مركز بحوث ودراسات احياء التراث الشيعي

سابقة تحتضنها كربلاء

تحقيق: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: في ارض الكربلاء المطهرة، ومن ظلال فردوسها المقدس اتخذ مركز بحوث ودراسات  التابع لممثلية المزارات الشيعية المطهرة، مقرا لكوادره ومنطلقا للبحث والتنقيب، عمن غيبتهم الاقدار بعد رحيلهم واندثرت ذكراهم بسبب التعتيم.

حيث يعكف السيد عبد الرحيم الجلالي مع عدد من مساعديه على ابراز دور العديد من الشخصيات والاعلام الاسلامية المنسية، سيما من عملت السلطات الديكتاتورية الماضية على محو ذكرهم واهمال منجزهم الديني والانساني على حد سواء.

فيقول الجلالي وهو شيخ تتكسر على ملامحه تعب السنون وخبراتها، "ان الاوضاع السياسية والاجتماعية التي مرت بالعراق عملت على ضياع الكثير من ارثه الثقافي والعلمي، وساهمت في غبن حق العلماء الاعلام، خصوصا من فقهاء المذهب الشيعي.

ويضيف الجلالي، "كما يعني مركز البحوث والدراسات في دراسة وتوثيق المزارات الشيعية المطهرة، بنوعيها، المعرفة وغير المعرفة في عموم مدن العراق".

ويسترسل قائلا لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "هناك العديد من المراقد لأبناء واتباع اهل البيت عليهم والسلام لا تزال طي الكتمان، وغير معرفة لدى عموم المسلمين الشيعة، سيما ان هذا البلد كان على الدوام مركز للعلم والعلماء وذرية ال محمد صلى الله عليه واله وسلم، من شماله الى جنوبه دون استثناء، فيما كان لتأسيس الحوزات العلمية في العراق سببا في التشرف باحتضان تلك الجثامين المقدسة.

ويضيف، "لذا نسعى من خلال عملنا نشر سير وتاريخ هؤلاء العلماء، وابراز دورهم القيادي في الامة الاسلامية وما تعرضوا له خلال حياتهم وما هي جهودهم في خدمة الدين والمذهب، خصوصا ابرز انجازاتهم".

وبحسب الجلالي يعتمد مركز البحوث والدراسات في عمله على المصادر التاريخية والادلة المادية في تحديد وتعريف المزارات الشيعية في العراق، فيقول، " طبيعية عملنا تراعي التحقيق في النسب والمرقد، حيث نبحث امتداد نسل صاحب المرقد والى من ينتسب من الائمة فضلا عن حقيقة دفنه في الموقع المفترض".

ويشير، "نعتمد في توثيق صحه اي مزار من خلال عدة طرق ابرزها هي عن طريق البحث في امهات كتب السيرة والتاريخ، بالإضافة الى دراسة الاثر المحيط بالمرقد المستهدف، فنراعي امرين للتوثيق، اولهما ان تطابق سيرة الشخصية التاريخية نظرية كونه قد حل في مكان مرقده، اي سكن او تواجد قرب منطقة الدفن، فيجب ان يدعم صحة المرقد من خلال ذلك، ويؤكد على تواجد صاحب المرقد في هذه المنطقة".

ويتابع، "لابد من وجود اثر مادي، كشاهد قبر او صخرة او علامة تاريخية تؤكد صحة ما يذهب اليه في دفن تلك الشخصية في المكان المحدد".

وينوه السيد الجلالي خلال حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، الى وجود خلط في تنسيب بعض المراقد المطهرة، فمنها يكون خطأ في الاسم او النسل، ومنها ايضا ما يكون ابعد من ذلك، حيث ينسب للمرقد شخصية اخرى ابعد ما تكون من حقيقة الامر.

فيتحدث الجلالي والحسرة بادية في ثنايا كلماته، "مع الاسف صدرت بعض الكتب التي ضمت بعض الاخطاء التاريخية، اعتمد في ما تذهب اليه على بعض النسابة الذي يفتقرون الى ارضية متينة في اثبات صحة رواياتهم.".

وينوه، "تنتشر في العراق العديد من المراقد الوهمية، التي لم يثبت نسبها اصلا، ولا يعرف من قام بتشييدها". ويضيف، هناك الكثير من ضعاف النفوس الذي ارتضوا ان يتاجروا بأسماء اهل البيت وابنائهم للكسب المادي". ويتابع، "هناك من بات يتخذ من تلك الظاهرة مهنة لاستغلال الناس والاحتيال عليهم".

ويستشهد السيد الجلالي بحادثة قريبة حول هذا الامر فيقول، "احد زعماء العشائر تبرع بتشييد مرقد كامل على حسابه الخاص، قبل ان يثبت اصل وهوية الشخص المدفون، وقبل ان يبت الامر بصحته، ثم قام بمحاولة رشوة بعض الموظفين على امل توليه المرقد". ويتابع ساخرا، "بات له الامر اشبه بمشروع استثماري".

مواقع تاريخية مندثرة

في سياق حديثه يشير السيد الجلالي الى معالم كبيرة تمت ازالتها على يد السلطات الطائفية السابقة، وهي رموز ومقامات اساسية لدى الشيعة الامامية، دون تراجع تلك السلطات قبل ان تهدم تلك الشخوص قيمتها المعنوية والحضارية والاثرية ايضا.

فيقول الجلالي، "على سبيل المثال لا الحصر، تمت ازالة مسجد رأس الامام الحسين عليه السلام، وهو يعود بتاريخه الى فترة واقعة الطف عندما قام ابن سعد بوضع الرأس الشريف في هذا المكان وامر بتشديد الحراسة عليه، قبل ان يتم تسييره الى الشام مع قافلة السبايا".

ويتابع الجلالي في حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، كما تم هدم مقابر المسلمين التي حوت تربتها جملة من الاعلام والعلماء الافاضل الذين اثروا الفكر الشيعي بالعلم والحديث والرواية عن اهل البيت عليه السلام، مثل مرقد الشيخ الجليل والعالم الكبير محمد جواد المظفر، ومسجد السيد الطباطبائي، والشيخ جعفر رشتي استاذ علماء كربلاء وتتلمذ على يده الكثير من علماء الفقه الشيعي في العالم".

ويختتم السيد الجلالي حديثه، "نعمل على اصدار كتاب محكم يتناول سيرة ومراقد الائمة والعلماء في العراق، نوثق من خلاله اماكن ومقامات المزارات الشيعية المقدسة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 17/كانون الثاني/2011 - 11/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م