|
منذ اللحظة الأولى حين بدأنا مسيرة الديمقراطية في الدولة ظهرت معها
المعارضة وهذا أمر طبيعي. اليوم وبعد أن قطعنا مشوارا تجاوز نصف قرن من
الحياة الديمقراطية، فلو أن الدستور ساكن لم يتحرك بتغيير والديمقراطية
لم تتطور فإن مفهوم المعارضة لدى بعض السياسيين تراجع، ولم تعد تلك
التي تحمل اختلافا في الرأي والفكر وهي أيضا ليست منهجية لتقديم البديل
الأفضل.
ولهذا السبب أعتقد أن أداة الاستجواب أصبحت متهالكة من كثرة سوء
استخدامها بيد بعض الأعضاء الذين لا يجيدون غير فن الصخب وجنون الظهور،
وان الاستجواب هو الوسيلة لزيادة رصيد أصواتهم الانتخابية!.
المؤسف أن الأعضاء الذين تقدموا بالاستجواب وحين أغلقت أمامهم جميع
مداخل المعارضة حتى يكون للاستجواب قيمة حقيقية لم يجدوا غير مدخل
البدعة الدستورية بادعائهم أنه «استجواب استثنائي يتعلق بكرامات
المواطنين التي أهدرت»، وهذا يدل على تكابر وعنجهية هؤلاء لأن ندوات
الفزعة كانت لتأمين توسعة نفوذهم من خلال عدم رفع الحصانة وهنا أهدرت
كراماتنا وكانوا يستغلون ذلك لتمرير مصالحهم الشخصية لا للدفاع عن
المواطنين من خلال معارضة منهجية بل هي مجرد ردة فعل وأننا نرفض مثل
هذا الاستجواب الذي لا يشبع إلا غريزة أنانيتهم ولا ندري ماهية إفك
الخلل كما يدعون بعد أن نطق صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه بكلامه
السامي؟!
اليوم علينا جميعا أن نعمل بقوة وإصرار حتى لا يمر هذا الاستجواب
ليدوس فوق كرامة المواطنين بعد أهدرت من قبل هؤلاء الأعضاء الذين
يستغلون مشاعرنا وأحاسيسنا لتحقيق مآربهم الشخصية الرخيصة لأن كرامة
الكويتيين أغلى من هؤلاء الذين لا يمتثلون لقول الحق ويستعينون بالباطل
ولم يستوعبوا الدرس السابق.
نقول لهؤلاء: يكفيكم استغفال الشعب لأن كرامة أهل الكويت منذ العهد
الأول كانت مصانة ومحفوظة وقبل أن يعرف أمثالكم الديمقراطية، وبالأمس
أكد على حمايتها صاحب الأمر الوالد القائد سمو الأمير حفظه الله ورعاه!
فلا تستغلوا موضوع كرامتنا لتحقيق أهدافكم الرخيصة المبتذلة، وأنها غير
معروضة لمتاجرتكم السياسية ونقول لهم: «لم نر في عالم السياسة أسخف من
مادة استجوابكم» ولا ندري ما هو المدى البعيد الذي أنتم إليه ذاهبون!
لكني والله لأرى أن البعد الذي تتجهون نحوه هو الاتجاه الصحيح
لنهايتكم البائسة، وانه ليس نفس اتجاه المعارضة المنهجية الحقيقية الذي
وقف «جاسم القطامي» في نهايته!
www.aldaronline.com
|
