حكومة الأزمة

كاظم العبودي

مر الشعب العراقي خلال تشكيل الحكومة بأزمة حقيقية وظروف صعبة وقاسية قدم فيها دماء وأموال ومعاناة فداءً لحكومته المرتقبة ولم تكن تلك القرابين هي وليدة تلك الفترة الزمنية فحسب بل أن الشعب العراقي كان مشاريع فداء لحكوماته التي مرت علية طوال الحقب الزمنية السابقة من اجل أن يصنع دولته المستقرة التي ينعم فيها الجميع بالخير والأمن والأمان ولكن في كل مرحلة تنقلب تلك القرابين الى وبال على عليهم لتفسر على أنها ضعف وخنوع من قبل الشعب وتستغلها الحكومات الدكتاتورية التصنع حكومة مستبدة ومفترسة تأكل أبناءها.

وها نحن اليوم نمر بتجربة دولة فتية يبدأ فيها العد التنازلي لإنهاء تشكيل حكومتها حيث من المفترض أن يتم إعلانها بصورة كاملة لكافة الوزراء دون استثناء من اجل ان تباشر بعملها وبذلك تتكلل مساعي جميع أبناء الشعب العراقي بالنجاح بعد معاناة طويلة فترى إن الفرح والابتهاج والأمل أصبح يحدو الجميع بتشكيل الحكومة الجديدة.

 وهناك تبرز نقطة محورية لم يستوعب مفرداتها الجميع هي إن ما يبتغيه العراقيون وينشدوه من تشكيل الحكومة أن تكون وسيله لبلوغ الهدف لذي يسعون اليه وهو الدولة القوية المستقرة التي تحترم وتكرم أبنائها وتوفر لهم الأمن و الأمان والعدل والمساواة والحرية والعيش الكريم لكن الساسة تمكنوا من تحويل تشكيل الحكومة من وسيلة لبلوغ الهدف إلى هدف ينشده العراقيون من خلال خلق أزمات و تناحرات ومحاصصة وكأن العراق هو ورث لكتلة أو حزب معين.

فكثيرة هي الحكومات التي حكمت العراق لكن اغلبها لم تستطيع ان تلبي الطموح العراقي الذي ينشده أبناءه.

 فهل هل يا ترى إن حكومة الأزمة التي تم إعلان تشكيلتها تساوي أزمة الحكومة؟! و بصيغة أوضح هل هي بمستوى معاناة العراقيين (تجبر الخاطر وتفلج الصدر) ؟!

 وهنا تكون الحسرة واللوعة الحقيقية لأبناء الشعب عند ما تسير حكومتهم المعلنة عكس ما يصبون ويتطلعون اليه.

 ولعل هذه النظرة تشاؤمية يستهجنا القارئ وأنا أوافقه الرأي في هذا المحل من باب (تفاءلوا بالخير تجدوه) وإعطائهم الفرصة الكافية لكي ننصفهم بالحكم.

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4/كانون الثاني/2011 - 28/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م