الانترنت والتنافس المحموم بين الشبكات الاجتماعية

 

شبكة النبأ: كان في بادئ الأمر يمثل فكرة بسيطة الهدف منها هو التواصل بين الأصدقاء بسبب بعد المسافات او صعوبة اللقاء.

لكن سرعان ما تحول الأمر الى منافسات وحروب بدون أسلحة وخسائر بدون أرواح او دماء، فحروب المواقع الاجتماعية تستخدم فيها البرامج الجديدة والأدوات والخدمات السريعة هي الأسلحة المستخدمة، بينما الملايين من الدولارات بالإضافة الى عدد من المشاركين والسمعة والصفقات هي ما تعبر عن الخسائر التي تتكبدها الشركات الداعمة لهذه المواقع.

وعليه فقد بلغت المنافسة احدها في سبيل البقاء في المركز الأول الذي بدوره تترتب عليه زيادات في الواردات والتي توفر للمشتركين في الوقت نفسه راحة أكثر في التعبير عن ما في داخلهم ومشاركة الآخرين لحياتهم بواسطة خدمات أسهل وأسرع، وهذا ما يخلق عالما صغيرا مختصر في شاشة واحدة وتنتقل حوله وداخله بواسطة أزارا معدودة، في الوقت ذاته تمثل هذه أرباحا للعديد من الشركات.

فيسبوك ينافس جوجل وياهو

حيث كشف موقع فيسبوك عن أداة شاملة للتراسل تجمع بين البريد الالكتروني والرسائل الفورية والنصية في منافسة للبريد الالكتروني لشركتي جوجل وياهو.

وقال مارك زوكربرج الرئيس التنفيذي لفيسبوك للصحفيين ردا على تكهنات بأن أكبر موقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت يسعى لإنتاج "قاتل جي ميل Gmail-killer, ( خدمة جوجل للبريد الالكتروني") ان نظام التراسل الجديد سيتيح للمستخدمين عناوين خاصة بهم على موقع (فيسبوك دوت كوم) لكنه شدد على أنه لا يقتصر على البريد الالكتروني.

وأضاف أنه يسمح أيضا للمستخدمين إرسال رسائل فورية ونصية بالإضافة الى رسائل البريد الالكتروني العادية والملاحظات والتعليقات التي ترسل من خلال موقع فيسبوك. وقال للصحفيين في فندق سان ريجيز "هذا ليس قاتلا للبريد الالكتروني وإنما هو نظام للتراسل يضم من بين ما يضم البريد الالكتروني."

وقال زوكربرج ان 350 مليونا من مستخدمي فيسبوك البالغ عددهم نصف مليار مستخدم يرسلون ويستقبلون بالفعل رسائل على موقعه على الانترنت مضيفا أنه لا يرى أن البريد الالكتروني سيكون أساس الاتصالات في المستقبل. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ومضى قائلا ان الناس لن يتوقفوا عن استعمال البريد الالكتروني على الفور الا ان المزيد والمزيد منهم سيتحولون في اتصالاتهم الى نظام متكامل متعدد الوسائط مثل فيسبوك. ويتبادل المستخدمون أربعة مليارات رسالة كل يوم من خلال فيسبوك.

وسيجمع نظام التراسل الجديد الخاص بفيسبوك بين عدة إمكانيات من بينها صندوق للبريد الوارد مخصص لأصدقاء المستخدم ومن يتراسل معهم على فيسبوك وصندوق آخر لغير ذلك من الرسائل البريدية.

ويتوقع أن تضطلع المنافسة المتزايدة بين فيسبوك وجوجل بدور حيوي في تشكيل مستقبل الانترنت. وتراقب الصناعة عن كثب التنافس الضاري بينهما على وقت متصفحي الانترنت وعائدات الاعلانات والعاملين من أصحاب الخبرة والمعرفة الذين تتزايد كلفة مرتباتهم.

جومو" الموقع الجديد للتواصل الاجتماعي

فيما أصبح بإمكان المستخدمين أن يستخدموا موقعاً جديداً للتواصل الاجتماعي بعد أن أطلق المؤسس المشارك في موقع "فيسبوك" كريس هيوز، موقعاً اجتماعياً جديداً أطلق عليه اسم "جومو" Jumo. وكان كريس هيوز قد ترك موقع فيسبوك في العام 2007 ليصبح مديراً لحملة باراك أوباما الانتخابية على الإنترنت.

وأطلق هيوز نسخة أولية لموقع التواصل الاجتماعي "جومو" في مارس/آذار الماضي. ومنذ ذلك الوقت، بدأ "جومو" كصفحة شخصية يحتوي على زاوية استطلاعات تطلب من الزائرين الإجابة على مجموعة من الأسئلة مثل: "إذا رزقت بابنة غداً، ما الاسم الذي ستطلقه عليها؟" و"هل يمكنك أن تقول أن العالم أصبح أفضل أو أسوأ؟"

وبناء على تلك الأسئلة، يمكنك أن تضيف بريدك الإلكتروني للحصول على مزيد من المعلومات عند ورودها أو التحديثات القائمة. ومنذ نحو شهرين، تحدث هيوز إلى موقع "ماشابل" وفي قمة اجتماعية في نيويورك حول الإلهام وراء تأسيس موقع "جومو"، وكيف أن يمكن للناس التواصل مع ذوي الاحتياجات والمصابين جراء الكوارث، مثل زلزال هايتي، وكيفية الاستجابة لتلك الأمور.

ويرى هيوز أن رد الفعل على تلك الحالات ليس كافياً، بل أن الناس يحتاجون إلى أكثر من التعاضد والتعاون وذلك بانخراطهم في القضايا والأزمات، ومن هنا يأتي دور موقع "جومو". تم تصميم موقع "جومو" بحيث يترك المجال للناس أن يجدوا القضايا التي تهمهم ويتابعوها ويدعموها، خصوصاً وأنه باتت هناك 3500 مؤسسة ومنظمة مشتركة في الموقع عند إطلاقه رسمياً. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وقدم هيوز نبذة عن مدى سهولة تصفح واستخدام موقع "جومو" من خلال تصميمه البسيط. وفي الواقع، فهو شبيه إلى حد ما بموقع "فيسبوك"، ويتيح للمستخدم إيجاد الأصدقاء على الموقع، وعند تلك المرحلة يصبح بإمكانه تحديد صفحته في "جومو" من خلال تحديده "الاهتمامات" عبر اختيار "قضايا"، حيث لكل "قضية" صفحتها الخاصة التي يمكن للمستخدم أن يتبعها ويتابعها.

وبعد اختيار "القضية" يمكن للمستخدم أن يبحث عن قضايا أكثر تخصصاً، مثل المنتديات الفكرية والثقافية والجامعات والشباب وغيرها. وهناك قسم خاص للمحادثة تحت بند "حديث" أو Talk، للتواصل مع الأصدقاء ومع المهتمين بالقضايا التي تهم المستخدم أو القضايا ذات الاهتمام المشترك.

آبل عائدات قياسية

بينما دفعت منتجات "آبل"، التي تلاقي رواجاً كبيراً، بمبيعات الشركة الأمريكية إلى مستوى قياسي وعائدات قياسية بلغت 20 مليار دولار خلال الربع الثالث من العـام، وفق ما أعـلنت الشركة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، ستيف جوبز، إن النتائج أذهلت الجميع، ووعد بالمزيد من المنتجات "السحرية" والمفاجآت التي ستكشف عنها الشركة خلال الفترة المتقبية من العام. وباعت الشركة خلال الربع الثالث من العام 14.1 مليون هاتف "آي فون"، بزيادة بلغت 91 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي، وتجاوزت بذلك أفضل تقديرات محللي وول ستريت.

وقال مسئول العمليات الرئيسي في "آبل"، تيم كوك، خلال مؤتمر صحفي إن مبيعات الشركة كانت للتجاوز الرقم بكثير حال مجاراتها للطلب على الهاتف الذكي الذي طرح في الأسواق في يوليو/تموز الماضي.

وبلغت مبيعات الشركة من أجهزة الكمبيوتر 3.9 مليون قطعة، بارتفاع قدره 27 في المائة عن الربع السابق، وتجاوزت بذلك التوقعات أيضاً. وخيبت مبيعات أجهزة الكمبيوتر اللوحية "آي باد" التوقعات إذ بلغت 4.2 مليون جهاز خلال الربع الثالث، مقارنة بـ3.3 مليون قطعة في الربع السابق. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وذكرت "آبل" أن أكثر من 2.7 مليار دولار من مبيعاته، أي ما يعادل 13 في المائة من العائدات الفصلية جاءت من مبيعات "آي باد"، وهي إيرادات جديدة لم تكن موجودة منذ ستة أشهر فقط، إلا أن المبيعات جاءت أقل من توقعات المحللين الذين حددوها بقرابة 5 ملايين جهاز.

وتركزت أنظار المستثمرين على مبيعات "آي باد" المخيبة، ما أدى لهبوط أسهم "آبل" بنسبة 5 في المائة بعد ساعات من إعلان النتائج. وعموماً، نجحت الشركة الأمريكية في تجاوز توقعات "وول ستريت" وحققت أرباح بلغت 4.3 مليار دولار، أي 4.64 دولاراً للسهم، بارتفاع 70 في المائة عن العام الماضي.

فيسبوك ينافس

كما يجري موقع فيسبوك حاليا بعض التحديثات على خدمة الصور الخاصة به، والتي تتضمن إمكانية تحميل صورة عالية الوضوح، واختيار جماعي لأسماء أصحاب الصور. وبطرح هذه الخصائص الجديد، يقدم فيسبوك نفسه منافس قوي لموقع "فليكر"، المتخصص في عرض الصور.

وبوجود أكثر من 500 مليون مستخدم للموقع الاجتماعي، يتوقع مراقبون أن يزيد فيسبوك من حصته في سوق نشر الصور الإلكترونية.

فبهذه الخصائص الجديدة، سيتمكن المستخدم من تحميل صور عالية الوضوح تصل درجتها إلى 2048 بيكسل، إذ أن درجة وضوح الصورة حاليا لا تتجاوز 720 بيكسل، كما أن الخاصية الجديدة تمكن مستخدمين آخرين من إمكانية تنزيل الصور. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

ومن الخصائص الأخرى التي سيتم تقديمها للمرة الأولى هي الصندوق الضوئي، أو Lightbox، والذي يمكن للمستخدم من خلاله التركيز على صور بعينها. ففي المستقبل القريب، وعندما يضغط المستخدم على صورة في أي موقع بصفحة الفيسبوك، ستظهر شاشة سوداء في محيط الصورة، ويتم التركيز عليها فقط.

غير أن فيسبوك قد تضطر إلى الاستعانة بالإعلانات على صفحتها، إذ أن الاستعانة بتقنية الصور عالية الوضوح مكلفة للغاية. يذكر أن فيسبوك يحاول الآن الصعود على رأس الهرم في مجالات عدة، وعبر منافسة شركات كبرى، فهو ينافس تويتر في خدمات الرسائل القصيرة، وينافس غوغل كمعلن وموقع اجتماعي، والآن ها هو ينافس فليكر في مجال تحميل وتنزيل الصور.

"إنترنت إكسبلورر" يتراجع

من جانب آخر، ولأكثر من عقد من الزمن، كان برنامج "مايكروسوفت إنترنت إكسبلورر،" الأداة السائدة في العالم للاتصال بشبكة الإنترنت، ولكن هذا لم يعد صحيحا، وفقا لتحليلات شركة متخصصة في الشبكة.

إذ تقول شركة "ستاتكاونتر" التي تتبع بيانات الإنترنت، إن حصة شركة برنامج "إنترنت إكسبلورر،" من السوق انخفضت لتصبح 49.9 في المائة في سبتمبر/أيلول، ورغم أن أكثر الناس لا يزال يستخدم المتصفح أكثر من غيره، إلا أن حصة المتصفحات الأخرى في السوق أصبحت أكبر.

وشركة "مايكروسوفت،" التي سيطرت فيما مضى على نحو 90 في المائة من سوق المتصفحات، عن طريق تحميل متصفحها مسبقا على أجهزة الكمبيوتر "ويندوز،" تمكنت من التغلب على برنامج "نت سكيب،" الذي كان ملك عقد التسعينيات.

ولذلك السبب واجهت "مايكروسوفت" دعاوى مكافحة الاحتكار في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما اضطر الشركة إلى تزويد مستخدمي "ويندوز" بقائمة من المتصفحات للاختيار من بينها. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وإلى جانب ذلك، فإن متصفحات أخرى تفوقت تكنولوجيا مثل "موزيلا فايرفوكس،" و"غوغل كروم،" و"أبل سفاري،" أخذت في الظهور والانتشار حتى تآكلت حصة "إكسبلورر،" من السوق بشكل مضطرد.

ويقول أودان كولين رئيس شركة "ستاتكاونتر" للأبحاث إن "هذه بالتأكيد علامة بارزة في حروب متصفحات الإنترنت.. فقبل عامين فقط كان إكسبلورر يسيطر على السوق في جميع أنحاء العالم بحصة تبلغ 67  في المائة."

التواصل بالصوت والصورة

بين الفينة والأخرى، يطل علينا موقع تويتر بروابط جديدة تتيح للمستخدمين مجالا أكبر للتواصل مع أحبائهم وأصدقائهم بشتى أنواع الطرق.

أحد هذه الروابط هو vidly.com، والذي يتيح لمستخدمي تويتر إرسال لقطات فيديو خاصة بهم، في خطوة قد تكون مشابهة لما يتيحه موقع youtube.com ويفتح هذا الموقع المجال أمام مستخدمي تويتر لإرسال الفيديو عبر جهاز الكمبيوتر أو عبر هواتفهم النقالة، مستخدمين البيانات الخاصة بهم على Twitter.

أحد أبرز المستخدمين لهذا الموقع هو حاكم ولاية كاليفورنيا، أرنولد شوارزينيغر، الذي يدرج مجموعة من اللقطات لكلماته، واحتفالاته، ولقاءاته بنخب المجتمع الأمريكي. ويمكن للمستخدم التعرف إلى عدد من الأشخاص الذين تابعوا هذه اللقطات، وأولئك الذين "أحبوه"، وأخيرا كل من أرسله إلى مستخدمين آخرين لمشاهدته. ويبلغ عدد المتتبعين لصفحة شوارزينيغر نحو مليون و180 ألف شخص. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

ومن المؤسسات التي استخدمت هذه الصفحة لترويج برامجها المطولة، قناة National Geographic الأمريكية، التي تبث إعلاناتها على vidly.com لجذب المشاهد لبرامجها التي تبث على القناة الأم. ويمكن أيضا للمشاهدين التعقيب على هذه اللقطات، عبر إبداء رأيهم في أسفل الصفحة.

ويبدو أن حمى استخدام مثل هذه المواقع انتقل أيضا إلى عالم الغناء، حيث تستعمل المغنية الأسترالية كايلي مينوغ، هذا الموقع لنشر مقتطفات لأبرز أغنياتها المصورة. ويبلغ عدد متتبعي صفحة كايلي مينوغ على موقع تويتر نحو 28 ألف شخص. يذكر أن لدى موقع تويتر العديد من الروابط التي تتيح للمستخدمين فرصة التواصل بالصوت والصورة والكلمة.

أول مكتب في الهند

من جانبها، مؤسسة "ويكيميديا" المسؤولة عن الموسوعة الالكترونية "ويكيبيديا" تنوي فتح أول مكتب لها خارج الولايات المتحدة، في الهند المنفتحة على ثقافة الانترنت، حسبما اعلنت المجموعة. وقال باري نيوستيد، المسؤول عن التطوير في "ويكيميديا" في رسالة الكترونية "هناك حماسة كبيرة لويكيميديا في الهند التي تشمل عددا كبيرا من مستخدمي الانترنت، والتزام عالمي بالمعرفة المجانية".

وأضاف "نأمل مساعدة الهنود على تحقيق حلمهم بخلق عالم حيث يمكن لكل شخص أن يشارك الآخرين مجموعة من المعارف المختلفة بحرية". وقد تفتتح المؤسسة اول فرع لها خارج الولايات المتحدة وهي لا تزال تبحث عن المكان المناسب. بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

ويكيميديا منظمة لا تتوخى الربح مقرها في سان فرانسيسكو ولا تضم سوى 35 موظفا، في حين يتم الولوج الى موقعها 364 مليون مرة شهريا، ما يجعله يحتل المرتبة الخامسة بين مواقع الانترنت التي تستقطب اكبر عدد من الزوار في العالم. وموسوعة "ويكيبيديا" المتوفرة في 270 لغة لا تضم اي إعلانات وتحتوي على أكثر من 16 مليون مقالة كتبها ونقحها أكثر من 100 ألف متطوع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 13/كانون الأول/2010 - 6/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م