القذافي من داء العظمة الى اوهام الزعامة الافريقية

 

شبكة النبأ: لم يكتفي النظام الدكتاتوري بحسب المحللين السياسيين التي تفرضه الحكومة الليبية على شعبها بل تجاوزت ذلك على الدول الأخرى.

فيظن المحللون السياسيون ان ما تقوم به ليبيا او بالأحرى ألقذافي على وجه الخصوص من إرسال مساعدات الى أفريقيا متكونة من أموال الى عقود شركات والى الكثير من الاهتمام في الآونة الأخيرة، هذا كله ليس لصالح الدولة الأفريقية كما يدعيه ألقذافي او لتحسين الواقع الاجتماعي فيها بل هذا يصب في مصلحته الشخصية لأنه بذلك سيكون مسيطرا تمام السيطرة في اتخاذ القرارات او التأثير عليها تلك التي تتخذها الدولة الأفريقية.

وذلك ما سيوسع من مساحة النفوذ التي يمتلكها ألقذافي للتخطيط على ما يريده ووفق أيديولوجيته الخاصة، فيما يعاني شعبه من العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان وعدم ضمان حريتهم في أراضيهم.

سخاء ليبيا يمنحها نفوذا

فقد حظي الزعيم الليبي معمر القذافي باستقبال خاص لدى وصوله الى أوغندا في وقت سابق هذا العام لحضور قمة أفريقية اذ اصطف مئات الاطفال على جانبي الطريق مرتدين قمصانا تحمل صورته.

وفي الحقيقة بدا القذافي مختلفا منذ لحظة خروجه من الطائرة مرتديا نظارته الشمسية وسترة طبعت عليها خريطة القارة الأفريقية يرافقه حرس شخصي من الفتيات. وقال مسؤول كبير في جنوب أفريقيا وهو يصف الصخب الذي أحاط بالقذافي خلال القمة التي عقدت في يوليو تموز "انه العرض الجانبي المعتاد".

هذا المشهد اللافت للقذافي هو مجرد الجانب المرئي من نفوذ ليبي ضخم ومتنامي في القارة الافريقية يأخذ أشكالا تتراوح بين التبرع بجرارات زراعية لناميبيا الى صفقات في قطاع الاتصالات بقيمة 90 مليون دولار في تشاد وبناء مستشفيات تحمل اسم الزعيم الليبي.

وتقول الدول المستفيدة والكثير من المراقبين المستقلين ان ليبيا تحقق لأفريقيا مكاسب حقيقية. ويقول مسؤولون في طرابلس أن هدفهم هو تشجيع التنمية ومساعدة القارة على التصدي للاستغلال.

لكن النهج الذي تسلكه طرابلس دفع بعض الحكومات الافريقية للقلق من أن القذافي الذي عادة ما يستخدم لقب "ملك ملوك" أفريقيا قد يصبح أقوى مما يجب ويستغل نفوذه الجديد في محاولة لإعادة صياغة الأوضاع في القارة وفقا لآرائه السياسية الخاصة.

وتسعى دول أخرى لا سيما الصين لدور أكبر في القارة السمراء. بيد أن ما يميز ليبيا هو انها تقترب من القارة برؤية سياسية شديدة التميز. ويعتبر القذافي الذي ألف "الكتاب الأخضر" الذي وضع قواعد الحكم في ليبيا ان الديمقراطية المنتخبة شكلا من أشكال الديكتاتورية ووصف العمل مقابل الحصول على أجر بأنه نوع من العبودية وقال انه يسعى الى تأسيس الولايات المتحدة الأفريقية.

يقول ديرك فاندويل الباحث المتخصص في الشؤون الليبية في كلية دارتموث بالولايات المتحدة "أعتقد أن (دور ليبيا في أفريقيا) واحدة من القصص التي لم تسطر بعد... لم يلتفت الا قليلون لهذا الأمر وما يرمز إليه في الحقيقة.

لأجل مصلحتها وليس أكثر

"الأمر المثير بالطبع هو حجم ما يمكن أن يمنحه وما ترغب الدول الواقعة جنوب الصحراء في تقديمه في المقابل." ومنذ تولى السلطة في انقلاب أبيض عام 1969 جعل القذافي من أفريقيا مكونا هاما في الهوية الليبية.

وعادة ما يتباهى الليبيون بان الاتحاد الافريقي تأسس خلال قمة استضافها القذافي في مسقط رأسه في التاسع من سبتمبر أيلول 1999. وتحتفي الخطوط الجوية الافريقية المملوكة للدولة بهذا التاريخ بطبع عبارة "9.99.9" على ذيل طائراتها.

والمساعدات التي تقدمها ليبيا لجيرانها في القارة ليست بالامر الجديد. لكن يبدو أن التغير الذي حدث في السنوات القليلة الماضية هو أن حجم الاموال الليبية التي تتدفق على القارة قد زاد فضلا عن النفوذ الذي تشتريه.

ويرجع هذا ضمن أسباب أخرى الى زيادة ثروة ليبيا. وانتعش اقتصادها الذي عانى من الكساد يوما منذ رفع العقوبات الدولية عليها عام 2004. وأتاحت ايرادات النفط لها تكوين صناديق للثروة السيادية تقدر قيمتها بنحو 65 مليار دولار. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ولا تتوفر بيانات رسمية لكن الأدلة على الأرض تشير الى تنامي الوجود الليبي لاسيما في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل والطرف الجنوبي لمنطقة الصحراء. وفي أغسطس اب أعلنت ليبيا زيادة حجم المساعدات الممنوحة للنيجر ومن بينها تأسيس صندوق استثماري بقيمة 100 مليون دولار وهو مبلغ كبير لدولة تأتي في المرتبة الثالثة في ذيل مؤشر الامم المتحدة للتنمية البشرية.

وفي جامبيا لا تحظى عادة ذكرى ثورة الفاتح الليبية -التي أتت بالقذافي للسلطة- بالكثير من الاهتمام لكن وزير خارجية جامبيا مومودو تانجارا حضر احتفالا هذا العام مع مسؤولين اخرين وكال المديح لطرابلس.

والعام الماضي قدم الزعيم الليبي للرئيس الجامبي يحي جامع جمالا وهدية الى جانب مساعدات كبيرة لبلاده. كما بدأت الشركات الليبية تضطلع بدور. ومن ذلك مثلا الشبكة الليبية الخضراء للاتصالات وهي شركة هاتف محمول مملوكة للدولة حيث تمتلك أو تسيطر على أعمال في مجال الاتصالات في ثماني دول أفريقية ودفعت هذا الشهر 90 مليون دولار لشراء أصول في تشاد.

بديلا للنموذج الغربي

ويقول اليكس فاينس رئيس برنامج أفريقيا في مركز أبحاث تشاتام هاوس ومقره بريطانيا "في الماضي لعبت ليبيا ... دورا بناء أقل في بعض الدول." لكنه أضاف "هناك بعض المساعدات الليبية المفيدة حقا ويمكن للمرء القول أنه تطور على مدار السنين... حاولت ليبيا توسيع دورها القيادي في القارة الافريقية وهو ما يندرج في هذا الاطار."

وقال محمد سيالة أمين شؤون التعاون في وزارة الخارجية الليبية ان ليبيا عرضت على الدول الافريقية بديلا للنموذج الغربي للتنمية. وقال في مقابلة ان المساعدات الليبية تمنح البلدان الافريقية فرصة لتوجيه مواردها الاقتصادية والطبيعية بطريقة أفضل بمنأى عن الاستغلال والاحتكار.

وأضاف أن هناك بالتأكيد قيادات مقتنعة بهذا الدور بينما توجد دول لم تقتنع بعد لكن الوقت سيبرهن على صحة الرؤية الاستراتيجية للقذافي. وهذه وجهه نظر لا يشاركه فيها بعض الدبلوماسيين في مقر الاتحاد الافريقي بأديس أبابا. قال مسؤول كبير في الاتحاد طلب عدم نشر اسمه "نواجه محاولة ليبيا استخدام المال في شراء النفوذ في أفريقيا منذ فترة.

"القذافي كثف الجهود مؤخرا .. نعم.. في الأسابيع التي تسبق القمم الافريقية ستقدم المنح عادة الى دول غرب أفريقيا. ستكون هناك استثمارات ومحادثات." وأردف "الشيء المدمر بالنسبة للاتحاد أحيانا هو اختطاف اجتماعات القمة وضياع الوقت في التعامل معه ومع مشروعاته... ما أتمناه هو أن تصبح الدول الفقيرة أقل قابلية لبيع ولائها له."

ويرى منتقدو القذافي أنه كانت هناك حالات كثيرة شكلت فيها ليبيا تحالفات من دول تستفيد من سخاء طرابلس للترويج لأهدافها الخاصة رغم أنها لا تحقق النجاح دوما. ويزعم البعض أن القذافي باعتباره رئيسا للاتحاد الافريقي لمدة عام حتى يوليو تموز أحبط جهودا لادانة الانقلابات التي تحدث في القارة وهو ما يذكي الانتقادات بان الاتحـاد يتشدق فقط بالديمقراطية.

وخلال القمة التي استضافتها أوغندا في يوليو مارست ليبيا وحلفاؤها ضغوطا للتوصل الى قرار يوصي الدول الاعضاء بعدم القاء القبض على الرئيس السوداني عمر حسن البشير بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية أمر اعتقال بحقه في اتهامات بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

وخلال قمة سابقة فشل القذافي في محاولة تمديد رئاسته لعام اخر وفي منح مفوضية الاتحاد المزيد من الصلاحيات.

وقوبلت الكثير من مبادرات القذافي بالرفض من جانب تكتل معارض عادة ما تزعمته جنوب أفريقيا. لكن يبدو ان عزيمته لا تلين ومن المرجح أن يواصل حشد التأييد لرؤيته الخاصة بحكم أفريقيا. وقال فاندويل الباحث في الشأن الليبي "يذعن كثيرون له في الأمور السياسية بسبب المساعدات التي يقدمها. "في تقديري انه بسبب امتلاك ليبيا لكثير من المال الان وقدرتها على زيادة هذه الاموال... سنرى المزيد من هذه النوعية من التحالفات الإستراتيجية."

جيش إفريقي بمليون جندي

من جانبه قال الزعيم الليبي معمر القذافي انه يجب على الدول الإفريقية ان توحد قواها لإنشاء جيش قوامه مليون جندي لحماية القارة وصد القوى الأجنبية مثل حلف شمال الأطلسي والصين. وقد اكتسب القذافي نفوذا متزايدا في أفريقيا لكن طموحه في بناء ولايات متحدة افريقية لا تشاركه فيه القوى الكبرى في القارة.

وقال القذافي في كلمة ألقاها في العاصمة السنغالية ان الجيوش الوطنية لا يمكنها وحدها إنقاذ البلدان ويجب ان يكون لأفريقيا جيش واحد يتألف من مليون جندي. وأضاف قوله ان هذه القوة المشتركة ستحمي الحدود والمياه وتحمي استقلال أفريقيا وتواجه حلف شمال الأطلسي والصين وفرنسا وبريطانيا والدول الأخرى.

وكان القذافي يتحدث في حفل يطلق عليه المهرجان العالمي للفنون والثقافات الزنجية وهاجم أيضا معارضي اقتراحه الذي يعرضه منذ وقت طويل لإقامة حكومة افريقية موحدة. ويدعو القذافي الى حكومة وحدة افريقية منذ سنين قائلا انها السبيل الوحيد امام افريقيا لتحقيق التنمية بدون تدخل غربي. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ولاقت أفكاره تعاطفا في بعض الدول بفضل ما عرف عنه في بعض اجزاء القارة من أنه من اشد المدافعين عن مصالح العالم النامي وما يقدمه بلده المصدر للنفط من ملايين الدولارات مساعدة لأفريقيا.

غير ان كثيرا من الزعماء الأفارقة ولا سيما في الاقتصاديات الكبرى يتشككون في مقترحاته. وهم يقولون انهم لا يمكنهم التخلي عن السيادة لتكتل افريقي بعد مرور عقود قليلة على انتزاعهم إياها من الحكام المستعمرين.

علاقة رومانسية بين ألقذافي وممرضته

فيما أكدت ابنة الممرضة الأوكرانية التي أشارت تسريبات موقع "ويكيليكس" إلى وجود "علاقة رومانسية" بينها وبين الزعيم الليبي معمر القذافي أن والدتها ترافق الزعيم الليبي للاهتمام فقط بـ"احتياجاته الطبية".

وكانت التسريبات التي نشرها الموقع مؤخرا قد تضمنت برقية دبلوماسية أمريكية سرية مرسلة من السفارة الأمريكية في طرابلس تقول إن القذافي لا يسافر أبدا دون ممرضة حسناء وصفتها التقارير بأنها "شقراء مثيرة"، وذكرت البرقية أن الممرضة التي تدعى جالينا كولوتنيتسكا هي الوحيدة في الفريق المؤلف من أربع ممرضات أوكرانيات التي تعرف "روتين" الزعيم الليبي.

ونقلت صحيفة "سيجودنيا" ، الأشهر في أوكرانيا، عن تاتيانا كولوتنيتسكا ابنة الممرضة كولوتنيتسكا /38 عاما/ القول إن والدتها ممرضة محترفة وأن التقارير المذكورة "خاطئة تماما". بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقالت الابنة للصحيفة إن والدتها سافرت للعمل في ليبيا عام 2001 بسبب تدني الأجور في بلادها. ووفقا للصحيفة فإن القذافي عموما يتمتع بصحة جيدة ، إلا أن وجود الفريق دوما بجواره لا يعدو كونه من إجراءات السلامة. وأضافت البنت للصحيفة أنه "يبدو أن القذافي يثق في النساء أكثر لهذه المهام".

وأوضحت أن والدتها ، عندما تكون في إجازة ، تعيش في شقة من أربع غرف في طرابلس ، إلا أنها ذكرت أنها قلما تتواجد في المنزل نتيجة سفريات القذافي المكثفة. ووصفت التسريبات بأنها "صادمة وتعتبر كابوسا". وأرسل السفير الأمريكي في ليبيا هذه البرقية لبلاده بعدما بحث مسؤولون أمريكيون ترتيبات زيارة القذافي لنيويورك عام 2009. ووردت البرقية ضمن 250 ألف وثيقة نشرها الموقع. 

ايقاف عمليات التغطية

كما قالت وكالة ليبيا برس للانباء المحاصرة في خلافات داخل النخبة الحاكمة في ليبيا فيما يبدو انها اوقفت عملياتها في ليبيا لان حملة للشرطة تهدد سلامة صحفييها.

وقالت الوكالة التابعة لمجموعة الغد الإعلامية التي أسسها سيف الإسلام النجل الإصلاحي للزعيم الليبي معمر القذافي انها أبلغت صحفييها في ليبيا انه لا يمكنها توفير الحماية لهم بسبب المضايقات المكثفة للشرطة.

واضافت ليبيا برس في بيان ان مسؤوليها قرروا اغلاق الوكالة وعملياتها الرئيسية في طرابلس ومغادرة البلاد بشكل نهائي للعمل من عدة عواصم اوروبية. وتابعت ان السلطات الامنية ابلغت مسؤولي الغد انها لا تريد وجود الوكالة داخل ليبيا.

واستطردت قائلة ان مديري الوكالة عبروا عن صدمتهم من التصعيد الامني والقيود المتعمدة ضدها والطريقة التي يعامل بها محرروها كما لو كانوا أعضاء في خلية إرهابية. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق فوري من مسؤولي الحكومة الليبية.

وسبق ان اشتبك المعسكران الاصلاحي والمحافظ في ليبيا في عدة مناسبات بخصوص التوجه السياسي للبلاد وانجرت مجموعة الغد في بعض الاوقات الى هذه الخلافات. واعتقلت الشرطة في فترة سابقة 22 من صحفيي ليبيا برس بعدما نشرت صحيفتان في المجموعة مقالات تنتقد الحكومة. وأفرج عنهم لاحقا بعد تدخل معمر القذافي. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وكانت صحيفتا أويا وقورينا التابعتان للمجموعة ذكرتا في مطلع العام الحالي ان مسؤولين مستائين مما تنشرانه اجبروهما على تعليق النشر. وعادتا الى الظهور في الأسواق في يوليو تموز. وتراقب شركات النفط الغربية الكبرى ومنها بي.بي وايني واكسون موبيل عن كثب السياسات الداخلية في ليبيا التي يوجد بها اكبر احتياطي مثبت من النفط في أفريقيا.

واستثمرت مليارات الدولارات في مشروعات للنفط والغاز في ليبيا ويقول بعض المحللين ان استثماراتها قد تتعرض للخطر جراء التغيرات في الساحة السياسية. ويقول بعض المحللين ان الخلافات بين الإصلاحيين والمحافظين تساعد في الحفاظ على السلطة الطاغية لمعمر ألقذافي لأنها تمنع اي جانب من ان يصبح مهيمنا.

الرئيس الأوغندي يخشى ألقذافي

بينما أفادت برقية دبلوماسية أمريكية تعود الى عام 2008 بأن الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني خشى أن يهاجم الزعيم الليبي معمر ألقذافي طائرته بسبب خلافهما حول الخطط الخاصة بالتكامل الإفريقي. واختلف الزعيمان بشأن رؤية القذافي الخاصة "بالولايات المتحدة الافريقية".

وكتب دبلوماسي امريكي في برقية تاريخها في يونيو حزيران 2008 حصل عليها موقع ويكيليكس "لاحظ موسيفيني ان التوتر مع القذافي يتزايد ونتيجة لهذا يخشى أن يهاجم القذافي طائرته أثناء تحليقها في المجال الجوي الدولي.

"وطلب موسيفيني التنسيق (بين الولايات المتحدة وأوغندا) لتزويده بمعلومات إضافية من الرادار حين تحلق طائرته فوق المياه الدولية." وعرضت البرقية تفاصيل اجتماع عقد في الولايات المتحدة بين موسيفيني وجينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية آنذاك.

وأثار القذافي حفيظة بعض الزعماء الآخرين في اجتماعات قمة الاتحاد الافريقي بخطته الخاصة بتوحيد القارة سياسيا واقتصاديا تحت قيادة رئيس واحد. ويقول بعض معارضي الخطة ان الزعيم الليبي الذي كان داعية للوحدة العربية يريد المنصب الرئاسي المحتمل لنفسه. ويصف آخرون الخطة بأنها مؤامرة لنشر الإسلام.

ووقع تشابك بالأيدي بين حراس ألقذافي وحراس موسيفيني مع وصول الزعيمين لافتتاح قمة الاتحاد الأفريقي في كمبالا في يوليو تموز. وفي وقت لاحق تجادل الزعيمان على مرأى ومسمع من المندوبين والصحفيين. وذكرت البرقية ان موسيفيني قال ان القذافي "مشكلة" للقارة ويرهب الدول الصغيرة في غرب أفريقيا ويمنعها من المعارضة العلنية لخططه وينال تأييدها بالرشى. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقالت البرقية ان "موسيفيني يرى ان (الولايات المتحدة الافريقية) لا هي ممكنة عمليا ولا هي مرغوب فيها نظرا للاختلافات الثقافية واللغوية بين انحاء القارة." ولم بكن القذافي الزعيم الوحيد الذي تعرض لانتقادات موسيفيني في اجتماعات مع دبلوماسيين أمريكيين اذ كان كل من رئيس زيمبابوي روبرت موجابي والرئيس الاريتري أسياس أفورقي هدفا أيضا لانتقاداته.

وكشفت البرقية عن أن "موسيفيني يرى ان تعثر اقتصاد زيمبابوي وسوء فهم موجابي للقطاع الخاص هما السبب الأساسي لمشاكل زيمبابوي السياسية."

وقال موسيفيني ان موجابي "يحرج" قادة تحرير أفريقيا. وأفادت برقية أخرى تعود الى عام 2007 بأن موسيفيني كان يرى ان أسياس أفورقي يسلح المتمردين الصوماليين و"مشغول" بالإطاحة برئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي ويتعين ان يخاطبه مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة "ممسكا بعصا غليظة".

ابن الزعيم الليبي ينسحب

في حين قال ابن الزعيم الليبي معمر القذافي ان مؤسسته الخيرية ستنسحب من النشاط السياسي في مؤشر على انه خسر أرضية في صراع على السلطة مع المحافظين الذين يعارضون جهوده التي تهدف الى الإصلاح.

ومؤسسة القذافي إحدى أدوات النفوذ الرئيسية لسيف الإسلام القذافي الذي ينظر اليه على انه خليفة محتمل لوالده لكنه اشتبك مع منافسين بسبب خططه لإصلاح البلد المصدر للنفط. وقالت المؤسسة في بيان "أعلنت مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية أنها ستنأي بنفسها عن العمل في المجال السياسي والمسائل المرتبطة بالإصلاح السياسي وحقوق الإنسان."

وأضافت أنها "ستضاعف جهودها لتحقيق مهمتها الأساسية الخيرية والتنموية المتمثلة في تقديم المساعدة والاغاثة للمحتاجين وبالدرجة الاولى في دول افريقيا وراء الصحراء." وقال البيان ان أعضاء مجلس الامناء اتخذوا هذا القرار بعدما أعرب المجلس عن خشيته من أن بعض الانشطة التي اكتسبت طابعا سياسيا قد ألقت بظلالها على الجهود الاخرى للمؤسسة.

ونقل البيان عن سيف الاسلام قوله "انني واثق أن هذه الثقة ستمكننا من توجيه جهودنا نحو القضايا الاكثر أهمية بغية تحسين حياة الناس في المناطق الاكثر فقراً في العالم". وتصاعد الصراع المستمر منذ فترة طويلة بين سيف الاسلام والمحافظين الاقوياء الذين بينهم بعض اعضاء الدائرة المحيطة بوالده في الاشهر القليلة الماضية.

وتم اعتقال 20 صحفيا يعملون في وكالة أنباء يسيطر عليها سيف الاسلام لفترة قصيرة وتنحى رئيس منظمته الاعلامية وتوقفت عن الطباعة صحيفة كانت الناطق الرئيسي باسم الاصلاح في ليبيا. وقال محلل ليبي ان قرار مؤسسة القذافي الانسحاب من النشاط السياسي أظهر ان سلطة سيف الاسلام قد تقلصت. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال عاشور الشامس رئيس تحرير صحيفة أخبار ليبيا التي تصدر على الانترنت ومقره لندن انه يبدو ان قواعد اللعبة تغيرت الان بين سيف الاسلام القذافي والأطراف الأخرى التي تعمل للحد من سلطته. وأضاف ان هذا يضع سيف الاسلام في اطار مختلف. وقال الشامس انه يعتقد ان سياسته الإصلاحية ستصبح الان محل شك.

وساعد سيف الاسلام الذي ليس له منصب رسمي في الحكومة في الوساطة في انهاء عقود من العقوبات المفروضة على ليبيا بشأن برامجها من الاسلحة المحظورة ومزاعم بأنها دعمت جماعات متشددة.

وتذبذب نفوذه وفقا لمن كانت له اليد العليا في الصراع مع المحافظين. وأعلن في عام 2008 انه سيتقاعد من الحياة العامة لكنه سرعان ما عاد.

وتراقب كبرى شركات النفط مثل بي. بي. واكسون موبيل وايني التي استثمرت مليارات الدولارات في ليبيا عن كثب السياسة الداخلية في ليبيا. وتضم ليبيا أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في افريقيا.

حقوق الإنسان في ليبيا

الى ذلك أصدرت جمعية حقوق الانسان التابعة لمؤسسة القذافي تقريرا حول حقوق الإنسان في ليبيا اشار الى تحقيق "تقدم" في بعض الملفات و"إخفاقات" في اخرى.

واشارت المؤسسة التي يرئسها سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في تقريرها الثاني من نوعه ان "ملفات حقوق الانسان في ليبيا طيلة هذه السنة (2010) قد اختلفت بين اخفاقات وتحقيق نجاحات".

وجاء في التقرير الذي اتى اقل انتقادا من تقرير العام 2009 ان المؤسسة "يؤسفها ان تسجل تراجعا خطيرا في مؤسسات المجتمع المدني" نسبته الى استمرار "امانة مؤتمر الشعب العام (البرلمان) في التدخل المباشر في شؤون النقابات والاتحادات والروابط المهنية" من خلال "اصدار قرارات مخالفة للقانون والتشريعات الاساسية" ازاء بعض النقابات خصوصا المحامين. بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

كما لم يشر التقرير الى تحقيق تقدم في ملف سجن ابو سليم في طرابلس الذي شهد اطلاق نار في العام 1996 قتل خلال 1200 سجين على الاقل برصاص قوى الامن بحسب منظمات الدفاع عن حقوق الانسان في ظروف لا تزال غامضة. وطالبت المنظمة الدولة مجددا باطلاق حوار مع عائلات الضحايا "من شانه ان يعيد الثقة بين الاهالي ومؤسسات الدولة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/كانون الأول/2010 - 16/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م