تونس ليست مستعبدة الان! انها حرة...
الثورة انتصرت...الشعب الان حر وسعيد...كلمة مبروك لكل تونسي حر
ولكل شهيد حي لا تكفي!...
الان استراح ابو القاسم الشابي في قبره!...وقصيدته الخالدة سوف تبقى
شعارا لكل طالبي الحرية.
الانتصار ليس فقط للتوانسة! بل لكل الاحرار في العالم الذين وقفوا
قلبا وقالبا مع الشعب التونسي وثورته العملاقة...
الانتماء لتونس ليس فقط جسدا او بالاسم والا فنظامه المستبد السابق
هو منتسب اليه!...وانما الانتساب الروحي الذي هو اسمى واجل من كل رذيلة
وخطيئة...هو الذي ينسب التونسي وغير التونسي لتونس الخضراء!..
المشاركة الوجدانية والفرحة العارمة لدى شعوب المنطقة هي للدلالة
على الاخوة والمصير المشترك وفداحة حجم الظلم والقهر الذي يجمع بين
كافة المظلومين والمقهورين من شتى الملل والنحل!.
بعد 28 يوم من الثورة المستمرة والتي بدأت من شرارة بسيطة... سقط
الديكتاتور واثبتت الثورة القصيرة للجميع ان كل الانظمة الاستبدادية ما
هي الا نمر من ورق تسقط في اقل مواجهة شجاعة!.
الانتصار هو جزئي لم يكتمل بعد!...الثورة بحاجة الى استمرارية والتي
تتمثل في طرد كافة بقايا النظام البائد...وكل من يخلف بن علي من نظامه
هو على شاكلته وهو لا يختلف عن شاهبور بختيار الذي طردته الثورة
الايرانية.
اليقظة الدائمة من سرقة الثورة ودماء الشهداء...هو واجب مقدس على
ابناء الثورة التونسية.
الانتصار الكلي لا يتحقق الا بعد تشكيل حكومة مؤقتة تمهد الطريق
لانتخابات حرة مستقلة تؤسس لنظام تعددي حر ومستقل.
الانتصار النهائي بحاجة لاقتلاع النظام الديكتاتوري السابق من جذوره،
ومحاكمة عهد الديكتاتورين السابقين بدءا من فترة الديكتاتور المقبور
بورقيبة الى الديكتاتور بن علي، وتقديم كل مسؤولي النظام واتباعه
الفاسدين وبخاصة الهاربين للمحاكمة واطلاق سراح كل السجناء وفتح الباب
لعودة المنفيين مع اعادة الاعتبار والتعويض الكامل، وتأسيس سلطة حرة
تقوم على مبادئ الحرية والعدالة والمساواة وتقديس حقوق الانسان وكرامته.
بالرغم من عمالة بن علي للغرب وكونه عميلا مفضوحا للمخابرات
الامريكية الا ان الدول الغربية لم تقبله لاجئا مثل الشاه وغيره، لانها
تميل مع الكفة الاكثر قوة...والان كفة الشعب التونسي الحر هي اقوى من
كفة نظامه السابق...ليس هنالك مجال للمثاليات في السياسة!.
للمقارنة فأن الانظمة العربية لا تعترف بكفة ولا ميزان ولا بعدالة
ولا بكرامة اي شعب مستضعف، فهي تستقبله دائما على الرحب والسعة وبوقاحة
لامثيل لها!.
الاهانة التي وجهها النظام السعودي الفاسد للشعب التونسي الثائر
بقبوله استضافة الديكتاتور التونسي ليست غريبة وجديدة... فالانظمة
العربية الاخرى تتسابق ايضا فيما بينها في استضافة كل طاغية ومجرم هارب
من العدالة لان الاتحاد ووحدة المصير المشترك ليست محصورة بين الاحرار
في العالم بل وايضا بين اشراره!... ولكن رابطة المظلومين دائما اقوى
وانقى من رابطة الظالمين!.
وما استضافة الشاه والنميري وبقايا نظام صدام وعيدي امين ومعاوية
ولد الطايع وغيرهم الا نماذج قبيحة لانظمة اقبح!.
المجد والخلود لكل الشهداء... والنصر الدائم للشعب التونسي العظيم
الذي اثبت للجميع مقدار وعيه وشجاعته ويقظته...ولثورته الكبرى التي سوف
تكون منارا للشعوب الاخرى.
والى الامام... |