نشر التطرف... ثلاثية الجهل والعزلة والفكر المنحرف

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: كثيرا ما يكون أهم الأسباب أللتي تؤدي الى الحرب والدمار هي زرع التفرقة والطائفية بين أفراد ذلك الشعب المستهدف، لاسيما اذا كان يحتوي على العديد من الديانات المختلفة والتي يتبعها أولئك الذين يؤمنون بأحد أنواعها.

ولكن لكل دين او طائفة أيديولوجية معينة وقوانين وتوجيهات ينقلها للرعية عدد من المراجع والدارسين في هذا الدين، ولأن هناك الكثير من الذين يحاولون زرع التفرقة فيما بين الطوائف والديانات ليحققوا مطامعهم وغاياتهم التي لا تتحقق اذا كان العالم متوحد وهادئ فيبدؤون باستخدام بعض الاختلافات الموجودة في الأديان كوسيلة لنشر فكرة التناحر والعداء لبعضهم البعض، وان الحل الوحيد للقضاء عليهم هو التسلح بالوعي الثقافي والنظرة المنطقية للأمور بعد ان يكون هناك إيمانا ثابتا بما يتبعون حيث ان هذا هو السبيل الوحيد لتفادي ضربات الإرهاب التي تحاول ان تغير وتحرف بالأفكار الإسلامية وغيرها من الأديان لتنشر العداوة والبغضاء بين دول العالم.

مخيم للمسلمين يستقطب بريطانيين

وكأي واعظ مسلم يعمد الى اثارة المشاعر يرتفع صوت محمد طاهر القدري الى حد الصياح ويشير بسبابته ليوضح نقطة معينة.

لكن بدلا من الدعوات الغاضبة الى الجهاد او التنديد اللاذع بالغرب واعتداءاته ضد الإسلام تدور رسالة القدري التي يقدمها بدرجة مساوية من القوة عن التحديث والسلام والاحتواء والتفاهم.

وتظهر كلماته على شاشة كبيرة خلفه بينما يلقي خطبة في قاعة مكتظة من على منصة ويترقب اكثر من الف متابع له كل كلمة يقولها على الرغم من دخول محاضرته ساعتها الرابعة دون توقف. ويهدر من على المنصة ويتوقف من وقت الى اخر ليجفف عرقه او يضبط نظارته قائلا "الإسلام ليس دين عزلة وليس دين انفصال."

ويرفع صوته قائلا وسط صيحات التأييد من مستمعيه "أي قاتل لمواطن غير مسلم مصيره جهنم. من يرتكبون أعمالا ارهابية من باكستان وافغانستان ويزعمون أن هذا جهاد لا يعلمون ما هو الجهاد. هذا حرام. لن يكون مثواهم الجنة"، والقدري (58 عاما) الذي ولد في باكستان لكنه يعيش الان في كندا عالم مشهور متخصص في الصوفية.

القدري الذي الف اكثر من 400 كتاب عن العلوم والشريعة الاسلامية يطوف حول العالم ليلقي خطبا على الصوفيين بينما امتدت منظمته التي تسمى منهج القران الى 80 دولة من اليونان الى فيجي منذ تأسيسها عام 1981. وفي بريطانيا هو عنصر الجذب الرئيسي في مخيم للشبان المسلمين يطلق عليه اسم (الهداية) تحول على مدار الأعوام الخمسة الماضية الى اكبر مخيم روحاني من نوعه حيث يشارك فيه اكثر من 1200 شخص من اكثر من عشر دول.

إنقاذ الشبان من التطرف

ويعتقد القدري أن المخيمات من هذا النوع التي تستقطب الفتيات والفتيان دون سن العشرين ويرتدون الزي الاسلامي التقليدي ويجلسون في مكانين منفصلين داخل القاعة فضلا عن أولياء أمورهم وأطفال دون السادسة من العمر يمكن أن يلعبوا دورا في مكافحة تبني التطرف في الاسلام.

وبالنسبة لبريطانيا اكتسب هذا أهمية خاصة منذ عام 2003 حين انضمت البلاد الى غزو العراق وفي عام 2005 حين نفذ أربعة شبان بريطانيين مسلمين تفجيرات انتحارية في شبكة النقل بلندن وأسفرت عن مقتل 52 شخصا.

وقال القدري في هدوء اثناء تناول طعام الغداء بعد وقت قليل من انتهائه من القاء المحاضرة الثانية من عدة محاضرات وجلسات لتلقي الاسئلة والاجابة عنها "اشعر ان مسؤوليتي انقاذ جيل الشبان من التطرف." وأضاف "نحتاج الى إعدادهم ذهنيا وأكاديميا وثقافيا وروحانيا ضد النزعات التطرفية والمواقف المتشددة والإرهابية. نحتاج الى ان ننبههم الى صورة الإسلام الحقيقية."

وعلى مستوى العالم وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص كانت هناك زيادة مطردة في اعتناق الصوفية في السنوات العشر الماضية. وعملت الحكومات الحريصة على معالجة انتشار تفسيرات متشددة للاسلام في بلادها مع علماء دين صوفيين وحاولـت تأكيد تعـاليمهم. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

في بريطانيا التي يعيش بها نحو 1.7 مليون مسلم معظمهم من باكستان عمدت الحكومة في البداية الى تشجيع الصوفية ودعمت انشاء المجلس الاسلامي الصوفي عام 2006 وهي جماعة اتخذت موقفا صارما ضد التطرف الاسلامي. لكنها منذ ذلك الحين ابتعدت عن الدعم الصريح قائلة ان العمل من خلال المجتمع الصوفي وعدد المنتمين اليه في بريطانيا غير معلوم هو مجرد عنصر واحد من نهج اوسع نطاقا لمكافحة التشدد الاسلامي.

الثقافة تستطيع هزيمة التطرف

وقالت متحدثة باسم الحكومة "هذا جزء من تواصل أوسع نطاقا. لا نريد أن نعزل اي جماعة على حساب الاخرى." غير ان أنصار القدري يثقون بشدة في فوائد تعاليمه حيث يأتيه تلاميذ من الدنمرك وكندا ليستمعوا اليه يتحدث أثناء المخيم الذي تبلغ مدته ثلاثة أيام.

وتعجب النساء على وجه الخصوص بتأكيده لمساواة المرأة بالرجل في الاسلام وهي مسألة نادرا ما يتطرق اليها علماء إسلاميون آخرون. وتقول صوفيا سعيد (27 عاما) وهي مساعدة قانونية جاءت من مانشستر لحضور المخيم مع صديقة "ما يقوله يفتح الذهن ويجعلني أشعر بشعور طيب تجاه كوني امرأة."

وأضافت وهي تشعر بالارتياح مرتدية نظارة شمسية من احد بيوت الأزياء العالمية وحجابا "ليس هناك تمييز هنا. هذا يجعلني اشعر بأنني أشد إيمانا وبأنني إنسانة أقوى." ولا يعتقد القدري الوزير السابق بباكستان والذي كان معاونا قريبا من رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي لاقت حتفها في حادث اغتيال أن تعاليمه تستطيع تغيير العقول المتشددة بين عشية وضحاها لكنه يؤمن أن الثقافة تستطيع هزيمة التطرف في نهاية المطاف.

وقال "لو كان الإرهابيون عشرة أشخاص والمسالمون ألفا فإنهم حينذاك يتمتعون بقوة اكبر منا بأسلحتهم حتى لو كنا خمسة آلاف... لكن الفكرة هي أن علينا أن نجعل الخمسة آلاف أكثر قوة ليس بالسلاح وإنما بتوصيل رسالة الإسلام الصحيحة."

التعذيب والاحتلال يولدان الإرهاب

بينما جدت دراسة بتقنية المحاكاة رابطا قويا بين التدخل العسكري أو الاحتلال ونشوء السلوك المتطرف والإرهاب وتخلص دراسة محاكاة بالكمبيوتر إلى أن انتشار السلوك المتطرف هو ناتج عن العمل العسكري الذي يوسع دائرة الفئات التي يجندها الإرهابيون وفقا لصحيفة تيكنولوجي ريفيو. 

وانتشرت دراسة الأوبئة على نطاق واسع بفضل نماذج الكمبيوتر التي تقدم محاكاة لطريقة انتشار الفيروسات والبكتريا المعدية، وقد أثبتت هذه النماذج صلاحيتها وتم التحقق منها من خلال بيانات حقيقية على الأرض حول انتشار الأمراض والأوبئة، مما يدعم قيمة أدوات محاكاة الكمبيوتر كوسيلة لتوقع الكوارث الصحية ومنع حدوثها.

ولم يقتصر استخدام هذه النماذج على الأوبئة بل يستخدم باحثون ذات الطريقة لقياس طريقة انتشار الأفكار والآراء ومنها انتشار الآراء المتطرفة والراديكالية في المجتمع وطرق التحكم بهذه العملية.

ويشير الباحث أغسطس ومشاركوه إلى أنه في كل مجتمع توجد فئة ثانوية  تنشط بأعمال متطرفة وتفترض وجود شريحة أخرى ثانوية من الداعمين الصامتين أو السلبيين لها ممن يتقبلون التصرفات المتطرفة دون أن يقومون بها أنفسهم. كما أنه هناك أيضا فئة فرعية ثالثة من المحايدين المعرضين لقبول التحول إلى مؤيدين وداعمين صامتين للإرهاب والتطرف.

يبقى السؤال الأهم وهو كيفية تحديد احتمالات انتقال أعضاء كل جماعة من تلك إلى الشريحة الأخرى، ويشير أغسطس في دراسة إلى عملية هامة وهي معدل اختفاء النشطاء الراديكاليين من المجتمع من خلال الهجرة أو الترحيل أو الاعتقال أو حتى الموت.

يشير إلى أن اختفاء هؤلاء يمكن أن يلعب دورا مستفزا للفئة المعرضة للتحول إلى الراديكالية.

ومثلا، قد تحول عملية اعتقال أو قتل لأحد نشطاء الراديكالية، بعض المحايدين إلى مؤيدين سلبيين. ولدى حدوث ذلك يتم تأسيس حلقة من رد الفعل، حيث تولد إزالة الراديكاليين داعمين سلبيين كثر يمكن للمتطرفين تجنيد هؤلاء بسهولة.

الدائرة المفرغة للعنف

وتتشكل دائرة استجابة أوسع من المؤيدين السلبيين المعرضين للتجنيد من قبل النشطاء الراديكاليين. وتكشف المعادلة التي يستند إليها عمل محاكاة الكمبيوتر إلى سلوك غير خطي ولا يخضع لقواعد الفعل ورد الفعل بل قد يؤدي تغيير بسيط في سلوك وإجراءات طرف ما إلى زيادة هائلة في الاستجابة أي سلوك الطرف الآخر، وبلغة الفيزياء تحدث عملية انتقال للمرحلة phase transition.

يصف هذا النموذج دائرة العنف التي تحدث في بقاع ساخنة حول العالم. ولا تزعم الدراسة أنها تأتي بجديد من ناحية مبدأ أن العنف يولد العنف أو الدائرة المفرغة للعنف، بل، تكتفي بتقديم أسلوب علمي يمكن للحكومات أن تستند إليه لتجنب دائرة العنف والأعمال الإرهابية، فضلا عن تجنب التدخل العسكري والاحتلال كوسيلة لفرض تغيير ما.

ويشير أغسطس إلى أن دائرة العنف يمكن إيقافها إذا تم التخلص من العناصر الراديكالية دون التأثيرات التي تؤدي إلى التطرف مثل التعذيب وسقوط ضحايا وارتكاب تجاوزات عنيفة ضد السكان. كما تظهر الدراسة أن الرأي العام والسلوك العام يمكن أن يتغير دارماتيكيا بطرق يصعب التنبؤ بها. لكن الأمر الأكيد الذي تثبته الدراسة هو أن الحلول العسكرية تفشل في تحقيق النتائج المرغوبة بل تلعب دورا عكسيا لأنها غير مناسبة.

عدو الديمقراطية الأول

من جانبه أعلن الأديب البيروفي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 2010 في تشيلي ان الأصولية الإسلامية حلت مكان الشيوعية كالعدو الاول للديمقراطية.

وقال الكاتب ماريو فارغاس يوسا في مداخلة له في ختام منتدى دولي حول السياسات العامة أقيم في سانتياغو "ثقافة الحرية لا يزال لديها أعداء، وهم أعداء في غاية الخطورة: فقد حلت الاصولية الاسلامية مكان الشيوعية كالعدو الاول لثقافة الديموقراطية في العالم الحالي".

وبرأيه، فإن التطرف الاسلامي "ليس قويا بقدر ما كان الاتحاد السوفياتي، لكنه يشكل تحديا لأن مقاتلين متعصبين مقتنعون بأنهم من خلال تدمير الثقافة الغربية وكل ما تمثله، سيدخلون الجنة". وأشار الكاتب "المتعصبون دينيا في غاية الخطورة لا سيما عندما يكونون مستعدين للتضحية بحياتهم في سبيل النموذج الذي يؤمنون به".

وكانت مؤسسة "لبيرتاد اي ديسارويو" (حرية وتنمية) الاستشارية ذات الميول اليمينية قد دعت ماريو فارغاس يوسا الى تشيلي لمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه. وتابع الكاتب البيروفي "الأصولية الإسلامية التي أدت الى مقتل عدد كبير من المسلمين يفوق عدد الكفار او المسيحيين، تمثل اقلية، وتعتمد على قناعات سياسية ودينية عفا عليها الزمن ولا تتماشى مع الحـداثة بحيـث انها لن تسـتطيع ابدا ان تهزم الثقـافة الغربية". بحسـب وكالة انباء فرانس برس.

واضاف "لكن علينا ان نعرف كيف ندافع عن أنفسنا كي لا نتيح لهم التسلل الى مجتمعاتنا وزرع الرعب فيها من خلال استغلال المؤسسات التي تروج للحرية". واشار ماريو فارغاس يوسا في ختام كلامه الى ان كفاح الديمقراطيات ضد التطرف يجب الا يؤدي الى المس بالحريات. وقال "لطالما دفع الإرهاب الديمقراطيات الى التخلي عن مكاسب ديمقراطية أساسية، لكن لا يمكننا السماح بذلك. لا يمكن للديمقراطية ان تبدأ باستعمال أسلحة الإرهابيين".

عملية أمنية لمتابعة الفكر الوهابي

فيما افاد مصدر رسمي ان سبعة أشخاص اوقفوا في عملية قامت بها السلطات البوسنية في قرية قورنيا ماوكا شمال شرق البوسنة التي يقطنها مسلمون متشددون يتبعون الفكر الوهابي.

وتم توقيف الأشخاص السبعة في قورنيا ماوكا حيث تقوم الشرطة واجهزة الاستخبارات بعمليات دهم لمنازل القرية كما أوردت وكالة الأنباء الرسمية نقلا عن المتحدث باسم النيابة العامة لمحكمة الدولة البوسنية بوريس غروبيسيتش.

وبين الموقوفين ستة بوسنيين والسابع أجنبي على ما أضاف غروبيسيتش بدون ان يكشف عن هوية الأخير. وذكر التلفزيون الوطني ان بين الموقوفين نصرت اماموفيتش (38 عاما) الذي وصفته الصحافة المحلية بأنه زعيم مجموعة قورنيا ماوكا.

وقد ضبطت أثناء هذه العملية كمية من الأسلحة لم توضح طبيعتها وكذلك أقراص مدمجة ووثائق أخرى. واقتحم نحو 600 شرطي نصفهم من القوات الخاصة فجرا قرية قورنيا ماوكا الواقعة قرب قرية برشكو كما قال غروبيسيتش في وقت سابق.

وأوضح غروبيسيتش في وقت سابق "ان هذه العملية جرت بطلب من النيابة العامة ومحكمة الدولة البوسنية بهدف تحديد الاشخاص المتهمين بتهديد وحدة اراضي البوسنة والهرسك والنظام الدستوري واشاعة التفرقة العرقية والدينية". وقال انها اكبر عملية للشرطة في البلاد منذ نهاية الحرب التي اجتاحت البوسنة من 1992 الى 1995.

واكد قائد الشرطة المحلية زلاتكو ميليتشتش انه لم يصب احد بجروح في العملية وان الشرطة لم تضطر لاستخدام القوة. وتعد قرية قورنيا ماوكا المنعزلة معقلا لأتباع الفكر الوهابي السلفي. بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

وتشير الصحافة المحلية الى ان سكان القرية يعارضون اي زيارة كما ان قانون البوسنة والهرسك لا يحترم. واللافتات التي تشير الى اتجاه هذه القرية تحمل عبارات بالعربية كما ترفرف على المنازل أعلام سوداء تحمل آيات قرآنية بالعربية ايضا. ويتابع اطفال القرية دروسا في مدرسة قرآنية أقامها دعاة محليون.

ففي حرب البوسنة (1992-1995) وفد مئات المقاتلين من البلدان الإسلامية للقتال الى جانب المسلمين البوسنيين. وبقي عدد منهم هناك بعد انتهاء النزاع وحصلوا على الجنسية البوسنية ونقلوا عقائدهم ونمط حياتهم المرتكزة على تفسير متشدد للشريعة الإسلامية مخالفين التوجه الديني الرسمي المعتدل بحسب وسائل الإعلام المحلية.

داعية تلفزيوني يحارب التطرف

في حين استعان اليمن بالداعية الإسلامي المصري الشهير عمرو خالد للمساعدة في القضاء على التشدد الاسلامي في مجتمعه المحافظ.

ويسعى اليمن جاهدا للتصدي لجناح للقاعدة يقول الخبراء انه يستغل عدم الاستقرار في البلاد لشن هجمات في المنطقة وخارجها. وقامت قوات الامن اليمنية بعدة حملات عسكرية شملت غارات جوية وحصار بعض المدن والبلدات للقضاء على الاشخاص الذين يشتبه بأنهم من متشددي القاعدة في جنوب البلاد.

واجتذب خالد وهو داعية اسلامي معتدل كثيرا من الشبان من أبناء الشرائح العليا من الطبقة المتوسطة في مصر وهو يبدأ الان حملة للفوز بقلوب وعقول الشبان اليمنيين. وقال خالد في احتفال بمناسبة افتتاح حملته في مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن "هدف هذا المشروع اقتلاع جذور التطرف ونشر الوسطية ونشر وجه الاسلام الصحيح وإظهار صورة اليمن الناصعة لكل العالم باستخدام كل الشركاء لدفع القائد الحقيقي لمواجهة التطرف ولنشر الوسطية. هذا القائد هم الشباب اليمني."

ورغم نهجه غير السياسي فقد اغضب خالد السلطات المصرية بقدرته على التأثير على الجماهير حيث يقول كثيرون ان خطبه تسببت في ارتداء عدد كبير من الشابات للحجاب. وهو يقضي كثيرا من وقته في لندن بسبب الضغوط في القاهرة.

غير ان اليمن يشارك في تمويل مشروع التوعية الجديد الذي يقوم به الى جانب منظمتي معونة محليتين. ويهدف البرنامج الى تدريب 70 واعظا شابا في كل محافظة بالإضافة الى التعاون مع رجال الدين الحاليين للنهوض بالاعتدال.

وقال حسن اللوزي من وزارة الإعلام اليمنية ان اليمن يعتقد ان المشروع سيساعده في الوصول برسالته بخصوص الإيمان والوعي وفي كيفية بناء مجتمع صحي ومؤمن ملتزم بالقيم الصحيحة. ويرتدي خالد الملابس الغربية وتتناثر في خطبه الإشارات الى الانترنت والأندية الرياضية متبعا أسلوبا له تأثير خاص على الشبان في مصر. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وليس واضحا بعد ان كان سحره وجاذبيته سيكون لهما تأثير فعال في اليمن فاليمن لا تقتصر همومه على التصدي لجهود القاعدة لضفر نفسها في شبكة علاقاته القبلية اذ ينتشر فيه كذلك نفوذ التيارات السلفية الأصولية.

وقال شاب من عدن يدعى هاني يعقوب (17 عاما) "عمرو خالد مشهور وله تأثير على الناس لكن هل على الجميع.. لا اعرف... البرنامج جيد على ما يبدو لكننا ننتظر سماع المحاضرات لنرى ما هي النتائج." وقال المحلل اليمني احمد الصوفي ان البرنامج لن يغني عن الحاجة الى استخدام القوة ضد التشدد في اليمن.

واضاف ان البرنامج سيوجد تحالفا معتدلا لمحاربة عنف التطرف في اليمن لا اكثر لكن الكلمات لن تكفي لان الناس سيحتاجون الى ايجاد توازن بين استخدام الكلمات واستخدام السلاح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 2/كانون الثاني/2011 - 26/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م