الايدز... داء صامت يفتك بالملايين

 

شبكة النبأ: قد تكون هناك طرقا عديدة للإصابة به مثل زرق الإبر او تلوث الأدوات التي تستخدم في تطبيب الجروح او عن طريق الدم، ولكن يبقى السبب الأكبر والأكثر انتشارا هو العلاقات الجنسية الغير شرعية التي تقام بدون الانتباه للإصابة به.

فمرض الايدز وحسب ما يذكره الأطباء عن طريق دراساتهم وبحوثهم يمكن السيطرة عليه عن طريق الحذر من كل ما سبق ذكره، اما بالنسبة للعلاقات بين الجنسين وممارساتهم للجنس التي كثرت خلال الأعوام الأخيرة فيمكن الحذر من الإصابة عن طريق إتباع طرقا خاصة تقلل من خطر الإصابة، ولكن هذا لا يعني ان الإصابة به ستكون معدومة بل هذا إجراء احترازي وحسب البيانات والأرقام من عدة دراسات قامت بها عدد من الجمعيات والمؤسسات الطبية التي تحاول إنقاذ العالم من هذا المرض القاتل فأن هذه الطرق قلصت الإصابات به ولكن يبقى الشعار الأفضل والأضمن هو عدم ممارسة الجنس بدون ارتباط شرعي، لتفادي المصير الأكيد للمصاب به وهو الموت.

الإيدز قتل 30 مليونا

ففي وقت يقول فيه خبراء إن فيروس الأيدز فتك بنحو 30 مليون شخص حول العالم منذ انتشار المرض، تلوح في الأفق آمال بأن نسبة الوفيات بالمرض تتراجع على نحو كبير، بسبب تقدم الطب، وبرامج المكافحة العالمية.

ولمناسبة اليوم العالمي للأيدز اختارت منظمة الصحة العالمية التركيز على "حقوق مريض الأيدز،" والتي تقول المنظمة إنها أحد العناصر الأساسية لعملية الاستجابة لمقتضيات فيروس الأيدز على الصعيد العالمي.

وقال بيان للمنظمة نشر على موقعها الإلكتروني "الملاحظ أنّ أشدّ الفئات تأثّراً بفيروس الأيدز وأكثرها عرضة لمخاطر الإصابة به هي، في كثير من الأحيان، الفئات ذاتها التي تتعرّض لانتهاكات حقوق الإنسان."

وأضاف "رغم ما يردنا من أنباء مشجعة حول استقرار أوبئة فيروس الأيدز في معظم مناطق العالم، فإنّ كثيراً من الناس ما زالوا لا يستفيدون من الخدمات الأساسية الخاصة بذلك الفيروس والكفيلة بتوقي إصابة الناس به وإنقاذ أرواحهم."

وترى المنظمة أن "أشدّ الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بفيروس الأيدز، بما في ذلك من يتعاطون المخدرات حقناً والعاملون في تجارة الجنس والمثليون من الرجال والمخنثون، هي كذلك أقلّ الفئات استفادة من خدمات الوقاية والعلاج والرعاية التي تمسّ الحاجة إليها في مجال فيروس الأيدز."

ووفقا للمنظمة الدولية، ظلّت نسبة التغطية ببرامج الحدّ من الضرر، مثلاً، محدودة في عام 2009، ومن أصل مجموع البلدان التي أوردت تقارير في هذا الصدد والبالغ عددها 92 بلداً كان لدى 36 بلداً فقط برامج خاصة بالإبر والمحاقن وكانت 33 بلداً توفر المعالجة ببدائل الأفيون. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وقال البيان "ينبغي ألا يتمتع المتعايشون مع فيروس الأيدز بحقهم في الصحة فحسب، بل كذلك بحقهم في الاستفادة من الخدمات الاجتماعية الأساسية، مثل التعليم والعمل والسكن والضمان الاجتماعي، وحتى الحق في اللجوء في بعض الحالات."

ولا تزال أشكال الوصم والتمييز المرتبطة بفيروس الأيدز تنقص من فعالية عمليات الاستجابة لمقتضياته. وغالباً ما يكون السبب الذي يحول دون خضوع الناس لاختبار تحرّي ذلك الفيروس والاستفادة من الخدمات ذات الصلة الخوف من تعرّضهم للنبذ من قبل أسرهم وأصدقائهم أو تعرّضهم للتهميش في مجتمعاتهم المحلي، وفقا للمنظمة.

وناشدت مديرة المنظمة مارغريت تشان "جميع القطاعات حماية حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الصحة، ومكافحة التمييز." وقالت "لا بدّ للدول الأعضاء أن تضع في اعتبارها ما قطعته على أنفسها في الإعلان السياسي لعام 2006 بشأن الأيدز والعدوى بفيروسه من التزامات بتهيئة بيئات قانونية واجتماعية أفضل للناس كي يستفيدوا من خدمات تحرّي فيروس الأيدز وخدمات الوقاية والعلاج ذات الصلة."

1.8 مليون وفاة بـالإيدز

بينما أظهر تقرير جديد للأمم المتحدة تراجع حجم الإصابات بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" بنحو 20 في المائة على مدار العقد الماضي، كما تراجعت الوفيات الناجمة عن الإصابة بالمرض بواقع واحد من كل ستة أشخاص، خلال السنوات الخمسة الأخيرة.

وجاء في تقرير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز لعام 2010، أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس HIV بلغ حوالي 2.6 مليون حالة إصابة، مقارنة بما يقرب من 3.1 مليون حالة في عام 1999، كما أشار إلى أن وفاة نحو 1.8 مليون شخص نتيجة الأمراض المرتبطة بالإيدز في عام 2009.

واعتبر التقرير أن هذا العدد يقل عن حالات الوفاة المسجلة قبل نحو خمس سنوات، أي في عام 2004، والذي شهد وفاة ما لا يقل عن 2.1 مليون شخص، نتيجة أمراض لها علاقة بفيروس الإيدز.

كما أظهر التقرير تراجع معدلات الإصابة بالإيدز بين صغار السن في أكثر 15 دولة ينتشر بها المرض، بنحو 25 في المائة، مشيراً إلى أن هذا التراجع جاء نتيجة تنفيذ برامج توعية لهؤلاء الصغار بالممارسات الجنسية الأكثر أمناً.

وقال ميشيل سيدي بيه، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز: "لقد نجحنا في كسر ارتفاع مؤشر انتشار مرض الإيدز، من خلال تنفيذ بعض الإجراءات واتخاذ خطوات فعالة"، وأضاف أن "التحدي الذي نواجهه الآن هو كيف يمكننا أن نواصل معاً إحراز مزيد من التقدم." بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

ويتضمن تقرير 2010 رصداً لمعدلات انتشار مرض الإيدز في نحو 182 دولة، ولكن التقرير، رغم المؤشرات الإيجابية التي يحملها، فقد تضمن أيضاً بعض الأخبار السيئة. ومازالت دول منطقة إقليم الصحراء الأفريقية تسجل أكثر معدلات الإصابة بمرض الإيدز، بمعدل يصل إلى 69 في المائة من إجمالي الإصابات الجديدة المسجلة، وفق التقرير. كما أظهر التقرير أيضاً ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض بنحو 25 في المائة في سبع دول، يقع معظمها في شرق أوروبا ووسط آسيا.

في الصين ازداد 20 ألفا

فيما ازداد عدد الوفيات الناجمة عن مرض الايدز في الصين بحوالي 20 الفا في غضون سنة ليبلغ 68315 شخصا في نهاية شهر تشرين الاول/اكتوبر منذ بدء انتشار المرض في البلاد في العام 1985، وفقا لأرقام نقلتها شبكة التـلفزيون الرسمية "سي سي تي في" عن وزارة الصحة.

وفي الوقت نفسه، ارتفع عدد الأشخاص المصابين بالمرض من 319877 الى 370393 شخصا، اي بزيادة تفوق 60 ألف شخص، بحسب ما أوضحت "سي سي تي في" بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الايدز. اما عدد حاملي فيروس "اتش اي في" فبقي في حدود 740 الفا، بحسب المصدر نفسه. بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

وأشارت الشبكة الى ان مرض الايدز ينتقل في الصين من خلال الاتصال الجنسي بالأخص وان معدل الإصابة به بين المثليين جنسيا يرتفع بشكل كبير. وكانت وزارة الصحة حذرت العام الماضي من هذا الارتفاع في عدد الإصابات. ولطالما عانى مرضى الايدز في الصين من التمييز، لكن هذا السلوك بدأ يتغير تدريجا بفضل حملات التوعية.

773 إصابة بالايدز في الأردن

كما أظهرت إحصاءات وزارة الصحة الأردنية تسجيل 773 إصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز" في المملكة منذ تسجيل أول إصابة عام 1986، بينها 227 لأردنيين.

وتشير الإحصاءات الى أن "عدد الإصابات الإجمالي بلغ 773 حالة منذ تسجيل أول إصابة بالمرض عام 1986 منها 227 إصابة لأردنيين ذكورا وإناثا"، على ما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.

وأضافت أنه "بحسب أرقام السجل الوطني للايدز فان عدد الإصابات الإجمالي بين غير الأردنيين وصل الى 546 إصابة على مدى 24 عاما". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

ونقلت الوكالة عن الدكتور بسام حجاوي، مدير الرعاية الصحية الأولية ومدير البرنامج الوطني لمكافحة الايدز، تأكيده أن "الأردن لا يزال من الدول ذات معدلات الانتشار المنخفض بمرض الايدز".

واوضحت الوثيقة التي أعدتها الوكالة الأممية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ان حوالي 30 مليون شخص توفوا بالايدز منذ ظهور مرض نقص المناعة المكتسبة في الثمانينات، وأصيب به 60 مليونا. وأضاف التقرير انه "منذ 1999 -العام الذي بلغ فيه الوباء ذروته- تراجع عدد الإصابات الجديدة في العالم بنسبة 19%" لتبلغ 2,6 مليونا في 2009.

العلم يفضح رجلين

في السياق ذاته، تمكن علماء أميركيون من اثبات ان رجلين متهمين بنقل فيروس الايدز عمدا الى شريكات جنسيات لهما، هما فعلا وراء الاصابات المنسوبة اليهما، ما يعزز موثوقية تقنية تحليل جينية معقدة في القضايا الجنائية.

في هاتين القضيتين، واحداهما ضد انتوني يوجين ويتفيلد في ولاية واشنطن في العام 2004، والثانية ضد فيليب باديو في ولاية تكساس في العام 2009، ادين الرجلان بتهمة نقل فيروس نقص المناعة المكتسبة (ايتش اي في) عمدا الى عدة نساء من خلال اقامة علاقات جنسية معهن من دون واقيات.

دراسة الباحثين الاميركيين تظهر انه يمكن علميا تحديد مصدر العدوى من خلال تحليل تطور فيروس قهقري واحد لدى حامل الفيروس وكذلك لدى عدة افراد. الطريقة المستعملة التي تسمى بتحليل التطور الوراثي تقضي بتحديد الفروقات بين جينات فيروس ايتش اي في من اجل معرفة الفرق الوراثي بين السلالات. وهذا يتيح العودة الى الفيروسات المسؤولة عن العدوى، مع أن فيروس ايتش اي في يشهد تحولات عديدة لدى الشخص نفسه في غضون بضعة اشهر، ما يجعل السلالات مختلفة جدا.

ويشرح الدكتور مايكل ميتزكر، الاستاذ المساعد في كلية بايلور للطب في تكساس (جنوب الولايات المتحدة) وهو احد معدي هذه الدراسة التي نشرت نتائجها حوليات الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم "لدى شخص يحمل فيروس الايدز، لا توجد سلالة واحدة فقط بل مجموعة من السلالات الفيروسية لأن فيروس ايتش اي في يتحول باستمرار منتجا جزيئات فيروسية جديدة".

ويضيف "لكن عند انتقال الفيروس يصبح هناك ما يمكن وصفه بنقطة ازدحام جيني بحيث لا ينتقل سوى فيروس ارتجاعي واحد او فيروسين" موضحا انه في 75% من الحالات يتسبب فيروس واحد بالعدوى. بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

لمعرفة مصدر العدوى، حلل الباحثون تاريخ تطور الفيروسات الارتجاعية من خلال عزل وتفكيك رموز جينات هذه الفيروسات عبر دراسة عينات دم مأخوذة من المتهمين والضحايا وغيرهم من حاملي الفيروس. وبذلك استطاعوا ان يحددوا ان الرجلين المتهمين هما الحاملان الوحيدان لسلالات فيروس ايتش اي في المسؤولة عن العدوى.

هذه التحاليل الجينية حصلت من دون ان يكون الباحثون مطلعين على "اي معلومات حول هاتين القضيتين قبل بدء المحاكمة"، كما يشرح الدكتور ميتزكر. ويشير الباحث الى ان تحليل التطور الوراثي استعمل سابقا في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى من العالم في إطار دعاوى قضائية جنائية تتعلق بنقل فيروس الايدز.

القضية الأولى في الولايات المتحدة (من بين ثلاث) تعود الى العام 1998، كما يقول الدكتور ميتزكر. وتتعلق بطبيب من لويزيانا اتهم بأخذ عينات دم من اثنين من مرضاه، احدهما كان يحمل فيروس الايدز والآخر يعاني من التهاب الكبد سي. الطبيب الذي أدين لاحقا كان قد حقن صديقته السابقة بمزيج من هذه العينات الملوثة.

لكن العلماء في هاتين القضيتين كانوا يعرفون لمن تعود العينات التي حللوها، لذلك فإن تحليلهم الجيني "لم يكن موضوعيا بالكامل" كما يقول ميتزكر، موضحين ان طريقة المقارنة الجينية هذه ليست بسيطة بقدر مقارنة الحمض النووي لإثبات الأبوة.

خمس طرق للحد من الصدمات

وعندما يفقد الطفل أحد والديه بسبب فيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز، فإن الاستشارة النفسية قد تساعد على تخفيف الصدمة التي يشعر بها نتيجة هذه الخسارة. ولكن عندما يكون الطفل فقيراً ويتيماً في الوقت نفسه، فإن فرص الحصول على حياة مُرضية تتناقص بشكل ملحوظ.

وقد وجدت الدراسات أن هؤلاء الأيتام يعانون من مستويات عالية من الضيق النفسي، واقترحت القيام بما يلزم من تدخلات لتحسين صحتهم العقلية. وفيما يلي بعض الطرق المقترحة لتخفيف الصدمة التي يشعر بها هؤلاء الأطفال:

ويظل معظم الأيتام الأفارقة داخل وسطهم العائلي، ويتلقون الرعاية إما من أحد الأبوين الذي ما يزال على قيد الحياة أو من الأجداد أو غيرهم من الأقارب. وتظهر الدراسات أن البقاء مع العائلة هو الأفضل للأطفال، وينبغي ألا تشكل الرعاية المؤسسية سوى مرحلة مؤقتة أو ملاذاً أخيراً.

كما أن عدم التفريق بين الإخوة والأخوات يعزز صحتهم النفسية، حيث وجدت دراسة أجريت في زامبيا عام 1998 أن الألم النفسي يتزايد إثر فصل الإخوة عن بعضهم. وبالإضافة إلى ذلك، يبدو أن البقاء مع أقرب الأقارب بدلاً من الأكثر بعداً يعتبر الحل الأفضل للأيتام، حيث وجدت دراسة أجريت في منطقة راكاي بوسط أوغندا عام 2003 أنه كلما كانت صلة الطفل بالقريب الذي يرعاه أبعد، كلما قلت فرص بقائه على قيد الحياة.

ولا يترك سوى عدد قليل من الآباء الأفارقة وصايا مكتوبة مما يجعل الاستيلاء على الممتلكات الذي يخلفونها بعد موتهم أمراً شائعاً للغاية. حيث أفاد مسح تم إجراؤه في أوغندا أن 21 بالمائة من الأيتام الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 أبلغوا عن حوادث استيلاء الغير على ممتلكاتهم. وتتسبب هذه الظاهرة في تقويض سبل عيش الأسر التي أضعفها وفاة الوالدين.

كما أن الأسر التي تتولى رعاية الأطفال اليتامى كثيراً ما تكون أسراً فقيرة يزيد ما تبنته من الأفواه الإضافية المحتاجة إلى الغذاء من الضغط على مواردها المحدودة وقد يوصلها إلى حد الانهيار. لذلك، فإن هذه العائلات قد تحتاج إلى دعم اقتصادي يساعدها على إعالة عدد أكبر من الأفراد.

وفي هذا السياق، اقترحت دراسة أجريت عام 2008 أن برامج مثل مشاريع التغذية المدرسية والبستنة المستدامة ومبادرات التشغيل يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية للأطفال الذين تيتموا بسبب الإيدز.

إن فقدان أحد الوالدين أمر قاس بما فيه الكفاية بالنسبة للأطفال، وإذا ما اقترن بضرورة التكيف مع عائلة جديدة والتعامل مع وصمة العار وتحمل وضع اقتصادي أسوأ بكثير فإنه يجعل العلاج النفسي أكثر أهمية بالنسبة لهؤلاء اليتامى. وفي هذا السياق، توصلت دراسة تم إجراؤها في دار السلام، العاصمة التجارية لتنزانيا، عام 2002 أن الأيتام أكثر عرضة لكبت مشاكلهم من غيرهم، مما يهدد صحتهم النفسية على المدى الطويل.

إن الاستشارة النفسية لمواجهة الحزن مهمة للغاية، وخصوصاً بالنسبة للأطفال الأصغر سنا الذين لم يدركوا تماماً بعد مفهوم الموت. كما قد يحتاج الأيتام أيضاً إلى تدريب إضافي على المهارات الحياتية، ولا سيما إذا كانوا لا يعيشون في جو الأسرة التقليدية ولا يحظون بفرص جيدة لتعلم أمور مثل أدوار الجنسين وعملية الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ. ويمكن لمجموعات دعم الأقران أن تصبح مفيدة بشكل خاص في تمكين الأيتام من تقاسم مشاعرهم مع الأشخاص الذين يتعرضون لظروف مماثلة.

وتشهد معدلات الانقطاع عن التعليم ارتفاعاً بين الأطفال الأيتام. ففي كثير من الأحيان، يضطرون للانقطاع عن المدرسة لرعاية آبائهم المرضى ولا يعودون أبداً إليها. وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة برينستون في عشرة بلدان بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عام 2004 أن الأيتام معرضون لخطر عدم الالتحاق بالمدرسة بنسبة كبيرة.

ووفقاً لروبينا سنتوغو، مديرة منظمة كيتوفو موبايل، التي ترعى آلاف الأيتام الأوغنديين، فإن المدرسة أمر ضروري لسعادتهم. وتقوم المؤسسة بالإشراف على مدارس المزارع الخاصة بالأطفال اليتامى. وقد قالت سنتوغو أنه "عندما لا يلتحق هؤلاء الأيتام بالمدرسة، فإن شيئا ما يحدث. إنهم يرفضون التفكير.ولكن بمجرد عودتهم إلى المدرسة يستعيدون التركيز على حياتهم. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

إن الفرق بين حالة الطفل في أول أيام المدرسة وحالته في بداية الفصل الدراسي التالي فرق مدهش. إذ يبدو هؤلاء الأطفال مثلهم مثل أي أطفال أخرين". وعلى الرغم من أن مجانية التعليم الابتدائي قد ساعدت على تحسين الحضور إلى المدارس بشكل عام، إلا أن عوامل أخرى، مثل المعيشة مع أشخاص من خارج العائلة، لا تزال تعوق تعليم الأيتام. كما ثبت أن مجموعات دعم الأقران في المدارس تساهم في تقليص الضائقة النفسية للأطفال اليتامى الأصغر سناً والمراهقين.

وتواجه الأسر التي ترعى الأيتام تحديات كبيرة أيضاً تتمثل في البنية الجديدة للأسرة، والنفقات الإضافية ومسؤولية رعاية الأطفال المصابين بمشاكل نفسية. وقد تحتاج هذه الأسر بدورها للمشورة النفسية للتمكن من مواجهة الاحتياجات العاطفية للأيتام بشكل كاف.

وفي كثير من الأحيان، يتولى الأجداد الباقون على قيد الحياة دور الأباء عندما يموت أبناؤهم. وقد وجدت دراسة أوغندية أن الأجداد الذين يرعون الأيتام يعانون من نقص شديد في الموارد الاقتصادية، ويشعرون بالإجهاد الجسدي نتيجة اضطرارهم لتقديم الرعاية بالإضافة إلى الضغوط النفسية التي يعانون منها بسبب قلقهم على الأطفال الذين تحت رعايتهم.

ووفقاً لدراسة أجريت في جنوب إفريقيا في عام 2009، لا تحصل الأسر التي ترعى الأيتام على الدعم الذي تحتاجه. حيث توصل الباحثون إلى أن هناك نقصاً في المساعدة التي توفرها خدمات الدعم الاجتماعي والأسر. وأوصوا بتدريب مقدمي الرعاية المنزلية والعاملين الصحيين على رعاية للأيتام. كما أوصى مؤلفو الدراسة الأوغندية بتقديم خدمات للأجداد تشمل "الرعاية المؤقتة ورعاية الأطفال ودعم تربية الأطفال، ومجموعات الدعم وتطوير المهارات والفرص الترفيهية للأحفاد".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 15/كانون الأول/2010 - 8/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م