![](Images/064.jpg)
شبكة النبأ: خطرت فكرة "الكتاب
التمهيدي لإيران" للصحفية المخضرمة روبن رايت لأن مواطنيها الأميركيين
لا يعرفون، على حد قولها، سوى النزر اليسير عن بلد يتصدر اهتمامات
الأمة الأميركية.
تقول روبن: " قد يجادل المرء بأننا أكثر جهلا عن إيران من أي دولة
أخرى على وجه الأرض تقريبا باستثناء كوريا الشمالية. وقد دأبْت على
زيارة إيران كل سنة تقريبا منذ العام 1973، وهناك ثروة من المعرفة عن
ذلك البلد ضمن مجموعة مختارة من الناس الذين يعتنقون طيفا واسعا من
الآراء. وبدلا من أن نكتفي بذلك النوع من الاستقطاب الذي نشهده إزاء
القضايا الساخنة الأخرى في السياسة الخارجية، فإنني قررت أن أجمع شريحة
واسعة من الناس معا وأستخدم معرفتهم وخبراتهم- ليس آراءهم، بل الحقائق
والتحليلات بالنسبة لاختصاصاتهم- ثم أتيقن من أن الكتاب سيكون جامعا
وشاملا". بحسب موقع أميركا دوت غوف
وهكذا بادرت روبن رايت، وهي مراسلة سابقة لصحيفة واشنطن بوست وتعمل
الآن باحثة في معهد السلام الأميركي ومركز وودرو ولسون الدولي للباحثين
الأكاديميين، إلى توجيه أسئلة إلى أكثر من 50 خبيرا من الحكومات
والجامعات ومنظمات الأبحاث السياسية من الولايات المتحدة والشرق الأوسط،
لكي تدبج 62 فصلا تتراوح كلمات كل فصل بين 2500 و 4000 كلمة، وتتضمن
معلومات عن جميع جوانب الحياة المعاصرة في إيران: سياساتها، مجتمعها،
اقتصادها، جهازها العسكري، برنامجها النووي، وعلاقاتها مع الولايات
المتحدة وسائر دول العالم- وهي "فصول وجيزة ومختصرة إلى حد يستطيع أي
قارئ أن يستوعبها".
وترى الصحفية الأميركية أن قارئ كتابها الجديد لن يعرف كل شيء عن
إيران، ولكنه على الأرجح سيخرج من مطالعته بتفهم أساسي. وتضيف قائلة: "كنت
أنبه (المؤلفين) إلى أن هذا الكتاب هو لجميع الناس من الطالب الجامعي
إلى الموظف المختص بالشؤون الإيرانية في مجلس الأمن القومي، وبالتالي
ينبغي عليكم أن تكتبوا لأوسع جمهور ممكن من القراء لأنه حتى ذلك الموظف
في مجلس الأمن القومي لن يعرف كل شيء، خاصة لأنه لم يخدم إطلاقا في
إيران وربما لا يجيد اللغة الفارسية".
وقد تم جمع الكتاب بسرعة استثنائية لكي يخرج من المطبعة قبل إعادة
انعقاد المحادثات حول برنامج إيران النووي بين الحكومة الإيرانية
ومندوبي الدول الست- بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات
المتحدة- التي تعرف باسم: الأطراف الخمسة زائد واحدا.
قالت روبن رايت: " اختمرت لدي الفكرة في تموز/يوليو وجمعت كل فصول
الكتاب بحلول أوائل أيلول/سبتمبر. وقد وافق جميع الخبراء الذين اتصلت
بهم ما عدا واحدا على المساهمة في الكتاب. ومعظمهم التزموا بعدد
الكلمات التي طلبتها روبن لمقالاتهم رغم الإغراء الذي واجههم بتقديم
المزيد. كما أن جميع الخبراء بعثوا بمقالاتهم في حينه، وإن يكن بشيء من
الإلحاح- بل إن بعضهم بعث بإنتاجه مبكرا مما أتاح لها الشروع في عملية
المراجعة والتنقيح.
"الكتاب التمهيدي لإيران" مساهمات خمسين خبيراً في توفير فهم أساسي
لتاريخ إيران واقتصاده وشعبه وعلاقاته مع الغرب. وتشدد روبن على أنه "ما
من أحد منهم كسب دولارا واحدا من هذا الجهد-إطلاقا- وهذا أيضا كان أمرا
مذهلا للغاية. ولكنهم جميعا شعروا أنه عمل جدير بالإنجاز لأنه ليس هناك
في الساحة مصدر مثله".
ومن إيجابيات الكتاب في رأي الصحفية الأميركية أن كلا من هؤلاء
الكتاب يشرح الأمور من رؤية مختلفة تتضارب أحيانا مع رؤى الآخرين في
تحليل جوانب الحياة في إيران. وتقول: " إن الفكرة كلها هي الحصول على
النطاق الكامل للخلفيات. لم نرد أن ينظر إلينا كيساريين أو يمينيين أو
أي شيء آخر".
وتعتقد روبن رايت أن الحاجة ماسة وملحة لتثقيف الأميركيين عن إيران.
وتعلل ذلك بقولها: " من بين الأمور التي يشكو منها الإيرانيون أكثر من
أي شيء آخر شح المعرفة لدى الشعب الأميركي عنهم، بينما يعرف الإيرانيون
الشيء الكثير عن أميركا والأميركيين".
ولكن ما الذي تريده الكاتبة من الأميركيين أن يفهموه عن إيران ؟
تجيب على هذا السؤال بقولها: " إن غالبية الإيرانيين هم في الواقع مثل
الأميركيين. عقول ووجوه نضرة.....بمعنى أنه مع كل العداوة والعنتريات
الصادرة عن نظام الحكم، نجد الشعب الإيراني تواقا لنيل القبول من
الأميريكيين. كما أن هناك إيران أخرى بدأنا نراها في السنة الماضية
حينما نزل الشعب إلى الشوارع " ليدحض النتائج الرسمية للانتخابات
الرئاسية للعام 2009".
وحتى قبل خروج الكتاب من المطبعة، بدأت نسخة منه على شبكة الإنترنت
تجتذب انتباه الناس. وفي هذا الصدد، تقول روبن رايت: "إن الموقع
الإلكتروني هو أكثر أجزاء المشروع إبداعا وابتكارا، وهو الجزء الذي
أعتز به أكثر من الأجزاء الأخرى وبطرق عديدة. إنه مشروع عضوي حي.
الكتاب كله موجود على الإنترنت....ليس هذا فحسب، ولكننا كلفنا واحدا من
الخمسين مؤلفا بأن ينشر مقالا تحليليا يرتبط بأحداث الساعة مرة كل
يومين. لقد أنشأنا الموقع الإلكتروني بأسرع ما استطعنا؛ وفي غضون أول
أسبوعين وبدون أي إعلانات دعائية، تصفح القراء من 103 بلدان 32000
صفحة. ومن بين هؤلاء، احتل القراء الإيرانيون المرتبة الثالثة أو
الرابعة".
ونوهت رايت بأن "وزارة الخارجية الأميركية هي مستخدم كبير للموقع
الإلكتروني، وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن يدري!! إن
المواد أصبحت تدرس في صفوف الجامعات أيضا".
ثم خلصت الصحفية الأميركية المرموقة إلى القول: " إنه ليس سوى كتاب
تمهيدي متواضع، لكن ما على المرء إلا أن يستهل شيئا ما". |