شاه ايران ولعنة الطغاة... ابكته حياً وتلاحق عائلته ميتاً

 

شبكة النبأ: يفضي لنا التاريخ على امتداد عصوره ان اغلب الطغاة غالبا ما يعانون لعنة تستمر اثناء حياتهم وما بعد مماتهم، ملحقة بأقرب الناس اليهم اضرارها ومساوئها النادية والمعنوية.

الا ان ذلك كما يبدو لا يثني من تهيء لها الاقدار التمكن من رقاب الشعوب ومقدراتها، خصوصا ونحن نعيش منطقة تعج بالدكاترة والمتسلطين على اممهم وشعوبهم.

وفاة نجل الشاه

فقد أعلنت عائلة شاه إيران الراحل وفاة نجله الأصغر، علي رضا بهلوي، عن عمر يناهز الـ44 عاماً، بعد أن أقدم على الانتحار في بوسطن،

وقالت عائلة الشاه، الذي توفي في القاهرة بعد عام من الإطاحة به في 1979، في بيان نشر على موقعها الإلكتروني: ببالغ الأسي نبلغ أبناء وطننا برحيل الأمير علي رضا بهلوي.

وأضاف البيان: مثل الملايين من الشباب الإيرانيين، كان يشعر أيضاً بالقلق الشديد جراء الوضع في وطنه الحبيب، فضلاً عن عبء فقدان والده وشقيقته أثناء طفولته ورغم صراعه لسنوات للتغلب على الحزن، إلا أنه استسلم في نهاية المطاف بحسب السي ان ان.

وأفاد أحمد عويسي، الناطق باسم عائلة الشاه أنها علمت بوفاته وولد الراحل في طهران في 28 يوليو/تموز عام 1966 ودرس في مدارس إيران قبل أن يسافر أثناء الثورة الإيرانية في 1979 إلى الولايات المتحدة حيث حصل على درجات علمية في جامعتي برينستون وكولومبيا، وكان يدرس للحصول على الدكتوراة في الدراسات الإيرانية القديمة من جامعة هارفارد.

ويذكر أن شقيقته، ليلي بهلوي، أقدمت على الانتحار في يونيو/حزيران 2001وتقيم بقية عائلة الشاه المكونة من زوجته فرح بهلوي، ونجله الأكبر رضا وابنته فرحناز في الولايات المتحدة.

ولم تؤكد الشرطة رسميا وفاة الأمير لكنه قال مصدر إنفاذ القانون: استطيع ان اؤكد انه تم العثور على الذكور البالغين في منتصف 40له في شارع 141 نيوتن الغربية في بوسطن

توفي من إصابات بأعيرة نارية قاتلة. وبينما يجري التحقيق في طريقة الوفاة هو لا يعتقد أن يكون القتل. توفي من إصابات بأعيرة نارية قاتلة. وبينما يجري التحقيق في طريقة الوفاة هو لا يعتقد أن يكون القتل.

وانه لم يتزوج قط ، وكان التعهد على دبلوم الدراسات العليا في جامعة هارفارد في كامبريدج ، ماساشوستس ، في فقه اللغة والدراسات الإيرانية القديمة.

وعلى عكس شقيقه الأكبر ، وكان علي رضا تجنب الأضواء وسط احتجاجات جماهيرية التي اندلعت بعد انتخابات 2009 المتنازع عليها فاز بها الرئيس محمود أحمدي نجاد على الرغم من مزاعم تزوير على نطاق واسع.

وقال بيان صادر عن مكتب سمو ولي العهد: الأمير علي رضا كان ذكيا والحساسة ، والموالية ، وكرست للحضارة الإيرانية ، وكذلك إلى أسرته وأصدقائه حكمته ، المحامي وروح الدعابة سيفتقد عميقا ودائما. العزيزة. وكان حتى الآن المزيد من المآسي التي حلت في السابق العائلة المالكة الإيرانية.

ملخص حياته

 في نفس الصدد فأن اخر سلالة اباطرة الفرس وهو من اعاد البذخ والترف للقصور وتسبب بغيرة كل زعماء العالم عندما احتفل بمرور 3000 سنة على انشاء دولة فارس في احتفال مهيب كانت توزع فية المجوهرات ولالئ الخليج على الحضور تم تقديم الطعام في صحون من الذهب المطعم بالمجوهرات واستبدلت اعين الخراف بالاحجار الكريمة على المائدة في ابذخ حفل عرفة التاريخ على الاطلاق.

لكن لم يرى اي من الفراد الشعب الايراني هذا الاحتفال نهائيا وكان محصورا على ضيوف الشاة من زعماء العالم. الشاة مات منفيا مقهورا في القاهرة، وحاليا يعيش أبناءه واحفادة في امريكا واوروبا

الزوجة الأولى كانت الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق التي اختارها له والده وعاشت معه عشر سنوات ثم طلقها عام 1949، والثانية هي الإيرانية ثريا أصفندياري التي اختارتها له الأسرة أيضاً وطلقها عام 1958. فرح ديبا هي الزوجة الثالثة في حياة شاه إيران، لكنها في الحقيقة الزوجة الوحيدة التي اختارها قلبه بحسب وكالة الانباء الفرنسية.

الشاهبانو فرح بهلوي

إطلالتها كانت تختطف الأبصار وجمالها نموذجاً للجمال الفارسي ورقتها تبهر العقول  لشخصيتها كريزما فريدة والشجاعة التي تميزت بها مثار تساؤل عن مصدرها خطفت قلب شاه إيران عندما شاهدها لأول مرة في حفل أقامته السفارة الإيرانية بباريس

بعد أن درست فرح الفرنسية في إيران سافرت إلى فرنسا لتكمل تعليمها وقتها كانت تدرس فن العمارة هناك و كانت وقتها لا تزال طالبة بسيطة تقيم في بيت الطالبات وتتناول وجباتها اليومية مع زميلاتها في بوفيه الجامعة، لكن وسط هذا البساطة كانت الصديقة المقربة لابنة الشاه الأميرة شاهيناز، ولذا يقول البعض بأن هذه الصداقة كانت أحد الأسباب التي جعلت الشاه رضا يلتفت إليها.

كانت هي من بين المدعوين وكان ذلك في عام 1959 أي بعد عام من طلاقه لزوجته الثانية. في هذا الوقت كان الشاه يكبر محبوبته بـ 19 عاماً لكن الحب الذي كان يكنه لها جعله لا يتردد في طلب الزواج منها بعد مرور أشهر قليلة على أول مقابلة جمعتهما، حيث أيقن خلال هذه الفترة أن تلك الفتاة البسيطة قد أيقظت بداخله كل معاني الحب والتوافق التي افتقدها مع زوجتين كان مجبراً من قِبل أسرته على الزواج منهما.

تزوجها وتوجت كأول إمبراطورة إيرانية في العصر الحديث فكانت مثار حسد كل أميرات العالم مرحلة الانتقال من صفوف الشعب والحياة البسيطة، إلى مصاف حياة الملوك والأمراء، مرحلة تشبه إلى حد كبير قصص الخيال وأساطير ألف ليلة وليلة التي تتحول فيها فتاة قادمة من قلب الشعب إلى أميرة وملكة متوجة على عرش البلاد.

وعاش العاملون في القصر وقتها حالة استنفار أشبه بما يحدث في حالة الحروب، حيث تم استقدام المعملين والخبراء لإعداد وتهيئة الإمبراطورة الجديدة لمعرفة فنون البرتوكول الملكي، أما هي فلم تكتف بما تعلمته من هذه فنون على يد المعلمين، فأرسلت في طلب شراء عدة كتب من باريس لتعليمها مزيداً من فنون الحياة المقبلة عليها.

وقبل إعلان خطبتهما بشكل رسمي سافرت فرح إلى باريس برفقة عمها وخالتيها لشراء فستان الزفاف، وأقامت في فندق كريون، وأطلق الشاه يدها لشراء أي شيء تريده وبأي ثمن.

ورغم أن خطبتها على الشاه لم تكن معلنة في ذلك الوقت بشكل رسمي، إلا النبأ تسرب إلى الصحافة وبدأت عدسات المصورين تطاردها في كل مكان تذهب إليه أثناء هذه الرحلة، كي يسجلوا صوراً لإمبراطورة إيران المقبلة.

فستان الزفاف انتهت مرحلة الإعداد وبعد العد التنازلي ليوم الزفاف الذي وافق 21 ديسمبر 1959، وقبل هذا الموعد بليلة حدث ما يحدث في الأساطير، حيث جرت بروفة شبه كاملة على حفل الزفاف، الذي أقيم في قصرين الأول قصر كولستان أو القصر الكبير الذي كانت تقيم فيه والدة الشاه، والثاني قصر المرمر.

ارتدت فرح فستان زفافها الخرافي الذي كان من تصميم بيت أزياء كريستيان ديور الذي فتح أبوابه أيام عطلاته خصيصاً من أجل الانتهاء من تصميم هذا الفستان الذي كان مطرزاً باللؤلؤ والألماس وأطرافه مشغولة بفراء الفيزون، وطول ذيله ثمانية أمتار ويزن عشرة كيلو جرامات، هذا بالإضافة إلى القرط والمجوهرات الأخرى والتاج، كانوا جميعاً مرصعين بأندر أنواع الألماس والزمرد.

حفل أسطوري هلت العروس لأول مرة على ضيوف زفافها وتعلقت العيون بها وأخذت أكثر من 150 عدسة تصوير مكانها بالتدريج لتسجل حفل زفاف من أفخم وأغلى حفلات الزفاف التي عرفها العالم. ولحظة مغادرة فرح عتبة قصر الملكة الأم أخرجت والدتها مصحفاً من حقيبتها ثم دعتها للمرور من تحته، وتم إطلاق أسراب الحمام الأبيض أمامها وهي في طريقها إلى قصر المرمر مركز إجراء مراسم عقد القران والزفاف

ثم ارتفعت التمنيات في طول القصر وعرضه وطوال الحفل استطاع الصحفيون والمصورون أن يسجلوا الأحاديث والصور لكل زوايا الاحتفال، باستثناء اجتماع الأسرة الملكية في قاعة البيانو، ولم يعرف أحد وقتها أن عازفة البيانو في تلك الليلة، هي العروس نفسها.

ومن قاعة البيانو شق الشاه وعروسه طريقهما إلى قاعة عرش الطاووس  قاعة الحكم وهما يخترقان آلاف المدعوين ثم عادا منها إلى قاعة المأدبة، ومن هناك تسللا إلى خارج القصر بواسطة سرداب سري، بينما كان يعتقد ألوف المدعوين أن العروسين لا زالا في قاعة المأدبة، التي كانت تعج بأنواع شتى من أصداف بحر قزوين.

ما بعد الزواج شعبية كبيرة امتدت فصول السعادة ورغد العيش التي عاشتهما الإمبراطورة الجديدة في هذه المرحلة الثانية من عمرها زهاء عشرين عاماً كانت خلالهم أميرة متوجة تسكن قلب الشاه الذي أنجت له في تلك الفترة أربعة أبناء هم رضا وفرحناز وعلي وليلي عشرون عاماً

جلست فيهم الإمبراطورة على كرسي عرش الطاووس تمتعت فيهم بثراء ورفاهية كانا مثار حسد جميع نساء العالم، حيث يقال أن ثروة زوجها حتى أواخر أيامه في الحكم قدرت بـ 20 مليار دولاراً و15 قصراً في دول العالم المختلفة وعقارات وفنادق في أرقي المدن وأفخم الشوارع في عواصم المال.

الى ذلك ورغم أن حكم زوجها كان من الفترات التي اتسمت بالتبعية الأمريكية والإسراف الشديد علي رغباته ونزواته، في وقت كان يعاني فيه الشعب من الفقر والحاجة، إلا أن الشهبانو ظلت تتمتع بشعبية كبيرة علي المستوي الدولي، شعبية نابعة من طلتها الأنيقة وشخصيتها الهادئة التي تتسم بالقوة والصمود.

لكن سعادتها بهذا العرش لم تدم طويلاً بعدما قامت الثورة الإيرانية حيث بدأت فصول المآسي في حياتها بداية من المنفي ومروراً بوفاة زوجها الشاه وانتحار ابنتها ليلي، ونهاية بوفاتها وحيدة في قلب العاصمة الفرنسية باريس وهي مصرة على العهد الذي أخذته على نفسها بأن تحتفظ بابتسامتها وألا يرى أحد دموعها وألا تيئس من حلم العودة إلى الوطن.

البداية فتاة بسيطة حياة الشهبانو يمكن تقسيمها لثلاث مراحل كل واحدة منها مختلفة ومتناقضة تماماً عن سابقتها، الأولى كفتاة وحيدة لأسرة بسيطة ولدت في 14 أكتوبر عام 1938 بالعاصمة الإيرانية طهران، لأسرة متوسطة الحال فهي ابنة سهراب ديبا الذي كان يعمل جندياً في الحرس الإمبراطوري الإيراني وينحدر من أذربيجان الإيرانية، وأبوها شقيق محمد مصدق من الأم رئيس وزراء الشاه الذي انقلب عليه، وخالها كان يعمل ياوراً في القصر.

مات أبوها وهي لا تزال طفلة صغيرة، أما أمها فريدة قطبي فهي من منطقة كيلان إحدى المقاطعات الإيرانية التي تقطع على بحر قزوين قضت في هذه المرحلة الأولى من عمرها 21 عاماً، كانت تتمتع خلالهم بجاذبية الجمال الفارسي البراق والقوام الممشوق فكان يبلغ طولها في هذا السن 171 سنتمتراً،

وكانت لها جاذبية خاصة يشع من عينيها بريق الشباب الطموح المقبل على الدنيا بكل مرح وفرح، وهكذا كان يعكس اسمها جوانب كثيرة من شخصيتها.

الثورة الإيرانية بداية النهاية يشكل يوم الـ 16 من يناير 1979 تاريخ أسود في حياة الإمبراطورة فرح التي كانت وقتها في الحادي والأربعين من عمرها ففي هذا اليوم بدأت حياتها تأخذ منحي دراماتيكياً ومأساوياً أشبه بكابوس كئيب ومرعب، حيث طار العرش والنفوذ وداست الثورة الإيرانية الإسلامية فوق رايات الأحلام والأمنيات لتغادر فرح وزوجها إلى المنفي في نفس اليوم الذي قامت فيه الثورة، وقبلها بقليل كانت قد أرسلت أبنائها إلى جدتهم في الولايات المتحدة.

كانت تعتقد الإمبراطورة أن هناك العشرات بل المئات من أصدقائها خارج البلاد سيرحبون بها وبزوجها ضيوفاً أعزاء عليهم، لكنها أفاقت على جحود ونكران الجميل من أناس ودول كانت تدعي الصداقة الحميمة لها ولزوجها لكنهم أداروا ظهورهم لهما بعد خروجهما من السلطة،

لتبدأ وزوجها رحلة منفى قاسية، حيث التنقل من مصر التي كانت من أولى الدول التي رحبت باستقبالها وزوجها ثم إلى المغرب فبنما فالولايات المتحدة ثم مصر مرة أخرى حيث استقر بها الحال لفترة مؤقتة مع الشاه.

عشنا 14 شهرا في تنقلات مستمرة وسط آلام عديدة وإهانات بالغة وشائعات سياسية وتهديدات بالغة، وفي محاولة لتخفيف عذاب هذه الفترة العصيبة دعانا الرئيس السادات والسيدة قرينته إلى مصر، ووجدناهما في انتظارنا عند سلم الطائرة والاستقبال كان مناسباً البساط الأحمر ممتد أمامنا وأيضا حرس الشرف علي الجانبين

تأثر الشاه جدا بهذا الاستقبال وملأت الدموع عينيه ثم تقدم السادات واحتضن الشاه بكل حرارة كان الشاه وقتها مريضاً وضعيفاً جداً، أعد لنا السادات وقتها قصر القبة لنقيم فيها ثم تم تخصيص جناح للشاه بمستشفي للقوات المسلحة وأجريت له كل الفحوص الطبية، تلاها عملية استئصال الطحال التي سبق أن نصحه بها بروفيسور أجنبي، كما سمحت لنا الظروف أيضاً ليحضر أبناؤنا من الخارج ونراهم، وكانت هذه أول مرة منذ فترة طويلة يجتمع فيها شمل الأسرة من جديد دون خوف أن يتم طردنا في اليوم التالي.

فبعد خمسة أيام من التدخل الجراحي تأزمت الحالة الصحية له، رغم نجاح الجراحة، وتتذكر فرح هذا اليوم الذي ساد فيه الصمت المطبق على جناح الشاه والحزن خيم علي المكان وابنتها الكبرى فرحناز كانت جالسة عند الركن الأيمن للسرير ممسكة بيد والدها وتنهال عليه بالتقبيل وعند الركن الأيسر تراقب والأطباء الضغط وعملية سير الدم، وأثناء هذه المراقبة توفي الشاه في الـ27 من يوليو عام 1980 ودفن بالقاهرة.

مرض ووفاة الشاه لم ينهي مآسي الإمبراطورة عند الطرد والمنفي والبُعد عن أولادها مات الشاه وترك الإمبراطورة الحزينة تكمل الحياة في المنفي وحيدة، فقامت بعد وفاته بشراء منزلاً في ولاية كونكتيكيت الأمريكية وعاشت هناك مع ابنتها ليلي لفترة لتكون بالقرب من ابنها رضا المعروف بنشاطه السياسي المناهض لحكومة الثورة الإيرانية، ثم باتت تتنقل بين أمريكا وباريس.

وفي عام 2001 حل عليها فصل جديد من فصول المآسي التي مرت بها وهي انتحار ابنتها ليلي التي كانت تعاني من مرض في العضلات يسمى "الإنوركسيا" وهو مرض نفسي يأتي في سن المراهقة بسبب رفض التغذية من أجل الحفاظ على الوزن.

ووقتها نفى أخوها رضا انتحارها مؤكداً أن الأدوية التي كانت تتناولها شديدة عليها وقضت على جسدها النحيل، لكن فيما بعد اتضح أنها سرقة جرعة كبيرة من الأدوية المخدرة من طبيبها دون أن يدري، وتم العثور على جسدتها في فندق ليوناردو بالعاصمة البريطانية لندن، وجاء تقرير الطب الشرعي يؤكد وفاتها بجرعة مخدرة مع أخرى مهدئة تناولتهما معاً.

شجاعة حتى اللحظات الأخيرة تأثرت الإمبراطورة كثيراَ بوفاة ابنتها ليلي، لكنها في نفس الوقت ظلت صلبة ومتماسكة وتقول بأن تلقيها لحوالي 55 ألف برقية تعزية في وفاة ابنتها خفف عنها بعضاً من حزنها حيث شعرت بأنها لا تزال محل حب وتقدير الكثيرين.

وأنها دائماً ما كانت تشعر بهذا التقدير عندما كانت تسير في الأماكن العامة ويقابلها البعض ويتعرفون عليها ويقولون لها  لقد تزوجنا في نفس عام زواجك وآخرون يقولون لها ابني ولد في نفس شهر ميلاد ابنك. هذه الإطراءات كانت تمدها بالقوة والشجاعة.

في عام 2003 وبعد سنوات طويلة من الرفض استطاع الناشر الفرنسي برنار فيكو أن يقنع الشهبانو فرح علي كتابة سيرتها الذاتية التي صدرت تحت عنوان فرح بهلوي حياتي وتلقفتها المكتبات العالمية، وفي جزء منها تحدثت عن قسوة المنفي وموت الشاه.

ورداً على سؤال وجهته إليها مجلة باري ماتش في مقابلة معها، عن سر الشجاعة الكبيرة التي لا تزال تتحلى بها بعد نفيها وموت زوجها وابنتها، ردت قائلة: منذ شبابي وأنا متمسكة بالحكمة التي تقول يا رب اعطني الشجاعة لتغيير ما يمكن تغييره وأعطني الصبر لتقبل ما لا يمكن تغييره وأعطني الحكمة للتمييز بين الاثنين. إن قوتي وكرامتي الشخصية استمدها من الرسالة التي تعهدت بها وهي إلا أيأس أبداً وأحتفظ دائماً بابتسامتي وألا يري أحد دموعي. وظلت فرح تتمسك بمبادئها وتحتفظ بشجاعتها حتى وفاتها في العاصمة الفرنسية باريس.

وفي قلب العاصمة الفرنسية باريس رحلت فرح ديبا زوجة شاه إيران محمد رضا بهلوي أول امرأة تتوج كإمبراطورة لإيران في العصر الحديث فمنذ الغزو الإسلامي لإيران الذي جاء في القرن السابع الميلادي لم تحمل أي امرأة في إيران هذا اللقب.

ومن ثم فهي أيضاً أخر من حملن لقب إمبراطورة إيران الذي يعني بالفارسية شهبانو رحلت الشهبانو في صمت وحيدة وبعيدة عن وطنها الذي طالما طاقت نفسها للرجوع إليه رحلت قبل سبعة أيام من احتفالها بعيد ميلادها السبعين.

توثيق ثقافة بهلوي

الى ذلك يوثق معرض كشف الحجاب بداية الغزو الثقافي الذي بدأ في طهران لإجراءات حكومة الشاه رضا بهلوي في ثلاثينيات القرن الماضي في نزع حجاب المرأة الإيرانية. ويخرج المعرض للعلن وثائق ومستندات لأول مرة توضح الأساليب التي انتهجت لدفع الإيرانيين رجالا ونساء بالقوة لتغيير طرق لباسهم والتوجه نحو الطراز الغربي.

وكان الشاه رضا خان بهلوي يرى أن الحجاب الذي يطلق عليه الشادور باللغة الفارسية سبب لتخلف الإيرانيات. وفي عام 1934 زار تركيا وعاد معجبا بمظهر النساء السافرات في الشوارع والأماكن العامة، وأصدر في العام نفسه قانونا ينص على نزع الحجاب وجعل من ذلك التاريخ يوما أسماه يوم حرية المرأة.

وقالت مديرة الشؤون النسائية في محافظة طهران فرح ناز قندفروش إن المعرض الذي يستمر أسبوعا جاء ليوثق للمرة الأولى ما ارتكبه الشاه رضا خان من جرائم في حق النساء الإيرانيات.

وأوضحت أن المعروضات تشتمل على مستندات تاريخية وقرارات إدارية وتقارير حكومية تكشف عن فترة قاسية من تاريخ الحياة العامة في إيران، وأكدت قندفروش في افتتاح المعرض أن بعض الوثائق يحكي قصصا مؤلمة عن وقاحة الشرطة في تطاولهم على النساء المحجبات.

وأشارت إلى مشاركة يهود ومسيحيين وزرادشتيين سيقدمون في المعرض أبحاثا حول لباس المرأة والعفة في الأديان المختلفة، واعتبرت ذلك ميزة تقوي نجاح المعرض.

وتظهر تماثيل ومجمسات على مساحة المعرض التي تصل إلى ألفي متر، الطرق التي كانت تتبع في نزع حجاب النساء في الشوارع والأسواق على أيدي رجال الشرطة. من الوثائق السرية لحكومة بهلوي حول قيام الشرطة بتنفيذ أوامر نزع الحجاب.

وتؤكد وثائق مؤسسة مطالعات تاريخ إيران المعاصر أن قانون رضا خان لنزع الحجاب لاقى معارضة كبيرة، وكانت السلطات تعمد لمعاقبة المسؤولين الذين يرفضون تطبيق القرار أو يرفضون اصطحاب زوجاتهم بدون حجاب لحضور الحفلات والمناسبات المختلفة.

ويشير الباحث حميد بصيرت منش إلى أن التصميم على نزع حجاب الإيرانيات اتخذ بداية شعارا لحرية المرأة.

ثم بدأت تصدر إشارات إلى أن الحجاب يقف أمام تحررها، حتى وصل الأمر إلى إصدار القانون الذي يفرض نزعه بالقوة وما تلاه من إجراءات، ولكن هذا القانون قوبل بمواجهة واسعة من رجال الدين وعارضه مسؤولون في الدولة وصحف انتهى بها الأمر إلى الإغلاق.

وفي المقابل أفردت في المعرض مساحة خاصة بفرق الإرشاد التابعة للأمن العام في الجمهورية الإسلامية للدفاع عن خطة الأمن الاجتماعي والتصدي لمظاهر الحجاب السيئ.

وتدافع الشرطة الإيرانية عن إجراءاتها هذه بالقول إن عدم الالتزام باللباس الشرعي يقف وراء الكثير من التجاوزات والتحرشات التي تتعرض لها النساء في الشوارع ويزيد من نسبة الجريمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/كانون الثاني/2011 - 5/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م