اراء عراقية مؤيدة للانتفاضة المصرية

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: الجدل والنقاش هو سيد الموقف والعنوان الابرز والاهم الذي يسيطر على الشارع العراقي عموما والكربلائي على وجه التحديد حيال ما تتناقله وسائل الاعلام المختلفة وهي تتحدث بالصوت والصورة عن ما يدور على الساحة المصرية اليوم وحالة الانتفاضة الشعبية والجماهيرية  العارمة التي شهدتها  جميع محافظات مصر العربية البالغ عدادها  29 محافظة من دون ان تخشى أو تتهيب تلك الجموع الغاضبة والمستنكرة لقانون الطوارئ المفروض على الشعب المصري منذ ثلاثين عاما وهي تطالب بتغيير النظام جذريا واجراء الاصلاحات القانونية والدستورية، وهذا بطبيعة الحال مما أدى الى سقوط عدد غير قليل من الشهداء والجرحى.

ومن اجل رصد بعض الاراء حاولنا اخذ اراء المواطن الكربلائي بهذا الخصوص.

محمد الابراهيمي موظف في معمل نسيج الحلة تحدث بهذا الخصوص: ما قام به الشعب المصري اليوم هو حالة طبيعية ومراس حضاري يعلن من خلاله ابناء الكنانه رفضهم للكبت والاضطهاد والفاقة وغياب التداول السلمي للسلطة وعدم وجود الحريات.

ويتابع محمد: وهذه كلها مجتمعة دعت الى ان يغادر الشعب المصري المسالم غفوته وسباته لينزل الى الشارع وليرفع صوته عاليا ليتحدى كل وسائل البطش والقهر والاستبداد وليقول للحاكم انك ظالم ولا تلبي حاجتنا للعيش بكرامة.

الا ان ميزر امانه، وهو أحد منتسبي قوات الشرطة في كربلاء فيعزي سبب تلك الثورة الجماهيرية والشعبية التي اكتسحت الشارع المصري بانها نتاج لسياسات الحزب الحاكم الذي اذاق الشعب المصري الويلات والذل والهوان لاسيما وان نسبة 40% من افراد هذا الشعب يعيشون تحت خطر الفقر المدقع.

ويضيف ميزر: بأن الحكومة المصرية لم تحقق للمواطن المصري ادنى اسباب العيش الكريم بل على العكس هي كانت تتمادى وتتفاخر بقدرتها البوليسية والعسكرية  لاحتواء الموقف .

ويتابع أمانه: وهذا بطبيعة الحال مما افاض الكيل بالشعب المصري ودعا به الى ان يخرج عن صمته الذي استمر لاكثر من ربع قرن وبالتالي جاءت الكلمة الفصل على يد بعض الشباب من مستخدمي الشبكة العنكبوتية الانترنيت ليسحقوا الارادة العسكرية والاجراءات والترتيبات الامنية  الحازمة التي كان يتبجح بها رموز النظام المصري.

 ابو مصطفى صاحب دكان للبقالة وهو ممن احب ان يدلو بدلوه معقبا على ما تشهده الساحة المصرية خلال الايام الماضية وهو يؤكد على ان الثورة التونسية هي المحرك الاساس والقشة التي قصمت ظهر البعير واثارت حفيظة الشعب المصري الذي كان في الحسابات الاعتيادية يعيش ظروف اقسى واصعب من الشعب التونسي.

ويتابع التعليق ابو مصطفى: بان مستوى داخل الفرد التونسي اعلى بكثير من مستوى  داخل الفرد المصري  وعند ذاك كان لابد ان يكون مثل هكذا حدث عنوان مهم وحافز قوي كي يثير الغضب والسخط على النظام خصوصا من قبل قطاع الشباب الذي يتوقد حماسا ولا يستشعر حالة الخوف والهلع من الإستحضارات العسكرية الصارمة التي يتوعد بها النظام المصري لكل من يخرج ضده.

منير كاظم موظف في دائرة صحة كربلاء يصف ما جاء على لسان الشارع المصري  بأنه يأتي منسجما تماما مع ما أنشده الشاعر العربي ابا القاسم الشابي حينما يقول اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر وهذه حقيقة  بدت ناصعة على مدى الايام الماضية وان الشعب العربي قادر على ازاحة الانظمة الدكتاتورية والفاسدة وربما بدء مشوار تهاوي النظم الدكتاتورية بزين العابدين بن علي رئيس جمهورية تونس ومن بعده مصر والايام القادمة ربما تشهد تغيير النظام في كلا من اليمن وسوريا وليبيا  والسودان.

ويعزو منير سبب ذلك، الى ان الحكام العرب كانوا قد تجاهلوا حقوق الشعب العربي ومطالبهم المشروعة وانصرفوا نحو تحقيق مصالحهم الشخصية وملذاتهم واطماعهم دون ان يفسحوا المجال لأفراد الشعب كي يعبر عن أنفسهم .

 رحيم العارضي معلم  ابتدائية يرى ان الارادة الالهية كانت هي الرائد والمحفز الاول لكل كل الاحتجاجات التي شهدتها الاقطار العربية ابتداء من تونس الى مصر الى اليمن الى الاردن، وربما يستدل الى تلك الحقيقة من خلال ما افرزته الاحداث الاخيرة حينما واجهه الشعب الاعزل الماكنة العسكرية والتجهيزات الحربية بكل شجاعة وبسالة.

ويتابع رحيم: واذا ما حاولنا أن ندرس تلك الملاحظة او المعلومة  فينبغي أن نضع في الحسبان بان قوى الامن المصري وحدها  يبلغ تعدادها مليون واربعمائة الف منتسب وهم مدججين بانواع الاسلحة المتطورة والحديثة اذن نستخلص من خلال ذلك بان الارادة الشعبية والجماهيرية كانت مدعومة بهاجس الايمان المطلق بالله سبحانه وتعالى وهي من أحيت النفوس والضمائر للإطاحة بتلك الحكومات الظالمة التي جاءت  وتربعت على رقاب العباد.

ويختم رحيم: وهذا ما يثبت حتمية انتمائنا الديني والعقائدي وان الله  جلة قدرته كان هو الداعم والمؤيد والمساند الحقيقي وهو الذي اطاح بتلك الانظمة لانها ظالمة ومستبدة بشؤون البلاد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 31/كانون الثاني/2011 - 26/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م