الفتاة المسترجلة... ظاهرة تنتشر في دول الخليج

تحقيق: عبد العزيز حسن آل زايد

 

شبكة النبأ: (انتبهي... لا تعبري من هنا، فهناك ثمة: فتيات مسترجلات !!)، هذه العبارة وغيرها تتناقل على الشفاه كلما شوهدت تلك الفتاة الرجل!

رغم التحفظات التي تستهويها مجتمعاتنا إلا أن العدسات التقطت بعض الصور، هل السكوت عن المشاكل يساهم في حلها ؟ أم أن عرض المشكلة بداية العلاج؟

كل له رأي، وبين هذين الفريقين تضيع الكثير من الأجيال، وفي خضم هذا الجوع والانحباس الذي تعانيه بعض الفتيات سارت قافلة الحروف نحو عرض المشكلة. 

كل من يعيش الحرمان يسعى للتعويض، بشتى الطرق حتى يصل إلى حالة التوازن والاستقرار النفسي، ولعل الهرمون العاطفي لدى الكثير من الفتيات لا يقف عند حد، خصوصاً في بيئة بدأت سهام مغرضة في رشق ما تبقى من نزاهتها عبر مدفع التقنيات التكنولوجية المفتوحة (24 ساعة)، الجوع العاطفي مؤلم، ويكاد يعتصر الكثير، البعض يتمالك، والبعض يحاول التوازن إلا أن الصبر يتضاءل عند بعضهن فيولد من رحم اليأس مارد خطير مستسبع وشره يسمى: الاسترجال.

الفتاتان الزوجتان، أنه ضرب من ضروب التعطش الجنسي والعاطفي الذي يعصف بالكثير من اولئك الفتيات، إنه أفيون يعصف بما تبقى من أوراق الأنوثة، حالة من الأسى يدفع الكثير من أولئك لاتخاذ العشيقة، (فتاة رجل، وأخرى بنت) والحب بينهما يسعى لإيجاد الحل.

هذه بذرة صغير وخطوة خجولة من ذلك التطور المؤلم والوحش المارد المستفحل، ما يسمى ظاهرة الاسترجال المخيف.

كاميرتنا سلطت بعض الاضاءات من مصدر قريب، لبعض النسوة المسترجلات، وقد يتباذر لذهن القارئ صورة معينة لتلك الفتاة، لكن الصورة التي سنعرضها ستكشف بعض الملامح، ولعلنا نضيف لما رسمته المخيلة بعضاً من الملامح الاضافية ليكون "زوم" التقريب بدقة متناهية قدر الامكان، وهذا ما أفصحته أحداهن، إذ تقول (ز.ت) واصفة أشكال أولئك الفتيات : (شعر قصير للرقبة، ملابسهن، حقائبهن خاصة بالأولاد، ملابس رياضية تتبع منتخبات كرة القدم يرتدينها، منافسة كل واحدة تحاول أن تكون أكثر تميزا في قدرتها لتقليد الرجال).

ونقترب من الوصف أكثر مع (ز..) إذ تقول ومخيلة تفكيرها ترسم لنا تلك المشاهد التي لا تزال ماثلة أمامها: (نراعي في هندامنا اولا قصات رجالية نتفنن في تحديدها، وقد تصل لحد استخدام شفرة الحلاقة لنغطي على شكلنا الأنثوي).

وتسترسل الفاتة المسترجلة في حديثها وهي تحمل ملامح بسيطة أنثوية تكاد لا تلاحظ عتمتها دخان السيجارة بين أناملها: (ونراعي ايضا ارتداء قمييص رجالي مفتوح الأزرار، مرفوع الأكمام بلا مبالاة أو تيشيرت فراري، بولو، وساعة رياضية وفي اليد الأخرى سلسلة أو طوق رجالي، وعطر رجالي نفاث، حركات خشنة وصوت مثل ذلك، خطوات كتلك التي للرجال).

وتضيف: (أصبح بعض الفتيات يشاركون الشباب في التحرش بالبنات ويضايقونهم، وتجد أن كل بنت مسترجلة لها صديقة ((قيرل فرند)) مثل ما يقولون, وهذه البنت المسترجلة مسيطرة على هذه البنت العادية وتفرض رأيها عليها وأوامرها, مثلا تقول لا تخرجي مع فلانة لأي مكان أو لا تذهبي للسوق لوحدك أو ....الخ).

وتتابع: (لا والامر اشد من ما تتصورون حتى أن البنت المسترجلة تصرف على صديقتها وترفض ان يوصلها احد الى الجامعة او غيرها من الاماكن وكأنهما رجل وزوجته)!

ماذا يصنعن؟

وحتى لا تمتد أسورة الظنون كثيراً، نشير إلى أن هناك أنواع وأشكال من هذه الظاهرة التي تشاع تسميتها باسم (البويات)، ومن ملاحظة تقول (ز.ت) : (بالنسبة للمسترجلات هناك نوعان، مسترجلات شاذات، ومسترجلات شكلا فقط، جاءت هذه الظاهرة لدينا تقليداً للغرب، أو من المذيعات و الممثلات التي يحاكون هذه الظاهرة مثل (....).

وتضيف (ز.ت) أيضاً : (البعض منهم شكلا مسترجلات .. ولكن بداخلهم أنوثة كبيرة .. مثلا وحدة منهن مسترجلة بشكل كبير في تصرفاتها وشكلها لكنها في نفس الوقت مخطوبة و زواجها بعد شهر!! ) وخلف الكواليس أشياء لا تذكر، إلا بمقدار الإشارة السريعة التي يفهم القارئ منها المغزى والمراد.

تقول (أ.ي) : (حصل كثير أمام عيوننا بالجامعة انو تصادق بنات ويبادلونها الإعجاب والحب وأشياء أخرى غير لائقة معاملتها للبنت مثل معاملة الرجل للمرأة).

أما (ذ...) فتضيف : (هناك فتيات تنصاع لهذه الظاهرة، ولإشباع رغبات ... فتجد الاهتمام من فتاة مثلها تشكلت وغطتها تصرفات ذكوري، فتنصاع لها وتشكو لها، وهي بالمثل تبادلها الاهتمام الذي تفقده في البيت فلا تجد المأمن إلا هنا، وقد تتواصل اللقاءات في بيوت الاثنتان من دون أي مشاكل او أي شك، قد تصل للخلوة !! وهذا ما تفضله بعض الفتيات حتى لا تثار الشكوك حولها "على لسان مسترجلة  تائبة").

الخوف يعتلي الفتيات منهن !!

في وسط المجتمع النسائي المحافظ تنصدم الفتاة بوجود رجل يمسك يدها أو يضع أصابعه على كتفها، فتصرخ أو ينتابها الخوف من هذه الصدمة لدرجة الإغماء والذعر، يتبين أن هذا الرجل المتسلل ما هو إلا فتاة مسترجلة، هذا الخوف لا يحدث مجرداً لهول المفاجأة والصدمة بل النظرة المرعبة لهن يفرغ حالة من الخوف والاضطراب.

تقول (هـ .ح) : (في الجامعة ارى اشكال عجيبة، يعني للأسف بعض البنات نخشى حتى ان نكلمها او نقترب منها حتى ما نمر من جنبها تشبه الشاب كثيرا).

الظهور العلني للظاهرة

هذه الحالة تناقلتها بعض وسائل الاعلام بشكل مستفيض في دول الخليج العربي، وعكست ردود الفعل السلبية تجاهها، وصاحب كتاب "المسترجلات" الصحفي علي القحيض أن: " الامارات هي الدولة الوحيدة بالخليج التي اعترفت بالظاهرة وقررت مواجهتها باطلاق حملات شاركت فيها وزارتا الشئون الاجتماعية والتربية والتعليم والشرطة".

فمتى سنعترف بهذه الظاهرة ونسعى لحلها؟!، لننظر ما حولنا لنجد الظاهرة تزكم الأنوف، تقول (ز.ت) معربة عن استيائها لتفشي هذه الظاهرة في مجتمعاتنا المحلية: (حضرت زواج في القطيف لأول مرة أشاهد المسترجلات في مجتمعنا و بشكل واضح جدا، 5 أو 7 مسترجلات تقريبا مع فتيات بكامل أنوثتهن، بالنسبة لي تساءلت أي جرأة تمتلكها بنت لتظهر مسترجلة في مناسبة نسائية كزواج)؟

هل هناك أعذار؟

البعض يعتقد أن هذه المشكلة ليست ظاهرة اجتماعية صرفة أو موضة متمردة على الواقع بامتياز، بل أنها حالة مرضية كما تقول في العيادة النفسية الأخصائية (.....) لأحد المستشفيات: (هي حالة مرضية فيسيولوجية لها آثارها الاجتماعية والنفسية، إذ يعيش الفرد حالة من الاضطراب النفسي والسلوكي نتيجة للأزمة النفسية...).

ثم تضيف : (هذه الميول والاضطرابات السلوكية التي يمر بها الفرد، ليست بإرادته بل نتيجة لعزوفه عن هويته التي ظهر بها في المجتمع، وهروبه منها إلى هوية أخرى، ويأتي هذا نتيجة الخلل الفسيولوجي والخلقي الذي يعيشه).

وتختتم قائلة: (إن الفتاة التي تختلط منذ الصغار بالرجال وتجالسهم وتتصرف كالشباب وتتحرك مثلهم بشكل مستمر وترتدي ملابس الرجال وتحلق كالرجال، فإن غددها ستفرز هرمونات ذكرية مثل ''لتسترون''، ما يؤدي بالتالي إلى تغيرات فيزيولوجية، تظهر على الصوت والجسم والشكل العام للفتاة، وهذه التغيرات يمكن ملاحظتها من خلال الصوت الخشن والأكتاف العريضة، وحتى بروز الشعر في الوجه والبدن عموما).

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/كانون الثاني/2011 - 5/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م