كبوة الطائرات... ومعوقات المال والارهاب والكوارث الطبيعية

شبكة النبأ: تعرض قطاع الطيران الدولي الى اضرار فادحة خلال العام الماضي، خصوصا بعد تراكم المشاكل ذات الصلة والتي كلفت شركات الخطوط الجوية خسائر فادحة.

فبدأ من ازمة المال الدولية التي تسبب بإشهار العديد من شركات الطيران العالمية افلاسها، الى الكوارث البيئية التي اوقفت معظم حركة الطيران في العالم، الى سقوط بعض الطائرات لأسباب مختلفة، مرورا بالتهديدات الارهابية القائمة، صبت كل تلك الامور في مجمل العوارض السلبية المؤثرة على هذا القطاع الحيوي.

حيث يكابد القائمون على الشركات الجوية لتخطي نتائج تلك الاضرار عبر وسائل عديدة، ابرزها اعداد الدراسات والاحصائيات التي تقي اي كبوة مستقبلية قد تواجه عملهم.

سنة سيئة

فقد افادت حصيلة للمجلس البريطاني المتخصص ان العام 2010 كان سيئا بالنسبة الى سلامة الطيران مع زيادة عدد القتلى في حوادث الطائرات حيث قتل 828 شخصا عبر العالم.

والعام الذي سبقه، تم احصاء 28 كارثة جوية دامية، اي بزيادة 22%، بحسب اسند. وادت هذه الحوادث الى مقتل 828 شخصا ومن افراد الطواقم، اي 13% اكثر من ال731 قتيلا في 2009.

وقال المجلس ان 2010 كانت سنة سيئة مع معدل حوادث مميتة يتفاقم: فقد انتقل من حادث لكل 1,5 مليون رحلة في العام 2009 الذي كان افضل الاعوام التي احصيت لجهة السلامة، الى حادث لكل 1,3 مليون رحلة العام الماضي .والحادث الاخطر في 2010 كان حادث البوينغ 737 التابعة لشركة انديا اير اكسبرس التي تحطمت لدى هبوطها في منغالور جنوب الهند موقعة 158 قتيلا.

وتميزت السنة ايضا بتحطم ايرباص ايه321 تابعة لشركة ايربلو في باكستان (152 قتيلا)، وايرباص ايه330 تابعة لشركة الافريقية في ليبيا (103 قتلى) وبوينغ 737 تابعة لشركة اثيوبيا ايرلاينز في لبنان (90 قتيلا).وقال المجلس البريطاني المتخصص "لكن على الرغم من الارقام السيئة نسبيا في 2010، نعتقد ان سلامة الطيران تواصل التسحن" على الامد الطويل بحسب وكالة فرانس برس.

وكان عدد الحوادث المميتة في العقد الماضي اقل بمئة حادث منه في التسعينات. وعلى مدى عشرة اعوام، تراجع العدد الاجمالي للقتلى ايضا. فقد قضى حوالى ثمانية الاف شخص في حوادث طيران خلال العقد الماضي، اي قرابة 3300 اقل من ال11280 شخصا الذين سقطوا في التسعينات.

33 مليار خسائر

في نفس الصدد يدرك المسافرون جواً حجم الإحباط من تأخر الرحلات، إلا أن تقريرا نشر مؤخراً كشف أن للتأخير ثمنا فادحا يصل إلى مليارات الدولارات تضاف تكلفته إلى الاقتصاد الأمريكي المتعثر. ووجدت دراسة أجراها معهد دراسات النقل بجامعة كاليفورنيا أن تأخر الرحلات الجوية كلف الولايات المتحدة 32.9 مليار دولار عام 2007.

وقال مارك هانسن، الذي قاد البحث: هذه أكثر دراسة مفصلة حتى اللحظة تحلل التكلفة المالية لتأخير الرحلات الجوية. وأردف: تأخر الرحلات مشكلة خطيرة وواسعة النطاق تسبب إجهادا كبيرا للنظام  بالجو والعملاء. وبحسب تحليل الدراسة، دفع المسافرون 16.7 مليار دولار كوقت ضائع بسبب تأخر وتأجيل إو عدم اللحاق برحلات الترانزيت، بالإضافة إلى تكاليف أخرى مثل الوجبات والإقامة. ولفت الباحثون في دراستهم أن العديد من المسافرين يقضون وقتاً أكثر بعيداً عن منازلهم تحسباً من تأجيل وتأخر الرحلات. وفرض تأخير الرحلات على شركات الطيران دفع 8.3 مليار دولار كتكلفة إضافية للطواقم والوقود والصيانة، بحسب البحث. كما خسرت شركات الطيران الأمريكية قرابة 4 مليارات دولار نظراً لتراجع الطلب بسبب تفادي المسافرين السفر بالجو خشية التأخير بحسب السي ان ان.

ووجدت الدراسة أن اقتصاد البلاد ككل يعاني أيضاً من المشكلة، إذ تزيد عدم كفاءة النقل الجوي التكلفة على القطاع  التجاري، الأمر الذي خفض إجمالي الناتج المحلي الأميركي بنسبة 4 مليارات دولار في 2007. ولاحظ معدو الدراسة، التي أعدت بتكليف من إدارة  الطيران الاتحادية، أن تأخر العديد من الرحلات، كتلك التي تسببها أعطال ميكانيكية أو الظروف المناخية القاسية، لا يمكن تفاديها، غير أنهم أشاروا، كذلك إلى مشكلة ازدحام المجال الجوي.

وبحسب مكتب إحصائيات النقل الأمريكي ففي خلال هذا العام، فإن 18 في المائة من الرحلات الجوية، غادرت أو هبطت متأخرة بربع ساعة تقريباً.

أخطاء مصنعيه

الى ذلك أدى خلل في محركات من صنع شركة جنرال إلكتريك لأربع طائرات خلال العامين الماضيين، إلى دفع هيئة سلامة النقل القومي إلى إصدار توصية عاجلة لزيادة عمليات التفتيش والتحقق من محركات الطائرات في الولايات المتحدة، رغم عدم وقوع حوادث تحطم للطائرات أو إصابات بين ركاب هذه الطائرات. غير أنه في الحالات الأربعة، أسفر الخلل في هذه المحركات عن اختراق غرفة المحركات بأجزاء تالفة وساقطة من المحركات.

لكن مثل هذا الفشل غير الخاضع للسيطرة في المحرك، يشكل خطراً بشكل خاص لأن أجزاء المحرك المفككة يمكن أن تخترق خطوط إمداد الوقود للطائرة أو خطوطها الهيدروليكية، وقد تؤدي إلى تلف في سطح الطائرة أو حتى اختراق جسم الطائرة وإصابة ركابها بالأذى. وتتعلق القضية بسلسلة محركات جنرال إلكتريك النفاثة CF6-45/50، التي تعتبر من أقدم المحركات الموجودة في عدد قليل من الطائرات.

وقال مسؤولون في إدارة الطيران الفيدرالية إن 373 من هذه المحركات موجودة في عدد غير معروف من طائرات قيد الخدمة في الولايات المتحدة. كما تستخدم هذه المحركات في بعض طائرات إيرباص الأوروبية من طراز A300، وطائرات بوينغ 747، وطائرات DC-10 وMD-10، وطائرات KC-10 التابعة لسلاح الجو الأمريكي بحسب الس ان ان. على أن متحدثة باسم شركة جنرال إلكتريك قالت إن معظم هذه المحركات تستخدم في طائرات الشحن.

من أجل سلامتنا

الى ذلك قالت هيئة سلامة النقل القومي الأمريكية إنه في أربع مرات تسبب جهاز حفظ التوازن الدوار بفشل الأقراص الدوارة، مما أدى إلى فشل المحرك بصورة غير قابلة للسيطرة. وقالت المتحدثة باسم إدارة الطيران الفدرالية، لورا براون، إن الإدارة مدركة للمشكلة وأصدرت قراراً، تطلب فيه إجراء عمليات تفتيش على محركات 50 طائرة، وإعادة عمليات التفتيش على 175 طائرة أخرى، كما أنها تعمل على قرار لإضافة عمليات اختبار الأقراص الدوارة بحثاً عن تشققات.

وطالبت هيئة سلامة النقل، في توصية عاجلة، بإجراء عمليات تفتيش على محركات الطائرات كل 15 رحلات جوية، إلى أن تتم الاستعاضة عن الأقراص بأخرى محسنة منها.

وقالت إدارة الطيران الاتحادية إنها سوف تحافظ على سلامة أسطول، وإنها سوف تقرر ما إذا كان لتغيير الجدول الزمني للتفتيش بعد الانتهاء من الاختبارات على محركات أصابها الخلل في الأحداث الأخيرة. وقالت المتحدثة باسم شركة جنرال إلكتريك، ديبورا كايس، إن شركتها أصدرت نشرة، نصحت فيها شركات الطيران، التي تعمل بعض طائرتها بمحركاتها، بالقيام بمزيد من أعمال التفتيش ومراقبة المحركات بحسب السي ان ان.

وجاءت توصية هيئة سلامة النقل بعد حوادث أربعة وهي:

4يوليو/تموز2008: تعرضت طائرة من طراز بوينغ 747-300 تابعة للخطوط الجوية السعودية، لعطل في محركاتها بعد إقلاعها من مطار جدة في المملكة العربية السعودية.

26مارس/ آذار 2009: تعرضت طائرة من طراز ماكدونيل دوغلاس DC-10F، تابعة لشركة سهم للشحن الجوي، إلى فقدان ضغط الوقود بأحد المحركات بعد حوالي 30 دقيقة من إقلاعها من مطار مدينة مانوس في البرازيل. وأوقف الطيار المحرك وحول وجهتها إلى مدينة ميديلين في كولومبيا.

17ديسمبر/كانون الأول 2009: سمع أفراد طاقم طائرة من طراز بوينغ 747-F200 تابعة لشركة جيت إيت للشحن، صوت انفجار مكتوم بينما كانت الطائرة تحلق على ارتفاع 7000 قدم، وفقد أحد محركاتها ضغط الوقود، فعادت الطائرة إلى مطار شانغي في سنغافورة.

10 أبريل/نيسان 2010: فشل محرك طائرة من طراز إيرباص A300B4 تابعة لشركة آكت للشحن، خلال عملية التسارع أثناء محاولة الإقلاع من مطار المنامة في البحرين، فأعلن طاقم الطائرة حالة الطوارئ وأوقف الطائرة وتم تشغيل جهاز إطفاء الحرائق وإخليت الطائرة من ركابها.

استخدام الرسائل النصية والبريد الالكتروني

من جهتها تعتزم شركة طيران اير نيوزيلاند السماح لبعض الركاب بأرسال رسائل نصية واستخدام البريد الالكتروني خلال الطيران بحلول نهاية العام لكن لا يتعين على الركاب الاخرين الانزعاج حيث لن يسمح باجراء مكالمات هاتفية. وقالت شركة الطيران الوطنية في نيوزيلندا انها تتوقع السماح للناس بارسال وتلقي رسائل نصية وارسال بريد الكتروني عبر أجهزتهم اي فون وبلاك بيري والهواتف الخلوية التي تعمل بنظام جي اس ام على طائراتها الجديدة 777-300

وستتيح الخدمة الجديدة ايضا للركاب استخدام الكمبيوتر المحمول الصغير نتبوك أو الكمبيوتر المحمول اللاب توب مع الاتصال في الوقت نفسه بالحزمة العريضة الخلوية للدخول على الانترنت بحسب رويترز.

وقالت الشركة ان خدمتها الجديدة للرسائل والبيانات الخلوية تقدم بطلب من الركاب الذين يرغبون في البقاء متصلين على رحلات المسافات البعيدة لكن بحصولهم على موافقة دورية. وقالت اير نيوزيلاند انها لا تخطط حاليا للتمكين من اجراء مكالمات صوتية على متن الطائرة. وقال ايد سيمس المتحدث باسم الشركة في بيان سيكون في وسع الركاب على متن طائرتنا الجديدة بوينج 777-300 استخدام اجهزتهم جي اسم ام/ جي بي ار اس بأمان عندما يجري تنشيط هذا النظام خلال مرحلة السفر أثناء الرحلة.

سيجري ايضا مطالبة الركاب بابقاء هواتفهم في وضع صامت. وقال سيمس ان الركاب سيجري تكليفهم فواتير مثل أي برنامج تجوال عالمي اخر لكن ستطبق تكاليف تجوال معيارية على متن الرحلة.

أمريكية تشكو شركة طيران لتركها نائمة!

فيما أقامت أمريكية من ميتشيغان دعوى قضائية ضد شركة طيران محلية بعد أن أفاقت من نومها لتجد نفسها حبيسة داخل الطائرة. وتطالب جينجر ماكغواير، 36 عاماً، شركة طيران "يونايتد أكبريس" بتعويض يتراوح بين 25 ألف و75 ألف دولار لقاء الأضرار النفسية والجسدية التي تعرضت لها.

وقضت ماكغواير قرابة أربع ساعات حبيسة داخل الطائرة، بعد هبوط الرحلة 8080 التي استقلتها الراكبة من ميتشغان وتوقفت في واشنطن في طريقها إلى  فيلادلفيا، وحتى اكتشافها من قبل طاقم النظافة وتوقيفها للتحقيق. ووصفت الراكبة تجربتها قائلة: أن تفيق بداخل طائرة خالية وتفشل في الخروج منها إنه لأمر مرعب، قد تبدو كلماتي درامية لكنها لا تصف سوى القليل.

وأعلنت شركتا "يونايتد أيرلاينز و"ترانز ستيتس أيرلاينز" المسيرتين للرحلة إنها تحقق في الواقعة.

ورفض فريد أوكلسي، المتحدث باسم "ترانز ستيتس" التعقيب على الدعوى القضائية قبيل النظر في المستندات، واكتفى قائلاً: بشان الحادثة ذاتها، يمكنني أن أقول إنها وقعت وأن هناك تحقيقات قائمة.

وأوضح أن الإجراءات المتبعة هي أن يقوم الطاقم بمسح الطائرة، قبل مغادرتها، للتأكد من خلوها ونزول كافة الركاب، مضيفاً: تركيزنا حالياً ينصب على البحث في ما إذا تم تطبيق هذا الإجراء. وتقول مستندات القضية إن سلسلة من التأخيرات والإرهاق الناجم عنها أدى لأن تغط الراكبة في النوم، وكان من المقرر أن تغادر ميتشغان الساعة السادسة صباحا في رحلة إلى فيلادلفيا، على أن تتوقف الرحلة ترانزيت في واشنطن التي لم تغادرها حتى الساعة 11:40 قبيل منتصف الليل. وقام طاقم تنظيف الطائرة بإخطار إدارة أمن المواصلات لدى اكتشاف ماكغواير التي احتجزت عن طريق الخطأ للتحقيق والاستجواب بحسب السي ان ان.

وقال جيمس هارينغتون،أحد محامي الراكبة إن الحادثة برمتها تكشف عن ثغرة أمنية خطيرة، مضيفاً: ماذا سيكون الحال بحق إذا كان هذا شخص غير موكلي ويحاول بالفعل التخفي وعدم رصده. وأردف: كل التفسيرات تشير إلى أنه كسل بحت ولا تفسير آخر لذلك وليس هناك أعذار.

شاب روماني ينجو من الموت

على صعيد شبيه قالت الشرطة البريطانية ان شابا رومانيا اختبىء داخل الجزء مكمن الاطار الخلفي بطائرة اثناء رحلة من فيينا الى لندن اطلق سراحه دون ان توجه اليه اتهامات. وقال متحدث باسم سكوتلاند يارد ان الشاب البالغ من العمر 20 عاما القي القبض عليه بعد ان سقط على مدرج المطار عندما هبطت الطائرة في مطار هيثرو.

واضاف انها طريقة غير مألوفة للسفر. واضاف قائلا اعتقد ان أغلب الناس يشترون تذكرة. وفحص مسعفون الشاب بحثا عن اصابات واستجوبته الشرطة قبل ان تطلق سراحه. وقالت تقارير لوسائل اعلام بريطانية ان الشاب نجح في الوصول في الاغلب لان الطائرة كانت تحلق على ارتفاع أقل من المعتاد بسبب جو عاصف بحسب رويترز.

وقال مسؤولو طيران ان الشاب المتسلل خاطر بحياته لانه كان يمكن أن يهلك من درجات الحرارة الشديدة البرودة او نقص الاوكسجين او السحق بواسطة جهاز رفع الاطارات بعد الاقلاع.

أسرار حجرة القيادة

من جهةً أخرى انته عندما تستقل طائرة في رحلة ما، يمكنك سماع أصوات الطيارين عبر مكبرات الصوت، وهم يتفقدون الطائرة قبل الإقلاع، ولكن بالنسبة للجزء الأكبر من عملهم فإن الطيارين لا يزالون لغزا، خصوصا وأنت تعرف أن حياتك في أيديهم. ويبدو أن ما لا نعرفه عنهم كثير جدا، فقد طلبت مجلة "ريدرز دايجست" من 17 طيارا من شركات طيران الكبرى أن يكشفوا عن بعض الحقائق في وظائفهم، فكان منها ما أدهش وصدم الكثير من القراء.

وقال كابتن في شركة طيران كبرى "في الحقيقة، طاقتنا مستنفذة وقواعد عملنا تقضي بأن نعمل 16 ساعة دون انقطاع، وهذا أكثر بكثير مما يعمله سائق شاحنة، الذي يمكنه أن يتوقف على جانب الطريق أو في الاستراحات، أما نحن فلا يمكننا التوقف عند السحابة المقبلة.

وقال طيار آخر ويدعى جاك ستيفان، من الخطوط الجوية الأمريكية إن الفنادق السيئة تجعل من الصعب الحصول على قسط كاف من النوم. وأضاف عندما تريد أن تسافر في رحلة عند الساعة 7 صباحا، فإنك تريد أن يكون الطيار مرتاحا ومستعدا، ولكن الفنادق التي يضعوننا فيها الآن من السوء بحيث أن هناك العديد من الليالي لا ننام، فهي تقع في أحياء سيئة، ومزعجة، والأسرة مليئة بالحشرات بحسب رويترز. وتحدث الطيارون أيضا عن بعض التدابير التي اتخذتها الخطوط الجوية لخفض التكاليف، ونفذت في السنوات الأخيرة، ومنها مسألة التعامل مع الوقود.

وقال أحد الطيارين أنا تحت ضغط مستمر لاستخدام وقودا أقل من الكمية التي تشعرني بالاطمئنان، لأن الشركات تقول أننا إذا حملنا معنا وقودا إضافية فهذا يعني حمولة إضافية تؤدي إلى استهلاك مزيد من الوقود. وأضاف "إذا كنت تحمل في بعض الأحيان حاجتك من الوقود فقط، وتصادف عواصف رعدية أو أي سبب قد يدفع إلى التأخير، ينفذ منك الوقود فجأة، وعليك أن تبحث عن مطار بديل لتهبط فيه."

وهناك أيضا سر آخر يرغب الطيارون في أن يطلعوا عليه المسافرين، وهو أفضل وقت لتلقي مجاملة، إذ يقول جو ديون الطيار في شركة كبرى "الهبوط الجيد مؤشر على مهارة الطيار فإن كنت تريد أن تجامل الطيار وأنت تخرج من الطائرة فقل له: كان الهبوط ممتازا ونحن نقدر لك ذلك.

أخطاء لن تغتفر

في سياق متصل تسبب مساعد طيار هندي في إصابة 113 راكباً على متن طائرة من طراز 737 تابعة خطوط "إنديا إكسبرس" بالرعب هو يحاول تعديل مقعده. إذ أثناء محاولته ضبط المقعد، هبطت الطائرة مسافة 7000 قدم خلال رحلة الطائرة، عندما اصطدم بصورة عفوية بمقبض ضبط الارتفاع، ما أدى إلى حدوث حالة الهبوط الحاد المفاجئة.

ووفقاً لتقرير لجنة التحقيق في الحادث، التابعة لهيئة الملاحة المدنية في الهند، فقد تسبب مساعد الطيار في رعب المسافرين، كما أنه لم يكن قادراً على اتخاذ الإجراءات الملائمة خلال سقوط الطائرة من على ارتفاع 37 ألف قدم وبزاوية هبوط بلغت 26 درجة. ولم تنج الطائرة والمسافرين على متنها إلا عندما قام الطيار، الذي كان قد توجه إلى الحمام أثناء الحادث، باستخدام شفرة الطوارئ للوصول إلى قمرة القيادة، ومن ثم إعادة ضبط الارتفاع لمنع استمرارها بالهبوط بحسب رويترز.

وكان من شأن استمرارها في الهبوط أن تتحطم، بحسب هيئة الطيران المدني. وبحسب التقرير فإن الطائرة لم تتعرض لأي ضرر جراء الخطأ الذي ارتكبه مساعد الطيار الذي لم يذكر اسمه في التقرير، كما لم يصب أي من ركابها بأذى. وبعد أن استعاد الطيار، البالغ من العمر 39 عاماً، والذي لم يذكر اسمه في التقرير أيضاً، السيطرة على الطائرة، قال للمسافرين على متن الطائرة والذين كانوا يتناولون وجبة الغداء خلال الحادث المرعب، أن الطائرة تعرضت لجيب هوائي وهو سبب الهبوط السريع.

وخلصت لجنة التحقيق إلى أن مساعد الطيار البالغ من العمر 25 عاماً، لم يكن مدرباً على معالجة مثل هذا السيناريو، وربما لم يكن لديه أي علم بكيفية التعامل مع حالة طارئة مماثلة بحسب التقرير. يذكر أن الطائرة كانت تقوم برحلة عادية بين دبي، بالإمارات العربية المتحدة، وبيون، في الهند،، عندما وقعت حادثة الرعب هذه.

الامارات تشتري طائرات بمليارات الدولارات

من جهة اخرى نفى مصدر رفيع المستوى بشركة طيران الامارات انباء صفقة شراء 20 طائرة بوينغ بقيمة 5.4 مليار دولار. وقال المسؤول في الشركة الاماراتية ومقرها دبي ان طيران الامارات ستعلن في اليوم الاول من معرض فانبره ببريطانيا، تفاصيل صفقة شراء جديدة لكنه لم يحدد عدد الطائرات او الشركة المصنعة.

ولم تشأ شركة بوينغ الامريكية لصناعة الطائرات التعليق على انباء الصفقة. ولكن نقلت عن مصادر بصناعة الطيران ان من المتوقع ان تطلب شركة طيران الامارات شراء 20 طائرة من طراز بوينج 777 عريض البدن. وقد تكون هذه الطلبية من بين الاحداث الرئيسية في اليوم الافتتاحي لمعرض فانبره الجوي بحسب رويترز.

وطلبت طيران الامارات، اكبر شركة طيران في العالم العربي، شراء 32 طائرة ايرباص ايه380 في معرض برلين الجوي، وقالت ان من المرجح أن تطلب مزيدا من الطائرات قريبا. ويشارك في معرض فانبره حوالى 1000 عارض من 38 بلدا، وللمرة الاولى يشهد المعرض الاول في العالم للصناعات الجوية مشاركة مصر والمغرب وتايوان. وتسود توقعات متشائمة بشان الطلبيات والعقود في معرض هذا العام، بعد عامين من الركود الاقتصادي العالمي.

ويعقد معرض فانبره كل عامين، بالتبادل مع المعرض الثاني الاهم في العالم وهو لو بورجيه في فرنسا. وكانت صفقات الشركات في معرض فانبره عام 2008 وصلت الى 88.7 مليار دولار، لكن لا يتوقع ان تصل صفقات هذا العام الى نصفها. واضافة الى صفقة طيران الامارات المحتملة، يتوقع ان يشهد المعرض اعلانات من جانب شركات طيران من الشرق الاوسط واسيا، خاصة الخطوط القطرية التي تستعد لتشغيل شركة طيران منخفض التكاليف.

وربما لا يكون معرض فانبره فرصة بيع كبيرة للشركتين الرئيسيتين، بوينغ الامريكية وايرباص الاوروبية، اللتان تستحوذان على ثلثي سوق الطيران المدني. ويتوقع ان تنشط شركات اصغر مثل بومباردييه الكندية وامبراير البرازيلية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/كانون الثاني/2011 - 3/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م