التعليم المسرع... خطوة ايجابية ولكن قاصرة

عدسة وتحقيق: سيف محمد

 

شبكة النبأ: مصطفى طالب ترك الدراسة منذ سنوات وعندما سنحت له الفرصة لإكمال دراسته في مدارس التعلم المسرع توجه إليها مسرعا.

ويعلل مصطفى اسباب هجرة للدراسة في السابق الى ظروف اقتصادية واجتماعية المت به، فيقول، "كانت هنالك الكثير من الصعوبات التي واجهتني في حداثة عمري، خصوصا انني نشأة في عائلة محدودة الدخل، ونتكل في رزقنا على راتب والدي التقاعدي فقط".

ويضيف، "الدراسة كانت تتطلب في ذلك الوقت مصروفات غير قادر انا او ذوي تلبيتها".

ويتابع، "كنت احرج عندما ارى اقراني يرتدون ملابس زاهية وملابسي رثه".

ويرى مصطفى أن الدراسة الصباحية أفضل بكثير من الدراسة المسرعة سيما من ناحية الدراسة فأن المدارس الصباحية أفضل لأن حصتهم من الوقت أطول وفيها يأخذ الطالب حريته للقراءة والمراجعة ,بينما في التعليم المسرع فأن الوقت لا يكفي حتى للقراءة, وعندما يذهب الطالب إلى المدرسة الصباحية له طعم خاص فأصدقاء الطفولة لا يعوضون.

ويضيف، "لم تمارس ضدي أي ضغوط للعودة الى المدرسة، تركت الدراسة في أول الطريق أي في الصف الثاني ألابتدائي فأنا لا اعرف ألكتابة ولا القراءة فبعض المرات أحرج عندما يطلب أحد أن أقرأ له لفته أو أكتب له شيء ما، فكنت أحاول القراءة لكن لا أحد يساعدني على ذلك إلى أن فتحت مدارس التعلم المسرع فاستفدت كثيرا من هذا المشروع". 

ويتابع، "الى جانب الدراسة فأنني أعمل في محل لتصليح المولدات مع احد أقاربي لأنني لا أريد أن أمد يدي لأحد وبعد وفاة والدي أصلحت المعيل الوحيد لعائلتي، فالطموحات أصبحت كالأحلام لا نراها سوى في المنام لكنني أتمنى أن أكمل دراستي وأستطيع تأمين العيش الهنيء لعائلتي حتى ولو كلف ذلك حياتي فنحن محرومين من أبسط مقومات العيش التي أصبحت شبه معدومة في العراق".

فيما يجد حيدر أنور معلم في إحدى مدارس ألتعليم المسرع بأن مناهج التعليم المسرع تختلف اختلاف كبير عن المناهج الصباحية مما جعل الطلاب تواجه صعوبات كثيرة في التعامل مع المناهج وفيها شيء من الصعوبة, واغلب المناهج لا تتوافق مع عقولهم كونهم تاركين الدراسة منذ سنين.

ويقول، أن من أكثر الصعوبات التي تواجهنا كمعلمين هو تزاحم المدارس فأننا مقيدين بوقت محدد هو ثلاث ساعات لكن لا نستطيع أن نستمر حتى وقت متأخر بسبب انقطاع التيار الكهربائي, ومن الصعوبات الأخرى هو وصول التلاميذ  بأوقات متأخرة للمدرسة بسبب بعد المدارس في المناطق البعيدة عن مركز المدن وقد تصل إلى عشرات الكيلو مترات.

فيما يرى مدير إحدى المدارس في جوابه حول التعليم المسرع هل هو خطوة ناجحة، "إن التعليم المسرع هو خطوة ناجحة وقيم بحد ذاته كما أنه يعطي فرصة لإكمال الدراسة ممن فاتهم الوقت وهو يعد خطوة ايجابية نحو التقدم للأمام والقضاء على الجهل والأمية المنتشرة بشكل كبير في العراق وبدوره شكر وزارة التربية على هذا الإنجاز ومبادرة اليونيسيف".

وقالت الست ساهرة أحمد مهدي مسؤولة ألإحصاء وعضو مقررة في لجنة التعليم المسرع، "فتحت مدارس التعليم المسرع في سنة 2008_2009 وكان عدد المدارس 13 مدرسة موزعين حسب الوحدات ألإدارية وفي كل بداية سنة نعمل جرد تام, وفي بداية سنة 2009_2010 تزايد عدد الطلاب مما جعلن نفتح مدارس أكثر, ويعتبر مشروع التعليم المسرع من أفضل المشاريع  وهو مشروع يشرف عليه اليونيسيف يشمل العراق كله ويكون على ثلاث مستويات (أي دمج كل مرحلتين بمرحلة واحدة) ويمنح شهادة الدراسة ألابتدائية للخريجين".

واشارت، "من خلالها يستطيع الطالب أن يتعلم على مهن فوزعت في كل المدارس ماكنات الخياطة وإدخال الشباب في دورات لتعلم الحلاقة".

واضافت، "ان من أهم الأسباب التي فتحت من أجلها مدارس التعليم المسرع  هي الظروف ألأخيرة التي مر بها البلد ,تهجير بعض العوائل مما جعل التلاميذ يتركون مدارسهم وعندما رجعوا ليحق لهم الدراسة لآن أعمارهم قد تجاوزت السن القانوني للدراسة في ألابتدائية.وقامت مديرية التربية بتدريب معلمين لهم خبرة في التعليم".

وتسترسل ساهرة، "كانت أول سنة قد دربنا 150 معلم وفي سنة 2010 قد تدربوا 40 معلم, وذلك يجب أن يكون المعلم متدرب حتى يستطيع أن يوصل المعلومة للجميع, وهو مشروع أنساني ولا يخلو من ألأخطاء لأنه يفتقر إلى القوانين لأنه يشترك مع مدارس اليافعين بالأعمار حيث أن مدارس اليافعين تقبل من 10_15 بينما المسرع من 12_18 سنة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3/كانون الثاني/2011 - 27/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م