان مصدرا امنيا اكد لها ان "مسؤولا امنيا رفيع المستوى اصدر اوامره لجميع قطاعات وزارة الداخلية باخلاء مواقعهم والانسحاب من الشوارع والمقار ونقاط التفتيش والمرور وترك اقسام الشرطة في الوقت الذي كشف فيه شهود عيان عن قيام عناصر امنية باحراق عدد من اقسام الشرطة".

واضافت الصحيفة ان "هناك جهة امنية تابعة لوزارة الداخلية فرضت كلمتها على خطة الوزارة وقررت الانسحاب ودعم سيناريو الفوضى واطلاق سراح السجناء والبلطجية والمسجلين خطر والمساعدة في اعمال التخريب والنهب عبر غض الطرف عنها. بحسب فرانس برس.

وتابعت نقلا عن المصدر نفسه ان "هناك روحا انتقامية على عدد من القيادات الامنية بعد الاحداث الدامية التي انتهت بانسحاب قوات الامن امس.

وقالت صحيفة الشروق ان "عصابات مسلحة تثير الذعر في البلاد وتقارير عن تواطؤ قيادات الشرطة".

واشارت الى "انتشار اعمال النهب والترويع في مناطق عديدة من البلاد التي نفذتها مجموعات منظمة من غير المتظاهرين على غرار ما حدث في تونس".

البرادعي يخطب في المحتجين

من جهته قال الزعيم المصري المعارض محمد البرادعي لالاف من المحتجين بميدان التحرير بالقاهرة انه "لا رجوع" عن الانتفاضة ضد حكم الرئيس حسني مبارك.

وكان البرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام والدبلوماسي الدولي المتقاعد قال في وقت سابق ان لديه تفويضا للاتصال بالجيش من اجل تشكيل حكومة جديدة في مصر.

وقال انه ينحني للشعب المصري احتراما وطلب من المحتجين الصبر مضيفا أن التغير قادم في الايام القليلة القادمة.

وأضاف متحدثا للمحتجين أنهم استردوا حقوقهم وأن ما بدأوه لا رجعة عنه. وقد هتف المحتجون "يسقط مبارك". وقال إن المطلب الرئيسي للمحتجين هو انهاء النظام وبدء مرحلة جديدة في مصر.

وقال البرادعي لشبكة سي.ان.ان التلفزيونية قبل الانضمام لنحو 10 الالاف متظاهر تحدوا حظر التجول بالتجمع في ميدان التحرير بوسط القاهرة "ان على مبارك أن يرحل اليوم".

وبدا اخرون متشككين بشأن البرادعي الذي انتقده كثير من معارضي الحكومة في الشهور الاخيرة لقضاءه الكثير من الوقت خارج البلاد.

وتجادل المحتجون انفسهم ما بين مؤيد ومعارض للبرادعي. بعض الملصقات قالت "لا للبرادعي" ولكنه غادر لاحقا في سيارة بينما هرول محتجون وراءه في تدافع تسبب في سقوط بعضهم على الارض.

يقول مصطفي (24 سنة) ويعمل صيدلانيا "هو مصري كبقية المصريين. نحن لسنا بحاجه اليه هنا ولكن بالطبع مرحبا بكل من يريد الانضمام الينا."

وبسؤاله عما اذا كان يدعم البرادعي رئيسا قال "هو رجل محترم. يفهم امور السياسة وسنحترم اي زعيم طالما انه يحترم حريتنا ويضمن الديمقراطية. اي شيء غير ذلك سنعود للشارع."

عمرو موسى يدعو لديمقراطية تعددية

كما قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه ينبغي لمصر أن تتمتع بديمقراطية تعددية لكنه لم يحدد متى يتوقع حدوث ذلك.

وأضاف موسى الذي شغل في السابق منصب وزير الخارجية المصري في حديث لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) انه ينبغي للرئيس حسني مبارك الاستجابة للاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالاصلاح وليس مجرد تغيير الوزراء.

وقال "هذه الحكومة الجديدة يجب أن تكون مجرد بداية فمجرد وجود رئيس جديد للحكومة ووزراء جدد لا يعني بالضرورة حدوث تغيير ولابد من الاعلان عن سياسات واضحة."

وسئل ان كان يعتقد ان مبارك قد يتنحى فقال "لا أعتقد أنه من هذا النوع" لكنه اضاف ان مبارك ينصت بعناية لمطالب الاصلاح. وقال موسى انه لا يرى نفسه رئيسا لمصر. وأضاف "لست مرشحا (للرئاسة). الدستور لا يسمح لي بالترشح." لكنه لم يستبعد القيام بدور اذا تحولت مصر الى نظام تعددي.

وقال "امل أن نصل الى هذه المرحلة الى مرحلة نظام تعددي وهذه الديمقراطية انها تقدم فرصا مختلفة تخلق فرصا مختلفة." وأضاف "أتمنى ان يكون ذلك أسرع مما نتصور".

وقال موسى انه ينبغي للدول العربية الاستجابة لمطالب التغيير التي بدأت في تونس واجتاحت المنطقة.

وتابع "العالم العربي الان في طريق التغيير. هذا هو الشعار الان. الاصلاح .. التغيير .. التحديث." وقال "يجب أن يشغلنا جميعا أن الوضع في مجتمعاتنا في الحقيقة هش للغاية وحافل بالمظالم والمشاعر التي لا تبعث على الارتياح."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/شباط/2011 - 27/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م